محتويات
النمس ذو النطاقات
في قلب السافانا الإفريقية الشاسعة، حيث تتجول الحيوانات البرية بحرية، يعيش مخلوق صغير ولكنه شرس. يُعرف باسم النمس ذو النطاقات (Banded mongoose)، وهو حيوان ثديي صغير ينتمي إلى فصيلة النمسيات. وعلى الرغم من حجمه المتواضع، إلا أنه يتمتع بشخصية جريئة وذكاء حاد وقدرة رائعة على التكيف مع بيئته.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا المخلوق المدهش ، حيث نغوص في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة!
الموطن والانتشار
يتواجد النمس ذو النطاقات (Mungos mungo) في مناطق واسعة من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. حيث يمتد نطاقه من السنغال وغامبيا في الغرب إلى إثيوبيا والصومال في الشرق، ومن جنوب إفريقيا في الجنوب إلى جنوب السودان في الشمال. [1]
البيئة
يتواجد النمس ذو النطاقات في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك السافانا والأراضي العشبية والغابات والمناطق الصخرية والمناطق النهرية. إلا أنه لا يسكن المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية. بينما يفضل هذا النوع المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف، حيث يمكنه الاختباء من الحيوانات المفترسة والعثور على فريسته بسهولة.
شكل النمس ذو النطاق
- يعتبر حيوانًا صغير الحجم، حيث يتراوح طوله بين 23 – 34 سم، ويزن بين 600 – 950 جرام.
- يتميز بفراء رمادي إلى بني اللون، مع وجود خطوط داكنة على ظهره و جانبيه. وهذا ما يمنحه اسمه المميز.
- يمتلك جسمًا نحيلًا ومرنًا، وأرجلًا قصيرة وذيلًا طويلًا يشبه الفرشاة.
- يستطيع الوقوف منتصباً على قدميه الخلفيتين.
- لديه رأس صغير وآذان مستديرة وعينان صغيرتان.
- يمتلك أسنانًا حادة ومخالب قوية، والتي يستخدمها في الصيد والدفاع عن النفس.
السلوك الاجتماعي
ينشط النمس ذو النطاقات في النهار، ويعيش في مجموعات اجتماعية كبيرة تتكون من 10 – 40 فردًا. وتتكون المجموعة عادةً من ذكر مهيمن وعدد من الإناث وصغارهن. وتتميز هذه المجموعات بتعاونها الوثيق وتنسيقها في الصيد والدفاع عن النفس. وينامون معًا في الليل في جحور تحت الأرض (غالبًا ما تكون تلال النمل الأبيض المهجورة) ويغيرون الجحور بشكل متكرر (كل 2-3 أيام).
التسلسل الهرمي
لا يوجد بشكل عام تسلسل هرمي صارم في مجموعات النمس هذه وتكون العدوانية بين الأفراد منخفضة. وتهتم المجموعة بشكل جماعي بالصغار، وكذلك بالمعاقين وكبار السن. وعندما تكون المجموعة في خطر، و كانت التضاريس تسمح بالهروب السريع والسهل، فإن المجموعة تتفرق. أما إذا لم يكن من السهل الهروب، فقد تتجمع المجموعة معًا وتدفع الأعضاء الأصغر سنًا إلى وسط المجموعة. [2]
نداء الخطر
عند استشعار الخطر، يصدر الفرد الذي يستشعر الخطر صوتاً تحذيرياً عالي النبرة، وعندما تسمعه المجموعة يتجمد ويقف أفرادها في حالة سكون تام لتقييم الموقف. وعندما تعجز المجموعة عن التجمع، فإنهم يتفرقون ويبدأ جميع الأعضاء في الصراخ للحفاظ على التواصل، ويصبح الصوت أعلى كلما كانت المجموعة متفرقة ومتباعدة.
التواصل
يتواصل النمس ذو النطاقات مع بعضه البعض باستخدام مجموعة متنوعة من الإشارات الصوتية والبصرية. حيث يستخدمون الأصوات المختلفة للتعبير عن مجموعة من المشاعر، مثل التحذير من الخطر، والدعوة إلى التجمع، والتعبير عن الرضا. ويستخدمون حركات الجسم وتعبيرات الوجه للتواصل مع بعضهم البعض. كما تستخدم حيوانات النمس علامات الرائحة على أراضيها، والتي قد تعمل كوسيلة اتصال بين أفراد المجموعة الواحدة.
غذاء النمس ذو النطاقات
يعتبر النمس ذو النطاقات حيوانًا آكلًا للحوم وتتغذى في مجموعات، لكن كل فرد منها يبحث عن الغذاء بمفرده. ويتغذى بشكل رئيسي على الحشرات والعناكب والقوارض والطيور الصغيرة والزواحف والبيض. ويستخدم حاسة الشم القوية للعثور على فريسته، ويعتمد على سرعته وخفته في الصيد. وعند مواجهة جسم صلب مثل بيضة أو حلزون، يقوم النمس ذو النطاقات إما برمي الشيء عمودياً أو يكسره برمي حجر أو أي جسم صلب آخر.
التعاون في الصيد
تتعاون أفراد المجموعة في الصيد، حيث تتشارك في مطاردة الفرائس ومحاصرتها. يستخدم النمس ذو النطاقات حاسة الشم القوية لتحديد موقع الفرائس، ثم يطاردها ويقتلها بأسنانه الحادة. وعادةً ما تقوم هذه الحيوانات عند التعامل مع الضفادع المشعرة واليرقات، بدحرجتها على الأرض وتخدشها مرارًا وتكرارًا، وهو سلوك يهدف إلى إزالة الإفرازات الضارة والشعر قبل تناول الطعام.
مفترسات النمس ذو النطاقات
على الرغم من شراسته وذكائه، إلا أن النمس ذو النطاقات يواجه تهديدات من الحيوانات المفترسة الأكبر حجمًا، مثل النمور والثعالب و الكلاب البرية والطيور الجارحة والحيات. وعندما يشعر بالخطر، يلجأ إلى الاختباء في الجحور أو الأشجار، أو يقفز ويصدر أصواتًا عالية لترهيب المفترس. ومع ذلك، فإنهم يعملون كفريق واحد عند التعامل مع الثعابين السامة مثل الكوبرا.
تكاثر النمس ذو النطاقات
يتكاثر هذا النوع طوال العام، ولكن الذروة تكون في موسم الأمطار عندما يكون الغذاء وفيرًا. وعلى عكس العديد من أنواع النمس الاجتماعية الأخرى، يمكن لجميع الإناث في المجموعة التكاثر بدون استثناء. وتلد الإناث ما بين 2 – 5 صغار بعد فترة حمل تتراوح بين 60 – 70 يومًا.
العناية بالصغار
تهتم جميع إناث المجموعة برعاية الصغار، وتقوم بإرضاعهم وحمايتهم وتعليمهم مهارات الصيد والنجاة. وتبدأ الصغار في مغادرة الجحر بعد حوالي 3 أسابيع، وتصبح مستقلة تمامًا بعد حوالي 4 أشهر. بينما يصل الصغار إلى مرحلة النضج الجنسي بعد 9 – 10أشهر، ويمكن للنمس ذو النطاقات العيش 11-12 عام في الأسر.
الدور في النظام البيئي
يلعب النمس ذو النطاقات دورًا مهمًا في النظام البيئي. فهو يساعد في التحكم في أعداد الحشرات والقوارض، والتي يمكن أن تسبب أضرارًا للمحاصيل والماشية. كما أنه يوفر الغذاء للحيوانات المفترسة الأكبر حجمًا.
الحفاظ على النمس ذو النطاقات
يعتبر النمس ذو النطاق من الأنواع الأقل عرضة للخطر، وفقًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. ومع ذلك، فإنه يواجه بعض التهديدات، مثل فقدان الموائل والصيد الجائر. ومن خلال حماية موائله ومكافحة الصيد الجائر، يمكننا المساهمة في ضمان استمرار هذا المخلوق الرائع في لعب دوره الحيوي في النظام البيئي الأفريقي.
ننصحك بالتعرف على ” الضبع المخطط : تعرف على شكله و غذائه و تكاثره بالصور” بالضغط هنا