الأسد ملك الغابة “Lion” رمز القوة و الشجاعة، حيوان قوي يثير مشاعر الخوف والرهبة في قلوب البشر منذ القدم.
ولكن ماذا نعرف حقاً عن هذا الحيوان المذهل ؟
في هذه المقالة ، سنغوص في رحلة عبر عالم الأسد، ونتعرف على خصائصه الجسدية و سلوكه الاجتماعي وتكاثره والعناية بصغاره.
الاسم العلمي | Panthera leo |
الأسماء الشائعة | الليث، المتهيب، الهرماس، الورد، الهزبر، أسامة، الجخدب، الحارث |
الفصيلة | السنوريات |
الموطن | قارة أفريقيا وآسيا |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن الأسد
ينتمي الأسد إلى فصيلة السنوريات وهو أحد السنوريات الأربعة الكبيرة المنتمية لجنس النمور.
كما يعد ثاني أكبر السنوريات بعد الببر، وهو أكثر الحيوانات شهرة في جميع أنحاء العالم ويرمز إلى القوة والشجاعة.
وتنتشر الأسود الأفريقية في مجموعات عبر القارة، مفضلة السهول العشبية والسافانا والمناطق القريبة من مصادر المياه والغابات المفتوحة.
وعلى الرغم من ذلك، نادراً ما تغامر بالدخول إلى الغابات الكثيفة، وتتميز الأسود بقدرتها على التكيف مع بيئات متنوعة.
حيث تم رصدها في مناطق جبلية مرتفعة مثل جبل إلجون وجبل كينيا.
وتشكل السافانا، التي تتميز بمناخها الموسمي، بيئة مثالية للأسود، وتشكل الجزء الأكبر من موائلها في القارة.
ومع ذلك، توجد أيضاً مجموعات صغيرة تعيش في الغابات الاستوائية الرطبة في غرب أفريقيا والغابات الجبلية في شرق أفريقيا.
وأما الأسد الآسيوي، فيقتصر وجوده حالياً على غابات السافانا الجافة وغابات الشجيرات في الهند، ولا يعيش الآن إلا في منتزه جير الوطني في غرب الهند.[1]
أسماء الأسد
يعتبر الأسد من الحيوانات المحببة عند العرب، حيث يرمز للقوة و الشجاعة و الكبرياء.
مما جعل العرب يعجبون به و يطلقون عليه أكثر من 500 اسم و كنيه، كما أنهم سموا أبنائهم بأسماء الأسد.
و منها على سبيل المثال: الليث، المتهيب، الهرماس، الورد، الهزبر، أسامة، الجخدب، الحارث، حيدرة، السبع، الدواس، الرئبال، زفر، الصعب، كهمس.
وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، فمن أسمائه أيضاً: الضرغام، الضيغم، الطيثار، العنبس، الغضنفر، الفرافصة، القسورة، المتأنس، المتهيب، الهزبر.
ومن كناه: أبو الأخياف، أبو الزعفران، أبو العباس، أبو الحارث، أبو الأبطال، أبو حمص، أبو شبل.
شكل الأسد
- يعد أطول السنوريات جمعيها (عند الكتفين) ، حيث يصل ارتفاع الأسد البالغ 1.23 متر، بينما يبلغ طول اللبؤة البالغة 1.07 متر.
- يغطي رأس الأسد شعر كثيف لونه أشقر – أسود يسمى ” لبدة “، كما يوجد شعر كثيف في نهاية الذيل يسمى” الزرد “.
- تسمى أنثى الأسد ” لبؤة ” و هي أصغر حجماً ، ويكون لون فرائها بيج فاتح إلى بني غامق يخلو من البقع أو الخطوط.
- تظهر على الأشبال بقع بنية اللون على فراء رمادي حتى عمر ثلاثة أشهر ؛ وقد تبقى بعض البقع على المعدة.
- يتميز الأسد بجسمه القوي والمفتول، و رأسه الكبير وأذنيه الصغيرتين، وذيله الطويل الذي يستخدمه للتوازن.
- يمتلك الأسد فك و قوائم قويّة، وأنياب يبلغ طول الواحد منها 8 سم.
الليث الأبيض
الليث الأبيض، أو الأسد الأبيض، ليس نوعاً منفصلاً من الأسود، بل هو طفرة جينية نادرة تسبب لوناً أبيض أو باهتاً جداً للفراء.
وهذه الحالة تُعرف باسم “نقص التصبغ” أو “الابيضاض”، وهي تختلف عن المهق.
حيث أن الليث الأبيض لا يعاني من مشاكل في العين أو حساسية للضوء كما هو الحال في المهق.
واللون الأبيض في الليث ناتج عن جين متنحي، أي يجب أن يحمل كلا الوالدين هذا الجين ليظهر على النسل.
وهذا الجين يقلل إنتاج صبغة الميلانين المسؤولة عن لون الفراء، ولكنه لا يوقفها تماماً كما في المهق.
سلوك الأسد
يعيش الأسد ضمن مجموعة تتكون غالباً من ذكرين وعدد من اللبؤات و الأشبال تسمى “زمرة” مكونة من 5 – 13 عضواً.
وتحمي الأسود مناطقها من الذكور الأخرى بشراسة، حيث تقوم بجولات واسعة يومية و ترش بولها على الأشجار والشجيرات لتترك رائحتها كإنذار لأي ذكر دخيل.
وعادةً ما تنشط الأسود في الليل، و يتواصل أفراد القطيع بأصوات مختلفة، لتقوية العلاقات بينهم وتحديد مناطق النفوذ.
بينما تفضل الأسود الاختباء في النهار بين الأعشاب الطويلة أو تحت الأشجار، أو في الكهوف وجحور الحيوانات.
وفي المناطق التي بها فرائس وفيرة، تقضي الأسود ما يقرب من عشرين ساعة في اليوم نائمة، ويمكن للأسود أن تجري لمسافات قصيرة بسرعة 80 كيلومتراً في الساعة.
وتعتمد مساحة موطن الأسود الأفريقية على كثافة الفرائس، حيث يمكن أن تتراوح مساحة موطن الأسود الأفريقية من 20 – 400 كيلومتر مربع.[1]
التواصل بين الأسود
تتمتع الأسود بقدرات معرفية تمكنها من التعرف على الأفراد والتفاعل معها من أجل البقاء.
مستخدمةً التواصل البصري كإشارة اللبدة التي تشير إلى الذكور وقوتهم (يتحكم هرمون التستوستيرون في نموها).
ويُستخدم الزئير (الذي يبدأ عند الذكور في عمر سنة والإناث بعد ذلك بقليل) للإعلان عن المناطق والتواصل بين أفراد القطيع وإظهار العدوان.
ويمكن سماع زئير الأسد من على بعد 8 كيلومترات، ويكون زئير الذكور أعلى وأعمق من زئير الإناث.
بينما يستخدم التواصل الجسدي كالعدوان بين الذكور أثناء المنافسة على القيادة، والتحية بين أفراد القطيع، والتواصل بين الأم وأشبالها.
غذاء الأسد
تعد الأسود من الحيوانات آكلة اللحوم المفترسة، و عادةً ما يصطادون في مجموعات و يسقطون فريسة أكبر من حجمهم بكثير.
وعادةً ما تصطاد الإناث بدلاً من الذكور ، بسبب شكل الأسود الكبير والواضح، لذلك تقوم الإناث في الزمرة بمعظم عمليات الصيد.
و تشمل فرائس الأسود ذوات الحوافر الكبيرة الأكثر شيوعاً في المنطقة مثل: حمار الزرد، الرزافة، غزال طومسون، الجاموس، حيوان النو الأزرق، الخنزير البري.
بينما الأسود التي لا تستطيع اصطياد الفرائس الكبيرة تأكل الطيور والقوارض والأسماك وبيض النعام والبرمائيات والزواحف.
كما تتغذى الأسود على الجيف عندما تتاح لها الفرصة، وتراقب تحركات الضباع والنسور، والتي تشير إلى موت الحيوان.
ومعظم الجيف التي تتغذى عليها الأسود تقتلها الضباع وليس الأسود، ويعتقد أن الجيف توفر جزءاً كبيراً من غذاء الأسود. [2]
طريقة صيد الأسود
تبدأ أشبال الأسود بالمشاركة في الصيد بعد بلوغها عاماً، وتبدأ بالصيد بفعالية عند بلوغها عامين.
وتستطيع الأسود المنفردة اصطياد حيوانات مثل الحمار الوحشي، بينما تعتبر الفرائس الأكبر كالجاموس والزرافة أكثر خطورة.
وفي حالات استثنائية، شُوهدت مجموعات كبيرة تصطاد صغار الفيل الأفريقي.
بينما في الصيد الجماعي، تتخذ اللبؤات أدواراً محددة، بينما لا يشارك الذكور عادةً في الصيد الجماعي.
ولكنهم صيادون منفردون ناجحون، وقد ينضمون لصيد الفرائس الكبيرة كالجواميس.
وتأكل الأسود فريستها عادةً في مكان الصيد، وقد تسحب الفرائس الكبيرة إلى مكان آمن.
وتحتاج اللبؤة البالغة حوالي 5 كجم من اللحم يومياً، بينما يحتاج الذكر حوالي 7 كجم، وقد تأكل الأسود ما يصل إلى 30 كجم في الوجبة الواحدة.
المنافسة مع المفترسات
تتنافس الأسود والضباع المرقطة على نفس الفرائس والجيف، حيث يتداخل نظامهما الغذائي بنسبة كبيرة (58.6%).
وتتجاهل الأسود الضباع عادةً إلا في حالة الصيد أو المضايقة، بينما تُبدي الضباع ردة فعل واضحة لوجود الأسود.
ويختلف الوضع باختلاف المناطق؛ ففي نجورو تعتمد الأسود بشكل كبير على سرقة فرائس الضباع.
بينما في تشوبي تفعل الضباع الشيء نفسه مع الأسود، وتتجنب الفهود والنمور مواجهة الأسود.
حيث تسرق الأسود فرائسها وتقتل صغارها، وتلجأ الفهود للصيد في أوقات وأماكن مختلفة لتجنبها، بينما تلجأ النمور للأشجار.
وبالمثل، تهيمن الأسود على الكلاب البرية الأفريقية، حيث تأخذ فرائسها وتقتل صغارها.
ما يؤدي إلى انخفاض أعداد الكلاب البرية في المناطق التي تكثر فيها الأسود، مع وجود حالات نادرة لقتل الكلاب البرية لأسود عجوزة أو مصابة.
تزاوج الأسد
تتكاثر الأسود طوال العام و يتزاوج الذكور مع كل الإناث في الزمرة، و أول ذكر يصل إلى أنثى في حالة شبق تكون له أولوية التزاوج معها.
حيث لا يحدث أي قتال بين ذكور الزمرة على الإناث، و تميل اللبؤة إلى إنجاب الأشبال كل عامين.
ومع ذلك، إذا قُتلت أشبال الأنثى (عادةً على يد أسد متطفل)، فإن الأنثى تدخل مرحلة الشبق مبكراً وتنجب عدداً أكبر من الأشبال.
وتكون الإناث قادرة على التكاثر في عمر 4 سنوات والذكور في عمر 5 سنوات. [1]
العناية بالأشبال
تستمر فترة حمل اللبؤة 3.5 شهور وتلد 3 – 5 أشبال عميان، وتفتح الأشبال أعينها بعد 11 يوماً، ويصبحون قادرين على الركض في عمر شهر واحد.
و تُرضع اللبؤة صغارها و صغار قريباتها في الزمرة، ويفطم الأشبال بعد 7 – 10 أشهر.
ومع ذلك، يظلون معتمدين على البالغين في الزمرة حتى يبلغوا 16 شهراً على الأقل، ويمكن أن تعيش الأسود في البرية 14 – 18 عام. [2]
الأسود اليافعة
تغادر الأسود زمرتها التي ولدت فيها عندما تبلغ 2.5 عام تقريباً.
حيث يقوم الأسد المسيطر بالنظر إلى الأسود اليافعة على أنهم منافسين محتملين له فيقوم بمهاجمتهم وطردهم من زمرته.
مما يدفع الأسود اليافعة إلى المغادرة وعيش حياة بدوية مليئة بالترحال لمدة 2 – 3 سنوات.
بعد ذلك، تشكل الأسود اليافعة تحالفات وغالباً ما تكون بين 2 – 3 أسود أخوة، و يبحثون عن زمرة للسيطرة عليها.
و عندما يجدون زمرة يقاتلون الأسد المسيطر، وبعد أن يتغلبوا عليه يقتلون أشباله لدفع الإناث للتزاوج معهم. [2]
حالة حفظ الأسد
يصنف الأسد ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، فقد انقرض نوعان فرعيان من الأسد الأفريقي (البربري وأسد رأس الرجاء).
وتشهد أعداد الأسود الأفريقية انخفاضاً حاداً في غرب أفريقيا، حيث يقتصر وجودها على المحميات.
ما يهدد تنوعها الجيني إذا لم توجد ممرات تربط بين هذه المحميات.
أما الأسود الآسيوية، فهي محصورة في محمية غابة جير بالهند، وهي مصنفة كمهددة بالانقراض.
وتواجه تهديدات مثل قرب البشر والماشية وتدهور الموائل، ما يستدعي إنشاء مجموعات أخرى لحمايتها. [2]
الدور في النظام البيئي
تلعب الأسود دوراً حيوياً في الحفاظ على توازن النظام البيئي، فهي تعد من الحيوانات المفترسة الرئيسية التي تسيطر على أعداد الحيوانات العاشبة.
وتساهم الأسود في الحفاظ على صحة القطعان وتقليل انتشار الأمراض.
كما تمنع الرعي الجائر الذي قد يؤدي إلى تدهور المراعي والإخلال بالتوازن البيئي.
أنواع الأسود
بين منتصف القرن الثامن عشر ومنتصف القرن العشرين، تم اقتراح 26 نوعاً فرعياً من الأسود.
ولكن 11 منها فقط اعتُرف بصحتها عام 2005، حيث كانت الاختلافات بينها تعتمد بشكل أساسي على حجم ولون الأعناق والجلود، وأشهرها:
1- الأسد الآسيوي
كان الأسد الآسيوي ينتشر سابقاً في منطقة واسعة تمتد من شبه الجزيرة العربية وتركيا وإيران وصولاً إلى الهند.
لكن بحلول أوائل القرن العشرين، انحصر وجوده في محمية جير الوطنية والمناطق المحيطة بها في ولاية غوجارات الهندية.
وقد ازداد عدد هذه الأسود بشكل مطرد منذ عام 2010، حيث قُدّر عددها بـ 523 فرداً في عام 2015، ثم ارتفع إلى حوالي 650 فرداً في عام 2017.
وبسبب الصيد الجائر وتزايد استخدام الأسلحة النارية، انقرضت الأسود الآسيوية من مناطق واسعة في آسيا.
بما في ذلك شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وبلاد ما بين النهرين وبلوشستان، وصولاً إلى انحصارها في غابة جير بالهند بحلول مطلع القرن العشرين. [3]
2- الأسد الجنوبي
يعتبر الأسد الجنوبي نوعاً فرعياً من الأسود، يتواجد في جنوب وشرق قارة أفريقيا، وقد انقرض إقليمياً في ليسوتو وجيبوتي وإريتريا.
وتهدد هذا النوع عوامل عديدة مثل فقدان الموائل ونقص الفرائس والصيد الجائر وقتل السكان المحليين للأسود انتقاماً عن خسائر ماشيتهم.
وقد شهدت أعداد الأسود زيادة في المناطق المحمية المُدارة في بوتسوانا وناميبيا وجنوب أفريقيا وزيمبابوي منذ بداية القرن الحادي والعشرين.
بينما انخفضت في مناطق شرق أفريقيا، وقد وُضعت استراتيجية عام 2005 لحماية الأسود في جنوب وشرق أفريقيا.
3- الأسد البربري
الأسد البربري، المعروف أيضاً باسم أسد شمال أفريقيا وأسد الأطلس والأسد المصري، كان يعيش في مناطق المغرب العربي.
وقد انقرض في البرية بسبب الصيد المكثف واستخدام الأسلحة النارية.
على الرغم من وجود بعض الأدلة على بقاء مجموعات صغيرة منه في الجزائر والمغرب حتى ستينيات القرن الماضي.
وتشير الحفريات إلى وجوده في المنطقة منذ أكثر من 100 ألف عام.
حديثاً، أظهرت التحليلات المورفولوجية والوراثية أنه لا يختلف كثيراً عن الأسد الآسيوي.
4- أسد رأس الرجاء الصالح
أسد رأس الرجاء الصالح مجموعة من الأسود التي عاشت في مقاطعتي ناتال وكيب في جنوب أفريقيا وانقرضت في منتصف القرن التاسع عشر.
وقد تم وصف هذا النوع لأول مرة عام 1842، واعتبر تقليدياً نوعاً فرعياً متميزاً.
ولكن التحليلات الجغرافية والجينات الحديثة (2017 و2023) أوضحت أن مجموعات الأسود في جنوب وشرق أفريقيا وثيقة الصلة.
وأن أسود رأس الرجاء الصالح لم تكن متميزة جينياً عن غيرها من أسود شرق أفريقيا.
وداعاً، يا ملك الغابة
الأسد، ملك الغابة بلا منازع! قوته تُرهب الأعداء، وزئيره يزلزل الأرجاء!
من منا لا ينبهر بعظمة هذا المخلوق المهيب؟
شاركونا آراءكم وانطباعاتكم عن ملك الغابة في التعليقات، ودعونا نُحيي معاً هذا الرمز الخالد للقوة والشجاعة!
ننصحك بالتعرف على ” الضبع المرقط : تعرف على الضبع الضحاك بالصور “