محتويات
القط الأنمر
في قلب السافانا الأفريقية الشاسعة، حيث تتجول الحيوانات البرية بحرية تحت أشعة الشمس الحارقة، يبرز حيوان مفترس رشيق وذكي يُعرف باسم “القط الأنمر“. يتميز هذا القط البري بجماله اللافت ومهاراته الفائقة في الصيد، مما يجعله أحد أكثر المخلوقات إثارة للإعجاب في مملكة الحيوان.
انضموا إلينا في رحلة مثيرة مليئة بالمتعة و الفائدة في عالم هذا الحيوان الأنيق!
الموطن والانتشار
ينتمي القط الأنمر ( Leptailurus serval ) إلى فصيلة السنوريات، ويعرف باسم السيرفال، وقط البج. بينما يعيش هذا القط في مناطق السافانا والمستنقعات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. حيث يتواجد بكثرة في دول مثل كينيا وتنزانيا وجنوب أفريقيا. [1]
البيئة
يتجنب القط الأنمر المناطق الصحراوية شديدة الجفاف والغابات الكثيفة. ويفضل العيش بالقرب من مصادر المياه كالمستنقعات والجداول، حيث يتوفر الغطاء النباتي الكافي للاختباء والاقتراب من الفريسة.
شكل القط الأنمر
- يعتبر من القطط متوسطة الحجم، حيث يتراوح طوله بين 67 – 100 سم، وارتفاعه عند الكتفين يصل إلى 60 سم.
- يتميز بفراءه القصير ذو اللون الأصفر الذهبي إلى البرتقالي، والمزين ببقع وخطوط سوداء مميزة تختلف في شكلها وحجمها بين الأفراد.
- يمتلك أطول أرجل بالنسبة لحجم جسمه مقارنةً بجميع القطط، مما يساعده على الرؤية فوق الأعشاب الطويلة والقفز لمسافات عالية.
- لديه آذان كبيرة وحساسة تساعده على تحديد موقع الفريسة بدقة، وذيل قصير نسبياً مقارنةً بالقطط الأخرى.
السلوك والحياة الاجتماعية
القط الأنمر حيوان ليلي ومنعزل، يقضي معظم وقته في صيد الفرائس. حيث يمتلك حاسة سمع وبصر حادة تمكنه من اكتشاف الحيوانات الصغيرة في ظلام الليل. كما يستخدم أسلوب التسلل والانقضاض لاصطياد فرائسه، ويستطيع القفز لمسافة تصل إلى 3 أمتار لالتقاط الطيور في الهواء.
التواصل
يتواصل القط الأنمر مع بني جنسه عن طريق مجموعة من الأصوات، بما في ذلك الخرخرة والهسهسة والزمجرة. كما يستخدم علامات الرائحة لتحديد منطقته والتواصل مع القطط الأخرى. وتشمل طرق وضع الرائحة رش البول، وفرك جانب الوجه (الذي يحتوي على غدد رائحة) على الأرض أو الأشجار. والتغوط، وخدش الأرض والأشجار. [2]
غذاء القط الأنمر
يُعد القط الأنمر صياداً ماهراً يتغذى بشكل أساسي على القوارض والطيور. كما يصطاد الأرانب، الزواحف، الحشرات، والأسماك. حيث تمنحه أرجله الطويلة وأذنيه الحساسة ميزة كبيرة في اكتشاف وتحقيق القبض على الفريسة. تتيح له قدرته المذهلة على القفز الوصول إلى الطيور أثناء طيرانها.
تلعب القط البالغة بطعامها إذا لم يتم قتل الفريسة على الفور. حيث يتم رمي الجرذان والفئران والطيور في الهواء وثم الإمساك بها مرة أخرى وعضها. كما تستخدم الأمهات هذه الطريقة لتعليم القطط الصغيرة الصيد.
المفترسات
ليس لدى القط الأنمر حيوانات مفترسة رئيسية غير البشر، بينما تعد النمور والضباع أكثر المنافسين المحتملين على الطعام والأراضي. وعندما يكتشف هذا القط اقتراب فرد من نوع منافس لهم، فإنهم يفرون في قفزات سريعة ومربكة.
تكاثر القط الأنمر
يحدث التكاثر في كثير من الأحيان في فصل الربيع، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى. وبعد التزاوج، يبدو أن الإناث تبحث عن وكر مناسب لتربية صغارها. وعادةً ما تكون جحورها بين الشجيرات الكثيفة أو بين الصخور أو الجحور المهجورة.
العناية بالصغار
تتراوح فترة حمل أنثى القط الأنمر بين 66 – 77 يوماً، وتلد عادةً ما بين 1 – 5 قطط صغيرة في جحر محمي. وتعتني الأم بصغارها بمفردها، وتقوم بتعليمهم مهارات الصيد والبقاء على قيد الحياة. بينما تفطم القطط الصغيرة بعد 5 أشهر، وتبقى مع والدتها لمدة تصل إلى عام قبل أن تصبح مستقلة وتبدأ في البحث عن مناطق خاصة بها.
تستغرق الذكور من عام إلى عامين لتأسيس منطقة جديدة خاصة بهم. ويحدث النضج الجنسي عندما تصبح القطط الصغيرة مستقلة ما بين 18 – 24 شهراً. ويمكن للقط الأنمر العيش 19 – 23 عام في الطبيعة.
التهديدات والحماية
يواجه القط الأنمر العديد من التهديدات، بما في ذلك فقدان الموائل والصيد غير القانوني والتجارة غير المشروعة بالحيوانات الأليفة. لحسن الحظ، لا يزال هذا الحيوان مدرجًا ضمن الأنواع الأقل قلقاً في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ولكن من الضروري اتخاذ إجراءات للحفاظ على موائله وحمايته من الصيد غير القانوني لضمان بقائه في المستقبل.
حقائق مثيرة عن القط الأنمر
- يستطيع تدوير أذنيه حتى 180 درجة بشكل مستقل، مما يساعدهم على تحديد موقع الفريسة بدقة.
- يمكنه البقاء لفترات طويلة دون شرب الماء، حيث يحصل على معظم احتياجاته من السوائل من فرائسه.
- يعتبر من الحيوانات الانفرادية، ولا يجتمع مع غيره من القطط إلا للتزاوج أو تربية الصغار.
- يتميز بقدرته على الركض بسرعة تصل إلى 80 كم/ساعة لمسافات قصيرة.
- يُعرف أحياناً باسم “القط الزرافة” بسبب أرجله الطويلة ورقبته النحيلة.
اكتشف المزيد عن “النمر العربي : جوهرة نادرة في جبال شبه الجزيرة العربية” بالضغط هنا