طائر يرتفع في سماءنا كرمز للقوة والجمال، يمتلك نظرة ثاقبة ويشبه سحابة ذهبية تحلق فوق جبالنا و أوديتنا.
إنه العقاب الذهبي “Golden eagle”، ملك الطيور الجارحة، الذي حظي بتقدير وإعجاب البشر منذ القدم.
ويعتبر العقاب الذهبي جوهرة سماءنا، حيث يجمع بين القوة والجمال في صورة ساحرة.
وبفضل حواسه الحادة وقوته الجبارة، يحلق عالياً في سمائنا، كرمز للحرية والسيادة.
استعدوا لرحلة شيقة ستذهلكم وتثري معلوماتكم عن هذا الكائن الاستثنائي!
| الاسم العلمي | Aquila chrysaetos |
| الأسماء الشائعة | العقاب الذهبي، العُقاب الذهبية، اللَمّاعة |
| الفصيلة | البازية |
| الموطن | نصف الكرة الشمالي |
| المواصفات الشكلية | يصل طول الطائر البالغ بين 66 – 102 سم، مع أجنحة عريضة تمتد من 1.8 – 2.34 متر |
| السلوك | طيور نهارية تعيش عادةً منفردة أو في أزواج |
| الغذاء | آكلات اللحوم |
| الخصائص المميزة | تعتبر سابع أثقل أنواع الطيور الحية |
| حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن العقاب الذهبي
العقاب الذهبي هو طائر جارح مهيب يعرف بقوته وسحره، ويعتبر من أكثر أنواع العقبان انتشاراً.
ويمكن العثور على العقاب الذهبي على حواف القطب الشمالي لأوراسيا، حيث تتواجد في الجبال في اسكتلندا وأيرلندا وغرب الدول الاسكندنافية والسويد وفنلندا ودول البلطيق وبيلاروسيا وروسيا.
كما تتواجد مجموعة في السلاسل الجبلية في تركيا وجنوب بحر قزوين، و سفوح جبال هندوكوش في أفغانستان، وفي سلاسل جبال تيان شان، وجبال الهيمالايا.
وعادةً ما تتشابه بيئة العقاب الذهبي في أمريكا الشمالية مع تلك الموجودة في أوراسيا، حيث تفضل حافة القطب الشمالي في غرب وشمال ألاسكا وشمال كندا.
وفي شمال شرق أفريقيا تتواجد العقبان في المناطق الصحراوية المتفرقة، ولكنها تفضل الجبال الإثيوبية، حيث تكون النباتات أكثر خضرة. [1]
البيئة
تتواجد معظم أنواع العقبان الذهبية في المناطق الجبلية، مع تواجد بعض المجموعات في التندرا، والأراضي الشجرية، والأراضي العشبية، والغابات الصنوبرية، وبالقرب من الأنهار. [2]
شكل العقاب الذهبي
- هناك ستة أنواع فرعية موجودة من العقاب الذهبي تختلف قليلاً في الحجم ولون الريش.
- يصل طول الطائر البالغ بين 66 – 102 سم، مع أجنحة عريضة تمتد من 1.8 – 2.34 متر.
- يعتبر خامس أطول جناح بين أنواع النسور الحية، وتعتبر الإناث أكبر من الذكور.
- يمكن أن يزن الذكور ما بين 4.05 – 6.35 كجم في أكبر الأنواع الفرعية.
- يزن الذكور 2.5 كجم والإناث 3.25 كجم في أصغر الأنواع الفرعية.
- تعتبر العقبان الذهبية سابع أثقل أنواع الطيور الحية.
- يبلغ طول مخلب إبهام القدم 4.5 – 6.34 سم.
لون ريش العقاب الذهبي
- يمكن أن يكون ريش مشط القدم ذهبي فاتح إلى أبيض، على عكس أنواع العقبان الأخرى التي يكون ريش مشط القدم مشابهاً لبقية الريش.
- يغطي الطيور البالغة ريش بني غامق مع بعض اللون الرمادي على الجناح الداخلي والذيل، و لون ذهبي على الظهر والرقبة.
- يغطي الطيور الصغيرة ريش أغمق من البالغين، مع ذيل أبيض وعلامات بيضاء على الأجنحة، وتختفي هذه العلامات البيضاء تدريجياً مع نضوج الطائر.
- يبدأ تساقط الريش تدريجياً من مارس إلى سبتمبر أو أكتوبر من كل عام.
الفرق بين أنواع العقاب
يمكن تمييز العقاب الذهبي بسهولة عن الطيور الجارحة الأخرى بفضل حجمه الكبير وريشه البني المميز.
وهو أكبر بكثير من معظم العقبان، وله جناحان طويلان وذيل طويل. كما يتميز بطريقة طيرانه المميزة، حيث يميل بجسمه إلى الجانب أثناء الطيران.
ويمكن تمييزه عن عقاب البحر، وهو نوع مشابه، من خلال حجمه الأكبر وأسلوب طيرانه الأكثر استقراراً.
وقد يكون من الصعب تمييز العقاب الذهبي عن بعض أنواع العقبان الأخرى في أوراسيا.
ولكن، بشكل عام، يتميز العقاب الذهبي بذيله الطويل ولونه البني المميز مع ريش ذهبي على رقبته.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تمييزه عن عقاب السهوب من خلال حجم عقاب السهوب الأصغر قليلاً ولونه الأغمق. [1]
سلوك العقاب الذهبي
العقبان الذهبية طيور نهارية تعيش عادةً منفردة أو في أزواج، ولكن يمكن رؤية مجموعات صغيرة منها، خاصةً صغارها، خلال فترات معينة.
وفي فصل الشتاء، قد تتجمع أعداد أكبر من العقبان الذهبية، خاصةً في الأماكن التي يتوفر فيها الطعام بكميات كبيرة أو خلال الظروف الجوية القاسية.
ويختلف نمط حياة العقبان الذهبية من مكان لآخر، فبعضها يفضل الاستقرار في منطقة واحدة طوال حياته.
بينما يهاجر البعض الآخر بحثاً عن الطعام خلال فصل الشتاء. مثلاً، تهاجر العقبان الذهبية في المناطق الشمالية الباردة إلى مناطق أكثر دفئاً في فصل الخريف. [2]
الأصوات والتواصل
العقاب الذهبي طائر هادئ بشكل عام، إلا أنه يستخدم مجموعة متنوعة من الأصوات للتواصل خلال موسم التكاثر.
وعلى الرغم من حجمها الكبير وقوتها، فإن أصواتها حادة وضعيفة وتشبه نباح الجرو، وهي تستخدم بشكل أساسي للتواصل مع صغارها أثناء إطعامها.
وعلى عكس العديد من الطيور، لا تستخدم العقبان الذهبية أصواتها لتحديد حدود أراضيها، بل تعتمد على لغة الجسد وعروض الطيران. [2]
طريقة طيران العقاب الذهبي
العقاب الذهبي طائر ماهر للغاية، بل قد يكون الأفضل بين جميع الطيور الجارحة، فأجنحتها العريضة والقوية تساعدها على التحليق بسهولة ولفترة طويلة.
وعندما تحتاج إلى السرعة، يمكنها الانقضاض بسرعة هائلة لاصطياد فرائسها، وتمتاز العقبان الذهبية بطريقة طيران مميزة.
فعادةً ما تحمل أجنحتها في شكل حرف V مقلوب، مما يساعدها على التحليق بسلاسة وفعالية. وعندما تحتاج إلى الرفرفة، تقوم بحركات قوية بأجنحتها.
وعندما تحلق العقبان الذهبية، تبسط أجنحتها وذيلها بشكل أفقي، مما يمنحها ثباتاً في الهواء. وبهذه الطريقة، تستطيع التحليق ببطء وهدوء بسرعة تتراوح بين 45-52 كيلومتراً في الساعة.
ولكن عندما تريد الصيد أو إبهار شريكها، تستطيع الانقضاض بسرعة كبيرة تصل إلى 190 كيلومتراً في الساعة. [1]
الانقضاض السريع
قد يبدو العقاب الذهبي بطيئاً مقارنة بالصقر الشاهين، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالانقضاض على فريسته، فإنه يتحول إلى صاروخ حقيقي.
وهذه القدرة على تغيير السرعة والاتجاه بسرعة فائقة تجعله يتفوق على صقر الشاهين في بعض الحالات، مما يجعله أحد أسرع الحيوانات على وجه الأرض.
فعندما يستعد العقاب الذهبي للانقضاض على فريسته أو لإظهار قوته، يثني ساقيه ويضغط بجناحيه على جسمه.
وبهذه الطريقة، يستطيع الانطلاق بسرعة هائلة تصل إلى 240-320 كيلومتراً في الساعة.
وعندما لا يكون مشغولا بالصيد، يستمتع العقاب الذهبي بالتحليق في السماء ببساطة للاستمتاع. [1]
عروض الطيران
التنافس على الأراضي هو السبب الرئيسي للصراعات بين العقبان الذهبية التي لا تمتلك أزواجاً.
فكل عقاب يسعى للحفاظ على منطقة خاصة به للصيد والتكاثر، وتصل مساحة هذه المنطقة إلى آلاف الكيلومترات المربعة، ولكنها تختلف باختلاف توفر الطعام ونوع البيئة.
وتستخدم العقبان الذهبية سلسلة من الحركات العدوانية للدفاع عن أراضيها، مثل الطيران بشكل متعرج والهجوم المباشر على منافسيها.
وعادةً ما تزداد حدة هذه السلوكيات خلال فصل الشتاء والفترة التي تسبق التكاثر.
وتعتبر عروض الطيران وسيلة فعالة للعقبان الذهبية للتعبير عن هيمنتها وتخويف منافسيها، مما يقلل من احتمالية حدوث مواجهات جسدية قد تؤدي إلى إصابات أو حتى الموت.
غذاء العقاب الذهبي
تعتمد العقبان الذهبية بشكل أساسي على الثدييات الصغيرة مثل الأرانب البرية والسناجب في غذائها، ولكنها تتناول أيضاً الطيور والزواحف والأسماك.
كما أنها قادرة على اصطياد فرائس أكبر مثل الفقمة والحيوانات ذوات الحوافر وذئاب القيوط والغرير الأمريكي، ومن المعروف أيضاً أنها تفترس الجوارح الأخرى، بما في ذلك البوم والصقور.
وعادةً ما يتعاون زوجان من العقاب الذهبي أحياناً لصيد فريسة واحدة، حيث يقوم أحدهما بمطاردة الفريسة حتى تستنفد طاقتها، ثم ينقض الآخر لاصطيادها.
الاحتياجات اليومية
يحتاج العقاب الذهبي البالغ إلى حوالي 230 – 250 جراماً من الطعام يومياً ليبقى على قيد الحياة.
ومع ذلك، قد يمر العقاب بفترات طويلة بدون طعام، وقد يصل ذلك إلى أسبوع كامل، ثم يأكل كمية كبيرة تصل إلى 900 جرام في وجبة واحدة لتعويض ما فقده.
وتعتبر الأرانب العنصر الغذائي الرئيسي للعقبان الذهبية، حيث تشكل حوالي 70% من غذائها، مما يوضح أهميتها في الحفاظ على التوازن البيئي.[1]
المفترسات
بفضل حجمه وقوته، يمتلك العقاب الذهبي عدد قليل جداً من الأعداء في الطبيعة. ولا توجد تقارير عن هجوم حيوانات أخرى على بيضها أو صغارها، باستثناء بعض الحالات النادرة لحيوانات الشره والدببة البنية التي قد تهاجم الصغار.
تكاثر العقاب الذهبي
تتميز العقبان الذهبية بعلاقات زوجية قوية تدوم مدى الحياة، وتبدأ هذه العلاقة برقصات مغازلة فريدة.
حيث يقوم الذكر والأنثى بعروض جوية مثيرة للإعجاب، للتعبير عن حبهما ولتقوية رابطة بينهما.
مثل التقاط الأجسام وإسقاطها في الهواء ثم التقاطها مرة أخرى، والمطاردة، والهجمات الوهمية، وتشابك المخالب، والتحليق معاً والدوران.
وتفضل العقبان الذهبية المنحدرات لبناء أعشاشها، حيث تبني عدة أعشاش مرتبة بشكل منتظم، وتستخدم هذه الأعشاش لسنوات متتالية.
وتتكون أعشاش هذه الطيور من العصي والنباتات، بينما يتم تبطينها من الداخل بمواد ناعمة مثل أوراق الشجر الجافة والطحالب والأشنات لتوفير بيئة مريحة ودافئة للصغار.
ومن الجدير بالذكر أن موعد التزاوج و وضع البيض يختلف باختلاف المناطق الجغرافية.
العناية بالصغار
تضع الأنثى من 1 – 4 بيضات (عادةً بيضتين) ويكون لون البيض أبيض مصفر مع بقع بنية أو حمراء.
وتبدأ الأنثى الحضانة فور وضع أول بيضة، وتقوم الأنثى بمعظم عملية الحضانة، والتي تستمر قرابة 35 – 45 يوماً.
وعند الفقس، تكون الفراخ ضعيفة وعاجزة ويغطهم زغب أبيض، وفقس البيض على فترات متباعدة.
وعادةً ما يكون حجم الفرخ الأول أكبر بكثير من حجم بقية إخوته، وقد تلجأ الفراخ الأكبر إلى قتل إخوتها الأصغر للحصول على المزيد من الغذاء.
وتقوم الأم برعاية الفراخ خلال الأسابيع الأولى، بينما يوفر كلا الوالدين الغذاء للصغار. وتبدأ صغار العقاب الذهبي في مغادرة العش بعد حوالي شهر ونصف إلى شهرين، إما بالمشي أو القفز أو الطيران لمسافات قصيرة.
ويستغرق تعلم الطيران بشكل كامل حوالي 10 أسابيع، وبعد ذلك، تصبح مستقلة عن والديها تدريجياً. ولكنها لا تصل إلى مرحلة النضج الجنسي إلا بعد 4-7 سنوات.
في حين يمكن للعقاب الذهبي أن يعيش فترة طويلة، حيث سُجلت حالة لعقاب عاش 46 عاماً في الأسر. وفي البرية، يمكن أن يصل عمرها إلى 32 عاماً.
حالة حفظ العقاب الذهبي
تاريخياً، كان العقاب الذهبي ينتشر على نطاق واسع في أوروبا، آسيا، أمريكا الشمالية، وإفريقيا.
وعلى الرغم من هذا الانتشار الواسع، شهدت أعداده انخفاضاً حاداً في العديد من المناطق، مما أدى إلى انقراضه في بعضها.
ورغم ذلك، لا يزال يعتبر من الأنواع غير المهددة على المستوى العالمي، ويعتبر من أكثر أنواع العقبان انتشاراً في العالم، حيث يغطي نطاقه مساحات شاسعة. [1]
العلاقة مع البشر
يمتلك العقاب الذهبي أهمية ثقافية وتاريخية كبيرة، ففي العديد من الحضارات القديمة، كان يعتبر رمزاً للقوة والشجاعة، وقد لعب دوراً حاسماً في المعتقدات الدينية والأساطير.
وفي أمريكا الوسطى، على وجه الخصوص، كان مرتبطاً بأسطورة تأسيس مدينة تينوتشتلان. وقد كانت العلاقة بين الإنسان والعقاب الذهبي ودية لقرون طويلة.
ولكن مع الثورة الصناعية، تغيرت هذه العلاقة وأصبح العقاب الذهبي هدفاً للصيد، مما أدى إلى تناقص أعداده بشكل كبير.
فقد ظهر الصيد الرياضي وتربية الماشية على نطاق واسع، كما ساهمت الأسلحة النارية والسموم الصناعية في زيادة المخاطر التي تواجه هذه الطيور.
وداعاً، يا ملك الطيور الجارحة
يعد العقاب الذهبي أكثر من مجرد طائر جارح، فهو رمز للقوة والشجاعة والسيادة. بمنقاره الحاد ومخالبه القوية، يحكم سماء مملكته ببراعة.
ويذكرنا هذا المخلوق الرائع بضرورة التغلب على الصعاب والإصرار على تحقيق الأهداف، تماماً كما يفعل العقاب الذهبي عندما ينقض على فريسته.
ننصحك بالتعرف على ” النسر المصري: حقائق مذهلة عن طائر الفراعنة “
