محتويات
اليغور
اليغور: في أعماق الغابات الاستوائية المطيرة في أمريكا الجنوبية والوسطى، يعيش حيوان مفترس قوي ورشيق . حيث يعتبر ثالث أكبر القطط في العالم، ويتميز بجماله وقوته ومهاراته في الصيد المذهلة .
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا المخلوق الرائع ، حيث نغوص في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة!
الموطن والانتشار
ينتمي اليغور (Panthera onca) إلى فصيلة السنوريات، و هو ثالث أكبر أنواع هذه الفصيلة بعد الببر والأسد. بينما يتواجد هذا القط الكبير في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك الغابات الاستوائية المطيرة، والأراضي الرطبة، والمراعي، وغابات المنغروف. وتعتبر أمريكا الجنوبية موطنه الرئيسي، حيث يمتد نطاقه من المكسيك جنوبًا إلى الأرجنتين. كما يتواجد في بعض المناطق في أمريكا الوسطى. [1]
البيئة
يفضل اليغور العيش في المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف، حيث يجد الغطاء والحماية من الفرائس والمنافسين. وتلعب المسطحات المائية دورًا هامًا في حياة اليغور، حيث يستخدمها للشرب والسباحة والبحث عن الفرائس. وهناك ثلاث ميزات ضرورية للبيئة التي تفضلها هذه القطط وهي: توفر المياه والغطاء النباتي الكثيف والفرائس الكافية.
شكل اليغور
- يعتبر حيوانًا قوي البنية، يتميز برأس كبير وفكين قويين. وتختلف أحجامه بشكل كبير حسب المنطقة الجغرافية والموائل.
- يتراوح طول جسمه بين 1.1 – 1.85 متر، ويبلغ ارتفاعه عند الكتف حوالي 63 – 76 سم.
- يتراوح وزن الذكور بين 56 – 96 كجم، بينما يتراوح وزن الإناث بين 45 – 91 كجم.
- يتميز بفرائه الذي يجمع بين اللون الأصفر والبرتقالي والبني، مع وجود بقع سوداء على شكل وردة.
- تختلف أنماط البقع بين الأفراد، مما يجعل كل يغور فريدًا في مظهره.
- يمتلك عيونًا كبيرة تساعده على الرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة.
- يمتلك أذنين صغيرتين مستديرتين تساعده على تحديد موقع الفرائس.
- يتميز بأرجل قوية ومخالب حادة تساعده على التسلق والسباحة والصيد بكفاءة.
الفرق بين اليغور و النمر
يختلف اليغور كثيراً عن النمر، فهو أكبر حجماً وأضخم من النمر وله كتلة عضلية ضخمة وبنية ممتلئة ورأس عريض. كما أن النقوش السوداء الموجودة على فراء اليغور التي تسمى “ورديات”، تكون أكبر وتحتوي على بقع بداخلها. بعكس النمر الذي تكون البقع السوداء على فرائه عبارة عن دوائر سوداء صغيرة و لاتحتوي على بقع بداخلها. و تعيش النمور في قارة آسيا وأفريقيا، بينما يتواجد اليغور في قارة أمريكا الجنوبية. [3]
السلوك الاجتماعي
يعتبر اليغور حيوانًا انفراديًا، ويعيش في مناطق محددة يدافع عنها بشراسة. وينشط غالباً عند الغسق والفجر، ولكنه قد ينشط في أي وقت من اليوم. وعادةً ما تميل هذه القطط إلى الراحة في الصباح وبعد الظهر، حيث تستريح تحت النباتات الكثيفة وفي الكهوف وتحت الصخور الكبيرة. كما أنها قد تستريح على ضفاف الأنهار، وقد تضطر للراحة على الأشجار خلال مواسم الفيضانات. وتعتمد على الماء، خاصة خلال موسم الجفاف لتخفيف الحرارة.
التواصل
يتواصل اليغور مع أفراد جنسه باستخدام مجموعة من الإشارات، بما في ذلك الرائحة والصوت والعلامات البصرية. وعادةً ما يكون صوت الذكور أقوى من صوت الإناث، وتعلن عن منطقتها عن طريق الزمجرة. كما يحدد الأفراد مناطقهم عن طريق كشط الأرض والأشجار والتغوط والتبول في أماكن بارزة.
غذاء اليغور
يُعتبر اليغور مفترسًا قويًا يتغذى على مجموعة متنوعة من الفرائس، بما في ذلك الثدييات والزواحف والأسماك والطيور. وتشمل فرائسه الرئيسية: الكابيبارا، والتابير، والغزلان، والقرود، والكايمان، والسلاحف.
مهارات الصيد
يتميز اليغور بمهاراته الصيدية المذهلة، حيث يستخدم التسلل والكمين لاصطياد فرائسه. ويعتمد على قوته الهائلة وعضته القوية لقتل فرائسه، حيث يعض اليغور مباشرةً رقبة الفريسة. فتخنق فريستها أو تثقب مؤخرة الجمجمة بأنيابها مسببةً الموت الفوري. كما يمكن لفكيها وأنيابها القوية أن تخترق جلد الزواحف السميك ودرع السلحفاة. [2]
السلوك الغذائي
بعد قتل الفريسة، يقوم اليغور بسحبها إلى مكان آمن لتناولها. ويبدأ بتناول الأعضاء الداخلية أولاً، ثم يتناول اللحم والعظام. ويمكن لهذه القطط أن تستهلك كميات كبيرة من الطعام في وجبة واحدة، ثم يصوم لعدة أيام.
تكاثر اليغور
تتكاثر طوال العام، ولكن الذروة تكون في موسم الأمطار، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى و لايعتني بصغاره. وعندما تكون الإناث جاهزة للتزاوج تغامر الإناث بالخروج من مناطقها وتصدر نداءات في الصباح وفي وقت متأخر من الليل للبحث عن رفقاء. وعادةً ما يستجيب الذكور لهذه النداءات بأصواتهم الخاصة وينتقلون إلى المنطقة للتزاوج، وتبدأ عملية التزاوج بمطاردة الذكر للأنثى والتودد إليها.
العناية بالصغار
تستمر فترة الحمل حوالي 93 – 105 أيام، وتلد الأنثى ما بين1 – 4 صغار. وتولد صغار اليغور عمياء وعاجزة، وتعتمد على أمها في الرعاية والحماية. وتقوم الأم بإرضاع صغارها لمدة تصل إلى ستة أشهر، وتبدأ في تعليمهم مهارات الصيد بعد بلوغهم عمر ستة أشهر.
يستمر الصغار في العيش مع أمهم لمدة تصل إلى عامين، قبل أن ينطلقوا للعيش بمفردهم. بينما تصل الإناث إلى مرحلة النضج الجنسي بعد 12- 24 شهرًا، والذكور بعد 24 – 36 شهرًا. ويمكن لهم العيش في الطبيعة قرابة 11 – 12 عام، و20 عام في الأسر.
دور اليغور في النظام البيئي
يلعب اليغور دورًا هامًا في النظام البيئي، حيث يساعد في تنظيم أعداد الفرائس والحفاظ على توازن النظام البيئي. كما يُعتبر مؤشرًا على صحة النظام البيئي، حيث يشير وجوده إلى وجود موائل صحية ومستدامة.
اليغور الأسود
تصيب اليغور نفس الطفرة الجنية التي تصيب النمور، وينتج عنها يغور أسود اللون المعروف باسم “اليغور الأسود”. وهو نسخة نادرة جداً من هذا الحيوان، حيث يتميز بفرائه الأسود بالكامل مع بقع بنية داكنة قد لا تكون مرئية بوضوح. وهذه الحيوانات ليست نوعًا فرعيًا منفصلًا، بل نتيجة لجين وراثي متنحٍ يُسبب زيادة في الصبغة المسؤولة عن اللون الأسود.
الحفاظ على اليغور
يواجه اليغور العديد من التهديدات، بما في ذلك فقدان الموائل، والصيد الجائر، والصراع مع البشر. مما جعله يصنف ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، وتُبذل جهود كبيرة للحفاظ على هذا الحيوان وحمايته من هذه التهديدات. وتشمل هذه الجهود حماية الموائل الطبيعية وإنشاء ممرات بيئية تربط بين المناطق المختلفة. ومكافحة الصيد الجائر، وتنظيم برامج تعليمية لرفع مستوى الوعي بأهمية اليغور ودوره في النظام البيئي.
حقائق مثيرة عن اليغور
- يُعدّ أكبر قطة برية في أمريكا، وأحد أقوى الحيوانات المفترسة في العالم.
- تم تحديد تسعة أنواع فرعية من اليغور، وهي تختلف في الحجم واللون والموقع الجغرافي.
- يستطيع سحب فريسة أكبر بكثير من حجمه، وذلك بفضل عضلاته القوية وفكيه القويين.
- يتميز برؤيته الليلية الممتازة، مما يسمح له بالصيد في الظلام.
- يُعدّ رمزًا هامًا للثقافة والأساطير في العديد من ثقافات أمريكا الجنوبية، ويُمثل القوة والشجاعة.
- يتم الاحتفال بيوم اليغور العالمي سنويًا في 17 نوفمبر لزيادة الوعي حول أهمية حماية هذه الحيوانات الرائعة.
ننصحك بالتعرف على” الفهد الصياد: تعرف على أسرع حيوان بري على وجه الأرض بالصور” بالضغط هنا