محتويات
الببر
ملك الغابة بلا منازع، رمز للقوة والجمال والغموض إنه “الببر“. حيث تتجول هذه القطط المهيبة في الغابات الآسيوية، تاركة وراءها هالة من الإعجاب والرهبة تجعلها من أكثر المخلوقات روعة على وجه الأرض.
سوف نتعمق في تفاصيل هذا المفترس المذهل، من أنواعه الفرعية وموائله إلى تقنيات الصيد الماهرة ودوره الحاسم في النظام البيئي!
الموطن والانتشار
ينتمي الببر (Panthera tigris) إلى فصيلة السنوريات، وهو أكبر أنواع فصيلة السنوريات ويأتي الأسد ملك الغابة في المرتبة الثانية. بينما تنتشر هذه القطط الكبيرة في مناطق واسعة من آسيا، حيث تمتد من سيبيريا الباردة في روسيا إلى الغابات الاستوائية في الهند وجنوب شرق آسيا. تاريخياً، كان نطاقها يغطي معظم القارة، ولكن بسبب الصيد الجائر وفقدان الموائل، تقلصت أعدادها بشكل كبير، وانحصرت في جيوب متفرقة. [1]
البيئة
يتواجد الببر في مجموعة واسعة من الموائل، وهو ما ينعكس في توزيعها عبر مجموعة واسعة من الظروف البيئية. ومن المعروف أنها تعيش في الأراضي الشجرية الاستوائية المنخفضة، والغابات الموسمية، والغابات الشوكية الجافة، وغابات البلوط والبتولا، وغابات الأعشاب الطويلة ومستنقعات المنغروف.
الببر قادر على التكيف مع مجموعة واسعة من الاختلافات المناخية، من المناطق الدافئة والرطبة إلى المناطق التي تتساقط فيها الثلوج بكثافة، حيث يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى -40 درجة مئوية. كما تتواجد هذه الحيوانات على ارتفاع 3960 متراً، وبشكل عام يحتاج الببر منطقة تتوفر فيها بعض النباتات ومصدر للمياه وفرائس كافية.
الأنواع الفرعية
توجد ستة أنواع فرعية من الببر على قيد الحياة اليوم، وتختلف هذه الأنواع الفرعية في الحجم واللون والعلامات وهي:
- الببر السيبيري: يوجد حاليًا في جزء صغير فقط من روسيا.
- الببر البنغالي: يتواجد في الهند وبنغلاديش ونيبال وبوتان والصين.
- ببر الهند الصينية: يوجد في كمبوديا والصين ولاوس وماليزيا وميانمار وتايلاند وفيتنام.
- ببر جنوب الصين: يسكن ثلاث مناطق معزولة في جنوب وسط الصين.
- ببر سومطرة: يوجد فقط في جزيرة سومطرة في إندونيسيا.
- ببر الملايو: يوجد في شبه الجزيرة الماليزية.
لماذا يُسمى الببر بهذا الاسم؟
يُعتقد أن اسم “الببر” نشأ من اللغة الفارسية القديمة، حيث كانت كلمة “بَبَر” (بابر) تُستخدم للإشارة إلى هذا الحيوان. ومع مرور الوقت، انتقلت هذه الكلمة إلى اللغات الأخرى، مثل العربية، حيث أصبحت تُنطق “بَبْر”. كما أن كلمة «ببر» تعني في الواقع «نمر» باللغة الفارسية ، أما «نمر» في العربية فهي صفة تطلق على الحيوان «الأنمر» أي ذي النُمر أو العلامات . و قد استخدام العرب الاسم الفارسي «ببر» لكي لا يحصل لغط بين الحيوانين .
شكل الببر
- تتميز بجسمها العضلي القوي،وأرجلها الطويلة، وذيلها الطويل الذي يساعدها على التوازن.
- تختلف أحجامها حسب النوع الفرعي، حيث يعتبر ببر سيبيريا الأكبر حجماً بطول يصل إلى 3.7 متر، ويصل وزنه إلى 300 كيلوغرام.
- ببر سومطرة هو أصغر الأنواع، حيث يبلغ طوله 2.34 متر و وزنه 136 كجم.
- بعض الأنواع الفرعية لها لون فراء
- أفتح، والبعض الآخر أبيض بالكامل تقريباً مع وجود خطوط سوداء أو بنية داكنة.
- تتميز بفرائها المخطط بالألوان البرتقالية والأسود، والذي يوفر لها التمويه في بيئتها الطبيعية.
- تتمتع بحواس حادة، بما في ذلك الرؤية الليلية الممتازة والسمع الحساس و حاسة الشم القوية.
- تعتبر مخالبها وأسنانها حادة وقوية، مما يجعلها مفترساً فتاكاً.
- تمتلك بنية قوية تمكنها من مصارعة الفريسة، ويكون اللسان مغطى بحليمات صلبة لكشط اللحم عن عظام الفريسة.
السلوك ونمط الحياة
يعتبر الببر من الحيوانات الانفرادية. والتي تعيش في مناطق خاصة بها تدافع عنها بشراسة، والعلاقة الوحيدة طويلة الأمد هي بين الأم وصغارها. وتتميز هذه المخلوقات بحركتها الليلية، وتقضي معظم وقتها في البحث عن الفرائس. كما تتمتع الببور بقدرة هائلة على القفز ويمكنها القفز ما بين 8 – 10 أمتار، وهم سباحون ماهرون ولا تعيق المياه عادةً حركتهم. كما أنهم متسلقون ممتازون، حيث تستخدم مخالبها القابلة للسحب وأرجلها القوية في التسلق.
التواصل
يتم التواصل بين الببر من خلال وضع علامات الرائحة والإشارات البصرية والأصوات. حيث يتم رش البول على أشياء مثل العشب والأشجار والصخور لتحديد المنطقة. كما تتواصل الببر باستخدام مجموعة متنوعة من الأصوات، بما في ذلك الزئير، الهدير، والزمجرة. وعادةً ما تشمل التفاعلات البصرية بين الببور كشف الأنياب، وتوسيع الأذنين وبؤبؤ العينين. كما يمكن استخدام البقع والخطوط خلف الأذنين للتواصل بين الأنواع.
غذاء الببر
يعتبر الببر من الحيوانات المفترسة القوية والماهرة، والتي تعتمد على التخفي والانقضاض المفاجئ للقبض على فرائسها. حيث تتغذى على مجموعة متنوعة من الحيوانات، بما في ذلك الغزلان، الخنازير البرية، الجاموس، وحتى الفيلة الصغيرة. كما تستطيع هذه القطط أكل كميات كبيرة من اللحوم في وجبة واحدة، وتقضي عدة أيام في الراحة بعد صيد كبير.
طريقة الصيد
تتسم الببور بالصمت، وتتخذ خطوات حذرة وتبقى منخفضة على الأرض بحيث لا يمكن لفرائسها أن تراها أو تسمعها. وعادةً ما تتربص بفرائسها وتقتلها في الليل، وهي تستخدم كتلتها لإفقاد الفريسة توازنها أثناء الانقضاض عليها. بينما تعد هذه القطط من أنجح المفترسات، ولكنها لا تنجح في الصيد إلا مرة واحدة من كل 10 إلى 20 مرة. [2]
طريقة قتل الفريسة
عندما تقترب الببور بما يكفي للقتل، فإنها تستخدم أحد تكتيكين. حيث تقتل الحيوانات الصغيرة التي يقل وزنها عن نصف وزن جسم الببر عن طريق عض الجزء الخلفي من الرقبة. حيث يتم إدخال الأنياب بين فقرات الرقبة فتتشعب الفقرات وتقطع الحبل الشوكي. أما بالنسبة للحيوانات الأكبر حجماً، فيتم عض الحلق، مما يؤدي إلى سحق القصبة الهوائية وخنق الحيوان حتى الموت.
تكاثر الببر
تتكاثر الببور على مدار السنة، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى. وتعتمد فترة الحمل على النوع الفرعي، وتتراوح بين 93 – 112 يوماً. تلد الأنثى ما بين 2 إلى 4 أشبال، وتقوم برعايتهم بمفردها.
العناية بالصغار
تولد الأشبال عمياء وعاجزة وتعتمد على أمهاتها في الغذاء والحماية، ولا تفتح العيون إلا بعد 6 إلى 14 يومًا من الولادة. وعادةً ما يحدث الفطام في عمر 90-100 يوم، وتتبع الأشبال أمهاتها من عمر شهرين تقريباً، حيث تبدأ في ذلك الوقت في تناول الطعام الصلب. بينما في عمر 5-6 أشهر تبدأ الأشبال في المشاركة في الصيد.
تبقى الأشبال مع أمهاتها حتى عمر يتراوح بين 18 شهراً وثلاث سنوات. ولكن لا تصل صغار الببور إلى مرحلة النضج الجنسي إلا بعد بلوغ الإناث 3-4 سنوات من العمر، والذكور 4-5 سنوات. ويمكن للببر العيش قرابة 8-10 سنوات في البرية، و26 عاماً في الأسر.
دور الببر في النظام البيئي
تلعب الببور دورًا حاسمًا في النظام البيئي، فهي مفترس رئيسي يساعد في تنظيم أعداد الفرائس، وبالتالي الحفاظ على التوازن البيئي. كما يساعد وجودها في الحفاظ على صحة الغابات، والتي تلعب دورًا هامًا في تنظيم المناخ.
التهديدات
تواجه الببور العديد من التهديدات، بما في ذلك الصيد الجائر، فقدان الموائل، وتجزئة المناطق. حيث يعتبر الصيد الجائر للحصول على فرائها وأعضائها المستخدمة في الطب التقليدي من أكبر التهديدات التي تواجهها. كما تؤدي إزالة الغابات والتوسع البشري إلى تدمير موائلها الطبيعية، وتجزئة المناطق التي تعيش فيها، مما يؤدي إلى انخفاض أعدادها.
الحماية
تُبذل جهود كبيرة لحماية الببر والحفاظ عليها. وتشمل هذه الجهود إنشاء المحميات الطبيعية، مكافحة الصيد الجائر، وإدارة الموائل. كما يتم العمل على زيادة الوعي بأهمية هذه الحيوانات ودورها في النظام البيئي.
حقائق مثيرة عن الببر
- يُعدّ أكبر قطة برية في العالم، حيث يصل وزنه إلى 300 كيلوغرام وطوله إلى 3 أمتار.
- على عكس معظم القطط الكبيرة، يُعدّ الببر سباحًا ماهرًا، ويستخدم مهاراته في السباحة للصيد وعبور الأنهار.
- يتميز برؤيته الليلية الممتازة، مما يسمح له بالصيد في الظلام.
- يتم الاحتفال بيوم الببر العالمي سنويًا في 29 يوليو لزيادة الوعي حول أهمية حماية هذه الحيوانات الرائعة.
- تُصنف جميع الأنواع على أنها “مُهددة بالانقراض” وذلك بسبب الصيد الجائر وفقدان الموائل والتنافس مع الحيوانات الأخرى.
ننصحك بالتعرف “على الأسد : دراسة شاملة حول هذه الكائنات الرائعة بالصور” بالضغط هنا