محتويات
السرقاط
السرقاط (meerkat) : في قلب صحراء كالاهاري المُقفرة. حيث تُغطي الرمال الذهبية الأفق يرقص حيوان صغير بِرشاقة وحيوية ، مُتحديا صعوبات الحياة في هذه البيئة القاسية . إنه حيوان السرقاط ، ذلك المُفترس الصغير الذي يُعرف بِذكائه ومهاراتِه القتالية الاستثنائية.
انضمّ إلينا في رحلة عبر صحراء كالاهاري ، واكتشف أسرار حياة هذا الحيوان المُدهش !
الموطن
ينتمي السرقاط (Suricata suricatta) إلى فصيلة “النمسيات” و يسمى أيضاً “الميركات”، و اسم “ميركات” يعني باللغة السواحلية قط الصخور . بينما يعيش هذا الحيوان في قارة إفريقيا ، حيث يتواجد في إثيوبيا و أنغولا، ويمتد إلى الجنوب الشرقي إلى ناميبيا وبوتسوانا وجنوب أفريقيا . [2]
البيئة
يتواجد السرقاط في السهول المفتوحة القاحلة أو شبه القاحلة و المناطق الصخرية بالقرب من الأنهار . كما تتواجد في السافانا شبه الصحراوية والحقول، ويعيش في الشقوق الصخرية في المناطق الصخرية. بينما يعيش في السهول في جحور ، وتعمل الجحور التي تبنيها كعازل من أشعة الشمس الحارة.
التكيف
يتكيف السرقاط بشكل جيد مع البيئات القاسية و الجافة، حيث يمكنه تحمل درجات حرارة عالية و نقص المياه. و يساعده فرائه الكثيف على الحفاظ على درجة حرارة جسمه في الظروف المناخية المتقلبة. بينما يلجأ إلى جحوره للاحتماء من أشعة الشمس الحارقة و الحيوانات المفترسة، حيث يكون متوسط درجة الحارة داخل الجحر 13 درجة مئوية ، مقارنة بمتوسط درجة الحرارة في الخارج التي تكون 43 درجة مئوية.
شكل السرقاط
- عبارة عن نمس صغير ، يبلغ طوله حوالي 24 – 35 سم ، ويزن ما بين 0.62 -0.97 كجم .
- يغطي جسمه فراء ناعم ذو لون رمادي فاتح إلى بني مصفر مع وجود أشرطة داكنة على الظهر .
- يمتلك جسم نحيف و يتميز برأس عريض ، وعينان كبيرتان ، وأرجل طويلة ، و ذيل رفيع .
- تمتلك 36 سن ، و للأنثى 6 حلمات ، و توجد أربعة مخالب طويلة منحنية في كل قدم .
- أقدمهم مهيأة جيدًا للحفر والحركة عبر الأنفاق والوقوف منتصبًا .
- يمكن غلق الأذنين السوداء ذات الشكل الهلالي لمنع دخول الأوساخ و التراب أثناء الحفر.
- توجد دائرة سوداء حول العينين تحميهما من التوهجات الشمسية .
السلوك الاجتماعي
ينشط السرقاط في النهار و يعيش في مجموعات مكونة من 2 – 30 فرد ، و تتكون المجموعات من 2 – 3 عائلات . حيث تحتوي كل عائلة على 1 – 3 إناث و ما يصل إلى أربعة ذكور و أبنائهم . و يوجد في كل مجموعة ذكور و إناث مهيمنين غالباً ما يكونون الأكبر في السن ، و يحق لهم الحصول على الطعام قبل الجميع و التزاوج. بينما يقوم الأفراد الأقل رتبة بالمراقبة، و تربية صغار المجموعة. [1]
تقسيم المهام
تتعاون السرقاط بشكل وثيق في جميع جوانب حياتها، حيث تتناوب على حراسة المجموعة من الحيوانات المفترسة، ورعاية الصغار، والبحث عن الطعام. ويقوم أحد الأفراد بدور “الحارس” ويقف منتصب القامة على تل أو صخرة، ويراقب المحيط بيقظة بحثًا عن أي خطر محتمل. وفي حالة اكتشاف حيوان مفترس، يصدر الحارس نداء تحذيرًا لبقية المجموعة، فتختبئ في الجحور أو تفر هاربة.
تشارك جميع إناث المجموعة في رعاية الصغار، بغض النظر عن أمومتها. وتقوم الإناث البالغة بإرضاع الصغار وحمايتها وتدريبها على مهارات البقاء على قيد الحياة. كما يتعاون الذكور في البحث عن الطعام، ويحضرون الفرائس إلى الجحور لإطعام الصغار والإناث المرضعات.
التواصل
تتواصل حيوانات السرقاط مع بعضها البعض باستخدام مجموعة متنوعة من الإشارات الصوتية و البصرية. حيث تشمل الأصوات التي تصدرها الصراخ و الهديل و الصرير، و تعبر هذه الأصوات عن مجموعة من المشاعر و المعلومات، مثل التحذير من الخطر أو تحديد موقع الغذاء أو التعبير عن المودة. كما تستخدم لغة الجسد، بما في ذلك حركات الذيل و تعبيرات الوجه، للتواصل مع بعضها البعض.
غذاء السرقاط
يُعتبر السرقاط حيوانًا لاحمًا، حيث يتغذى بشكل رئيسي على الحشرات والقوارض والسحالي والثعابين والبيض والطيور الصغيرة. كما يتغذى على بعض النباتات و الفواكه. و يمتلك حاسة شم قوية تساعده على تحديد موقع الفرائس تحت الأرض. ونادراً ما تشرب حيوانات السرقاط الماء وتحصل على الرطوبة من الفريسة. ومع ذلك، خلال فترات الجفاف من السنة، قد تقضم هذه الحيوانات الفاكهة والنباتات الأخرى للحصول على الماء.
المفترسات
تواجه حيوانات السرقاط تهديدات من مجموعة متنوعة من الحيوانات المفترسة ، بما في ذلك الطيور الجارحة والثعالب والضباع وابن آوى والثعابين . وتعتمد على يقظتها و تعاونها للكشف عن الخطر و الدفاع عن نفسها. حيث يقوم أحد الأفراد بدور الحارس، بينما تبحث بقية المجموعة عن الطعام. و عند اكتشاف أي خطر، يُصدر الحارس إنذارًا لتحذير بقية المجموعة.
تكاثر السرقاط
تتكاثر حيوانات السرقاط على مدار العام ، ولكن الذروة تكون في موسم الأمطار عندما يكون الغذاء وفيرًا. و تتحكم الأنثى المهيمنة في التكاثر، حيث تتزاوج مع الذكور المهيمنين في المجموعة. و تستمر فترة الحمل حوالي 11 أسبوعًا، وتلد الأنثى من 2 – 5 صغار في المرة الواحدة.
العناية بالصغار
تولد صغار السرقاط عمياء و صماء و عاجزة. و تعتمد على أمها و أفراد المجموعة الآخرين في الرعاية والحماية. حيث تقوم الأم بإرضاع الصغار و تنظيفها و تدفئتها. بينما يساعد أفراد المجموعة الآخرون في حراسة الصغار و جلب الطعام لهم. وعادةً ما تبدأ الصغار في الخروج من الجحر واستكشاف المناطق المحيطة بها بعد حوالي 3 أسابيع، و تصل إلى مرحلة النضج الجنسي بعد حوالي عام واحد. بينما يمكن للسرقاط العيش 5 – 15 عام في البرية، و 12-20 عام في الأسر.
الدور في النظام البيئي
يلعب السرقاط دورًا مهمًا في النظام البيئي من خلال التحكم في أعداد الحشرات و القوارض. ويساهم في الحفاظ على توازن النظام البيئي و منع انتشار الآفات . كما يُعتبر فريسة للعديد من الحيوانات المفترسة ، مما يساهم في استمرار السلسلة الغذائية.
حالة حفظ السرقاط
يُصنف السرقاط حاليًا على أنه أقل قلقًا من خطر الانقراض وفقًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. وعلى الرغم من انتشاره وشيوعه في معظم أنحاء مداه الطبيعي، إلا أن بعض السكان قد يتأثرون بنقص هطول الأمطار أو زيادة أعداد المفترسات الطبيعية. ومع ذلك، يبدو أن السكان في جنوب إفريقيا مستقرون بشكل عام، مع وجود أعداد كبيرة من حيوانات السرقاط أيضًا في عدد قليل من المتنزهات الوطنية الكبيرة.
النهاية
من خلال فهمنا العميق لحيوانات السرقاط و تقديرنا لدورها في النظام البيئي، يمكننا المساهمة في حمايتها وضمان استمرار وجودها للأجيال القادمة . لذا دعونا نعمل معًا للحفاظ على هذا المخلوق الرائع و بيئته الطبيعية .
ننصحك بالتعرف على ” النمس الرمادي الهندي : تعرف على صديق الإنسان في مكافحة الآفات ” بالضغط هنا