في قلب الغابات المطيرة الكثيفة، حيث تتدفق الأنهار وتزخر الحياة البرية، يعيش مخلوق فريد يعرف باسم الراكون آكل السلطعون “Crab-eating raccoon”.
ويعد هذا الحيوان المدهش أستاذاً في التكيف مع البيئات المختلفة، حيث يتكيف بشكل رائع مع بيئته ويظهر مهارات استثنائية في صيد فرائسه.
استعدوا للغوص في أعماق الغابة المطيرة واكتشاف أسرار هذا الكائن الرائع!
الاسم العلمي | Procyon cancrivorus |
الأسماء الشائعة | الراكون آكل السلطعون، الراكون الأمريكي الجنوبي |
الفصيلة | الراكونيات |
الموطن | أمريكا الجنوبية |
الموصفات الشكلية | يبلغ طول الجسم بين 54 – 65 سم، ويشكل الذيل 25 – 38 سم من الطول الإجمالي |
السلوك | حيوانات ليلية انفرادية |
الغذاء | آكلات اللحوم |
المفترسات | الوشق، الذئب، التمساح الأمريكي، العديد من أنواع البوم |
الخصائص المميزة | حاسة لمس حساسة للغاية |
حالة الحفظ | أقل عرضة للقلق |
محتويات
موطن الراكون آكل السلطعون
ينتمي الراكون آكل السلطعون إلى فصيلة الراكونيات، وهو أحد أنوع حيوان الراكون الثلاثة.
بينما يتواجد هذا النوع في قارة أمريكا الجنوبية، من كوستاريكا إلى شرق وغرب الباراغواي و أوروغواي وشمال الأرجنتين.
كما يتداخل نطاقه مع نطاق الراكون الشائع في كوستاريكا وبنما.
وعلى الرغم من اسمه الذي يوحي بتناوله السرطانات فقط، إلا أن الراكون آكل السلطعون لا يتقيد بنظام غذائي محدد.
فمثل قريبه الشائع، يتغذى بسهولة على السرطانات عندما تكون متاحة. [1]
البيئة
يفضل الراكون آكل السلطعون العيش في غابات الأمازون المطيرة، والمناطق المحيطة بالمسطحات المائية، مثل المستنقعات والبحيرات والشواطئ البحرية.
وطالما هناك ماء وغذاء ومكان للاختباء، فإن هذا الراكون سيتأقلم مع هذه الموائل.
شكل الراكون آكل السلطعون
- يبلغ طول الجسم بين 54 – 65 سم، ويشكل الذيل 25 – 38 سم من الطول الإجمالي.
- تتراوح أوزان الجسم من 3 – 7 كجم، ويميل الذكور إلى أن يكونوا أكبر من الإناث.
- يتميز بفراء كثيف طويل، يتراوح لونه من البني الداكن إلى الأسود، مع بقع بيضاء على الوجه والبطن.
- يمتلك وجه مدبب مع عيون سوداء كبيرة وأنف وردي، والأذنين صغيرتان ومدببتان.
- تكون الأطراف قصيرة وقوية، مع مخالب حادة تستخدم للتسلق والحفر وصيد الطعام.
- الفك قوي وله أسنان حادة تستخدم لتقطيع الطعام، ولديه قدرة عالية على التسلق والسباحة.
الفرق بين أنواع الراكون
يشبه الركون آكل السلطعون ابن عمه الشمالي “الراكون الشائع أو الشمالي”، في امتلاكه ذيل كثيف محاط بحلقة كثيفة و”قناع من الشعر” حول العينين.
وخلافاً للراكون الشائع، فإن الشعر الموجود على مؤخرة العنق يتجه نحو الرأس بدلاً من أن يكون إلى الخلف.
كما يبدو أن الراكون آكل السلطعون أكثر تكيفاً مع الحياة الشجرية من الراكون الشائع، حيث يمتلك مخالب حادة ورفيعة.
ويتكيف الركون آكل السلطعون بشكل أفضل مع الطعام ذي القشرة الصلبة، ومعظم أسنان خده أكبر من أسنان الراكون الشائع، مع رؤوس مستديرة وعريضة.
كما يمتلك الراكون آكل السلطعون فراءً أقصر وبنية أكثر رشاقة من الراكون الشائع، مما يجعله يبدو أصغر حجماً وأكثر انسيابية، لكن حجم جسم الراكون آكل السلطعون مطابق تقريباً لحجم جسم الأنواع الشمالية.
سلوك الراكون آكل السلطعون
يعد الراكون آكل السلطعون من الحيوانات الليلية ويعاني من عمى الألوان، ولكنه يتمتع برؤية ليلية ممتازة.
وعادةً ما تكون حيوانات الراكون انفرادية حتى لو تداخلت نطاقات بيوت الجنسين.
والتفاعل بين الأفراد نادر الحدوث، ولكن تحدث استثناءات أثناء البحث عن الطعام وجمعه.
ذكاء الراكون
أظهرت بعض الدراسات أن حيوانات الراكون أكثر قدرة على التعرف على الأشياء من القطط، ولكن أقل من الرئيسيات.
كما لوحظ أن حيوانات الراكون يمكنها التعلم بسرعة والاحتفاظ بالمعرفة لمدة تصل إلى عام. [2]
التواصل
يمتلك الراكون آكل السلطعون سمعاً ممتازاً ويمكنه تمييز الأصوات الغريبة.
وما يميزه عن غيره من الحيوانات آكلة اللحوم هو حاسة اللمس.
حيث تسمح لها حاسة اللمس هذه بالتعرف على الطعام بشكل أفضل من أي حاسة أخرى.
كما قد تم التعرف على 13 صوتاً مختلفاً يصدرها الراكون، سبعة منها تتعلق بنداءات الأمهات وصغارها.
حاسة اللمس الخارقة
تتميز حيوانات الراكون عن غيرها من الحيوانات آكلة اللحوم بحاسة اللمس، فهي تتمتع بحاسة لمس متطورة، خاصة في يديها، وتستخدم يديها في التعامل مع الأدوات.
حيث تتعرف على الطعام بمجرد لمسه وقبل أن تضعه في فمها.
كما يمكن ملاحظة حيوانات الراكون وهي “تغسل” طعامها عن طريق غمس يديها في الماء قبل تناول الطعام لزيادة حساسية المستشعرات في يديها.
غذاء الراكون آكل السلطعون
يعتبر هذا النوع من آكلات اللحوم، على الرغم من أنه لوحظ تناوله للفاكهة بكثرة.
ويستهلك هذا الحيوان مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك اللافقاريات والقشريات والحشرات والمكسرات والخضروات والأسماك والضفادع والسلاحف الصغيرة.
وهي تستخدم حواس الشم والبصر واللمس للتعرف على الطعام والتقاطه، وقد يختلف نظامها الغذائي حسب الموسم وتوافر الغذاء. [2]
المفترسات
تشكل الحيوانات آكلة اللحوم الكبيرة تهديداً حقيقياً للراكوان.
ومن المعروف أنه يتم افتراسه من قِبل الوشق، والذئب، والتمساح الأمريكي، والعديد من أنواع البوم.
كما قد يصطاد البشر هذه الحيوانات من أجل الفراء والطعام.
تكاثر الراكون آكل السلطعون
تتكاثر مرة واحدة في السنة، من يوليو إلى سبتمبر، ويتزاوج الذكور مع عدة إناث واحدة تلو الأخرى، ولكن الإناث ترفض الذكور الأخرى عندما تحمل.
وتتراوح فترة الحمل حوالي 60 – 73 يوماً وتلد الأنثى من 2 – 7 صغار.
وعادةً ما تلد الإناث صغارها في الشقوق بين الصخور أو في تجاويف الأشجار أو في الجحور المهجورة للحيوانات الأخرى مثل جحور الغرير الأمريكي.
العناية بالصغار
الإناث هي المسؤولة عن تربية جميع الصغار بمفردها، وتولد صغار حيوانات الراكون بدون أسنان وعيونها مغلقة.
وبعد ثلاثة أسابيع تفتح عيونها ويبدأ القناع المميز على وجهها في الظهور.
بينما يبقى الصغار مع والدتهم لمدة تصل إلى 8 أشهر، وينضج كلا الجنسين بعد عام واحد.
ومع ذلك، لا تتكاثر الذكور الصغيرة عادةً لأنها لا تستطيع منافسة الذكور الأكبر سناً.
ويعيش عدد قليل من حيوانات الراكون أكثر من خمس سنوات في البرية، ويعيش البعض من 13 – 16 سنة في البرية.
الدور في النظام البيئي
تلعب حيوانات الراكون دوراً مهماً في الحفاظ على التوازن البيئي للغابات الاستوائية المطيرة من خلال التحكم في أعداد الحيوانات الصغيرة، وتنظيف الأنهار والبحيرات، ونثر البذور، وتوفير الغذاء للحيوانات المفترسة، والعمل كمؤشرات على صحة البيئة.
حالة حفظ الراكون آكل السلطعون
يصنف الراكون آكل السلطعون على أنه “غير مهدد بالانقراض” من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN).
ولكن، يواجه هذا الحيوان بعض التهديدات، مثل فقدان الموائل بسبب إزالة الغابات وتلوث المياه.
وداعاً، أيها الراكون
يرسل لنا الراكون آكل السلطعون رسالة مفادها أن التوازن البيئي ضروري للحياة على كوكب الأرض.
فوجوده في الغابات المطيرة يذكرنا بأهمية احترام الطبيعة والحفاظ على تنوعها البيولوجي.
فلنجعل هذا الحيوان رمزاً للأمل في مستقبل مستدام، حيث تتعايش جميع الكائنات الحية في وئام مع بعضها البعض ومع بيئتها.
ننصحك بالتعرف على” النمس حلقي الذيل: تعرف على أحد مفترسات مدغشقر النادرة “