من بين عجائب الحياة البرية العديدة التي تزخر بها جزيرة مدغشقر.
يبرز الفلنوك الشرقي (Eastern falanouc) كواحد من أكثر الثدييات تميزاً وغرابة.
فهذا المخلوق الصغير، الذي يجمع بين صفات القطط المنزلية والليمور، يثير الفضول والإعجاب بخصائصه الفريدة وتكيفه المذهل مع بيئته.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم الفلنوك الشرقي، حيث نغوص في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة!
الاسم العلمي | Eupleres goudotii |
الأسماء الشائعة | الفلنوك الشرقي |
الفصيلة | الملغاشية |
الموطن | جزيرة مدغشقر |
الغذاء | آكلات اللحوم |
المفترسات | الكلاب المنزلية، الزباد الهندي الصغير |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن الفلنوك الشرقي
ينتمي الفلنوك الشرقي إلى فصيلة الملغاشية، وهي فصيلة مكونة من 10 مفترسات تعيش في جزيرة مدغشقر فقط.
ويتواجد هذا المخلوق في الغابات المطيرة الاستوائية في الجزء الشمالي الشرقي من جزيرة مدغشقر. [1]
البيئة والتكيف
يتكيف الفلنوك الشرقي بشكل جيد مع الحياة في الغابات المطيرة الكثيفة، حيث يجد الغطاء النباتي الكثيف التي توفر له الحماية والظل.
ويتميز هذا المخلوق بمهاراته المذهلة في التسلق والقفز، مما يساعده على التنقل بسهولة بين الأشجار والبحث عن الفرائس.
الفرق بين أنواع حيوان الفلنوك
الفلنوك الغربي والفلنوك الشرقي هما نوعان مختلفان من الثدييات الموجودة في مدغشقر، وقد تم التعرف عليهما كنوعين منفصلين في عام 2010.
ويعد الفلنوك الغربي (Eupleres major) أكبر حجماً ولونه بني مقارنةً بالفلنوك الشرقي (Eupleres goudotii) الذي يتميز بلونه الرمادي البني.
ويعيش الفلنوك الغربي في الغابات الجافة المتساقطة الأوراق والسافانا المغمورة بالنخيل والأراضي الرطبة.
بينما يعيش الفلنوك الشرقي في الغابات الساحلية الرطبة، ويواجه كلا النوعين تهديدات بسبب تدهور المواطن الطبيعية والصيد. مما جعلهم يصنفون ضمن الأنواع المهددة بالانقراض. [3]
شكل الفلنوك الشرقي
- عبارة عن حيوان صغير يشبه النمس، يبلغ طول الجسم حوالي 40-50 سم، ويزن ما بين 1.5 – 2 كجم.
- يتميز بفرائه الكثيف الناعم الذي يتراوح لونه بين البني والرمادي الداكن، ولا توجد بقع أو خطوط على الجسم.
- يمتلك رأس صغير مدبب، وعيوناً كبيرة لامعة تتكيف مع الرؤية الليلية، وآذاناً قصيرة مستديرة.
- يمتلك أسنان فريدة من نوعها: الأنياب والضواحك منحنية إلى الوراء ومسطحة. ويعتقد أن ذلك مرتبط بالفرائس (بشكل رئيسي).
- يتميز بأرجله القصيرة القوية ومخالبه الحادة، التي تساعده على التسلق والتمسك بالأشجار بسهولة.
- يعتبر ذيله الطويل الكثيف من أبرز سماته، حيث يستخدمه لتحقيق التوازن أثناء التسلق والقفز.
- المخالب غير قابلة للسحب، ولا توجد غدد شرجية (على عكس الأنواع ذات الصلة).
سلوك الفلنوك الشرقي
الفلنوك الشرقي هو حيوان ليلي، ويعتقد أنه يعيش بمفرده، ولكنه قد يعمل أيضاً في مجموعات، حيث يقضي معظم وقته في البحث عن الفرائس في الأشجار.
ويتميز بحركته الرشيقة والهادئة، مما يساعده على التسلل إلى فرائسه دون أن تشعر به.
وعادةً ما تقضي هذه الحيوانات فترة النهار في النوم على جذوع الأشجار والشقوق الصخرية.
وتدافع عن مناطق كبيرة تتميز حدودها بغدد الرائحة حول فتحة الشرج والرقبة، وقد تم تسجيل عدد قليل من النداءات.
غذاء الفلنوك الشرقي
يعتبر الفلنوك الشرقي حيواناً آكل للحوم، ويتغذى بشكل رئيسي على الحشرات واللافقاريات الصغيرة، مثل العناكب والديدان والقواقع.
وتستخدم أنفها الممدود وأسنانها المتخصصة في التقاط وتناول اللافقاريات الصغيرة.
كما أنها تستخدم مخالبها الطويلة للحفر عند البحث عن فريسة في الأوراق المتساقطة، وتقوم بتخزين الدهون في ذيلها. [2]
المفترسات
يواجه حيوان الفلنوك تهديدات متعددة تؤثر على بقائه في البرية.
فبالإضافة إلى فقدان مساحات واسعة من بيئته الطبيعية بسبب التوسع العمراني والنشاطات البشرية.
يتعرض الفلنوك أيضاً للخطر من قبل الحيوانات المفترسة مثل الكلاب، بالإضافة إلى المنافسة الشديدة من الزباد الهندي الصغير الذي تم إدخاله إلى المنطقة.
مما يشكل تهديداً مباشراً على مصادر غذائه وموائله، مما يزيد من الضغط على هذا النوع المهدد بالانقراض.
تكاثر الفلنوك الشرقي
يعتقد أن موسم التزاوج يحدث خلال فصل الصيف، وتولد الصغار في الأوكار (مولود واحد لكل أنثى) بعيون مفتوحة.
وتستطيع التنقل عبر أوراق الشجر الكثيفة مع أمهاتها بعد يومين فقط من الولادة.
وبعد تسعة أسابيع، تصبح الصغار مكتملة النمو وقادرة على تناول الطعام الصلب وتترك أمهاتها بعد ذلك بفترة وجيزة.
الدور في النظام البيئي
يلعب هذا الحيوان دوراً هاماً في النظام البيئي لمدغشقر، حيث يساهم في تنظيم أعداد الفرائس، بما في ذلك الحشرات والقوارض.
كما يساهم في حماية الأشجار من الحشرات التي يسبب تكاثرها أضرار كبيرة للأشجار والنباتات.
حالة حفظ الفلنوك الشرقي
يصنف هذا النوع ضمن الأنواع المهددة بالانقراض بسبب التأثيرات البشرية المتزايدة في مدغشقر في السنوات الأخيرة.
فقد أدت إزالة الغابات وتجفيف الأراضي الرطبة والصيد من أجل الغذاء والافتراس من قبل الكلاب الكبيرة إلى انخفاض أعدادها وتوزعها.
كما يشتبه في أن المنافسة مع الزباد الهندي الصغير الذي تم إدخاله إلى مدغشقر عامل في تراجع هذا الحيوان.
وعلى الرغم من أن مداها لا يزال واسع النطاق، إلا أنها نادرة على مستوى العالم. [1]
جهود الحفظ
ولحماية هذا النوع والحفاظ على بقائه، يتم اتخاذ العديد من الإجراءات، بما في ذلك:
- إنشاء المحميات الطبيعية: يتم إنشاء محميات طبيعية لحماية الموائل وتوفير ملاذ آمن له.
- مكافحة الصيد الجائر: يتم تطبيق قوانين صارمة لمكافحة الصيد الجائر وحمايته من الاستغلال غير القانوني.
- البحوث العلمية: يتم إجراء بحوث علمية لمعرفة المزيد عن سلوك وتكاثر وبيئة هذا النوع، وتطوير استراتيجيات فعالة لحمايته.
وداعاً، أيها المخلوق النادر
من خلال هذه الجهود المتواصلة، يمكننا المساهمة في حماية الفلنوك والحفاظ على هذا المخلوق الرائع للأجيال القادمة.
لذا دعونا نعمل معاً لضمان استمرار تجوال الفلنوك الشرقي في غابات مدغشقر، ليظل رمزاً للتنوع البيولوجي والجمال الفريد لهذه الجزيرة المذهلة.
ما هي الحلول العملية التي ترونها لحماية هذا النوع المهدد بالانقراض؟
هل يمكن أن تكون محميات طبيعية جديدة، أو برامج تربية في الأسر، أو حملات توعية مجتمعية؟
شاركونا أفكاركم واقتراحاتكم لإنقاذ الفلنوك.
ننصحك بالتعرف على “ذئب القيوط: الحقائق الأساسية والسلوكيات الغامضة بالصور“