مخلوق ليلي غامض ذو فراء مخطط ورائحة نفاذة، يسكن الغابات والمناطق المشجرة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
إنه الزباد الأفريقي (African civet)، معروف بمهاراته في التسلق والسباحة، ويلعب دوراً مهماً في النظام البيئي من خلال التحكم في أعداد القوارض والحشرات.
انضم إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا الحيوان الغامض، حيث نكشف عن أسرار حياته، وسلوكه، وخصائصه الفريدة!
الاسم العلمي | Civettictis civetta |
الأسماء الشائعة | الزباد الأفريقي |
الفصيلة | الزباديات |
الموطن | قارة أفريقيا |
المواصفات الشكلية | يتراوح طول جسمه بين 67-84 سم، ويصل طول ذيله إلى 40-47 سم |
السلوك | حيوان ليلي وانفرادي، يقضي معظم وقته في البحث عن الطعام |
الغذاء | آكلات اللحوم |
الخصائص المميزة | يمتلك غدد شرجية تنتج مادة زيتية ذات رائحة نفاذة |
حالة الحفظ | مستقر |
محتويات
تصنيف الزباد الأفريقي
ينتمي الزباد الأفريقي إلى فصيلة الزباديات، و هي فصيلة متنوعة من الثدييات الصغيرة إلى المتوسطة الحجم التي توجد في أفريقيا وآسيا. وتتميز الزباديات بأجسامها النحيلة وذيولها الطويلة ورائحتها القوية. [1]
الموطن والانتشار
يتواجد الزباد الأفريقي في مناطق واسعة من قارة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. حيث يمتد نطاقه من السنغال وغامبيا في الغرب إلى إثيوبيا والصومال في الشرق، وجنوباً إلى جنوب أفريقيا.
بيئة الزباد الأفريقي
يعيش هذا الحيوان في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك الغابات المطيرة، والغابات الساحلية، والغابات الجبلية، وحتى المناطق الزراعية.
ونادراً ما يتواجد في المناطق القاحلة في أفريقيا، وبدلاً من ذلك، يتواجد عادةً بالقرب من مصادر المياه الدائمة. [1]
التكيف مع البيئة
الزباد الأفريقي مخلوق متكيف بشكل جيد مع بيئته، حيث يمتلك فراء كثيف يحميه من البرد والرطوبة، وخطوطه الداكنة تساعده على التمويه بين الأشجار والشجيرات.
كما يتمتع بحاسة شم قوية تمكنه من تحديد موقع الفرائس والحيوانات المفترسة، وحاسة سمع حادة تساعده على التنقل في الظلام. [1]
شكل الزباد الأفريقي
- يتراوح طول جسمه بين 67 – 84 سم، ويصل طول ذيله إلى 40 – 47 سم.
- يتراوح وزنه بين 7 – 20 كجم، والإناث عادة أصغر من الذكور.
- يتميز بفراءه الكثيف ذو اللون الفضي أو الكريمي، مع خطوط سوداء وبنية على الجسم والذيل.
- يتميز بأقنعة الوجه السوداء، التي تذكرنا بأقنعة الراكون، وخطوط العنق البيضاء.
- يمتلك عرف قصير يمتد على طول الظهر قابل للانتصاب عند شعوره بالخوف.
- يمتلك أرجل قصيرة وقوية، ومخالب حادة تساعده على التسلق والتنقيب عن الطعام.
- له رأس صغير و وجه مدبب، مع عيون كبيرة وآذان مستديرة.
- السمة الأكثر تميزاً هي الغدد الشرجية التي تنتج مادة زيتية ذات رائحة نفاذة، يستخدمها الزباد للدفاع عن نفسه ولتحديد منطقته.
سلوك الزباد الأفريقي
يعد هذا الحيوان ليلي وانفرادي، ويقضي معظم وقته في البحث عن الطعام، وتبلغ ذروة نشاطه من ساعة إلى ساعتين قبل غروب الشمس إلى منتصف الليل.
وعندما تكون هذه الحيوانات نشطة جنسياً، يميل كلا الجنسين إلى الحركة أكثر، بينما ينام هذا النوع بين أعشاب الغابات الكثيفة خلال النهار.
و تبني الأمهات فقط أعشاشاً مع صغارها، حيث توجد هذه الأعشاش في الجحور التي تصنعها الحيوانات الأخرى أو تحت الجذور المتشابكة.
وإذا شعر الزباد الأفريقي بالتهديد، فإنه يرفع شعر ظهره ليبدو أكبر حجماً وبالتالي أكثر قوة وخطورة، وهذا السلوك هو دفاع عن النفس. [2]
التواصل
يتواصل الزباد الأفريقي مع الزباديات الأخرى عن طريق إشارات بصرية وشمية وصوتية. حيث تحدد منطقتها عن طريق الانحناء والضغط على غددها الشرجية، وتضع إفرازات غددها الشرجية على الأشياء.
تضع الزباديات برازها في أكوام خاصة، وتحتوي أكوام الروث هذه على إفرازات من الغدد الشرجية وتوفر وسيلة إضافية لتحديد المنطقة التي تعيش فيها وربما لجذب الرفاق.
كما تُصدر حيوانات الزباد ثلاثة أنواع من الأصوات: الهدير والسعال والصراخ، ولكن أكثرها شيوعاً هو صوت “ها ها ها ها” الذي يستخدم للتواصل.
غذاء الزباد الأفريقي
يعتبر الزباد الأفريقي من آكلات اللحوم، حيث يتغذى على الجيف والقوارض والحشرات (الصراصير والجنادب والخنافس والنمل الأبيض) والبيض والزواحف والطيور.
كما يستهلك الفواكه البرية، ويتميز هذا الحيوان بقدرته على أكل الفواكه التي عادةً ما تكون سامة أو مقيتة بالنسبة لمعظم الثدييات، بما في ذلك ثمرة “الإسطركن”، والديدان الألفية، والجيف شديدة التحلل. [1]
مهارات الصيد
يستخدم هذا الحيوان حاستي الشم والسمع لتحديد موقع الفرائس، و لا يستخدم أقدامه للقبض على الفريسة؛ وبدلاً من ذلك، يتغلبون على الفريسة بأسنانهم.
ويُظهر هذا الحيوان سلوكيات صيد مختلفة، حيث يهز الفريسة بعنف حتى ينكسر العمود الفقري أو قد يتم عض القوارض ورميها.
كما أنه سباح ماهر، ويمكنه اصطياد الأسماك والضفادع في المياه الضحلة. [2]
تكاثر الزباد الأفريقي
موسم التزاوج للزباد الأفريقي يختلف باختلاف المنطقة، ولكنه عادة ما يكون في موسم الأمطار. ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى، ويمكن أن تنجب الأنثى نسلين أو ثلاثة في السنة.
حيث تلد الأنثى ما بين 1 – 4 صغار بعد فترة حمل تدوم حوالي 60-70 يوماً، وتولد الصغار عمياء وعاجزة، وتعتمد على الأم في الرعاية والحماية. [2]
العناية بالصغار
يولد الصغار وهم مغطون بفراء أسود قصير ويمكنها الزحف عند الولادة، بينما تغادر الصغار الوكر بعد 18 يوماً، ولكنها تعتمد على أمها في الحصول على الحليب والحماية لمدة شهرين آخرين.
بينما يصل الصغار لمرحلة النضج الجنسي بعد عام، ويمكن لهم العيش في البرية قرابة 15عاماً، و 28 عام في الأسر.
الدور في النظام البيئي
يلعب الزباد الأفريقي دوراً مهماً في النظام البيئي من خلال التحكم في أعداد القوارض والحشرات، والتي يمكن أن تكون آفات زراعية.
كما أنه يساعد في نشر بذور الفواكه التي يتغذى عليها، مما يساهم في تجديد الغابات، وتنوع النظام البيئي.
حالة حفظ الزباد الأفريقي
على الرغم من أن الزباد الأفريقي ليس مهدداً بالانقراض، إلا أنه يواجه بعض التهديدات، بما في ذلك فقدان الموائل بسبب إزالة الغابات والتوسع الزراعي، والصيد الجائر من أجل فرائه والغدد الشرجية التي تستخدم في صناعة العطور.
وتُبذل جهود لحماية هذا الحيوان من خلال إنشاء المحميات الطبيعية، وتطبيق القوانين التي تحظر الصيد الجائر، وتوعية المجتمعات المحلية بأهمية هذا المخلوق في النظام البيئي.
أشهر أنواع حيوان الزباد الموجودة في أفريقيا
تتميز القارة الأفريقية بتنوعها البيولوجي الغني، والذي يشمل مجموعة واسعة من الكائنات الحية، من بينها حيوان الزباد.
والآن، سنتعرف بشكل أعمق على أشهر أنواع الزباد الموجودة في أفريقيا، وخصائصها المميزة:
1- زباد جنوب أفريقيا ذات البقع الصغيرة
زباد جنوب أفريقيا ذات البقع الصغيرة (Genetta felina) هي نوع من الحيوانات المتوطنة في جنوب أفريقيا، أنجولا، بوتسوانا، ناميبيا، وزامبيا.
وتعيش في السافانا الحرجية، الأراضي العشبية، الغابات الكثيفة، والمناطق الجافة التي تحد الصحاري. ويتميز هذا النوع بطرف أبيض على ذيلها، أقدام داكنة، وذقن داكن.
وقد تم وصف هذا النوع لأول مرة في عام 1811 بواسطة كارل بيتر ثونبرج، وكانت تعتبر نوعاً فرعياً من الزباد الشائع.
ولكن في عام 2005، تم فصلها وتصنيفها كنوع مستقل، ومع ذلك، لا يزال تصنيفها محل نزاع إلى اليوم. [3]
2- الزباد الحبشي
الزباد الحبشي (Genetta abyssinica)، المعروف أيضاً باسم الزباد الإثيوبي، هو نوع من الزباديات موطنه إثيوبيا، إريتريا، الصومال، السودان.
ويعيش الزباد الحبشي في السهول الساحلية، المروج الجبلية الأفريقية، والمستنقعات الجبلية، وقد تم رصده على ارتفاع يصل إلى 3,750 متر.
وتم تصنيفه كنوع غير محدد البيانات في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ويعتبر واحداً من أقل أنواع الزبادة شهرة.
ويتميز هذا النوع بوجود بقع على الجوانب السفلية ممدودة بشكل واضح، مما يجعلها تشبه الخطوط أكثر من البقع.
كما يحتوي الذيل على سبع حلقات شاحبة على الأقل، مفصولة بسبع أو ثماني حلقات سوداء ضيقة وله طرف داكن.
ومن المحتمل أن يتناقص عدد هذا النوع بسبب تجزئة الموائل، حيث تم تحويل العديد من المناطق ذات السجلات التاريخية إلى أراضي زراعية.
وقبل الحرب العالمية الثانية، تم تسجيل جلود الزباد الحبشي للبيع في أسواق أديس أبابا، ومن غير المعروف ما إذا كان هناك سوق لهذه الجلود حالياً. [4]
3- زباد الغابة العملاق
زباد الغابة العملاق (Genetta victoriae) يستوطن هذا النوع في حوض الكونغو، ويتميز بجسم ممدود وأرجل قصيرة نسبياً، وذيل كثيف يحتوي على حلقات سوداء.
وهذا الحيوان شجري ويعيش في الأشجار، وهو ليلي إلى حد ما، ونظراً لانتشاره الواسع وشيوعه، تم تصنيفه ضمن الأنواع الأقل إثارة للقلق في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
4- الزباد المائي
الزباد المائي (Genetta piscivora)، المعروف أيضاً باسم الزباد الصياد، هو نوع نادر من الثدييات آكلة اللحوم، تم تسجيله فقط في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ونظراً لندرته، تم إدراجه كنوع ناقص البيانات في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة منذ عام 1996، وأعيد تقييمه في عام 2015 كنوع قريب من التهديد.
ويتميز الزباد المائي بفراء طويل وكثيف أحمر كستنائي بدون بقع أو خطوط، ورأس بني فاتح مع بقع بيضاء حول الخطم والعينين، والذيل كثيف وأسود.
وتختلف هذه الخصائص عن الأنواع الأخرى من فصيلة الزباد، حيث أن لونه كستنائي وأسنانه الحادة تشير إلى تكيفه مع أكل الأسماك.
ويتغذى هذا النوع بشكل رئيسي على الأسماك والقشريات، ويستخدم شواربه لاكتشاف حركات الأسماك أو لجذبها عن طريق التربيت على سطح الماء.
5- اللنسنغ الأفريقي
ينتمي اللنسنغ الأفريقي (Poiana richardsonii) إلى فصيلة الزباديات، ويوجد نوعان منه: لنسنغ بوياني، لنسنغ ليتوني. ويتواجد في الكاميرون وغينيا الاستوائية والجابون وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو.
ويعيش اللنسنغ الأفريقي في قمم الأشجار، ونادراً ما يتم رصده على الأرض، وهو حيوان ليلي يصطاد القوارض الصغيرة والطيور، ولكنه يتغذى أيضاً على الحشرات.
ويتميز اللنسنغ بتشابهها المورفولوجي مع القطط، وهو تشابه أكبر من الأنواع الأخرى من الزباديات. كما يشير تحليل الحمض النووي إلى أن اللنسنغ الأفريقي هو حيوان زباد حقيقي.
وداعاً، يا أيها المخلوق الغامض
يواجه الزباد الأفريقي تحديات جمة، من إزالة الغابات وفقدان المواطن الطبيعية، إلى الصيد بسبب إنتاجه مادة تستخدم في العطور.
ومع ذلك، يظل هذا الحيوان رمزاً للمرونة والتكيف، متحدياً العقبات بشجاعة ليستمر في العيش بحرية في قلب الطبيعة الأم.
لنعمل معاً لحماية هذا الكائن الرائع وضمان أن يظل جزءاً لا يتجزأ من التراث الطبيعي الغني لأفريقيا.
ننصحك بالتعرف على ” الفلنوك الشرقي: الحيوان الغريب الذي يجمع بين القطط والليمور“