زباد النخيل المقنع: تخيل نفسك تتجول في غابة مظلمة، فجأة تسمع صوتاً خافتاً وحركة خفيفة بين الأشجار.
قد يكون هذا الصوت هو زئير نمر، أو صياح قرد، أو ربما صوت كائن أكثر غموضاً، إنه زباد النخيل المقنع (Masked palm civet).
ذلك الحيوان الليلي الذي يواجه تحديات كبيرة للبقاء على قيد الحياة في عالمنا المتغير.
دعونا ننطلق في رحلة لاستكشاف حياة هذا الكائن الساحر، ونكتشف الأسرار التي يخفيها وراء قناعه المميز.
الاسم العلمي | Paguma larvata |
الأسماء الشائعة | زباد النخيل المقنع، الزباد ذو الوجه الكريمي، زباد نخيل الهيمالايا |
الفصيلة | الزباديات |
الموطن | جنوب شرق آسيا |
الغذاء | آكلات اللحوم |
المفترسات | الببر، الصقور، النمور |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن زباد النخيل المقنع
ينتمي زباد النخيل المقنع إلى فصيلة الزباديات، و يتواجد هذا النوع في جنوب شرق آسيا، و يمتد نطاقه من جنوب الصين وميانمار إلى شبه جزيرة الملايو وسومطرة وبورنيو. [1]
النطاق الجغرافي
يعتبر زباد النخيل المقنع هو الأكثر انتشاراً بين جميع أنواع الزباد، حيث يمتد نطاقه عبر جنوب شرق آسيا وجنوب الصين، بما في ذلك البلدان التالية:
بنغلاديش وبوتان وبروناي وكمبوديا والصين والهند وباكستان وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار ونيبال وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.
كما تم إدخال هذا النوع من الزباد إلى العديد من الجزر اليابانية من قبل البشر. [1]
البيئة
يعيش هذا النوع في مجموعة متنوعة من الغابات، حيث يتواجد في الغابات النفضية ودائمة الخضرة والغابات المختلطة وكذلك في المناطق الجبلية.
كما يتواجد أيضاً في الغابات الاستوائية المطيرة، وغالباً ما يوجد بالقرب من المستوطنات البشرية.
ويتكيف هذا النوع جيداً مع الحياة في الأشجار، حيث يقضي معظم وقته في البحث عن الطعام والراحة بين أغصان الأشجار. [2]
شكل زباد النخيل المقنع
- يتراوح حجمه بين حجم القطة المنزلية إلى حجم الثعلب الصغير .
- يتراوح طول جسمه بين 48 – 61 سم ، و يبلغ طول ذيله بين 48 – 59 سم. ويتراوح وزنه بين 2 – 5 كجم.
- يتميز بفراءه الكثيف الناعم ذو اللون الرمادي، و لا يمتلك خطوط أو بقع أو أشرطة على الذيل أو الجسم.
- يمتلك علامات مميزة سوداء و بيضاء على وجهه تشبه القناع، وتعد علامة تحذيرية للحيوانات الأخرى.
- يمتلك جسماً نحيلاً و أرجل قصيرة و مخالب حادة تساعده على التسلق.
- يمتلك ذيلاً طويلاً و كثيفاً يساعده على التوازن أثناء التسلق.
- يتميز بوجود غدة عطرية تحت الذيل تنتج مادة زيتية ذات رائحة مميزة، و تستخدم هذه المادة في صناعة العطور.
سلوك زباد النخيل المقنع
يعتبر هذا الحيوان ليلياً وانفرادياً في الغالب، ويعيش في منطقة محددة ويدافع عنها ضد الدخلاء.
كما يتميز بأنه حيوان شبه شجري بارع، و يستخدم ذيله الطويل للتوازن أثناء التنقل بين الأشجار.
ويتخذ هذا الحيوان من الأشجار “أسرة نهارية” ثابتة، وعادةً لا يعيد استخدامها، ويقضي فيها ساعات النهار للراحة.
وعادةً ما تختار الأشجار القريبة من مصدر للمياه، وعلى الرغم من أنها يمكنها السباحة ، إلا أنها نادراً ما تفعل ذلك.
التواصل
يتواصل زباد النخيل المقنع مع الأفراد الآخرين من خلال مجموعة من الأصوات والروائح.
ويستخدم مجموعة متنوعة من النداءات، بما في ذلك الصراخ والزمجرة والهدير.
كما يستخدم الغدد الشرجية لإطلاق روائح قوية للتواصل مع الأفراد الآخرين و وضع علامات على أراضيهم. [2]
غذاء زباد النخيل المقنع
هذا الحيوان آكل للحوم والفواكه، ويتغذى على مجموعة متنوعة من الفرائس.
بما في ذلك الحشرات والقوارض الصغيرة والزواحف والطيور وبيض الطيور.
وهو حيوان انتهازي، وسيأكل أي شيء يمكنه اصطياده، كما يتغذى على الفاكهة مثل التين والمانجو والموز و أوراق الشجر. [2]
المفترسات
تفترس مجموعة متنوعة من الحيوانات زباد النخيل المقنع، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الببر والصقور والنمور والبشر.
بينما يدافع هذا النوع عن نفسه عن طريق رش إفرازات من غدده الشرجية على الحيوانات المفترسة.
ويعمل هذا الرذاذ بشكل مشابه لرذاذ الظربان ويعمل كرادع للحيوانات المفترسة الأخرى.
ويعتقد أن “قناع الوجه” ينبه المفترسين المحتملين إلى هذه الغدة السامة، كما أن قدرتها الممتازة على التسلق تساعدها على تجنب الافتراس.
تكاثر زباد النخيل المقنع
هناك موسمان للتكاثر في أوائل الربيع وأواخر الخريف، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى.
و تستمر فترة الحمل حوالي 60 يوماً، و تلد الأنثى ما بين 2 – 5 صغار.
وتولد الصغار عمياء وعاجزة ، وتفتح أعينهم بعد 9 أيام ويصل الصغار إلى حجم البالغين عند عمر ثلاثة أشهر.
بينما يمكن لهذا النوع العيش لمدة تصل إلى 20 عاماً في الأسر، وحوالي 10 سنوات في البرية.
الدور في النظام البيئي
يلعب هذا الحيوان دوراً هاماً في النظام البيئي من خلال نشر البذور و التحكم في أعداد القوارض.
حيث يساعد على انتشار بذور العديد من أنواع الفاكهة من خلال أكلها و إخراجها في برازه ، ويساهم في التحكم في أعداد القوارض من خلال افتراسها.
الحفاظ على زباد النخيل المقنع
يصنف هذا النوع على أنه من الأنواع الأقل إثارة للقلق من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
ومع ذلك، فإنه لا يزال يواجه عدداً من التهديدات، بما في ذلك إزالة الغابات والصيد وتجارة الحيوانات الأليفة.
وتبذل جهود لحمايته من خلال إنشاء المناطق المحمية ومكافحة الصيد غير القانوني وزيادة الوعي بأهميته. [1]
وداعاً، أيها الحيوان الصغير
إن هذا الحيوان المقنع الصغير يذكرنا بأهمية التوازن بين الإنسان والطبيعة.
وكل كائن حي يلعب دوراً هاماً في النظام البيئي، وفقدان أي نوع من الأنواع يؤثر على النظام بأكمله.
كيف يمكننا أن نعيش في تناسق أكبر مع الطبيعة؟ شاركنا أفكارك حول العلاقة بين الإنسان والبيئة.
ننصحك بالتعرف على” الفلنوك الشرقي: الحيوان الغريب الذي يجمع بين القطط والليمور“