يعيش في غابات أمريكا الشمالية حيوان فريد يتميز بفروه الثمين وقدرته العالية على التكيف مع بيئته.
إنه الخز الأمريكي (American marten) هذا الحيوان الذي يثير فضول الكثيرين بأسلوب حياته وسلوكه.
في هذا المقال، سنغوص في عالم حيوان الخز، مقدمين معلومات شاملة عن أنواعه وصفاته وسلوكه، مدعمةً بالصور.
الاسم العلمي | Martes americana |
الأسماء الشائعة | الخَزّ الأمريكي، الدلق الأمريكي |
الفصيلة | العرسيات |
الموطن | أمريكا الشمالية |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن الخز الأمريكي
ينتمي حيوان الخز الأمريكي إلى فصيلة العرسيات، ويتواجد في المناطق الشمالية من أمريكا الشمالية.
حيث ينتشر من نيوفاوندلاند ونوفا سكوشا غرباً إلى ألاسكا وجنوباً إلى أجزاء من جبال روكي وكاليفورنيا.
مع وجود متقطع في أجزاء من ولايات نيويورك وميشيغان ومينيسوتا وماين و ويسكونسن.
وقد أدى فقدان موائل الغابات إلى تقييد انتشاره في الجنوب الشرقي.
إلا أن برامج إعادة إدخال هذه الحيوانات في مينيسوتا وأونتاريو قد تساهم في تعافي أعداده. [1]
البيئة
يوجد حيوان الخز الأمريكي بشكل أساسي في الغابات الشمالية الكثيفة، ويرتبط وجوده ارتباطاً وثيقاً بغابات الصنوبر والتنوب والغابات المختلطة.
ويفضل هذا الحيوان الغابات الكثيفة، ويتواجد في مختلف الارتفاعات طالما توفرت هذه البيئة.
ويتخذ الخز الأمريكي من الأشجار المجوفة أو الشقوق أو الجحور الأرضية المهجورة مأوى له.
شكل الخز الأمريكي
- تم التعرف على سبعة أنواع فرعية منه، ويتراوح وزن الحيوان البالغ بين 280 – 1300 جرام.
- يتراوح طول الحيوان البالغ من 32 – 45 سم، ويتراوح طول الذيل من 13.5 -23 سم.
- يمتلك فراء طويل ولامع، ورأس رمادي، وأرجل وذيل بني غامق جداً أو أسود، وصدر ببقعة كريمية اللون، وظهر بني فاتح.
- يتميز بأنه حيوان طويل ونحيل، ذو عيون كبيرة وآذان تشبه آذان القطط، ومخالب حادة ومنحنية.
الفرق بين الأنواع
قد يتم الخلط بين الخز الأمريكي وحيوان البيكان، إلا أن الخز يتميز عن البيكان بلونه الفاتح وحجمه الأصغر.
بالإضافة إلى وجود بقع كريمية اللون في صدر الخز مما يسهل تمييزه. [2]
سلوك الخز الأمريكي
يعد حيوان الخز الأمريكي حيواناً ليلياً وانفرادياً في الغالب، ولكنه قد يشاهد في أزواج أو مع صغاره.
ويعيش هذا الحيوان بشكل جزئي على الأشجار ويتنقل بينها بسهولة، مستخدماً غدده لإفراز الروائح وترك علاماته من شجرة إلى أخرى.
إلا أنه يصطاد غالباً على الأرض، خاصةً عند الفجر والغسق عندما تنشط فرائسه.
ويُجيد الخز الأمريكي السباحة حتى تحت الماء، وتختلف مساحة منطقته التي يعيش فيها تبعاً للموائل وكثافة الفرائس.
وقد تم الإبلاغ عن نطاقات منزلية تبلغ مساحتها 8.1 كيلومتر مربع للذكور، و 2.3 كيلومتر مربع للإناث.
ولا يدخل هذا الحيوان في سبات شتوي، بل يظل نشطاً طوال العام، ويكون نشطاً بنسبة تصل إلى 60% من اليوم في الصيف ولكن بنسبة 16% فقط من اليوم في الشتاء. [1]
التواصل
تستخدم حيوانات الخز الأمريكي وسائل تواصل متنوعة تشمل علامات الرائحة الشائعة بين فصائل ابن عرس.
بالإضافة إلى إصدار أصوات كالنفخ والصراخ، كما يعد التواصل الجسدي مهماً بين الأزواج والأمهات وصغارها.
ورغم عدم توثيق دور الإشارات البصرية بشكل واضح، فمن المرجح أنها تلعب دوراً في التواصل، على غرار أنواع ابن عرس الأخرى التي تستخدم أوضاع الجسم للتواصل.
غذاء الخز الأمريكي
الخز الأمريكي حيوان مفترس انتهازي يتأثر نظامه الغذائي بوفرة الفرائس وتوافرها موسمياً ومحلياً.
حيث يحتاج حوالي 80 سعرة حرارية يومياً (ما يعادل ثلاثة فئران)، وتهيمن الفئران على نظامه الغذائي عموماً.
ولكن الفرائس الأكبر كأرانب الثلوج والسناجب الحمراء مهمة خاصة في الشتاء، وتقتل فريستها عادةً بعضة سريعة وقوية في مؤخرة الرقبة.
وأحياناً تطارد السنجاب الحمراء بسرعة في الأشجار.
كما تتناول كميات أقل من الفرائس الأخرى كالزبابات والطيور والجيف، لكنها مهمة في المناطق التي تندر فيها الفرائس البديلة.
ويتغير نظامها الغذائي موسمياً وسنوياً، فيكون أكثر تنوعاً في الصيف (فواكه، مكسرات، نباتات، حشرات) مقارنة بالشتاء. [2]
المفترسات
يعتبر الثعلب الأحمر المفترس الأكثر شيوعاً للخز الأمريكي، مع تسجيل حالات افتراس أيضاً من قِبل القيوط.
وفي غابات شمال شرق كولومبيا البريطانية، تُعزى غالبية حالات الافتراس إلى الطيور الجارحة.
وتشمل المفترسات الأخرى لهذا الحيوان في مناطق انتشاره البومة القرناء الكبيرة، العقاب الرخماء (النسر الأصلع)، والعقاب الذهبي.
كما تفترسه حيوانات أخرى مثل: الوشق الأحمر، والوشق الكندي، وأسد الجبال، والدب البني، والدب الأسود الأمريكي، والذئب الرمادي.
تكاثر الخز الأمريكي
يتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى، و تستخدم الإناث علامات الرائحة للإعلان عن استعدادها للتزاوج.
ويبدأ موسم التكاثر من يونيو إلى أغسطس، وتتميز فترة الحمل بتأخر انغراس البويضات المخصبة حتى فبراير.
على الرغم من أن فترة الحمل الإجمالية تتراوح بين 220 – 275 يوماً، إلا أن الأجنة تتطور لمدة 28 يوماً فقط بعد غرسها في بطانة الرحم.
وتلد الأنثى 1-5 صغار عمياء في أواخر مارس أو أوائل أبريل في أوكار مبطنة بمواد نباتية جافة.
وتصنف الأوكار إما على أنها أوكار للولادة، حيث تتم الولادة فيها، أو أوكار للأمهات، حيث تنقل الإناث صغارها إليها بعد الولادة. [2]
العناية بالصغار
تولد الصغار عمياء ولكنها تنمو بسرعة، حيث تفتح أعينها في عمر 39 يوم وتُفطم بعد 42 يوم.
وتصل إلى حجمها الكامل خلال حوالي 3 أشهر ونصف من الولادة، وتبلغ النضج الجنسي بين 15 – 24 شهر.
ويمكن أن يعيش الخز الأمريكي حتى 17 عاماً في الأسر، بينما في البرية قد يكون متوسط عمره أقصر، إلا أن الإناث قادرة على التكاثر حتى سن 12 عاماً.
حالة حفظ الخز الأمريكي
تسبب جمع الجلود وتدمير موائل الغابات الصنوبرية في انخفاض أعداد حيوانات الخز في مناطق انتشارها.
حيث تعتبر جلودها ذات قيمة عالية ويتم الحصول عليها عبر رحلات الصيد الخاضعة للرقابة.
ومع ذلك، لا يصنف الخز الأمريكي حالياً كنوع مهدد بالانقراض رغم هذه التهديدات. [1]
الدور في النظام البيئي
باعتبار الخز الأمريكي حيوان مفترس، فإنه يلعب دوراً هاماً في التأثير على أعداد الفرائس.
مما يساهم في تنظيم هيكلية مجتمعات الغابات والحفاظ على توازنها البيئي.
كما يعد الخز الأمريكي ناشراَ مهماً للبذور، حيث تمر البذور عبر جهازه الهضمي سليمة وقابلة للإنبات.
بل إن بعض الدراسات أظهرت أن إنبات البذور يكون أفضل بعد مرورها بأمعائه، كما أنه يساهم في نشر البذور لمسافات طويلة.
أنواع حيوان الخز أو الدلق
تنتمي عائلة الخز، أو الدلق أو السنسار إلى فصيلة العرسيات، وهو جنس ضمن هذه الفصيلة.
وتتكون عائلة الخز من ثمانية أنواع، فبالإضافة إلى السمور والخز الأمريكي، توجد ستة أنواع أخرى، سنتعرف عليها الآن وهي: [3]
1- دلق المحيط الهادئ
يعتبر دلق المحيط الهادئ (Martes caurina) نوعاً مستقلاً من الثدييات التي تنتمي لعائلة ابن عرس، ويوجد في غرب أمريكا الشمالية.
وكان يصنف سابقاً كنوع واحد مع الخز الأمريكي، ولكن الدراسات الوراثية أثبتت أنه نوع منفصل، مع وجود اختلافات شكلية طفيفة بينهما كشكل الفم والجمجمة.
ويعتبر دلق المحيط الهادئ أقل عرضة لخطر الانقراض، بالرغم من توزيعه المجزأ، والتهجين مع الخز الأمريكي.
وقد أدت عمليات نقل الخز الأمريكي عبر أمريكا الشمالية لأغراض تجارة الفراء، إلى تهجين بين النوعين واستنزاف جيني.
كما حدث في جزيرة دال حيث تزاوج الخز الأمريكي المُدخل مع دلق المحيط الهادئ الأصلي.
وفي جزر أخرى حيث يحتمل أن يكون الخز الأمريكي قد قضى على دلق المحيط الهادئ أو حل محله.
2- الخز الأوروبي
ينتشر الخز الأوروبي (Martes martes) في معظم أنحاء أوروبا وآسيا الصغرى والقوقاز وأجزاء من إيران والعراق وسوريا، ويصنف كنوع أقل إثارة للقلق.
وعادةً ما يكون فراء الخز الأوروبي بني فاتح إلى غامق، ويوجد على رقبته علامة ذات لون كريمي إلى أصفر.
ويتميز الخز الأوروبي بكونه الوحيد من فصيلة ابن عرس الذي يمتلك مخالب شبه قابلة للسحب.
ما يمكنه من عيش حياة شجرية، حيث يتسلق ويجري بسهولة على الأغصان، بالإضافة إلى سرعته النسبية على الأرض.
3- السنسار
يعيش الدلق أو السِّنْسار في معظم أوروبا وآسيا الوسطى، بالإضافة إلى وجود مجموعات برية في أمريكا الشمالية.
ويصنف هذا النوع على أنه “أقل إثارة للقلق” نظراً لانتشاره الواسع وأعداده الكبيرة و وجوده في مناطق محمية عديدة.
و يشبه السنسار ظاهرياً الخز الأوروبي، ولكنه أصغر حجماً، وذيله أطول إلى حد ما.
كما أن أنفه بلون الخوخ الفاتح أو الرمادي، في حين أن أنف الخز الأوروبي أسود غامق أو أسود رمادي.
ويفضل كل نوع موائل مختلفة؛ فبينما يختص الخز الأوروبي بالغابات، يتميز السنسار بقدرة أكبر على التكيف والعيش في موائل مفتوحة وغابات متنوعة.
ويتغذى السنسار على نظام غذائي متنوع يشمل كميات كبيرة من الطعام النباتي مثل الكرز والتفاح والعنب، خاصةً في الشتاء.
4- خز نلجيري
يعتبر خز نلجيري (Martes gwatkinsii) النوع الوحيد من حيوانات الخز الذي يعيش في جنوب الهند، تحديداً في تلال نيلجيري وأجزاء من غاتس الغربية.
ويتميز خز نلجيري بلونه البني الغامق وحلق لامع يتراوح لونه بين الأصفر والبرتقالي.
وهو حيوان نهاري وشجري في الغالب، ولكنه ينزل إلى الأرض أحياناً، ويعتمد في غذائه على اللحوم والنباتات.
ويصنف كنوع معرض للانقراض بسبب قلة أعداده التي تقدر بألف فرد فقط.
5- الخز أصفر الحلق
الخز أصفر الحلق (Martes flavigula)، موطنه جبال الهيمالايا وجنوب شرق وشرق آسيا.
ويتواجد في أفغانستان وباكستان، وفي جبال الهيمالايا في الهند ونيبال وبوتان، والصين، وفي شبه الجزيرة الكورية وشرق روسيا.
بينما في الجنوب، يمتد نطاقه إلى بنجلاديش وميانمار وتايلاند وشبه جزيرة الملايو ولاوس وكمبوديا وفيتنام.
ويتميز بفراء ذهبي لامع ورأس وظهر أغمق، مع مزيج من الأسود والأبيض والبني.
و يُعرف عن الخز أصفر الحلق بأنه صياد نهاري يصطاد غالباً في أزواج أو مجموعات.
وهو حيوان قارت يتغذى على مجموعة متنوعة من المصادر، من الفاكهة والرحيق إلى اللافقاريات والقوارض والأرانب والزواحف والطيور.
وحتى الرئيسيات الصغيرة وذوات الحوافر مثل الأيل المسكي وفي الصين يصطاد صغار الباندا العملاقة.
ويصنف هذا الحيوان كأقل عرضة للخطر نظراً لانتشاره الواسع واستقرار أعداده.
6- الخز الياباني
الخز الياباني (Martes melampus) هو نوع من الخز مستوطن في اليابان، ويتراوح لون فرائه بين البني الداكن والأصفر الباهت مع حلق كريمي اللون.
ويعتبر الخز الياباني من الحيوانات القارتة التي تفضل الأسماك والضفادع والطيور الصغيرة والثدييات والفواكه والبذور.
ويصنف ضمن الأنواع الأقل إثارة للقلق، ويعد التهديد الرئيسي الذي يواجهه هذا النوع هو قطع الأشجار الذي يستهدف موطنه من الغابات القديمة.
وداعاً، أيها المخلوق الرشيق
بعد هذه الجولة في عالم الخز الأمريكي، نأمل أن تكونوا قد حصلتم على معلومات مفيدة حول هذا الحيوان الفريد.
ندعوكم لمشاركة آرائكم وتعليقاتكم وأسئلتكم في قسم التعليقات.