محتويات
الوشق الكندي
في أعماق الغابات الشمالية لأمريكا الشمالية، يتخفى صياد رشيق ذو فراء كثيف و آذان مميزة مزينة بخصلات من الشعر إنه “الوشق الكندي” . حيث يعد أحد أكثر الحيوانات غموضًا و تكيّفًا في البرية . دعونا ننطلق في رحلة آسرة لاستكشاف عالم الوشق الكندي، و نكشف النقاب عن أسرار حياته، و نتعرف على خصائصه المميزة التي تمكنه من الازدهار في بيئته القاسية !
الموطن والانتشار
يُعتبر الوشق الكندي (Lynx canadensis) أحد أعضاء فصيلة السنوريات، وأحد أفراد عائلة الوشق الأربعة. وتختلف هذه العائلة عن الوشق الصحراوي، بالرغم من التشابه في الأسماء. بينما يعيش الوشق الكندي في الغابات الشمالية لأمريكا الشمالية، ويمتد نطاقه من ألاسكا وكندا إلى شمال الولايات المتحدة. [1]
البيئة
يتواجد الوشق الكندي في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك الغابات الصنوبرية والمختلطة والتندرا. وعادةً ما تُفضل هذه القطط المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف والثلوج العميقة ، والتي توفر لها التمويه والحماية.
تكيف الوشق الكندي
تكيفت هذه القطط بشكل جيد مع الظروف القاسية في بيئتها الشمالية. حيث تتمتع بفراء كثيف يحميها من البرد القارس، و أقدامها الكبيرة مغطاة بالفرو وتساعدها على المشي بسهولة على الثلج. كما تمتلك حاسة سمع و بصر حادة تمكنها من تحديد موقع الفرائس بسهولة. بينما تعتمد بشكل كبير على حاسة الشم في التواصل و تحديد منطقة نفوذها.
شكل الوشق الكندي
- يتميز بجسمه المتوسط الحجم، و يبلغ طوله حوالي 76 – 106 سم ، و يزن حوالي 8 – 11 كجم.
- يتمتع بفراء رمادي فضي كثيف، و تظهر عليه بقع داكنة تساعده على التمويه في بيئته الثلجية. ويكون الشعر طويلاً بشكل خاص على الرقبة في الشتاء.
- يُعرف بآذانه المميزة، حيث تنتهي بخصلات طويلة من الفرو الأسود، ويُعتقد أن هذه الخصلات تساعده على تحديد اتجاه الصوت بدقة.
- تمتلك أرجلاً طويلة نسبيًا وكفوف كبيرة تساعده على المشي على الثلج وتكون المخالب قابلة للسحب. كما يمتلك ذيل قصير ينتهي بطرف أسود.
- عند الأكل يجب على الوشق أن يمضغ اللحم ورأسه إلى جانبه، حيث توجد مساحات كبيرة بين الأنياب الأربعة وبقية الأسنان.
السلوك الاجتماعي
ينشط الوشق الكندي في الليل ويُعتبر حيوانًا انعزاليًا في الغالب، و يقضي معظم وقته بمفرده . إلا أنه قد يتفاعل مع أفراد أخرين خلال موسم التزاوج أو عند تربية الصغار. بينما يتمتع هذا القط بحواس حادة، و يعتمد على حاسة الشم في تحديد منطقته و التواصل مع القطط الأخرى . حيث يترك علامات رائحة عن طريق البول و البراز و خدش الأشجار .
استراتجية الصف الواحد
قد تصطاد الإناث وصغارها الأرانب البرية الثلجية معًا، وتتحرك في صف واحد في مناطق مفتوحة نسبيًا. وغالبًا ما يتم اصطياد الفريسة التي يُخيفها أحد الأفراد من قبل الأفراد الآخرين في الصف. قد تكون طريقة الصيد هذه ناجحة للغاية وقد تكون مهمة في تعليم الصغار مهارات الصيد. [2]
التواصل
يشبه تواصل الوشق الكندي تواصل القطط الأخرى. فبالإضافة إلى الرؤية الممتازة التي تسهل عملية الصيد، فإنها تتمتع أيضاً بسمع ممتاز. كما أنها قد تستخدم الرائحة لتمييز منطقتها. ويبدو أن التواصل عن طريق اللمس يحدث بين الأمهات وصغارها وكذلك بين الأزواج. كما يحدث التواصل الصوتي أيضاً في بعض الأحيان.
غذاء الوشق الكندي
يُعتبر الوشق الكندي صيادًا متخصصًا، و يعتمد بشكل أساسي على الأرانب البرية الثلجية في غذائه . كما أنه قد يصطاد الطيور و القوارض و الحيوانات الصغيرة الأخرى . وتتمتع هذه القطط بمهارات صيد استثنائية، حيث تستخدم حواسها الحادة و قدرتها على التخفي للانقضاض على فرائسها.
لا يأكل الوشق الكندي سوى اللحوم. وتُعد الأرانب مصدر غذاء مهم جداً لهذا القط، وعندما ينخفض عدد الأرانب التي يأكلها الوشق، تنخفض أعداده. وفي بعض المناطق، مثل جزيرة كيب بريتون، يأكل الوشق الأرانب البرية فقط، ولكنه في مناطق أخرى يأكل أيضاً القوارض والطيور والأسماك. كما أنه إذا وجد الوشق غزالاً ضعيفاً أو مريضاً جداً، فإنه يقتله ويأكله. كما أنه يأكل أيضاً الجثث التي يتركها الصيادون البشر.
تأثير الأرانب البرية الثلجية
يعتمد الوشق الكندي بشكل كبير على الأرانب البرية الثلجية، و يتأثر عدد الوشق بشكل كبير بتقلبات أعداد الأرانب. حيث تزداد أعداد الوشق عندما تكون أعداد الأرانب وفيرة، و تنخفض أعداد الوشق عندما تقل أعداد الأرانب. و يُعتقد أن هذه الدورة تتكرر كل 9 – 11 سنة.
تتزايد أعداد الأرانب البرية الثلجية في ألاسكا و وسط كندا بشكل دوري وتتناقص، حيث تنخفض الكثافة السكانية في بعض الأحيان من 2300 كم مربع إلى 12 كم مربع . ونتيجة لذلك، تحدث فترات ندرة الأرانب كل 8 – 11 سنة. وعندما تنخفض أعداد الأرانب البرية، غالبًا ما ينتقل الوشق إلى المناطق التي تتواجد فيها الأرانب البرية بكثرة ويتوقف عن التكاثر حتى تزداد أعداد الأرانب. [1]
تكاثر الوشق الكندي
يمتد موسم تزاوج الوشق الكندي من أواخر الشتاء إلى أوائل الربيع . و يبحث الذكر عن الأنثى من خلال تتبع رائحتها، و قد يتزاوج مع أكثر من أنثى خلال الموسم . بينما تستمر فترة الحمل حوالي 63 – 70 يومًا، وتلد الأنثى ما بين 1 – 8 صغار في وكر محمي .
العناية بالصغار
تهتم الأنثى بتربية الصغار بمفردها، و توفر لهم الحماية و الغذاء . و يبدأ الصغار في استكشاف المناطق المحيطة بالوكر في عمر 5 أسابيع، و يبدأون في تناول اللحوم في عمر 7 – 9 أسابيع . وعادةً ما يبقون مع أمهم حتى يبلغوا حوالي 10 أشهر، ثم ينطلقون ليعيشوا بمفردهم. بينما يصل الوشق الكندي إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر سنتين، و يمكن أن يعيش حتى 10 – 14 سنة في البرية، و26 عام في الأسر. [2]
دور الوشق الكندي في النظام البيئي
يلعب الوشق الكندي دورًا مهمًا في النظام البيئي للغابات الشمالية . حيث يساعد في تنظيم أعداد الأرانب البرية الثلجية، و يوفر الغذاء للحيوانات المفترسة الأخرى مثل الذئاب و الكوجر . كما يساهم في الحفاظ على توازن النظام البيئي .
الحفاظ على الوشق الكندي
يُعتبر من الأنواع ذات الأهمية للحفاظ على التنوع البيولوجي في الغابات الشمالية . و على الرغم من أنه لا يُصنف حاليًا على أنه مهدد بالانقراض، إلا أنه يواجه عددًا من التهديدات. وأبرز هذه التحديات فقدان الموائل بسبب إزالة الغابات و التنمية البشرية، كما يعد الصيد الجائر من أجل الحصول على فرائه أحد أبرز التهديدات التي تواجه هذا الحيوان.
حقائق مثيرة عن الوشق الكندي
- يستطيع السباحة ببراعة، وهو يستخدم هذه المهارة لعبور الأنهار والبحيرات، وحتى الصيد في الماء.
- يُمكن للوشق القفز لمسافة تصل إلى 6 أمتار، ويُمكنه الجري بسرعة تصل إلى 80 كيلومترًا في الساعة.
- يتميز بحاسة شم قوية للغاية، تُمكنه من تحديد موقع فرائسه من مسافات بعيدة.
- عند المشي تتبع القدم الخلفية عادةً خطوات القدم الأمامية.
- يُعدّ الحيوان الوطني لكندا، ويُمثل جمال و تنوع الحياة البرية في البلاد.
ننصحك بالتعرف على” القط الأنمر: تعرف على السيرفال صياد السافانا الأنيق بالصور” بالضغط هنا