حيوان اللاما: رمز حضارات الأنديز العريقة وتراثها الحي

على سفوح جبال الأنديز الشامخة، حيث تعانق السحب قممها الضبابية.

تسير قافلة من اللاما (Lama glama)، حاملةً معها عبق التاريخ وثقافة عريقة تمتد جذورها عبر آلاف السنين.

فمنذ فجر الحضارات، رافقت اللاما الإنسان في رحلة حياته، فهي ليست مجرد حيوان أليف، بل هي رمز للقوة والصبر والمثابرة.

فهل أنت مستعد للانطلاق في هذه الرحلة المثيرة؟ اركب معنا على ظهر سفينة جبال الأنديز، واكتشف عالم اللاما الساحر!

حيوان اللاما رمز حضارات الأنديز العريقة وتراثها الحي
الاسم العلميLama glama
الأسماء الشائعةاللاما، اللاّمة، اللامة الأهليّة
الفصيلةالجمال
الموطنأمريكا الجنوبية
المواصفات الشكليةتعد من الثدييات الكبيرة التي يصل ارتفاعها عند الكتف إلى 1.21 متر
السلوكتعيش في مجموعات تصل إلى 20 فرداً، وتتميز بطبيعتها الاجتماعية
الغذاءآكلات الأعشاب
المفترساتالذئاب البرية، الثعالب الحمراء، أسد الجبال
الخصائص المميزةقادرة على حمل الأثقال في المناطق الوعرة
حالة الحفظشائعة

موطن اللاما

ينتمي حيوان اللاما إلى فصيلة “الجمال”، وتعد اللاما من الحيوانات المستأنسة التي نشأت في جبال الأنديز، ولكن تواجدها في البرية قد انتهى تماماً.

وبفضل فائدتها الكبيرة، تنتشر اللاما تجارياً في مختلف أنحاء العالم، من أمريكا الشمالية والجنوبية إلى أوروبا، مروراً بأستراليا.

وفي موطنها الأصلي، تربى قطعان اللاما على نطاق واسع من قبل سكان الأنديز الأصليين.

البيئة

تعد مرتفعات جبال الأنديز، وخاصةً مرتفعات جنوب شرق بيرو وغرب بوليفيا، موطن اللاما الأصلي.

وتتميز هذه الهضاب بنباتاتها القصيرة، بما في ذلك العديد من الشجيرات والأشجار والأعشاب.

وتُعرف اللاما بقدرتها على العيش في ارتفاعات تصل إلى 4000 متر فوق مستوى سطح البحر.

تاريخ اللاما

تعد اللاما حيوان ذو أهمية تاريخية وثقافية واقتصادية في أمريكا الجنوبية، حيث تم تدجينها في الأنديز قبل آلاف السنين.

وقد لعبت اللاما دوراً رئيسياً في الحياة اليومية للمجتمعات المحلية، حيث استخدمها السكان الأصليون كحيوانات حمل، وكمصدر للغذاء والصوف.

كما لعبت اللاما دوراً مهماً في الديانة والعقائد، حيث تم تصويرها في فنون ورموز الثقافات القديمة مثل إمبراطورية الإنكا.

بينما بعد الغزو الإسباني، استخدمت اللاما بشكل أساسي في نقل الخام من المناجم.

ولكن انتشار الخيول والحيوانات الأخرى أدى إلى انخفاض استخدامها كحيوان حمل.

وفي القرن العشرين، أعيد إدخال اللاما إلى الولايات المتحدة كحيوان زينة.

شكل اللاما

  • تعد من الثدييات الكبيرة التي يصل ارتفاعها عند الكتف إلى 1.21 متر.
  • يبلغ وزن الحيوان البالغ ما بين 130 – 155 كجم.
  • تمتلك أعناق وأطراف طويلة، وفم مستدير، وقواطع سفلية بارزة، وشفة علوية مشقوقة.
  • على عكس الجمال في العالم القديم، لا تمتلك اللاما سناماً.
  • تتميز أقدامها بأنها ذات إصبعين مع وسادة جلدية سميكة على باطن كل قدم.
  • تمتلك فراء طويل أشعث بألوان متعددة، وتشتهر باللون البني المحمر مع بقع بيضاء أو صفراء.
  • تتمتع بمستوى عالٍ من الهيموجلوبين في الدم وكريات الدم الحمراء ذات الشكل البيضاوي، ما يساعدها على البقاء في بيئات مرتفعة فقيرة بالأكسجين.
حيوان اللاما: رمز حضارات الأنديز العريقة وتراثها الحي

سلوك اللاما

تعيش اللاما في مجموعات تصل إلى 20 فرداً، وتتميز بطبيعتها الاجتماعية.

وعادةً ما تتكون المجموعة من حوالي 6 إناث قابلة للتزاوج ونسلها من السنة الحالية.

ويقود المجموعة ذكر مهيمن يدافع عن القطيع بقوة من خلال القتال مع الذكور الدخيلة.

ويتكون القتال من محاولة الذكر إجبار منافسه على السقوط على الأرض عن طريق عض أطرافه ولف عنقه الطويل حول عنق منافسه مع البصق عليه.

لماذا تبصق اللاما على بعضها البعض؟

تبصق اللاما على بعضها البعض من وقت لآخر، إنها طريقتها للتعبير عن الانزعاج أو فرض السيطرة على اللاما الأخرى.

ونادراً ما تبصق اللاما على الإنسان عند تربيتها بشكل صحيح.

ولكنها، قد تبصق على بعضها البعض أحياناً كطريقة لضبط سلوك اللاما ذات الرتبة الأقل في القطيع.

وعادةً ما تُرى الإناث تبصق فقط كوسيلة للسيطرة على أفراد القطيع الأخرين.

كما يبصق الذكور على بعضهم البعض أثناء القتال أو أثناء التدرب على القتال.

ويمكن التعرف على مستوى غضب اللاما من خلال المواد الموجودة في البصاق.

التواصل

تعد اللاما حيوانات ذكية تمتلك قدرة عالية على التواصل والتفاعل مع محيطها.

وتستخدم مزيجاً من الأصوات والروائح ولغة الجسد للتعبير عن مشاعرها واحتياجاتها.

فالنقيق يُنذر بالخطر، بينما تعبر الهسهسة عن الانزعاج، والصراخ يجذب انتباه القطيع.

كما تلعب الروائح دوراً هاماً في تمييز أفراد القطيع، وتستخدم أوضاع الجسم للتعبير عن الهيمنة أو الخضوع.

وتعرف اللاما أيضاً باستخدام مواقع مشتركة للتبرز، ربما كعلامة لتحديد الحدود.

وتتصرف اللاما بقوة تجاه الحيوانات المفترسة، وقد تم الإبلاغ عن قيامها بالهجوم والركل والعض والبصق على من تراه تهديداً.

حيوان اللاما: رمز حضارات الأنديز العريقة وتراثها الحي

استخدام اللاما لحماية الماشية

بدأ استخدام اللاما كحراس للمواشي في أمريكا الشمالية في أوائل الثمانينات، وتستخدم بشكل شائع في المناطق الغربية من الولايات المتحدة.

ويلعب ذكر اللاما المخصي، الذي يبلغ من العمر عامين، دوراً هاماً في حماية قطعان الأغنام والماعز.

حيث يُكوّن رابطة وثيقة مع الحيوانات الجديدة ويكون فعالاً جداً في منع الحيوانات المفترسة.

كما يشير العديد من مربي الأغنام إلى أن رابطة قوية تتطور بسرعة بين الحملان واللاما الذي يحرسها.

حيث يصبح اللاما بمثابة أم ثانية للحملان، ويدافع عنها بحزم ضد أي خطر يهددها.

غذاء اللاما

تعتمد اللاما في غذائها على الرعي في المراعي الجبلية، حيث تتناول مجموعة متنوعة من الشجيرات والنباتات المنخفضة.

وتعد اللاما من الحيوانات المجترة، حيث تمتلك جهازاً هضمياً معقداً مكوناً من ثلاث حجرات في المعدة، تساعدها على هضم الألياف والنباتات القاسية بكفاءة.

كما تعد هذه الحيوانات مقتصدة جداً في استهلاك الماء، حيث تحصل على معظم الرطوبة من طعامها، وتستهلك كمية قليلة نسبياً، تتراوح بين 2 – 3 جالونات يومياً.

وعندما يتم تربيتها كحيوانات أليفة، يمكنها تناول نفس طعام الأغنام والماعز.

المفترسات

حيوان اللاما: رمز حضارات الأنديز العريقة وتراثها الحي

تكاثر اللاما

تتكاثر في أي وقت في العام، ولكنها تفضل التزاوج في أواخر الصيف وأوائل الخريف، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى ولا يعتني بصغاره.

وبعد التزاوج الناجح تبدأ فترة الحمل التي تستمر قرابة 11.5 شهراً (350 يوماً)، وتلد الأنثى صغير واحد في العام.

وتلد اللاما وهي واقفة، وتحدث معظم الولادات خلال ساعات النهار الأكثر دفئاً.

العناية بالصغار

لا تلعق إناث اللاما صغارها مثل باقي الثدييات، حيث أن لديها لساناً متصلًا لا يمتد خارج الفم أكثر من 13 مليمتراً.

وبدلاً من ذلك، فإنها تداعب صغارها حديثي الولادة وتتواصل صوتياً معهم.

ويتمكن الصغار من المشي بعد ساعة تقريباً من الولادة، وترضع الصغار لمدة أربعة أشهر.

بينما يحدث النضج الجنسي في سن العامين، ويمكن للأفراد المستأنسين الذين يتم الاعتناء بهم جيداً أن يعيشوا أكثر من 15-20 عام.

الدور في النظام البيئي

تلعب اللاما دوراً هاماً في النظام البيئي، حيث تشبه وظيفتها وظيفة الغزلان الكبيرة.

فهي ترعى على النباتات المنخفضة في المراعي، وتسبب أقدامها المبطنة ضرراً أقل للتربة والنباتات مقارنةً بحوافر الماشية الأخرى.

  • الحصول على الصوف: يتميز صوف اللاما بكونه سميكاً وخشناً، وتُقصّ اللاما كل عامين، ويمكن الحصول على حوالي 3 كجم من الصوف من كل حيوان.
  • الحدّ من افتراس الأغنام: أثبتت الدراسات أن دمج عدد قليل من اللاما في قطعان الأغنام يساهم في خفض معدلات الافتراس، حيث تخيف اللاما المفترسات.
  • حمل الأمتعة: تستخدم اللاما تقليدياً لنقل البضائع عبر جبال الأنديز، بفضل قدرتها على حمل أحمال تزيد عن 60 كجم لمسافات تصل إلى 30 كيلومتر في اليوم.
  • حيوانات أليفة: تربى اللاما أيضاً كحيوانات أليفة في المزارع، حيث تعرف بذكائها وسهولة تربيتها.
حيوان اللاما: رمز حضارات الأنديز العريقة وتراثها الحي

تهجين اللاما مع الجمل العربي “الكاما”

الكاما هو حيوان مهجن ينتج عن تزاوج ذكر الجمل العربي، مع أنثى اللاما، وذلك عن طريق التلقيح الاصطناعي في مركز دبي لإنتاج الإبل.

حيث ولد أول كاما في عام 1998 بهدف الحصول على حيوان يجمع بين صوف اللاما الناعم مع قوة وحجم الجمل بالإضافة إلى مزاجه الهادئ نسبياً.

ولكن النتائج كانت مخيبة للآمال، حيث كان مزاج الكاما سيئاً للغاية، وقد أظهر أول كاما علامات النضج الجنسي في سن الرابعة.

ثلاثة حيوانات تشبه اللاما

تتكون فصيلة الجماليات من جمال العالم القديم (الجمل العربي، والجمل ذو السنامين، والجمل البري ذو السنامين)، وجمال العالم الجديد (اللاما، والفكونة، والألبكة، والغوناق ).

وأبرز الفرق المرئي بين اللاما والإبل هو أن الإبل لها سنام أو سنامين بينما اللاما ليس لها سنام.

والآن سنوضح لكم أنواع جمال العالم الجديد والفرق بينها وبين اللاما، ومن المثير للاهتمام أن الأنواع الأربعة قادرة على التزاوج وتكوين ذرية خصبة!

1- الغوناق

الغوناق حيوان بري مهدد بالانقراض، يشبه اللاما بشكل واضح جداً إلا أنه ظل حيواناً برياً ولم يستأنس، ويغطي جسمه لون بني فاتح ويتحول إلى الأبيض في الأسفل.

وتنسب أصول اللاما المستأنسة بشكل أساسي إلى أسلاف الغوناق البرية، على الرغم من وجود قدر كبير من التهجين بين النوعين.

وعلى الرغم من عدم تصنيفها كنوع مهدد بالانقراض في جنوب الأرجنتين وتشيلي، تواجه حيوانات الغوناق خطراً كبيراً بسبب الأسوار التي تشكل عقبة أمام حركتها الطبيعية.

وتشير الدراسات إلى أن معدل الوفيات السنوي للصغار على الأسوار يتجاوز بكثير معدل الوفيات للبالغين.

ويعود ذلك أساساً إلى محاولات الغوناق الصغيرة القفز فوق الأسوار، مما يسبب لها التشابك في الأسلاك العليا والموت.

حيوان اللاما: رمز حضارات الأنديز العريقة وتراثها الحي
الغوناق

2-الفكونة

الفكونة حيوان بري يعيش في قطعان على الأجزاء القاحلة والجبال، ويختلف الغوناق والفكونة عن بعضهما البعض.

حيث تكون الفكونة أصغر حجماً وأكثر نحافة ولها رأس أقصر من الغوناق.

ويعتقد أن الفكونة هي السلف البري للألباكة المستأنسة التي تربى لصوفها الفاخر.

وتتميز الفكونة بإنتاج كميات صغيرة من الصوف شديد النعومة، وهو ما يجعله مكلفاً للغاية، لأن قص صوفها لا يتم إلا كل ثلاث سنوات.

حيوان اللاما رمز حضارات الأنديز العريقة وتراثها الحي
الفكونة

3- الألبكة

اللاما والألبكة معروفان فقط كحيوانات مستأنسة، ويتنوعان في الحجم ولون الفراء، وغالباً ما يكون لون الفراء أبيض أو بني أو مبرقش، وبعضها رمادي أو أسود.

وتختلف اللاما عن الألبكة في حجمها الأكبر، ورأسها الأطول، وأذنيها المنحنية، وعادةً ما تربى الألبكة من أجل صوفها الثمين.

حيوان اللاما: رمز حضارات الأنديز العريقة وتراثها الحي
الألبكة

وداعاً، أيتها اللاما

بين ربوع جبال الأنديز الشامخة، تخطو اللاما بخطواتها الكبيرة، حاملةً على ظهرها عبء التاريخ وحكايات الحضارات العريقة.

وصوفها الناعم يروي قصص أسلافها، وعيونها المعبرة تنعكس فيها جمال الطبيعة الخلابة.

في كل خطوة، تترك بصمةً مميزة على درب الحياة، تذكيراً لنا بقوة الصبر والمثابرة، وجمال التناغم مع الطبيعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top