حيوان الفهد “Cheetah” يعتبر أيقونة للسرعة والرشاقة في عالم الحيوان، وهو أسرع حيوان بري على وجه الأرض.
انضموا إلينا في رحلة مثيرة عبر السهول الأفريقية، حيث نتعرف على أسرار هذا المخلوق المذهل ونتعمق في عالمه المليء بالتحديات والجمال!
الاسم العلمي | Acinonyx jubatus |
الأسماء الشائعة | الفَهْد، النمر الصيّاد |
الفصيلة | السنوريات |
الموطن | أفريقيا وآسيا |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن الفهد
ينتمي الفهد إلى فصيلة السنوريات، ويعتبر أسرع حيوان بري على وجه الأرض، حيث يمكنه الركض بسرعة تصل إلى 112 كم/ساعة لمسافات قصيرة.
وقد كان التوزيع التاريخي للفهود واسعاً للغاية، حيث امتد من فلسطين وشبه الجزيرة العربية إلى طاجيكستان و وسط الهند.
وشمل أيضاً معظم أنحاء أفريقيا باستثناء الغابات الاستوائية والصحراء الكبرى.
كما شمل هذا النطاق بيئات قاحلة وشبه قاحلة في جنوب وشرق وشمال أفريقيا.
وبسبب تعامل المستوطنين الأوروبيين مع الفهود كآفات وجب التخلص منها في كل من أفريقيا وآسيا.
وتقلص نطاق انتشارها بشكل كبير بحلول سبعينيات القرن العشرين، حيث أشارت الدراسات التي أُجريت قبل عام 2005 إلى وجودها في 25 دولة أفريقية فقط. [2]
البيئة
يفضل الفهد العيش في المناطق المفتوحة التي تتيح له رؤية واضحة للفريسة، وتوفر مساحة كافية للركض بسرعة عالية مثل الصحاري والأراضي العشبية.
كما يتجنب المناطق الجبلية والغابات الكثيفة، ويفضل العيش بالقرب من مصادر المياه.
أسماء الفهد
أطلق العرب على الفهد أسماء متعددة منها: الأكشم (ويطلق على الأنثى كشماء، والجمع كشم)، وقضاعة، وأبو حيّان، والوثاب، والكنغم، والهوس، والهؤبّر.
أما أسماء أنثى الفهد تحديداً فتشمل: القفذة، والكشماء، والفهدة، بينما يطلق على صغير الفهد اسم العؤير.
الفهد المستأنس
استُخدم الفهد لقرون طويلة كحيوان شبه مستأنس لأغراض الصيد، بدءاً من مصر القديمة وبلاد سومر وآشور، حيث استمر هذا الاستخدام لمدة تزيد عن 4300 عام.
وفي العصور الحديثة، استُخدم الفهد أيضاً من قبل العائلات المالكة في أوروبا والهند في أنشطة الصيد.
حيث كان يُغطى رأسه على غرار الصقور ثم يُطلق عند رؤية الفريسة.
وقد فضل الصيادون الفهود على غيرها من الحيوانات المرافقة للصيد لقدرة على اللحاق بها وإمساكها بسهولة حتى لو حاولت الهرب لمسافة بضع مئات من الأمتار.
شكل الفهد
- يتراوح طول الفهود بين 112 – 150 سم، وارتفاعه عند الكتفين يصل إلى 90 سم ويزن 21 – 72 كجم.
- يتميز بفراءه القصير ذو اللون الأصفر الذهبي إلى البرتقالي، والمزين ببقع سوداء صغيرة تغطي جسمه بالكامل.
- توجد خطوط سوداء مميزة تمتد من زاوية العين إلى زاوية الفم، وتعرف باسم “علامات الدموع”.
- يمتلك ذيل طويل نسبياً مقارنة بالقطط الأخرى، ويستخدمه للتوازن والتوجيه أثناء الركض.
- يتميز بجسمه النحيل والرشيق، وأرجله الطويلة والقوية، ورأسه الصغير وآذانه المستديرة.
- تكون المخالب منحنية قليلاً وغير حادة عند ملامستها للأرض وشبه قابلة للسحب.
التكيف مع السرعة
جسم الفهد مصمم بشكل فريد للسرعة، حيث يتميز بجسم نحيل وأرجل طويلة ومرنة وذيل طويل يساعد على التوازن أثناء الجري.
كما يمتلك هذا القط رئتين كبيرتين وقلباً قوياً لتزويد عضلاته بالأكسجين اللازم للانطلاق بسرعات عالية.
ويعتبر فراء الفهود المرقط باللون الأصفر والبقع السوداء بمثابة تمويه فعال في البيئة العشبية، مما يساعده على التسلل إلى فريسته دون أن تلاحظه.
الفرق بين الفهد والنمر
يعد كل من الفهد والنمر من السنوريات الكبيرة، لكنهما يختلفان في عدة جوانب رئيسية.
فالفهد يتميز ببنية جسمه الرشيقة والنحيلة التي تُمكنه من العدو بسرعات فائقة تجعله أسرع حيوان بري على وجه الأرض.
كما يتميز ببقع سوداء صلبة ومنفصلة تغطي كامل جسده، وخطوط سوداء تمتد من زاوية العين الداخلية إلى جانبي الأنف.
أما النمر، فيمتلك بنية جسمية أكثر قوة وضخامة، مع أرجل أقصر ورأس أكبر، ويتميز بنقوش دائرية تشبه الوردة.
كما أنه ماهر في تسلق الأشجار على عكس الفهد الذي يتسلقها في صغره فقط.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الفهد نهاري النشاط في الغالب، بينما يفضل النمر الصيد ليلاً.
والفهود متخصصة في السرعة الفائقة، بينما النمور متخصصة في القوة والبراعة في مختلف البيئات.
سلوك الفهد
الفهد حيوان نهاري ومنعزل، على عكس معظم القطط الكبيرة، ولا تعيش الفهود في مجموعات اجتماعية، بل تقضي معظم وقتها في الصيد بمفردها.
ولكن، في بعض الأحيان، قد تبقى الفهود مع بعضها البعض حتى تصبح بالغة.
حيث وُجِدت حالات تعاون بين الفهود الأشقاء أثناء الصيد، مما يدل على وجود شعور بالتعاون والثقة بينهم.
وتغادر الذكور أراضيها مؤقتاً (لأيام) بحثاً عن إناث خارج مناطقها.
وتدافع تحالفات الذكور عن أراضيها ضد الذكور الأخرى للوصول للإناث والفرائس، وقد يستمر هذا التحالف طوال حياتها.
بينما بشكل عام، لا تعد علاقة الأخوة بين الفهود قوية مثل علاقة الأخوة بين بعض الحيوانات الأخرى، مثل الذئاب أو الأسود. [2]
التواصل
يتواصل الفهد مع بني جنسه عن طريق مجموعة من الأصوات، بما في ذلك الخرخرة والهسهسة والزمجرة.
كما يستخدم علامات الرائحة لتحديد منطقته والتواصل مع الفهود الأخرى، حيث تحدد الذكور المنطقة التي تدافع عنها بالبول.
بالإضافة إلى ذلك، تحدد الذكور منطقتها عن طريق فرك الأرض بأرجلها الخلفية، وخدش الأشجار، والتدحرج لتسطيح العشب وتضع فضلاتها على المعالم البارزة. [2]
غذاء الفهد
يقضي الفهد معظم وقته في صيد الفرائس، حيث يعتمد على سرعته الفائقة وقدرته على المناورة لاصطياد فرائسه.
حيث يستهدف الحيوانات الصغيرة والمتوسطة الحجم، مثل الغزلان مثل غزال طومسون والظباء والأرانب البرية.
كما يصطاد الطيور، والحيوانات الصغيرة الأخرى. [1]
الصيد والاستراتيجيات
تعتمد الفهود على استراتيجية المطاردة بدلاً من التسلل، حيث تنطلق بسرعة عالية لتلحق بفريستها وتطرحها أرضاً.
وما يميز الفهود أنها لا تبدأ الهجوم والمطاردة إلا من مسافة قريبة جداً من الفريسة، حيث تنقض من مسافة تتراوح بين 70 – 100 متر.
ويمكن للفهد أن يصل إلى سرعات تصل إلى 120 كم/ساعة في فترات قصيرة، مما يجعله أسرع حيوان بري على وجه الأرض.
ومع ذلك، لا يمكن الحفاظ على هذه السرعة لأكثر من بضع مئات من الأمتار قبل أن ترتفع درجة حرارة الفرد، وتنتهي غالبية عمليات الصيد بالفشل.
حاجة الفهود إلى الراحة بعد الصيد
بعد مطاردة عالية السرعة، يحتاج الفهد إلى الراحة والتعافي ، مما يجعله عرضة لسرقة فريسته من قبل الحيوانات المفترسة.
مما جعل الفهود تصطاد غالباً أثناء النهار لتجنب المنافسة مع هذه الحيوانات المفترسة الليلية القوية.
أعداء الفهود
تمتلك الفهود أعلى معدل وفيات للصغار بين القطط التي لا يصطادها البشر، حيث سُجلت حالات قتل صغار الفهود من قِبل الأسود والضباع و النمور.
كما تقتل الحيوانات المفترسة الأخرى الفهود البالغة عندما تسنح لها الفرصة، ولكن معظم الفهود البالغة تهرب من الحيوانات المفترسة.
وقد شوهدت الأسود والضباع وهي تتطفل على الفهود وتسرق وجبتها، وعادةً لا يستطيع الفهد مواجهة المفترس والدفاع عن وجبته، لذا يلجأ دائماً للهرب.
تكاثر الفهد
يحدث التكاثر في كثير من الأحيان في فصل الربيع، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى ولا يعتني الذكر بصغاره.
وبعد التزاوج، تبدأ الإناث بالبحث عن وكر مناسب لتربية صغارها، وعادةً ما تكون بين الشجيرات الكثيفة والحفر تحت الصخور والجحور المهجورة.
بينما تتراوح فترة حمل أنثى الفهد بين 90 – 95 يوماً، وتلد عادةً ما بين 1 – 6 صغار في وكر محمي. [2]
العناية بالصغار
تولد صغار الفهود بأعين مغلقة وتعتمد بالكامل على والدتها، وتبدأ الفهود الصغيرة في المشي بعد 12-13 يوماً من فتح عيونها.
بينما تفطم الصغار بعد 3 أشهر، وتمتلك الصغار فراء رمادي وسميك يكسو مؤخرة الرأس والكتفين والظهر، ويعمل كتمويه من الحيوانات المفترسة.
وعادةً ما تبقى الصغار مع والدتها لمدة تصل إلى 18 شهر قبل أن تصبح مستقلة وتبدأ في البحث عن مناطق خاصة بها.
وتستغرق الذكور من عام إلى عامين لتأسيس منطقة جديدة خاصة بهم.
وعادةً ما يحدث النضج الجنسي عندما تصبح الصغار مستقلة ما بين 20 – 24 شهراً، ويمكن للفهد العيش 6 – 8 سنوات في الطبيعة.
حالة حفظ الفهد
يواجه الفهد العديد من التهديدات، بما في ذلك فقدان الموائل والصيد غير القانوني والتجارة غير المشروعة بالحيوانات الأليفة والتصادم مع المركبات.
مما أدى إلى انخفاض كبير في أعداد الفهود في البرية، ولسوء الحظ، يدرج الفهد ضمن الأنواع المهددة بالانقراض في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
وذلك بسبب الانخفاض الكبير في أعداده، حيث تشير التقديرات إلى وجود حوالي 7100 فهد فقط في البرية. [1]
الدور في النظام البيئي
تلعب الفهود دوراً حيوياً في الحفاظ على توازن النظام البيئي، فمن خلال افتراسها للحيوانات العاشبة، مثل الغزلان والظباء.
تساهم الفهود في التحكم بأعداد هذه الحيوانات ومنع تزايدها بشكل مفرط، الأمر الذي قد يؤدي إلى تدهور المراعي والنباتات.
كما تساعد الفهود بشكل غير مباشر في الحفاظ على صحة المجموعات الحيوانية الأخرى.
حيث أنها غالباً ما تفترس الحيوانات المريضة أو الضعيفة، ما يقلل من انتشار الأمراض بينها.
10 أسباب جعلت الفهد من أسرع الحيوانات في العالم
الفهود مخلوقات رائعة، وقدرتها على تحقيق سرعات مذهلة ترجع إلى مزيج من علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء المتخصص، ومنها:
- تتمتع الفهود بجسم خفيف الوزن و حوض نحيف، مما يقلل من الطاقة اللازمة للتسارع، كما تساهم جمجمته وجسمه الخفيف في خفة الحركة.
- لديهم ممرات أنفية كبيرة تمكنهم من أخذ الأكسجين بسرعة، مما يساهم في الحفاظ على السرعة العالية.
- يتمتع الفهد بمخالب غير قابلة للسحب تعمل مثل المرابط الموجودة في حذاء كرة القدم لتمنح الفهد قبضة أفضل على الأرض.
- تتمتع الفهود بذيول عضلية طويلة لتحقيق التوازن والتوجيه عند الجري بسرعات عالية.
- يتميز عمودها الفقري بأنه أكثر مرونة من القطط الكبيرة الأخرى، مما يسمح لها بتمديد أجسامها أثناء الجري بسرعات عالية.
- تمتلك غدداً كظرية كبيرة تنتج الأدرينالين لمساعدتها في الحفاظ على سرعتها.
- تساعد الغدد الكظرية الكبيرة والكبد على معالجة الأدرينالين والتعامل مع المتطلبات الفسيولوجية الشديدة للسرعة.
- تمتلك الفهود عضلات الألوية وأوتار الركبة الكبيرة والقوية، مما يوفر الطاقة اللازمة للتسارع.
- تغطي الفهود أثناء الجري مساحة كبيرة من الأرض بسرعة، حيث تلمس أقدامها الأرض مرتين في كل خطوة.
- يمكن أن يصل معدل ضربات القلب إلى 250 نبضة في الدقيقة أثناء المطاردة، مما يزود العضلات بالأكسجين والمواد المغذية.
وداعاً، أيها المخلوق الرشيق
في ختام رحلتنا السريعة مع الفهد، هذا الكائن الفريد الذي يجمع بين الرشاقة والقوة والسرعة الخاطفة، ندرك أهمية الحفاظ عليه وعلى بيئته الطبيعية.
والآن، نفتح باب النقاش لكم، قرّائنا الأعزاء، ما هي أكثر معلومة أثارت دهشتكم عن الفهد؟
هل لديكم تجارب أو معلومات إضافية تودون مشاركتها؟ نرحب بجميع تعليقاتكم ومساهماتكم لإثراء هذا الموضوع.