محتويات
النمر المرقط
النمر المرقط هو أحد أكثر الحيوانات إثارة للإعجاب في عالم القطط الكبيرة. حيث يتميز بجماله الأخاذ وقدرته الفائقة على التكيف مع مختلف البيئات، مما يجعله موضوعًا مثيرًا للإعجاب والدراسة.
انضموا إلينا في رحلة مثيرة في عالم القطط الكبيرة نتعرف فيها على أحد أجمل القطط في العالم !
الموطن والانتشار
ينتمي النمر المرقط ( Panthera pardus ) إلى فصيلة السنوريات، وهو أصغر السنوريات الأربعة الكبرى المنتمية لجنس النمور. حيث يُعد كل من الببر والأسد واليغور أكبر حجماً منه. بينما يعيش هذا القط في مناطق واسعة من العالم حيث توجد 9 أنواع فرعية موزعة في مناطق مختلفة من قارة آسيا وأفريقيا. [1]
البيئة
ينتشر النمر المرقط في مجموعة واسعة من البيئات، من الغابات الكثيفة إلى السهول المفتوحة. حيث يُعرف بقدرته على العيش في مناطق متنوعة، بما في ذلك الأراضي العشبية والمناطق الجبلية وحتى الصحاري. بينما يفضل هذا القط المناطق التي يمكنه فيها الاختباء بسهولة، والتي تتوفر بها أشجار كثيفة أو كهوف.
الأنوع الفرعية للنمر المرقط
هناك عدة أنواع فرعية من هذا الحيوان تنتشر في أرجاء العالم، كل منها يتميز بخصائص فريدة تتكيف مع بيئتها. وتُعرف حاليًا تسعة أنواع فرعية معترف بها، وهي:
- النمر الأفريقي: يعيش في معظم أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ويتميز بفرائه الذهبي المرقط.
- النمر الهندي: ينتشر في الهند ويتمتع بفراء كثيف ونمط بقع مميز.
- النمر العربي: يوجد في شبه الجزيرة العربية ويُعد من الأنواع الفرعية النادرة.
- النمر الفارسي: يعيش في إيران ويُعرف بفرائه الكثيف الذي يحميه من برودة المرتفعات.
- النمر الأموري: يتواجد في الشرق الأقصى الروسي وشمال الصين ويُعتبر من أندر الأنواع الفرعية.
- النمر الجاوي: موطنه الأصلي جزيرة جاوة في إندونيسيا ويُعاني من خطر الانقراض.
- النمر السريلانكي: يُعرف بفرائه الداكن ويعيش في غابات سريلانكا.
- النمر الصيني الشمالي: يُوجد في شمال الصين ويتميز بفرائه الفاتح.
- النمر الإندوصيني: ينتشر في جنوب شرق آسيا ويُعاني أيضًا من التهديدات البيئية.
شكل النمر المرقط
- يختلف حجم الجسم وأنماط الألوان للنمور جغرافيًا وربما يعكس التكيف مع بيئات معينة.
- تتراوح كتلة الجسم للنمر البالغ 17 – 65 كجم والطول من 1.7 – 2 متر.
- يختلف لون الفراء بين الأنواع من الأصفر الشاحب إلى الذهبي الداكن مع وجود بقع داكنة مجمعة على شكل وردة.
- تعمل البقع السوداء على التمويه، حيث يُعتقد أن هذا النمط هو تكيف مع النباتات الكثيفة ذات الظلال غير المكتملة.
- تمتلك آذان صغيرة مستديرة، وشوارب طويلة، كما تمتلك شعر طويل في حواجبهم يحمي أعينهم أثناء التحرك عبر النباتات الكثيفة.
- تمتلك أرجل قصيرة نسبة إلى أجسامها الطويلة. ولديهم رأس عريض، وجمجمتهم الضخمة توفر عضة فك قوية.
النمر الأسود
يمكن أن يظهر النمر المرقط بطفرة جينية نادرة تُعرف بالميلانيزم، والتي تُكسبه لونًا أسود غامقًا. بينما تنتج هذه الطفرة عن تغير في جين يُسمى ASIP، الذي يُنظم إنتاج صبغة الميلانين، مما يؤدي إلى تراكم كبير لهذه الصبغة ويُحول الفراء إلى اللون الأسود. [1]
يتمتع النمر الأسود بميزة التمويه الفائق في الليل، مما يُعزز من قدراته على الصيد. ومع ذلك، قد يأتي هذا اللون بتكلفة معينة، حيث يُمكن أن يُعيق التواصل البصري بين النمور بسبب اختفاء العلامات البيضاء التي تُستخدم عادةً في التواصل البصري.
السلوك الاجتماعي
ينشط النمر المرقط في الليل، ويقضي معظم نهاره نائمًا أو مسترخيًا على الأشجار. ويعيش منعزلاً، حيث يُعرف بأسلوب حياته الانفرادي، باستثناء فترة التزاوج أو عند تربية الصغار. وبالرغم من شكلها الممتلئ، إلا أن النمور رشيقة و سريعة، حيث يمكنها الركض بسرعة تصل إلى 60 كم/ساعة، والقفز لأكثر من 6 أمتار أفقيًا و3 أمتار رأسيًا. كما يمكنها السباحة بشكل جيد، وتعرف هذه القطط بقدرتها على حمل الفريسة معها فوق الأشجار. [2]
التواصل
يستخدم النمر المرقط مجموعة متنوعة من الأصوات للتواصل، بما في ذلك الزئير الخافت والخرخرة. كما يستخدم العلامات البصرية والشمية لتحديد مناطقه والدفاع عنها، حيث يحددون أراضيهم بالبول والبراز وعلامات المخالب. وعادةً عندما يدخل نمر منطقة نمر آخر يصدر صاحب الأرض صوتاً تحذيراً للدخيل و يُعلمه بأنه موجود وسيقاتله إذا لم ينسحب.
غذاء النمر المرقط
تعد النمور مفترسات ماهرة وتتغذى على مجموعة متنوعة من الفرائس. بما في ذلك الغزلان والقرود والطيور. ويعتمد في صيده على الكمين والسرعة الفائقة، حيث يستخدم فراءه المرقط للتمويه بين الأعشاب والأشجار، مما يجعله غير مرئي تقريبًا في بيئته الطبيعية. وغالبًا ما يخزن فريسته في الأشجار.
استراتجيات الصيد
يقترب النمر المرقط من فريسته ببطء وهدوء، مستغلاً قدرته على التسلل دون إحداث أدنى ضجيج. حيث يمكن لهذا المفترس أن يتبع فريسته لمسافات طويلة أو ينتظر بصبر فريسته في كمين . وعندما تكون الفريسة على مسافة مناسبة، ينقض النمر بسرعة فائقة، مستخدمًا مخالبه الحادة وأنيابه القوية لإعاقة الفريسة وجعلها عاجزة عن الحركة. [3]
بعد الإمساك بالفريسة، تقوم النمور بكسر رقبة الفريسة على الفور، مما يسبب الشلل. وبعد كسر رقبة الفريسة، تقوم النمور بخنقها ومن ثم أخذ الجثة إلى مكان منعزل. وعادةً ما تحمل فريستها إلى أعلى الأشجار، خاصةً إذا كانت هناك حيوانات مفترسة أكبر منها في المنطقة.
المفترسات
على الرغم من كونه مفترسًا قويًا، إلا أن النمور تواجه تهديدات من حيوانات أخرى مثل الأسود والضباع والكلاب البرية الأفريقية. كما يتم قتله من البشر الذين يدمرون مواطنه ويصطادونه للحصول على فرائه.
تكاثر النمر المرقط
موسم التكاثر يستمر على مدار العام ولكنه يصل إلى ذروته خلال موسم الأمطار، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى. بينما تستمر فترة حمل الأنثى مدة تتراوح بين 90 – 105 أيام، وتلد من 1 – 4 أشبال وتضعهم في الأدغال الكثيفة أو الشقوق الصخرية أو جذوع الأشجار المجوفة. وتعتني الأم بصغارها بمفردها، وتعلمهم مهارات الصيد والبقاء.
العناية بالصغار
تولد الصغار بأعين مغلقة لمدة أسبوع تقريباً، وتستطيع الأشبال المشي في عمر أسبوعين، وتغادر أوكارها في عمر 6 – 8 أسابيع. بينما يتم فطام الأشبال بالكامل في عمر ثلاثة أشهر وتكون مستقلة في عمر أقل من 20 شهراً. وغالباً ما يظل الأشقاء على اتصال خلال السنوات الأولى من الاستقلال. ويصلون لمرحلة النضج الجنسي بعد سنتين تقريباً، ويمكن للنمور المرقطة العيش في الطبيعة قرابة 10 – 17 عام ، و 21 – 23 عام في الأسر.
الدور في النظام البيئي
تلعب النمور دورًا حيويًا في النظام البيئي كمفترس رئيسي، حيث يُعد مؤشرًا للصحة البيئية، ويساهم في الحفاظ على التوازن بين الأنواع المختلفة. وذلك من خلال صيده للحيوانات الأضعف والمريضة، مما يساعد في الحفاظ على قوة وصحة القطعان. كما أنه يساعد في السيطرة على أعداد الحيوانات العاشبة، مما يمنع الرعي الجائر الذي قد يؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي.
التحديات التي تواجه النمر المرقط
يواجه النمر المرقط العديد من التحديات التي تهدد بقاءه، من أبرز هذه التحديات فقدان المواطن الطبيعية والصيد غير القانوني. بالإضافة إلى الصراعات مع البشر الذين يعيشون بالقرب من مواطنه. وتؤدي هذه العوامل إلى تقليص أعداد النمور وتجزئة مواطنه، مما يجعل من الصعب عليه التنقل والتكاثر.
جهود الحفظ
في مواجهة هذه التحديات، تم تنفيذ العديد من جهود الحفظ لحماية النمور وضمان استمرارية وجودها في البرية. وتشمل هذه الجهود إنشاء مناطق محمية، وتطبيق برامج حفظ قائمة على المجتمعات المحلية، وتعزيز القوانين والتدابير الرامية لمكافحة الصيد غير القانوني. كما تُعد التوعية والتعليم البيئي جزءًا أساسيًا من هذه الجهود، حيث ترفع الوعي بأهمية النمور ودوره في الحفاظ على التوازن البيئي.
حقائق مثيرة عن النمر المرقط
- كل نمر مرقط لديه نمط خطوط فريد، مثل بصمات الأصابع عند البشر.
- تمتلك النمور رؤية ليلية ممتازة، مما يساعدها على الصيد ليلاً. كما يمكنهم القفز لمسافات تصل إلى 6 أمتار.
- يمكن سماع هدير النمر المرقط على بعد 3 كيلومترات.
- يُعتبر من الحيوانات القليلة التي تستطيع التسلق بمهارة عالية. ويمكنه حمل فريسة تزن أكثر من وزنه.
- النمور لديها القدرة على العيش في مواطن متنوعة أكثر من أي حيوان آخر من القطط الكبيرة.
ننصحك بالتعرف على”القط الأنمر: تعرف على السيرفال صياد السافانا الأنيق بالصور” بالضغط هنا