في أعماق غابات مدغشقر المطيرة ، يعيش حيوان صغير ورشيق، يتأرجح بخفة بين الأشجار بفضل ذيله الطويل.
إنه النمس حلقي الذيل “Ring-tailed vontsira”، أحد الثدييات المذهلة التي تتميز بمظهرها الفريد وسلوكها المثير للاهتمام.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا المخلوق المدهش، حيث نغوص في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة!
الاسم العلمي | Galidia elegans |
الأسماء الشائعة | النمس حلقي الذيل، فونتسيرا حلقي الذيل |
الفصيلة | الملغاشية |
الموطن | جزيرة مدغشقر |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن النمس حلقي الذيل
ينتمي النمس حلقي الذيل إلى فصيلة الملغاشية وهي فصيلة مكونة من 10 مفترسات تعيش في جزيرة مدغشقر فقط.
ويعيش هذا الحيوان حصرياً في جزيرة مدغشقر الواقعة قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لأفريقيا، ويعرف باسم” فونتسيرا حلقي الذيل”.
وكلمة “جاليديا” (Galidia) مشتقة من الكلمة اليونانية القديمة “غاليه” والتي تعني “ابن عرس“، مما يشير إلى صغر حجم هذه الحيوانات مقارنة بأقاربها.
وفي اللغة الملغاشية، يُطلق على هذا الجنس اسم “فونتسيرا مينا” والذي يعني “فونتسيرا الأحمر”، في إشارة إلى لونه المميز. [1]
البيئة
يتواجد النمس حلقي الذيل بشكل رئيسي في الغابات الاستوائية في شرق وشمال الجزيرة.
حيث يجد وفرة من الأشجار والنباتات الكثيفة التي توفر له الغذاء والمأوى.
وتتراوح أنواع الغابات التي يعيش فيها بين الغابات شبه الاستوائية والاستوائية الجافة.
التكيف
يتكيف هذا الحيوان بشكل جيد مع بيئته الرطبة والحارة، حيث تساعده الأشجار الكثيفة والنباتات المتسلقة على الاختباء من الحيوانات المفترسة والعثور على الغذاء.
كما يمكنه التنقل بسهولة بين الأشجار بفضل ذيله الطويل الذي يستخدمه للتوازن والتشبث بالأغصان.
شكل النمس حلقي الذيل
- يبلغ طول جسمه حوالي 35-45 سم، ويزن حوالي 1.5-2 كجم.
- يتميز بفراء بني محمر غامق، ويكون الفراء قصير وناعم.
- أبرز سماته هي ذيله الطويل الذي يصل طوله إلى حوالي 60 سم، ويتكون من حلقات سوداء وحمراء متناوبة.
- يمتلك جسماً نحيلاً وأرجلاً قصيرة، ورأسه صغير ومستدق مع آذان كبيرة.
- يتمتع بحواس حادة، بما في ذلك الرؤية والسمع والشم، مما يساعده على اكتشاف الفرائس وتجنب الحيوانات المفترسة.
- يمتلك مخالب حادة تساعده على التسلق والتقاط الفرائس.
سلوك النمس حلقي الذيل
يعيش هذا الحيوان في أزواج أو منفرداً في الغالب، ولكنه قد يتفاعل مع أفراد أخرين خلال موسم التزاوج أو عند البحث عن الغذاء.
وهو حيوان ثديي رشيق ومتسلق ماهر، ويتنقل على الأرض بشكل أساسي، ولكنه يتنقل في أغلب الأوقات على الأشجار.
بينما ينشط هذا النوع خلال النهار، و يختبأ ليلاً في تجاويف الأشجار أو الجحور التي يحفرها بنفسه. [2]
التواصل
يستخدم النمس حلقي الذيل غدد الرائحة الموجودة على جسمه لوضع علامات على منطقته، وتمتلك الذكور فقط غدد شرجية.
حيث تحتك الذكور بجذوع الأشجار والأغصان والصخور لتثبيت رائحتها.
كما يعد التواصل البصري والصوتي مهم خلال النهار للتعرف على نوايا ومشاعر بعضها البعض.
غذاء النمس حلقي الذيل
يعد حيوان لاحم انتهازي، يتغذى على مجموعة متنوعة من الفرائس، بما في ذلك الحشرات والديدان والقوارض والطيور الصغيرة والزواحف والبيض.
كما يمكنه أن يتغذى على الفواكه والنباتات في بعض الأحيان.
بينما يعتمد هذا النوع على حواسه الحادة وسرعته وخفة حركته لتجنب الحيوانات المفترسة مثل: الفوسا، والبومة.
و يمكنه أن يلجأ إلى الاختباء في الأشجار أو الشقوق الصخرية عند الشعور بالخطر.
تكاثر النمس حلقي الذيل
يبدأ التكاثر عادةً بين شهري أبريل ونوفمبر، وقد تكون أحادية الزواج، ولكن لا توجد بيانات تدعم ذلك.
وبعد فترة حمل تتراوح بين 72 -91 يوماً، تلد الأنثى صغيراً واحداً، وتهتم الأم برعاية الصغار وتغذيتهم وحمايتهم حتى يصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم.
بينما يصل الصغار إلى حجم البالغين في عمر عام واحد تقريباً، ويصلون إلى مرحلة النضج التناسلي في عامهم الثاني. ويمكن للنمس حلقي الذيل العيش 13 عاماً في الأسر.
الدور في النظام البيئي
يلعب هذا النوع دوراً هاماً في النظام البيئي لمدغشقر، حيث يساهم في تنظيم أعداد الفرائس، بما في ذلك الحشرات والقوارض.
كما يساهم في نشر بذور بعض النباتات من خلال تناوله للثمار. [2]
الحفاظ على النمس حلقي الذيل
يعد هذا النوع من الحيوانات المهددة بالانقراض في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
حيث يواجه هذا النوع تهديدات عديدة، بما في ذلك فقدان الموائل بسبب إزالة الغابات والتوسع الزراعي، والصيد الجائر، والتنافس مع الأنواع الغازية مثل (الزباد الهندي الصغير) .
وتُبذل جهود كبيرة للحفاظ على هذا الحيوان وحمايته من الانقراض، تشمل هذه الجهود:
- إنشاء المحميات الطبيعية: تعمل المحميات الطبيعية على حماية الموائل وتوفير ملاذ آمن له.
- مكافحة الصيد الجائر: تعمل الجهات المعنية على مكافحة الصيد الجائر من خلال تطبيق القوانين وتوعية المجتمعات المحلية.
- إدارة الموائل: تُبذل جهود لإدارة الموائل وتحسين جودتها، بما في ذلك زراعة الأشجار ومكافحة الأنواع الغازية.
- البرامج التعليمية: تُنظم برامج تعليمية لرفع مستوى الوعي بأهمية هذا الحيوان ودوره في النظام البيئي.
الأنواع المشابة
1- نمس دوريل
نمس دوريل (Salanoia durrelli) هو نوع من الثدييات الصغيرة المكتشفة حديثاً في مدغشقر، يشبه كثيراً القطط أو الثعالب.
ويتميز هذا الحيوان بلونه البني المحمر وحجمه الصغير وأقدامه العريضة، ويشبه إلى حد ما النمس بني الذيل.
ويعيش نمس دوريل في الأراضي الرطبة المتنوعة بيولوجياً في بحيرة ألاوترا، ويتغذى على القشريات والرخويات.
ويواجه هذا النوع تهديدات بسبب تدهور بيئته الطبيعية والمنافسة مع الأنواع الغريبة، مما يجعله نوعاً مهدداً بالانقراض. [3]
2- النمس بني الذيل
النمس بني الذيل (Salanoia concolor) هو حيوان ثديي صغير الحجم، مستوطن في غابات مدغشقر الاستوائية الرطبة.
ويتميز هذا النوع بفرائه البني المحمر، والذي يميل إلى أن يكون أغمق وأكثر احمراراً مقارنة بنظيره نمس دوريل.
و يعتبر النمس بني الذيل مهدداً بالانقراض بسبب فقدان موئله الطبيعي.
وداعاً، أيها الحيوان الجميل
من خلال هذه الجهود المتواصلة، يمكننا المساهمة في حماية النمس حلقي الذيل والحفاظ على هذا المخلوق الرائع للأجيال القادمة.
لذا دعونا نعمل معاً لضمان استمرار تأرجح هذه الحيوانات بين الأشجار في غابات مدغشقر، لتظل رمزاً للتنوع البيولوجي الفريد لهذه الجزيرة الساحرة.