في أعماق الغابات المطيرة في جنوب شرق آسيا، يعيش مخلوق غامض كريه الرائحة يعرف باسم غرير سواندا النتن “Sunda stink badger”.
ويشتهر هذا الحيوان بإفرازاته ذات الرائحة الكريهة التي يستخدمها للدفاع عن نفسه وتخويف الأعداء.
انطلق معنا في رحلة استكشافية في عالم هذا المخلوق الفريد من نوعه، وتعرف على خصائصه وسلوكه ودوره في النظام البيئي.
الاسم العلمي | Mydaus javanensis |
الأسماء الشائعة | غرير سواندا النتن، ظربان سوندا، الغرير الماليزي، الغرير النتن الإندونيسي |
الفصيلة | الظربان |
الموطن | جنوب شرق آسيا |
المواصفات الشكلية | يتميز بجسم ممتلئ يبلغ طوله 38 – 51 سم |
السلوك | حيوان ليلي ويعيش معظم الأفراد في أزواج |
الغذاء | آكلات اللحوم |
المفترسات | الصقور والزباد والببر |
الخصائص المميزة | يطلق رائحة كريهة كوسيلة دفاعية |
حالة الحفظ | أقل عرضة للقلق |
محتويات
تصنيف غرير سواندا النتن
غرير سواندا النتن هو نوع من الثدييات ينتمي إلى فصيلة “الظربان” ويوجد له نوعان فرعيان.
وسُميت على اسم جزر سوندا، وعادةً ما تسخدم كلمة “غرير” للإشارة إلى الظربان بسبب التشابه في السلوك والمظهر بين الحيوانين.
والغرير والظربان هما من فصائل مختلفة ولكنهما يشتركان في بعض الخصائص مثل: اللون الأبيض والأسود، والجلد السميك، والقدرة على إفراز روائح كريهة للدفاع عن النفس. [1]
موطن غرير سواندا النتن
يتواجد غرير سواندا النتن بشكل رئيسي في جزر سومطرة وبورنيو وجاوة في جنوب شرق آسيا.
حيث يفضل هذا المخلوق الغامض العيش في الجبال ونادراً ما يوجد في السهول.
وغالباً ما يوجد على ارتفاعات تزيد عن 2133 متر، ولكن يمكن العثور عليه أيضاً على ارتفاع منخفض يصل إلى 259 متر في جاوة الغربية.
ويسكن في جحور تحت الأرض، ومع ذلك، يوجد في بورنيو في الكهوف على ارتفاعات أعلى. [1]
التكيف مع البيئة
يتكيف غرير سواندا النتن بشكل جيد مع البيئة الرطبة في الغابات المطيرة، فهو يفضل العيش بالقرب من مصادر المياه مثل الأنهار والجداول.
حيث يمكنه العثور على العديد من اللافقاريات والحشرات التي يتغذى عليها. كما يستفيد من الغطاء النباتي الكثيف للاختباء من الحيوانات المفترسة والتسلل بحثاً عن فريسته.
شكل غرير سواندا النتن
- يتميز بجسم ممتلئ يبلغ طوله 38 – 51 سم، و وزنه 1.3 – 3.6 كجم.
- يمتلك فرواً أسود اللون مع خطوط بيضاء تمتد على طول ظهره من الرأس إلى الذيل.
- الذيل قصير، يبلغ طوله حوالي 3.6 سم، ومغطى بفراء أبيض.
- يتميز برأس صغير وأذنين صغيرتين و خطم طويل يستخدمه للبحث عن الطعام في التربة.
- يمتلك أرجل قصيرة وقوية تنتهي بمخالب حادة تساعده على الحفر والبحث عن الطعام.
- أبرز ما يميزه هو وجود غدد شرجية تفرز سائلاً زيتياً ذو رائحة كريهة جداً، تشبه رائحة البيض الفاسد.
- يمكن للحيوان أن يرش سائل ذو رائحة كريهة لمسافة تصل إلى متر.
سلوك غرير سواندا النتن
يعد غرير سواندا النتن حيواناً ليلياً يعيش معظم الأفراد في أزواج، وتقضي معظم وقتها في البحث عن الطعام في العتمة.
وخلال النهار تختبئ في جحور قصيرة، يقل طولها عن 60 سم، حيث تقوم بحفر أنفاقاً بسيطة باستخدام مخالبها القوية.
وتنتهي الجحور بحجرات كبيرة حيث توجد أماكن النوم وتتميز الجحور برائحة كريهة للغاية.
بعد ذلك، تضع الأغصان والأوراق المجففة عند المدخل الخارجي للتغطية، كما تستخدم جحور بعض الحيوانات مثل النيص. [1]
الرائحة الكريهة كسلاح دفاعي
يستخدم غرير سواندا النتن إفرازاته الكريهة كآلية دفاعية فعالة لصد الحيوانات المفترسة.
فعندما يشعر بالتهديد، يقوم برش سائله الزيتي ذو الرائحة النفاذة في اتجاه المهاجم، مما يصيبه بالغثيان والارتباك.
كما تعد هذه الرائحة قوية للغاية حيث يمكن أن تبقى عالقة في المنطقة لساعات بعد إطلاقها.
ولقد أغمي على البشر من الرائحة الكريهة، واختنقت الكلاب من السوائل كريهة الرائحة، كما أُصيبت كلاب بالعمى بسبب إصابتها في العين.
غذاء غرير سواندا النتن
يعتبر غرير سواندا النتن حيواناً آكلاً للحوم، حيث يتغذى على مجموعة واسعة من الكائنات الحية. مثل الحشرات والديدان وخاصة ديدان الأرض ويرقات الحشرات، وبيض الطيور، والجيف.
كما يتغذى أيضاً على الفواكه والجذور والبذور، ويستخدم أطرافه الأمامية القوية ومخالبه الطويلة وخطمه “الشبيه بالخنزير” للحفر عبر التربة. [2]
المفترسات
تعتبر الصقور والزباد والببر من أبرز مفترسات غرير سواندا النتن. وعادةً ما تتحرك هذا الحيوانات ببطء ولا يمكنها الجري إلا بسرعة الهرولة (بسرعة مشي الإنسان تقريباً) لمسافة 100 متر تقريباً. [2]
تكاثر غرير سواندا النتن
الإناث لديها ست حلمات (أربع حلمات صدرية واثنتان أربية) ؛ ويقدر أنها تلد من اثنين إلى ثلاثة صغار في كل ولادة. وتنمو صغارها في جحور تحت الأرض. (لا تتوفر الكثير من المعلومات حول تكاثر هذا النوع). [2]
الدور في النظام البيئي
يلعب غرير سواندا النتن دوراً هاماً في النظام البيئي من خلال التحكم في أعداد الحشرات و اللافقاريات. كما يساهم أيضاً في نشر بذور النباتات من خلال فضلاته.
حالة حفظ غرير سواندا النتن
وفقاً للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض لعام 2022، يصنف غرير سواندا النتن ضمن الأنواع غير المهددة أو التي تواجه خطر الانقراض الضعيف جداً.
ويعتبر الوضع الحالي للسكان مستقر، ولكن يلاحظ أنه يصطاد في بعض المناطق لاستخدام إفرازاته في صناعة العطور والطب التقليدي، وأحياناً كغذاء.
غرير بالاوان النتن
غرير بالاوان النتن “Mydaus marchei” هو حيوان ينتمي إلى فصيلة “الظربان”، ويتواجد بشكل أساسي في جزيرة بالاوان في الفلبين.
ويشبه كثيراً غرير سواندا النتن، ولكنه يتميز بفرو بني غامق إلى أسود يغطي معظم جسمه، ويتدرج لونه إلى البني الفاتح عند الأجزاء السفلية.
كما تنتشر شعيرات بيضاء ناعمة على ظهره وجبهته، ولكنها لا تشكل الأشرطة البيضاء والبقع المميزة لغرير سوندا النتن.
وبالمقارنة بأقاربه، يتميز غرير بالوان النتن بحجمه الأصغر وأسنانه الأكبر وفروه الأطول.
ويعرف هذا النوع بقدرته على إفراز مادة ذات رائحة نفاذة من غدد تحت الذيل كوسيلة دفاعية ضد الحيوانات المفترسة.
وعلى الرغم من أن غرير بالوان النتن كان يعتبر شائعاً في السبعينيات، إلا أنه يصنف الآن كنوع مهدد بالانقراض وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
ويعود السبب في ذلك إلى عوامل عدة، من بينها فقدان الموائل، خاصة وأن هذا النوع مستوطن في جزيرتين فقط.
وللأسف، لا يوجد حالياً أي تشريعات فلبينية تحمي هذا الحيوان ولا توجد جهود حفظ منظمة لإنقاذه. [3]
وداعاً، أيها المخلوق اللطيف
في ختام مقالتنا عن غرير سواندا النتن، نجد أن هذا الحيوان الفريد يعكس تنوع الحياة البرية في جنوب شرق آسيا.
وعلى الرغم من أنه لا يواجه حالياً خطر الانقراض الشديد، إلا أن الضغوطات مثل الصيد وفقدان المواطن الطبيعية قد تهدد وجوده في المستقبل.
لذا، يجب أن نعمل معاً لحماية هذه المخلوقات الرائعة ومواطنها، ليس فقط لأجلها، بل للحفاظ على التوازن البيئي الذي يعتمد عليه كوكبنا.
ننصحك بالتعرف على “ النمس المصري : حيوان ذو تاريخ غني وثقافة عريقة“