محتويات
زباد النخيل المقنع
زباد النخيل المقنع (Masked palm civet) : هو حيوان ثديي صغير ينتمي إلى عائلة الزباديات ، و يتميز بقناعه المميز و ذيله الطويل. و يعيش في الغابات المطيرة في جنوب شرق آسيا، ويلعب دوراً هاماً في النظام البيئي من خلال نشر البذور و التحكم في أعداد الحشرات.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا المخلوق المذهل ، حيث نغوص في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة !
الموطن والانتشار
ينتمي زباد النخيل المقنع (Paguma larvata) إلى فصيلة الزباديات، ويعرف بعدة أسماء منها: الزباد ذو الوجه الكريمي، وزباد نخيل الهيمالايا. بينما يتواجد هذا النوع في جنوب شرق آسيا، و يمتد نطاقه من جنوب الصين و ميانمار إلى شبه جزيرة الملايو و سومطرة وبورنيو.
النطاق الجغرافي
يعتبر زباد النخيل المقنع هو الأكثر انتشارًا بين جميع أنواع الزباد. حيث يمتد نطاقه عبر جنوب شرق آسيا وجنوب الصين، بما في ذلك البلدان التالية: بنغلاديش وبوتان وبروناي وكمبوديا والصين والهند وباكستان وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار ونيبال وسنغافورة وتايلاند وفيتنام. كما تم إدخال هذا النوع من الزباد إلى العديد من الجزر اليابانية من قبل البشر في أوائل إلى منتصف القرن العشرين.
البيئة
يعيش زباد النخيل المقنع في مجموعة متنوعة من الغابات. وتوجد في الغابات النفضية ودائمة الخضرة والغابات المختلطة وكذلك في المناطق الجبلية. كما يتواجد أيضاً في الغابات الاستوائية المطيرة، وغالباً ما يوجد بالقرب من المستوطنات البشرية. ويتكيف هذا النوع جيدًا مع الحياة في الأشجار، حيث يقضي معظم وقته في البحث عن الطعام و الراحة بين أغصان الأشجار.
شكل زباد النخيل المقنع
- يتراوح حجمه بين حجم القطة المنزلية إلى حجم الثعلب الصغير .
- يتراوح طول جسمه بين 48 – 61 سم ، و يبلغ طول ذيله بين 48 – 59 سم. ويتراوح وزنه بين 2 – 5 كجم .
- يتميز بفراءه الكثيف الناعم ذو اللون الرمادي، و لا تمتلك خطوط أو بقع أو أشرطة على الذيل أو الجسم.
- يمتلك علامات مميزة سوداء و بيضاء على وجهه تشبه القناع. وتعد علامة تحذيرية للحيوانات الأخرى.
- يمتلك جسمًا نحيلًا و أرجل قصيرة و مخالب حادة تساعده على التسلق.
- يمتلك ذيلًا طويلًا و كثيفًا يساعده على التوازن أثناء التسلق.
السلوك الاجتماعي
يُعتبر زباد النخيل المقنع حيوانًا ليلاً وانفراديًا في الغالب، ويعيش في منطقة محددة ويدافع عنها ضد الدخلاء. كما يتميز بأنه حيوان شبه شجري بارع، و يستخدم ذيله الطويل للتوازن أثناء التنقل بين الأشجار. و على الرغم من أنه يمكنه السباحة ، إلا أنه نادرًا ما يفعل ذلك.
التواصل
يتواصل زباد النخيل المقنع مع الأفراد الآخرين من خلال مجموعة من الأصوات والروائح. ويستخدم مجموعة متنوعة من النداءات، بما في ذلك الصراخ والزمجرة والهدير. كما يستخدم الغدد الشرجية لإطلاق روائح قوية للتواصل مع الأفراد الآخرين و وضع علامات على أراضيهم.
غذاء زباد النخيل المقنع
زباد النخيل المقنع حيوان آكل للحوم والفواكه ، ويتغذى على مجموعة متنوعة من الفرائس ، بما في ذلك الحشرات والقوارض الصغيرة والزواحف والطيور وبيض الطيور. وهو حيوان انتهازي، وسيأكل أي شيء يمكنه اصطياده. كما يتغذى على الفاكهة مثل التين والمانجو والموز و أوراق الشجر.
المفترسات
تفترس مجموعة متنوعة من الحيوانات زباد النخيل المقنع، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الببر والصقور والنمور والبشر. بينما يدفع هذا النوع عن نفسه عن طريق رش إفرازات من غددها الشرجية على الحيوانات المفترسة.
يعمل هذا الرذاذ بشكل مشابه لرذاذ الظربان ويعمل كرادع للحيوانات المفترسة الأخرى. ويُعتقد أن “قناع الوجه” ينبه المفترسين المحتملين إلى هذه الغدة السامة. كما أن قدرتها الممتازة على التسلق تساعدها على تجنب الافتراس.
تكاثر زباد النخيل المقنع
هناك موسمان للتكاثر في أوائل الربيع وأواخر الخريف، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى. و تستمر فترة الحمل حوالي 60 يومًا، و تلد الأنثى ما بين 2 – 5 صغار. وتولد الصغار عمياء وعاجزة ، وتفتح أعينهم بعد 9 أيام وينمو الصغار إلى حجم البالغين في حوالي ثلاثة أشهر. بينما يمكن لزباد النخيل المقنع العيش لمدة تصل إلى 20 عامًا في الأسر، وحوالي 10 سنوات في البرية.
الدور في النظام البيئي
يلعب زباد النخيل المقنع دوراً هاماً في النظام البيئي من خلال نشر البذور و التحكم في أعداد الحشرات. حيث يساعد على انتشار بذور العديد من أنواع الفاكهة من خلال أكلها و إخراجها في برازه ، ويساهم في التحكم في أعداد الحشرات من خلال افتراسها.
الحفاظ على زباد النخيل المقنع
يُصنف زباد النخيل المقنع على أنه من الأنواع الأقل إثارة للقلق من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة . ومع ذلك ، فإنه لا يزال يواجه عددًا من التهديدات ، بما في ذلك إزالة الغابات و الصيد و تجارة الحيوانات الأليفة. وتُبذل جهود لحمايته من خلال إنشاء المناطق المحمية ومكافحة الصيد غير القانوني وزيادة الوعي بأهميته.
الخاتمة
يتميز زباد النخيل المقنع بنشاطه الليلي وقدرته على التكيف مع التغيرات في مواطنه، وهو ما يعكس مرونة هذا النوع وقدرته على البقاء في مواجهة التحديات البيئية. لذا دعونا نعمل معًا لحماية هذه الأنواع الرائعة والمحافظة على التوازن الطبيعي للنظم البيئية التي تعتبر جزءًا منها.
ننصحك بالتعرف على” الفلنوك الشرقي: الحيوان الغريب الذي يجمع بين القطط والليمور” بالضغط هنا