محتويات
الوشق الأيبيري
في قلب شبه الجزيرة الأيبيرية، حيث تتشابك الغابات الكثيفة مع السهول الجافة، يعيش حيوان مفترس مذهل يواجه تحديات كبيرة للبقاء. إنه “الوشق الإيبيري” أحد أكثر أنواع القطط البرية المهددة بالانقراض في العالم.
دعونا ننطلق في رحلة استكشافية إلى عالم هذا المخلوق الرائع، ونتعرف على خصائصه الفريدة، والتحديات التي يواجهها، وجهود الحفاظ عليه.
الموطن والتوزيع
ينتمي الوشق الإيبيري (Lynx pardinus) إلى فصيلة السنوريات، و هو أحد أفراد عائلة الوشق الأربعة. بينما كان ينتشر هذا النوع في جميع أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية في أوروبا، ولكنه الآن يقتصر على مناطق محدودة في جنوب إسبانيا والبرتغال. [1]
البيئة
يفضل الوشق الإيبيري المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف، مثل غابات البحر الأبيض المتوسط والغابات الجبلية، حيث توفر له هذه المناطق الحماية والتمويه اللازمين للصيد والاختباء.
شكل الوشق الإيبيري
يتميز الوشق الإيبيري بحجمه الصغير مقارنة بالوشق الأوراسي. حيث يبلغ طول جسمه حوالي 85-110 سم، وارتفاعه عند الكتفين حوالي 45-70 سم، و وزنه يتراوح بين 7-15 كجم. يتميز بفرائه القصير ذو اللون البني المصفر إلى الرمادي، مع بقع داكنة مميزة. كما يمتلك أذنين طويلتين منتصبتين مع خصلات سوداء في نهايتهما، وذيل قصير مع طرف أسود، وعيون كبيرة ذات لون أصفر إلى بني.
السلوك والحياة الاجتماعية
يعتبر الوشق الأيبيري حيوان آكل لحوم انفرادي . وهي حيوانات ليلية أو شفقية، ويبلغ نشاطها ذروته عند غروب الشمس عندما تكون فرائسها أكثر نشاطاً. حيث يرتبط نمط نشاطها اليومي بفريستها الرئيسية (الأرنب الأوروبي) التي تنشط في الليل. وخلال فصل الشتاء، قد يصبح الوشق الإيبيري نهاريًا مؤقتًا.
التواصل
الوشق الإيبيري، مثله مثل غيره من السنوريات، تمتلك هذه القطط حدقتين عموديتين تمنحها رؤية ممتازة، خاصةً في الظلام. كما لديها ردود أفعال ممتازة، وتوفر شعيراتها معلومات لمسية مفصلة للغاية وتوفر آذانها الكبيرة سمعاً ممتازاً. بينما يظل الوشق الإيبيري صامت أغلب الأوقات، ما لم تكن مهددة أو في وجود الأشبال، لكن الأشبال تصدر نداءات عندما تكون في محنة. [2]
غذاء الوشق الإيبيري
يقضي معظم وقته في البحث عن فريسته المفضلة، وهي الأرانب البرية الأوروبية. كما يتغذى أيضًا على القوارض والطيور والزواحف. حيث يمتلك الوشق الإيبيري حاسة بصر وسمع ممتازة، مما يساعده على تحديد موقع فريسته بسهولة. وعادةً ما تستخدم هذه القطط مجموعة متنوعة من التقنيات للصيد، بما في ذلك المطاردة والكمائن والقفز على الفريسة.
الدور في النظام البيئي
يعد بمثابة مؤشر حيوي موثوق لصحة النظام البيئي. حيث لها تأثير إيجابي على الصحة العامة لحيوانات الطرائد، عن طريق افتراس الحيوانات المريضة والضعيفة. كما تساهم هذه القطط في تقليل آكلات اللحوم الصغيرة مثل: الكلاب، والقطط البرية، والثعالب الحمراء، والزباد الشائع. كما أن النمس المصري، وثعالب الماء تقع عادةً ضحية الوشق الأيبيري. مما يؤدي إلى توازن أعداد الفرائس والمفترسات.
تكاثر الوشق الإيبيري
يبدأ موسم التزاوج في يناير ويستمر حتى يوليو، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى. بعد ذلك، تلد الأنثى ما بين 1-4 صغار بعد فترة حمل تتراوح بين 60-70 يومًا. وترعى الأم الصغار في عرين محمي، وتقوم بتعليمهم مهارات الصيد والبقاء على قيد الحياة. وعادةً ما يبقى الصغار مع الأم لمدة 7-10 أشهر قبل أن يصبحوا مستقلين. بينما يصلون إلى مرحلة النضج الجنسي عند عمر عام تقريبًا، ويمكن لهم العيش في الطبيعة قرابة 13 عام.
التهديدات والحفاظ على الوشق الإيبيري
يواجه الوشق الإيبيري العديد من التهديدات التي أدت إلى انخفاض أعداده بشكل كبير. حيث يعاني من فقدان الموائل وتدهورها بسبب التنمية البشرية والتغيرات في استخدام الأراضي. كما يعاني من انخفاض أعداد الأرانب البرية الأوروبية، وهي الفريسة الرئيسية للوشق الإيبيري. وتواجه هذه القطط خطر الصيد غير القانوني والاصطدام بالمركبات.
جهود الحفظ
تبذل جهود كبيرة للحفاظ على الوشق الإيبيري وحمايته من الانقراض. تشمل هذه الجهود: إنشاء محميات طبيعية ومناطق محمية. وإعادة إدخاله في المناطق التي انقرض منها، ومكافحة الصيد غير القانوني والتوعية بأهمية حماية الوشق الإيبيري. كما يعد من المهم إدارة أعداد الأرانب البرية الأوروبية لضمان توفر الغذاء لهذا النوع.
حقائق مثيرة عن الوشق الإيبيري
- كان الوشق الإيبيري مهددًا بالانقراض بشكل كبير، مع بقاء أقل من 50 حيوانًا في البرية في التسعينيات. بفضل جهود الحماية المكثفة، ازداد عدد هذه القطط بشكل كبير، حيث يُقدر عددهم حاليًا بأكثر من 500 حيوان.
- يُعدّ أكبر قطة برية في شبه الجزيرة الايبيرية، وهو أصغر من أقاربه، مثل نمر الثلوج والوشق الكندي.
- يستطيع الجري بسرعة تصل إلى 80 كيلومترًا في الساعة.
- يُعدّ رمزًا هامًا للتنوع البيولوجي في شبه الجزيرة الايبيرية، وهو يُمثل جمال و تنوع الحياة البرية في المنطقة.
ننصحك بالتعرف على ” النمر العربي : حكاية حيوان أسطوري يواجه خطر الانقراض”