محتويات
ذئب القيوط
في قلب البراري الشاسعة والغابات الكثيفة بأمريكا الشمالية، يتجول حيوان ذكي وسريع التكيف يُعرف باسم “ذئب القيوط“. إنه حيوان ينتمي إلى عائلة الكلبيات، ويشتهر بذكائه الحاد وقدرته على الازدهار في مجموعة متنوعة من البيئات.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا المخلوق المذهل، حيث نغوص في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة!
الموطن والانتشار
ينتمي ذئب القيوط (Canis latrans) إلى فصيلة الكلبيات، وهو أحد الأنوع الفرعية من الذئب الرمادي. ويعرف بعدة أسماء منها: ذئب المروج، القَيُّوط، الجَقْل، الذئب الأمريكي، الذئب الواوي. بينما يتواجد هذا النوع في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، من ألاسكا وكندا في الشمال إلى المكسيك وبنما في الجنوب. إنه حيوان شديد التكيف ويمكنه الازدهار في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك الغابات والسهول والصحاري والجبال. [1]
التكيف مع البيئة
يُعد ذئب القيوط مثالًا رائعًا على التكيف البيئي. فهو يتمتع بفراء سميك يحميه من البرد في المناطق الشمالية، وقدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة في المناطق الجنوبية. كما أن لديه حواس حادة، بما في ذلك حاسة الشم والسمع والبصر، مما يساعده على اكتشاف الفرائس وتجنب الحيوانات المفترسة.
الفرق بين القيوط والذئاب
على الرغم من أن ذئب القيوط أحد الأنواع الفرعية للذئب الرمادي، إلا أنهما يختلفان في الحجم والشكل والسلوك. حيث تكون الذئاب أكبر حجمًا وأثقل وزنًا من القيوط، ولها خطم أوسع وأذنان أقصر. كما أن الذئاب أكثر اجتماعية من القيوط وتعيش في مجموعات أكبر.
يُوجد بعض الجدل العلمي حول تصنيف ذئب القيوط، حيث يرى بعض العلماء أنه نوع مستقل عن الذئب الرمادي، بينما يرى آخرون أنه نوع فرعي من الذئب الرمادي. وتشير الدراسات الجينية إلى أن ذئب القيوط يتشارك في نفس الحمض النووي مع الذئب الرمادي بنسبة كبيرة، لكنه يختلف عنه في بعض الجينات.
شكل ذئب القيوط
- يبلغ طول القيوط البالغ حوالي 1.0 – 1.35 متر، وارتفاعه عند الكتف حوالي 45 – 53 سم.
- يتراوح وزنه بين 7 – 21 كجم، ويكون الذكور أكبر حجمًا من الإناث.
- يتميز بفراء رمادي أو بني محمر، مع بطن أبيض وذيل كثيف ينتهي بطرف أسود.
- يتساقط الشعر مرة واحدة في السنة، حيث تبدأ بإزالة الشعر الخفيف في مايو وتنتهي بإزالة الشعر الكثيف في يوليو.
- يمتلك آذانًا مدببة وعيونًا صفراء لامعة وأنف أسود. كما تمتلك غدد رائحة على القاعدة الظهرية للذيل.
سلوك ذئب القيوط
ذئب القيوط حيوان ليلي في الغالب، ولكنه قد يكون نشطًا أيضًا خلال النهار. ويعيش في مجموعات عائلية صغيرة أو في أزواج، و لا تشكل مجموعات كبيرة مقارنةً بالذئاب. ربما يرجع السبب في ذلك إلى أن القيوط ليست من الصيادين المتخصصين في صيد الفرائس الكبيرة مثل الأنواع الأخيرة.
التواصل
يتواصلون مع بعضهم البعض من خلال مجموعة متنوعة من الأصوات، بما في ذلك العواء والنباح والزمجرة. ويُعرف ذئب القيوط بعوائه الغريب المخيف الذي يسمع عادةً في فترة المساء أو في الصباح الباكر. كما يستخدمون جذوع الأشجار والأعمدة والشجيرات والصخور لنشر الرائحة، حيث يتبولون ويتغوطون عليها.
غذاء ذئب القيوط
يعد ذئب القيوط من آكلات اللحوم، وهو صياد انتهازي ويتغذى على مجموعة متنوعة من الفرائس، بما في ذلك القوارض والأرانب والطيور والزواحف والحشرات. كما أنه يأكل الفواكه والتوت والجيف. بينما يرجع السبب لنجاح القيوط في العيش في مجموعة متنوعة من الموائل لأنها تأكل أي شيء تقريبًا، بما في ذلك فضلات الطعام البشري والحيوانات الأليفة المنزلية في الضواحي.
أساليب الصيد
يستخدم ذئب القيوط مجموعة متنوعة من أساليب الصيد، بما في ذلك المطاردة والمباغتة والكمين. كما أنه قادر على الجري بسرعة تصل إلى 65 كم / ساعة ، مما يساعده على اللحاق بالفريسة.
عندما يخرجون “لصيد الفئران”، يعبرون العشب ببطء ويبحثون عن الفئران. وفجأة، ومع اصطفاف أرجله الأربعة بإحكام، يتصلب القيوط وينقض على فريسته. من ناحية أخرى، يتطلب صيد الغزلان العمل الجماعي. قد يتناوب القيوط على مطاردة الغزلان حتى تتعب، أو قد يقودها إلى أحد أفراد القطيع المختبئين.
التحالف مع الغرير
تشكل ذئاب القيوط أحيانًا “شراكات صيد” مع حيوان الغرير. حيث أن ذئاب القيوط لا تجيد إخراج القوارض من الحفر، لذا فهي تطاردها على الأرض. أما حيوان الغرير فلا يستطيع الجري بنفس السرعة على الأرض، ولكنه أفضل في حفر جحور القوارض وإخراجها من الحفر. وعندما يصطاد هذان الحيوانان معًا، فلا مفر لفرائسهما.
التنافس والأعداء
تتنافس ذئاب القيوط مع العديد من الحيوانات المفترسة الأخرى، حيث يتنافس الوشق والقيوط على نفس الفريسة (الأرانب البرية) ويعتمد نجاح كل من هذه الحيوانات المفترسة على البيئة المحيطة. فالوشق صياد جيد للأرانب البرية في الثلوج الناعمة، بينما تصطاد القيوط في المناطق التي يكون فيها الغطاء الثلجي منخفضاً ويمكنها التحرك بسهولة. [2]
تتنافس ذئاب القيوط أيضًا مع الثعالب الحمراء التي تقتلها القيوط عند مواجهتها بسهولة، لكونها أكبر حجماً منها. ولذلك، فإن المناطق ذات الكثافة العالية من ذئاب القيوط غالباً ما يكون فيها عدد قليل من الثعالب الحمراء. ولكن قد تفترس الحيوانات الكبيرة مثل الذئاب والكوجر (البوما) ذئاب القيوط.
تكاثر ذئب القيوط
يتكاثر ذئب القيوط مرة واحدة في السنة، وعادةً ما يكون ذلك بين شهري يناير ومارس. وعندما تختار الأنثى الشريك، يمكن أن يبقى الزوجان معاً لسنوات عديدة، ولكن ليس بالضرورة لمدى الحياة. بينما تلد الأنثى من 1 – 19 جروًا بعد فترة حمل تستمر حوالي 63 يومًا.
العناية بالصغار
يرعى كلا الوالدين الجراء في جحر ، وتولد الصغار عمياء وصماء. وبعد 10 أيام تفتح العيون، ويبدأ الجراء في الخروج من الجحر في عمر 3 أسابيع، ويبدأون في تناول الطعام الصلب في عمر 4 أسابيع. ويكتمل فطامهم في عمر 8 أسابيع، ويصبحون مستقلين في عمر 9 أشهر. بينما يصلون لمرحلة النضج الجنسي بعد 12 شهر، ويمكن لذئب القيوط العيش في البرية لمدة أقصاها عشر سنوات و 18 عامًا في الأسر.
الدور في النظام البيئي
يلعب ذئب القيوط دورًا مهمًا في النظام البيئي ، فهو يساعد في السيطرة على أعداد القوارض والحيوانات الصغيرة الأخرى . كما أنه يساعد في تنظيف البيئة من خلال التغذي على الجيف.
حالة حفظ ذئب القيوط
يُصنف القيوط على أنه من الأنواع الأقل قلقًا من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. إنه حيوان وفير ويتكيف جيدًا مع مجموعة متنوعة من البيئات. ومع ذلك، يواجه القيوط تهديدات، مثل الصيد الجائر وفقدان الموائل.
ذئب القيوط والبشر
على الرغم من أن ذئاب القيوط حيوانات برية، إلا أنها تتكيف جيدًا مع البيئات الحضرية وشبه الحضرية. وقد تسبب القيوط في بعض الأحيان مشاكل للبشر، مثل مهاجمة الحيوانات الأليفة أو البحث عن الطعام في القمامة. ومع ذلك، يمكن اتخاذ تدابير للحد من هذه المشاكل، مثل تأمين القمامة وإبعاد الحيوانات الأليفة في الداخل في الليل.
حقائق مثيرة للاهتمام عن القيوط
- الفرو : يمتلك القيوط فروًا سميكًا يحميه من البرد القارس ويساعده على البقاء دافئًا في فصل الشتاء .
- الأذنان المدببتان : تساعده أذناه المدببتان على تحديد موقع الفريسة من خلال التقاط الأصوات بدقة .
- الذيل الكثيف : يستخدم ذيله الكثيف لتحقيق التوازن أثناء الجري والقفز ، كما يستخدمه للتواصل مع القيوط الأخرى .
- الأسنان والأنياب الحادة : يمتلك أسنانًا وأنيابًا حادة تمكنه من تمزيق الفريسة والتغذي عليها بسهولة .
- يظهر القيوط بشكل بارز في ثقافة الأمريكيين الأصليين، وغالباً ما يُصوَّر على أنه حيوان مخادع وذكي.
ننصحك بالتعرف على” عالم الببر الخفي: استراتيجيات الصيد وأسلوب الحياة