محتويات
أسد الجبال
في أعماق جبال الأمريكتين، من قمم جبال روكي المغطاة بالثلوج إلى غابات باتاغونيا الكثيفة. يتجول حيوان مفترس قوي ورشيق إنه “أسد الجبال“، المعروف أيضًا باسم بوما أو الكوجر. هذا المخلوق المذهل، المكسو بفراء بني محمر، يتميز بسرعته الفائقة وقدرته على التكيف مع مجموعة متنوعة من البيئات.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم الكوجر، حيث نغوص في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة!
الموطن و الانتشار
ينتمي أسد الجبال (Puma concolor) إلى فصيلة السنوريات، ويعرف بعدة أسماء منها: بوما، الكوجر، هر الجبال. بينما يعتبر أسد الجبال من أكثر الثدييات البرية انتشارًا في نصف الكرة الغربي. حيث يمتد نطاقه من يوكون في كندا إلى جنوب جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية.
تشمل المناطق التي يتواجد بها هذا القط إقليم يوكون الكندي، وجبال روكي ومناطق في غرب الولايات المتحدة. كما يمتد نطاقه إلى الجنوب عبر المكسيك إلى غابات الأمازون المطيرة وجنوب جبال الأنديز في باتاغونيا. [1]
البيئة
يعيش أسد الجبال في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك الغابات الصنوبرية، والغابات النفضية، والمناطق الجبلية الصخرية، والأراضي العشبية، والصحاري. وتوفر لها النباتات الكثيفة والكهوف والشقوق الصخرية المأوى. كما تتميز أسود الجبال بقدرتها المذهلة على التكيف مع بيئات مختلفة، فهي تمتلك فراء سميك يحميها من البرد القارس في المناطق الجبلية. وقدرة على التسلق والقفز لمسافات طويلة بفضل عضلاتها القوية وأرجلها الطويلة.
شكل أسد الجبال
- يتراوح طول الحيوان البالغ بين 1.5 – 2.75 مترًا، ويزن الذكور عادة بين 53 – 100 كجم، بينما تكون الإناث أصغر حجمًا و وزنًا.
- يغطي جسمه فراء باللون البني المحمر، مع وجود بقع بيضاء على البطن والصدر والذقن. كما أن لديهم ذيل طويل نسبيًا مع طرف أسود.
- تمتلك رأسًا مستديرًا نسبيًا وآذانًا قصيرة مدببة. وعيونهم كبيرة ولونها يتراوح بين الأصفر والأخضر.
- توجد أربعة أصابع في القدمين الخلفيتين وخمسة في القدم الأمامية. والمخالب قابلة للسحب حادة ومنحنية.
السلوك الاجتماعي
أسود الجبال حيوانات انفرادية في الغالب، إلا أنها قد تشكل مجموعات صغيرة مؤقتة، خاصة الأمهات وصغارها. فهي ليلية النشاط وتقضي معظم وقتها في الصيد والتجول في أراضيها الشاسعة. بينما تحدد هذه القطط منطقتها عن طريق البول والبراز و خدش الأشجار.
التواصل
يعتمد أسد الجبال بشكل أساسي على حاسة البصر والشم والسمع. واعتماداً على الموقف، تستخدم الأسود الجبلية صرخات منخفضة النبرة والهدير والهمهمات والصراخ. كما تعمل صرخات الصغار العالية على جذب انتباه الأم، ويعد التلامس مهم في الترابط الاجتماعي بين الأم وصغارها.
غذاء أسد الجبال
تعتبر أسود الجبال مفترسات قوية تتغذى على مجموعة متنوعة من الفرائس. بما في ذلك الغزلان، والأيائل، والأرانب البرية، والقوارض، والراكون، و الظربان، والأبوسوم. كما أنها قد تصطاد حيوانات أكبر حجمًا مثل الموظ والبيسون.حيث تعتمد أسود الجبال على التخفي والمباغتة في الصيد، حيث تقترب من فريستها بهدوء قبل الانقضاض عليها بسرعة فائقة.
استراتجيات الصيد
لأسود الجبال طريقة فريدة في صيد الفرائس الكبيرة. فالأسد الجبلي يتبع فريسته بهدوء، ويقفز على ظهر الفريسة من مسافة قريبة ويثقب عنق الفريسة بعضة قوية أسفل قاعدة الجمجمة، مما يسبب كسر في رقبة الفريسة. وعادةً بعد قتل الفريسة تسحب أسود الجبال الفرائس الكبيرة حتى مسافة 350 متراً من مكان صيدها، وتدفنها تحت الأوراق والركام لتخزينها وتعود لتتغذى عليها ليلاً.
تكاثر أسد الجبال
موسم التزاوج لأسود الجبال يختلف باختلاف المنطقة، ولكنه عادة ما يحدث في فصل الشتاء أو الربيع. ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى و لا يعتني بصغاره. وعادةً ما تلد الأنثى من 1 – 6 أشبال بعد فترة حمل تستمر حوالي 90 يومًا.
العناية بالصغار
تولد الأشبال عمياء وضعيفة، وتعتمد كليًا على أمها في الرعاية والتغذية والحماية. وتبقى الأشبال مع أمها لمدة تصل إلى عامين، حيث تتعلم منها مهارات الصيد والبقاء على قيد الحياة. بينما تصل الأشبال إلى مرحلة النضج الجنسي عند حوالي 3 سنوات من العمر للذكور، وعند عامين ونصف للإناث. وقد تعيش الأسود الجبلية لمدة تصل إلى 18 – 20 عامًا في البرية، كما يمكنهم العيش لفترة أطول قليلاً في الأسر. [2]
دور أسد الجبال في النظام البيئي
يلعب أسد الجبال، دورًا هامًا في النظام البيئي كونه مفترسًا أساسياً. حيث يساهم في التحكم في أعداد الفرائس، ويمنع من تفاقم أعدادها، مما يحافظ على صحة البيئ
ة والنباتات. كما تُصبح جيف الحيوانات التي يفترسها أسد الجبال مصدرًا للغذاء للحيوانات الآكلة للجيف، مثل النسور والذئاب والثعالب. ويعد وجود الأسود الجبلية في منطقة ما مؤشرًا على صحة النظام البيئي وتنوعه البيولوجي.
حالة الحفظ
يُصنف أسد الجبال حاليًا على أنه “مُهدد بأقل قدر من القلق” من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). ففي الماضي، واجه أسد الجبال خطر الانقراض بسبب الصيد الجائر وفقدان الموائل. ولكن، بفضل جهود الحماية، تعززت أعداد الأسود الجبلية بشكل كبير في العديد من المناطق. ففي الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، ازدادت أعداد أسد الجبال من حوالي 600 حيوان في عام 1960 إلى أكثر من 30,000 حيوان اليوم.
التحديات التي تواجه أسد الجبال
تواجه أسود الجبال تحديات جمّة تهدد بقاءه. من أبرز هذه التحديات فقدان الموائل الطبيعية نتيجة التوسع العمراني والزراعي، مما يؤدي إلى تقلص المساحات التي يمكن لهذه الحيوانات التجول والصيد فيها. كما يعاني من الصراع المباشر مع البشر، حيث يُعتبر أحيانًا تهديدًا للماشية مما يؤدي إلى صيده. وعلى الرغم من أنه يُصنف حاليًا بأنه حيوان شائع، إلا أن بعض السلالات الفرعية له معرضة للانقراض.
جهود الحفظ
في مواجهة هذه التحديات، تُبذل جهود حفظ متزايدة لضمان استمرارية وجود أسد الجبال في البرية. حيث تشمل هذه الجهود إنشاء محميات طبيعية وممرات بيئية تسمح لأسود الجبال بالتنقل بأمان بين المناطق المختلفة دون الاصطدام بالأنشطة البشرية. كما تُعزز برامج التوعية البيئية الوعي بأهمية هذا الحيوان ودوره في النظام البيئي، وتُشجع على تبني أساليب معيشية تحترم حياة الحيوانات البرية وتُقلل من الصراعات بينها وبين الإنسان.
حقائق مثيرة عن أسد الجبال
- يولد الأشبال بعيون زرقاء تتحول إلى اللون الأصفر بعد 16 شهرًا.
- يُعتبر من الحيوانات المتميزة في التكيف مع مختلف البيئات.
- لا تزأر أسود الجبال كبقية الأسود، بل يصدر صوته من خلال الهمس والصراخ.
- يمكن أن يقفز في الهواء لمسافة تزيد عن 6 أمتار، ويمكنه الركض بسرعة تصل إلى 55 كيلومترًا في الساعة.
- يعتبر صيادًا ليليًا، حيث ينتظر الفريسة بصمت أو يطاردها قبل القفز من الخلف وإيصال ضربة قاتلة بمخالبه.
ننصحك بالتعرف على ” الوشق الصحراوي : تعرف على صياد الليل المراوغ بالصور” بالضغط هنا