في عمق غابات أمريكا الشمالية، حيث تتراقص أشعة الشمس بين أوراق الأشجار، يعيش كائن فريد يُعرف باسم القط حلقي الذيل “Ringtail”.
هذا الحيوان الساحر، الذي يُشبه مزيجاً بين الثعلب والقط، يمتلك سحراً خاصاً يُلفت انتباه كل من يراه.
في هذه الرحلة الشيقة، سنكتشف أسرار عالم هذا الحيوان المدهش، ونسافر عبر غابات أمريكا الشمالية لنتعرف عليه!
الاسم العلمي | Bassariscus astutus |
الأسماء الشائعة | القط حلقي الذيل ، قط عمال المناجم |
الفصيلة | الراكونيات |
الموطن | قارة أمريكا الشمالية |
المواصفات الشكلية | الجسم يشبه القطط و له وجه يشبه الثعالب و أذنان بيضاويتان كبيرتان |
السلوك | ينشط في الليل و أحياناً عند الغسق ، و هو حيوان انفرادي |
الغذاء | آكلات اللحوم |
المفترسات | الثعالب ، القيوط ، الراكون ، القطط ، الصقور ، البوم ، القوطي ، الوشق ، الأسود الجبلية |
الخصائص المميزة | متسلق جبال ممتاز |
حالة الحفظ | أقل عرضة للخطر |
محتويات
موطن القط حلقي الذيل
ينتمي القط حلقي الذيل إلى فصيلة الراكونيات، ويعيش هذا الحيوان في قارة أمريكا الشمالية.
حيث يتواجد عبر صحراء الحوض العظيم التي تمر بعدة ولايات أمريكية (نيفادا ويوتا وكاليفورنيا وأيداهو وأوريجون).
كما يتواجد في أريزونا وصحراء تشيهواهوا في نيو مكسيكو وتكساس وشمال المكسيك. [1]
البيئة
يعيش القط حلقي الذيل في مجموعة متنوعة من الموائل.
حيث يفضلون الموائل ذات النتوءات الصخرية أو الأخاديد.
وتتواجد في المناطق شبه القاحلة والصحاري وغابات البلوط وغابات العرعر والغابات الصنوبرية الجبلية.
كما أنهم يعيشون في موائل على ضفاف النهر بسبب زيادة توافر الغذاء.
شكل القط حلقي الذيل
- الجسم يشبه القطط وله وجه يشبه الثعالب وأذنان بيضاويتان كبيرتان.
- يتراوح طوله بين 30 – 42 سم، مع ذيل طويل يصل إلى 43 سم.
- يتميز بفراء كثيف وناعم، يتراوح لونه من الرمادي إلى البني الفاتح، مع بقع سوداء على الظهر.
- يتميز بعلامة مميزة على شكل حلقة سوداء حول ذيله، مما جعله يحصل على اسمه.
- يمتلك أذنين طويلتين ومدببتين، تساعدانه على سماع الأصوات بشكل جيد.
- تتميز أقدامه بالمرونة، مما يسمح له بالتسلق بسهولة على الأشجار.
- المخالب قصيرة ومستقيمة وشبه قابلة للسحب ومناسبة للتسلق.
- يتميز بوجه مميز ذو خطم طويل وشاربين، مما يسمح له بالشم بشكل جيد.
سلوك القط حلقي الذيل
ينشط القط حلقي الذيل في الليل وأحياناً عند الغسق، وهو حيوان انفرادي إلا خلال موسم التزاوج.
ويعتبر هذا الحيوان متسلق جبال ممتاز ويمتلك العديد من التكيفات الحركية والسلوكية والجسدية.
حيث يمكن له المناورة بسرعة وخفة بين المنحدرات والحواف عن طريق الارتداد من صخرة إلى آخر.
كما يمكنهم الصعود إلى الممرات الضيقة.
التواصل
يستخدم القط حلقي الذيل علامات البراز كوسيلة لتحديد المنطقة.
حيث يستخدم البراز لتحديد المنطقة أو لجذب الشركاء المحتملين.
كما يصدر مجموعة متنوعة من الأصوات، ويكون صوتها عبارة عن نباح حزين بصوت عالي للغاية.
غذاء القط حلقي الذيل
يعد من آكلات اللحوم، حيث يفضل المواد الحيوانية بشكل كبير، ويختار طعامه بناءً على ما يتوفر موسمياً.
ويشمل غذائه الرئيسي القوارض والأرانب والسناجب والحشرات، ولكنه يتناول أيضاً الطيور والسحالي والثعابين والضفادع والجيف.
كما أن طعامه لا يقتصر على الحيوانات، بل يتناول أيضاً بعض الفواكه مثل الجوز والهدال وتوت العرعر والكاكي والتين البري.
وحتى الرحيق يجد طريقه إلى قائمة طعامه، خاصةً عندما يتوفر.
مفترسات القط حلقي الذيل
يتعرض القط حلقي الذيل للافتراس بشكل انتهازي من قبل مجموعة متنوعة من الحيوانات المفترسة.
بما في ذلك الثعالب، والقيوط، والراكون، والقطط، والصقور، والبوم.
كما يعد هذا النوع فريسة عرضية لحيوانات أكبر مثل القوطي والوشق والأسود الجبلية.
وتُعد البومة ذات القرون الكبيرة والصقر ذو الذيل الأحمر من أبرز الحيوانات المفترسة الرئيسية لذوات الذيل الحلقي. [2]
طرق الدفاع عن النفس
ذوات الذيل الحلقي ليست فريسة سهلة المنال، فهي تتمتع ببعض المهارات التي تساعدها على تجنب الحيوانات المفترسة.
ففي حال شعرت بالخوف أو التهديد، يمكنها إفراز مادة كريه الرائحة لردع الحيوانات المفترسة.
كما يمكن أن تكون الحلقات الموجودة على ذيلها بمثابة إلهاء للحيوانات المفترسة.
حيث تعمل الحلقة البيضاء كهدف، لذلك إذا أمسك الحيوان المهاجم بالذيل بدلاً من الجسم، فمن المرجح أن يتمكن القط حلقي الذيل من الهرب.
تكاثر القط حلقي الذيل
يتزاوج القط حلقي الذيل مرة واحدة في العام خلال فصل الربيع، وتستمر فترة الحمل من 45 – 50 يوماً.
وخلال هذه الفترة، يقوم الذكر بتوفير الطعام للأنثى لضمان النمو الصحي للأجنة.
وبعد ذلك، تلد الأنثى 2 – 4 صغار، وتفتح الصغار أعينها بعد شهر واحد من الولادة.
العناية بالصغار
تبدأ الصغار في البحث عن طعامها بنفسها بعد أربعة أشهر من الولادة.
بينما تصل ذوات الذيل الحلقي إلى مرحلة النضج الجنسي في سن 10 أشهر.
ويبلغ متوسط عمرها في البرية حوالي 7 سنوات.
الدور في النظام البيئي
يلعب القط حلقي الذيل دوراً حيوياً في النظام البيئي من خلال التحكم في أعداد الفرائس الصغيرة ونشر البذور وتوفير مصدر غذائي للحيوانات المفترسة.
ولكن، تواجه هذه الحيوانات العديد من التهديدات، مثل فقدان الموائل والتلوث والصيد، مما يُهدد دورها في التوازن البيئي.
وبالرغم من كل الظروف ما يزال هذا النوع يصنف ضمن الأنواع الأقل عرضة لخطر الانقراض في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
ترويض القط حلقي الذيل
يُعرف عن ذوات الذيل الحلقي سهولة ترويضها والتأقلم مع وجود البشر، مما يجعلها حيوانات أليفة حنونة وفعالة في صيد الفئران.
وفي الماضي، كان عمال المناجم والمستوطنون يحتفظون بها كحيوانات أليفة للحفاظ على كبائنهم خالية من الحشرات.
مما أدى إلى إطلاق لقب “قطة عامل المنجم” عليها.
وداعاً، يا صاحب الذيل الطويل
مع غروب الشمس على سفوح الجبال، يُسدل الستار على رحلتنا مع القط حلقي الذيل، هذا الكائن الساحر الذي أسر قلوبنا بجماله وسلوكه الفريد.
لقد تجولنا في دروب موطنه الطبيعي، واكتشفنا أسراره من صيد وتواصل وتكيف مع بيئته.
وبينما نُغلق صفحات هذه الرحلة، نأمل أن تكون قد تركت فيكم أثراً عميقاً، ودفعتكم للمشاركة في حماية هذا الحيوان الجميل.
ننصحك بالتعرف على” حكاية أسيد الجبل: من أساطير المايا إلى عالمنا الحديث “