في أعماق الغابات الكثيفة، حيث تُلامس أشجار الصنوبر السماء، ويسود الهدوء سكون الليل.
يعيش مخلوق فريد يمضي حياته في رحلة دائمة للبقاء، إنه الدب الأسود الأمريكي “American black bear”.
هل أنت مستعد للانضمام إليّنا في هذه المغامرة؟ اُمسك بحظك جيداً، فدربنا محفوف بالمفاجآت!
| الاسم العلمي | Ursus americanus |
| الأسماء الشائعة | الدب الأسود الأمريكي ، الدب الأسود |
| الفصيلة | الدببة |
| الموطن | قارة أمريكا الشمالية |
| المواصفات الشكلية | تتميز بجسم ضخم ويغطي فرائها لون أسود داكن |
| السلوك | حيوانات شفقية منعزلة |
| الغذاء | آكلات اللحوم |
| المفترسات | الذئاب، أسود الجبال، الدببة البنية |
| الخصائص المميزة | سباح ممتاز ، متسلق ماهر |
| حالة الحفظ | مستقرة |
محتويات
موطن الدب الأسود الأمريكي
ينتمي الدب الأسود الأمريكي إلى فصيلة الدببة، ويعد أحد أصغر أنواع الدببة وأكثرها انتشاراً في قارة أمريكا الشمالية.
حيث يمتد نطاق هذا النوع عبر جزء كبير من ألاسكا، وكل كندا تقريباً، ومعظم الولايات المتحدة إلى وسط المكسيك.
ويتم التعرف على ستة عشر نوعاً فرعياً من الدببة السوداء. [1]
البيئة
يُفضل الدب الأسود الأمريكي العيش في مناطق طبيعية ذات تضاريس يصعب الوصول إليها، وتتميز بوفرة الغطاء النباتي، ومصادر الغذاء المتنوعة.
وتشمل هذه المناطق الجبال، والغابات، والمناطق الساحلية، وضفاف الأنهار، والمروج الرطبة.
شكل الدب الأسود الأمريكي
- يتراوح طوله الإجمالي من 140 – 200 سم عند الذكور، ومن 120 – 160 سم عند الإناث.
- يعد وزن الذكور هائلاً، حيث يتراوح ما بين 47 – 409 كجم، بينما تزن الإناث ما بين 39 – 236 كجم.
- تتميز بلونها الأسود الداكن، خاصة في شرق أمريكا الشمالية، مع فم فاتح اللون يتناقض مع فرائها الداكن.
- تميل الدببة السوداء في المناطق الغربية إلى أن تكون ذات لون أفتح، حيث يتراوح لونها من البني إلى الأشقر.
- الأكثر إثارة للدهشة هو وجود بعض الدببة في كولومبيا البريطانية الساحلية وألاسكا ذات لون أبيض كريمي أو رمادي مزرق.
سلوك الدب الأسود الأمريكي
الدببة السوداء حيوانات شفقية بشكل عام، لكن قد تختلف أنشطتها على حسب الموسم.
وتعيش الدببة السوداء عادةً منفردة، باستثناء مجموعات الإناث مع صغارها.
وقد تتجمع في مواقع التغذية التي تتوافر فيها مصادر الغذاء بكثرة، وفي هذه المواقع، قد تتشكل مجموعات كبيرة من الدببة. [2]
مهارات الدببة السوداء
تُظهر الدببة السوداء ذكاءً عالياً وفضولاً كبيراً، وتمتع بقدرات ملاحية استثنائية.
حيث تستطيع العثور على طريقها عبر مساحات شاسعة من الغابات والجبال.
كما تمتلك حواس حادة، حيث تتمتع ببصر وسمع مشابهين للإنسان.
بينما تكون حاسة الشم لديها هي الأقوى، وتفوق حاسة الشم لدى الكلاب المنزلية بسبع مرات.
وتسبح الدببة السوداء بشكل ممتاز، وتسبح عادةً لصيد الأسماك والمتعة.
كما أنها تتسلق الأشجار بانتظام بحثاً عن الطعام، وللهروب من الحيوانات المفترسة، وللسبات خلال فصل الشتاء.
تواصل الدب الأسود الأمريكي
تُشكل الدببة السوداء مجتمعات معقدة، وتتواصل فيما بينها باستخدام مجموعة متنوعة من الوسائل.
تشمل تعابير الجسم والوجه، والأصوات، واللمس، وحتى علامات الرائحة.
كما تستخدم علامات الأشجار كشكل من أشكال التواصل.
حيث تقوم الدببة بخدش الأشجار باستخدام أسنانها ومخالبها، وهذا السلوك شائع لدى العديد من أنواع الدببة. [1]
السبات عند الدببة
مع حلول فصل الخريف، تبدأ الدببة السوداء في الاستعداد لسباتها الشتوي.
وفي المناطق الشمالية من موطنها، تدخل جميع الدببة أوكارها في شهري أكتوبر ونوفمبر.
بينما في المناطق الجنوبية، تدخل فقط الإناث الحوامل والأمهات مع أشبالها التي تبلغ من العمر عاماً واحداً في حالة السبات.
وقبل دخولها السبات، تُكثّف الدببة من نشاطها بحثاً عن الطعام.
حيث تُصبح قادرة على زيادة ما يصل إلى 14 كجم من الدهون في جسمها، لتُمدّها بالطاقة اللازمة خلال أشهر السبات الطويلة التي لا تتناول فيها الطعام.
بداية سبات الدب الأسود الأمريكي
يُمكن أن يستمر السبات من 3 – 8 أشهر، ويختلف ذلك حسب المناخ المحلي.
وتقضي الدببة وقتها في أوكار دافئة، تكون عادةً في تجاويف الأشجار، أو في الكهوف.
بينما في أثناء السبات، تُصبح وظائف الجسم لدى الدببة السوداء في حالة بطء شديد.
حيث ينخفض معدل ضربات قلبها من 40 – 50 نبضة في الدقيقة إلى 8 نبضات فقط.
ويمكن أن ينخفض معدل الأيض إلى ربع معدله الطبيعي. [1]
هل تُخرج الدببة فضلاتها أثناء السبات؟
تحتفظ الدببة بجميع الفضلات الإخراجية داخل أجسامها، مما يُشكّل كتلة صلبة من المواد البرازية في القولون.
وتلعب هذه الفضلات دوراً هاماً في مقاومة الدب للضمور العضلي خلال فترة السبات.
وإلى جانب ذلك، يتم إفراز هرمون اللبتين في أجهزة الدب، مما يُساعد على قمع الشهية ويُساعد على حمايتها من الجوع خلال فترة السبات الطويلة.
غذاء الدب الأسود الأمريكي
تعتمد الدببة السوداء بشكل أساسي على النباتات في نظامها الغذائي، حيث تُشكل ما يصل إلى 85٪ من طعامها.
وتختلف اختياراتها الغذائية حسب الموسم وتوافر الطعام، حيث تتغذى على البراعم والأعشاب والفواكه.
بينما يتكون جزء صغير فقط من النظام الغذائي للدببة من مواد حيوانية.
وتكون في شكل حشرات وخنافس، وغزلان وتستهلك معظم الفقاريات على شكل الجيف. [2]
أهمية النباتات للدببة
تلعب براعم الأشجار والشجيرات دوراً هاماً في تغذية الدببة السوداء الخارجة من السبات.
حيث تُساعدها على إعادة بناء العضلات وتقوية عظامها.
وعندما تخرج الدببة في البداية من السبات، فإنها تسعى إلى تناول جيف الحيوانات المقتولة في الشتاء وذوات الحوافر حديثة الولادة.
الدب والعسل
تُعرف الدببة السوداء الأمريكية بشغفها بالعسل، ولا تتردد في البحث عنه بكل الوسائل.
فإذا كانت خلايا النحل مغروسة بعمق في جذوع الأشجار، فإنها تلجأ إلى قضم هذه الأشجار للوصول إلى العسل المنشود.
وبمجرد اختراق الخلية، تستخدم الدببة مخالبها لكشط أقراص العسل وتناولها، دون خوف من لسعات النحل.
مفترسات الدب الأسود الأمريكي
على الرغم من أن أشبال الدببة السوداء قد تتعرض للقتل على يد الحيوانات المفترسة الكبيرة، مثل الذئاب وأسود الجبال والدببة البنية.
إلا أن الخطر الأكبر الذي يهددها يأتي من البشر، فمعظم الدببة السوداء التي يتم قتلها، سواءً كانت صغيرة أو بالغة، تُقتل على يد الإنسان.
تكاثر الدب الأسود الأمريكي
تتزاوج الدببة لفترة وجيزة خلال فصل الصيف، مع ذروة موسم التزاوج من يونيو إلى منتصف يوليو.
وتلد الأنثى عادةً كل عامين، مع فترات انتظار أطول تصل إلى 3 – 4 سنوات في بعض الأحيان.
بينما تستمر فترة الحمل حوالي 220 يوماً، لكن عملية الزرع تتأخر حتى الخريف.
ولا يحدث تطور للجنين إلا في الأسابيع العشرة الأخيرة من الحمل.
وعادةً ما تلد الإناث في يناير أو فبراير، وتكون في حالة سبات خلال ذلك الوقت.
العناية بالصغار
يتراوح عدد الصغار 1 – 5 صغار، ويولدون عراة وعميان، ويبقون في العرين مع أمهاتهم طوال فصل الشتاء.
ويتم فطامهم عادةً بين 6 – 8 أشهر من العمر، لكنهم يظلون مع أمهاتهم ويختبئون معها خلال فصل الشتاء الثاني من حياتهم.
وفي هذا الوقت، تدخل الإناث في حالة شبق مرة أخرى، وتجبر صغارها على الخروج من أراضيها.
وعادةً ما تصل الإناث إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر 2 – 9 سنوات، وتنجب الأشبال كل عامين بعد النضج.
بينما يصل الذكور إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر 3 – 4 سنوات، لكنهم يستمرون في النمو حتى يبلغوا من العمر 10 – 12 عاماً.
ويمكن للدببة السوداء العيش حتى 30 عاماً في البرية.
الدور في النظام البيئي
تلعب الدببة السوداء دوراً هاماً في النظم البيئية، حيث تُساهم في الحفاظ على توازنها من خلال تأثيرها على مجموعات الحشرات والثديات العاشبة والفواكه.
بالإضافة إلى ذلك، تُعدّ الدببة مفترسة طبيعية للحشرات الاستعمارية ويرقات العثة، مما يُساعد على التحكم في أعدادها ومنع تفشيها.
حالة حفظ الدب الأسود الأمريكي
كانت الدببة السوداء ذات يوم منتشرة في معظم أنحاء أمريكا الشمالية، لكن الصيد والزراعة المكثفة أديا إلى تراجعها إلى مناطق الغابات الكثيفة.
واليوم، تعيش المجموعات المتبقية في الغابات وبأعداد قليلة، مع حماية العديد منها داخل المتنزهات الوطنية.
وعلى الرغم من تقلص نطاقها، تُعد الدببة السوداء حيوانات وفيرة ومزدهرة بشكل عام.
الختام
مسؤولية حماية الدببة السوداء تقع على عاتق كل منا، ومن خلال التوعية بأهميتها، والدفاع عن موطنها.
والتقليل من الصراعات بين البشر والحيوانات، يمكننا ضمان بقاء هذه الكائنات الرائعة للأجيال القادمة.
ننصحك بالتعرف على ” حيوان التيرا: حيوان غامض من عائلة ابن عرس“
