مخلوق رشيق وسريع الحركة يتسلل عبر المناظر الطبيعية المصرية.
إنه حيوان النمس المصري “Egyptian mongoose” الحيوان الثديي الصغير الذي يتميز بفرائه البني الرمادي وذيله الطويل.
و يعتبر هذا الحيوان المذهل جزءاً لا يتجزأ من النظام البيئي المصري، حيث يلعب دوراً حيوياً في مكافحة الآفات والحفاظ على التوازن الطبيعي.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم النمس المصري، حيث نكشف عن أسراره ونتعمق في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة.
الاسم العلمي | Herpestes ichneumon |
الأسماء الشائعة | النمس المصري، السمور المصري |
الفصيلة | النمسيات |
الموطن | قارة أفريقيا |
الغذاء | آكلات اللحوم |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
النمس المصري والثقافة المصرية القديمة
يعتبر النمس المصري حيواناً مهماً في الثقافة المصرية القديمة، حيث كان يعتقد أنه
يحمي الناس من الثعابين والأرواح الشريرة.
كما قد تم تخليد هذا الحيوان، المعروف باسم “قط الفرعون”، في اللوحات المصرية التي تعود إلى حوالي عام 300 قبل الميلاد، وكان يعتبر حيواناً مقدساً.
وقد كان يتم الاحتفاظ بها في المعابد وتوضع في الحلبة كمصارع يصارع الثعابين.
وقد عُثر على جماجم هذه الحيوانات في المقابر، كما عُثر على بقايا محنطة منها.
موطن النمس المصري
ينتمي النمس المصري إلى فصيلة النمسيات، و يمتد نطاقه عبر مناطق واسعة من أفريقيا.
بما في ذلك مصر والسودان وإثيوبيا وأجزاء من جنوب الصحراء الكبرى.
كما تم إدخاله إلى مناطق أخرى مثل جنوب أوروبا في إسبانيا، والبرتغال، وشبه الجزيرة العربية. [1]
البيئة
يفضل النمس المصري العيش في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك السافانا والغابات والمناطق شبه الصحراوية والمناطق الزراعية.
كما يفضل العيش في المناطق ذات الأشجار القريبة من المياه.
بينما يختبئ هذا النوع خاصةً في الليل، في الجحور وجذوع الأشجار والتجاويف والجحور في الأرض والشقوق بين الصخور.
التكيفات المذهلة
يتمتع النمس المصري بعدة تكيفات تجعله صياداً ماهراً وناجياً بارعاً.
حيث يتميز بجسمه النحيل والمرن، مما يسمح له بالتحرك بسرعة ورشاقة عبر البيئات المختلفة.
كما يمتلك حواساً حادة، بما في ذلك حاسة الشم والسمع والبصر، مما يساعده على تحديد موقع الفرائس والتهديدات المحتملة.
و واحدة من أكثر تكيفات هذا الحيوان إثارة للاهتمام هي مقاومته لسم الثعابين.
حيث يحتوي جسمه على مستقبلات خاصة تمنع سم الثعابين من التأثير على جهازه العصبي.
وهذه الميزة الفريدة تجعله صياداً فعالاً للثعابين، بما في ذلك الكوبرا المصرية السامة.
شكل النمس المصري
- يبلغ طول الجسم حوالي 48-60 سم، ويزن حوالي 1.7-4 كجم.
- يمتاز بفراء طويل كثيف يتراوح لونه بين الرمادي والبني، مع وجود خطوط داكنة على ظهره وذيله.
- يمتلك جسماً نحيلاً وأرجل قصيرة، وذيلاً طويلاً يشكل حوالي نصف طول جسمه.
- يمتاز برأس صغير ومدبب، وآذان صغيرة مستديرة، وعيون صغيرة ذات بؤبؤ دائري.
- يمتلك أسناناً حادة ومخالب قوية تساعده على صيد الفرائس والدفاع عن نفسه.
- تمتلك ميزة مهمة للغاية هي وجود كيس شرجي كبير بفتحتين غديتين.
سلوك النمس المصري
ينشط النمس المصري في النهار، ويعيش منفرداً أو في مجموعات عائلية صغيرة تتكون من زوج متزاوج وذريتهما.
وتكون هذه المجموعات إقليمية وتدافع عن أراضيها ضد الدخلاء.
كما تُعرف هذه الحيوانات بطبعها المرح، حيث يمكن ترويضها إذا كانت صغيرة بما فيه الكفاية، وربما كانت حيوانات أليفة منزلية قبل القطط. [2]
التواصل
يتواصل النمس المصري مع أفراد جنسه باستخدام مجموعة من الأصوات، مثل الهسهسة والزمجرة والصرير.
كما يستخدم الإشارات الجسدية، مثل رفع الذيل وتجعيد الشفاه، للتعبير عن العدوانية أو الخوف.
ويمتلك النمس المصري غدداً شرجية فريدة تلعب دوراً حاسماً في سلوكه الاجتماعي.
فعندما يتبع النمس فرداً آخر، وخاصة زعيم المجموعة، فإنه يقوم بوضع أنفه على فتحة شرج الزعيم لالتقاط الإشارات الكيميائية المنبعثة منها.
وهذا السلوك، الذي يتعلمه صغار النمس من أمهاتهم، يتيح لهم تتبع المجموعة والحصول على التوجيه.
وعلاوة على ذلك، تحمل هذه الغدد روائح مختلفة يمكن أن تشير إلى حالة النشوة لدى الأنثى أو تعمل كعلامة مميزة لكل فرد أو مجموعة.
وتعتبر هذه الغريزة قوية لدرجة أن النمس قد يلجأ إلى وضع أنفه تحت ذيله عندما يكون وحيداً، في محاولة لالتقاط أي رائحة مألوفة.
غذاء النمس المصري
يعتبر النمس المصري من آكلات اللحوم، ويتغذى على مجموعة متنوعة من الفرائس.
بما في ذلك الأسماك والقوارض والطيور والزواحف و البرمائيات والحشرات والبيض والفاكهة.
ويأتي الاسم العلمي للنمس المصري من الاعتقاد بأن هذا الحيوان يتتبع بيض تمساح النيل ويأكلها.
وللنمس طريقة مثيرة للاهتمام في أكل البيض، فهو يستخدم رجليه الخلفيتين لرمي البيض على الأجسام الصلبة مثل الصخور أو الجدران.
النمس المصري والثعابين
يشتهر النمس المصري بقدرته على مقاومة سم الثعابين، بما في ذلك الكوبرا مثل (النمس الرمادي الهندي).
حيث يمتلك مستقبلات خاصة في جسمه تمنع سم الثعبان من التأثير على الجهاز العصبي.
كما يتميز بخفة حركته ورشاقته، مما يساعده على تفادي لدغات الثعابين، ويستخدم أسنانه الحادة ومخالبه القوية لقتل الثعابين والتغذي عليها. [2]
تكاثر النمس المصري
يختلف موسم التكاثر باختلاف المنطقة، ولكنه يحدث عادةً خلال فصلي الربيع والصيف.
وتحمل الأنثى لمدة تتراوح بين 60 – 70 يوماً، وتلد ما بين 2 – 4 صغار.
وتولد الصغار عمياء وعاجزة، وتعتمد كلياً على والدتها في الرعاية والتغذية. [2]
العناية بالصغار
تقوم الأنثى برعاية الصغار وتوفير الطعام والحماية للعائلة، ويبدأ الصغار في استكشاف البيئة المحيطة وتعلم مهارات الصيد في عمر بضعة أسابيع.
وتصبح الصغار مستقلة في عمر حوالي 6 أشهر، وتغادر المجموعة العائلية لتكوين أراضيها الخاصة بعد عام تقريباً.
وعادةً ما يصل الصغار إلى مرحلة النضج الجنسي بعد عامين، ويمكن للنمس المصري العيش في البرية قرابة 12 عام، ويعيش 20 عام في الأسر.
حالة حفظ النمس المصري
يصنف النمس المصري على أنه من الأنواع الأقل قلقاً وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
ومع ذلك، يواجه هذا الحيوان بعض التهديدات، مثل فقدان الموائل والصيد الجائر والتسميم.
و تُبذل جهود للحفاظ على هذا الحيوان وحمايته من هذه التهديدات، بما في ذلك إنشاء المحميات الطبيعية وتطبيق القوانين وتوعية المجتمعات المحلية بأهمية هذا المخلوق الرائع.
الدور في النظام البيئي
يلعب هذا الحيوان دوراً حيوي في النظام البيئي المصري، حيث يساعد في مكافحة الآفات، بما في ذلك القوارض والثعابين.
مما يحمي المحاصيل الزراعية ويقلل من مخاطر انتشار الأمراض، كما أنه يساهم في انتشار البذور عن طريق تناول الفواكه والخضروات.
وداعاً، أيها الحيوان الفريد
من خلال هذه الجهود المتواصلة، يمكننا المساهمة في ضمان بقاء النمس المصري للأجيال القادمة.
حيث يُعتبر هذا الحيوان المذهل جزءاً لا يتجزأ من النظام البيئي المصري وتراثه الثقافي، ويجب علينا جميعاً العمل معاً لحمايته والحفاظ عليه.
ننصحك بالتعرف على “الذئب ذو العرف: تعرف على ملك الغابة الغامض مع الصور“