في أقصى الشمال، حيث تُغطّى الأرض ببساط أبيض من الثلج، يعيش ملك القطب المتجمد، إنه الدب القطبي “Polar bear”.
هذا العملاق ذو الفراء الأبيض، هو رمز القوة والجمال في بيئة قاسية لا يستطيع العيش فيها سواه.
انضمّوا إلينا في هذه الرحلة المذهلة، واكتشفوا أسرار ملك القطب المتجمد !
الاسم العلمي | Ursus maritimus |
الأسماء الشائعة | الدب القطبي، الدب البحري، الدب الجليدي، الدب الشمالي الأبيض الكبير، الدب الأبيض |
الفصيلة | الدببة |
الموطن | القطب الشمالي |
المواصفات الشكلية | يُعد أكبر حيوان لاحم بري على وجه الأرض، حيث يصل وزنه إلى 680 كيلوغراماً. |
السلوك | ينشط في النهار و يعيش حياة انفرادية بشكل عام |
الغذاء | آكلات اللحوم |
المفترسات | لا يوجد |
الخصائص المميزة | سباح ماهر ، قدرة رهيبة على العيش في الأجواء شديدة البرودة |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن الدب القطبي
الدب القطبي هو حيوان ثديي من فصيلة الدببة، ويُعد أكبر حيوان لاحم بري على وجه الأرض، حيث يصل وزنه إلى 680 كيلوغراماً.
وتنتشر الدببة القطبية في جميع أنحاء المنطقة القطبية الشمالية المحيطة بالقطب الشمالي، وتتمتع بتوزيع محيطي واسع.
حيث تتواجد الدببة القطبية في ستة مناطق مختلفة وهي: [1]
- جزيرة رانجل وغرب ألاسكا
- شمال ألاسكا
- أرخبيل القطب الشمالي الكندي
- جرينلاند
- أرض سفالبارد – فرانز جوزيف
- سيبيريا الوسطى
البيئة
يُعد الدب القطبي من الثدييات البحرية بامتياز، ويُعتبر الجليد في المحيط المتجمد الشمالي موطنه المفضل.
حيث يُمارس أنشطة الصيد و البحث عن الطعام.
بينما تُعد حافة الجليد و حواف الضغط، حيث تحدث الكسور و إعادة التجمد، أفضل أماكن الصيد بالنسبة له.
ولا تتردد الدببة القطبية في قطع مسافات طويلة تصل إلى 1000 كيلومتر شمالاً و جنوباً مع تغيرات ذوبان الجليد و تجمده.
العوامل الأساسية للمنطقة
يتم تحديد حدود نطاق المنطقة للدببة القطبية من خلال ثلاثة عوامل رئيسية:
- الكتلة الجليدية للمحيط المتجمد الشمالي: تُعد موطناً أساسياً للدببة القطبية حيث تمارس أنشطة الصيد والبحث عن الطعام.
- الجليد الأرضي في المناطق الساحلية المحيطة: يوفر هذا الجليد موائل مهمة للدببة خلال فصول السنة المختلفة.
- الظروف المناخية: تؤثر التغيرات المناخية بشكل كبير على نطاق انتشار الدببة القطبية.
أماكن التواجد خلال العام
تختلف أماكن تواجد الدببة القطبية بشكل كبير خلال السنة.
وعادةً ما تتواجد الدببة في فصل الشتاء على طول الحافة الجنوبية للكتلة الجليدية أو الحافة الشمالية للجليد المتكون قبالة سواحل القارات.
وتقضي الإناث الحوامل فترة الشتاء على السواحل حيث تتوفر أماكن لإنجاب الصغار.
بينما تبقى الدببة في فصل الصيف على حافة الكتلة الجليدية المتراجعة أو على الجزر والمناطق الساحلية التي تحتفظ بالجليد الأرضي.
شكل الدب القطبي
- يتمتع بجسم كبير وممتلئ، يشبه في شكله جسم الدب البني، ولكنه يفتقر إلى سنام الكتف الموجود لدى الدب البني.
- يمكن أن يصل ارتفاعه عند الكتف إلى 1.6 متر، ويزن قرابة 300 – 800 كجم، ويكون الذكور أكبر وأثقل من الإناث.
- يُغطّي جسمه فراء كثيف عادةً ما يكون بلون أبيض، ويصبح الفراء أصفراً في فصل الصيف بسبب الأكسدة.
- لا يحتوي الفراء على أي صبغة، ويُعد المظهر الأبيض للفراء هو نتيجة انكسار الضوء من خلال خصلات الشعر الشفافة.
- يُخفي الفراء الأبيض جلداً أسوداً، حيث يكون الجلد بما فيه الأنف والشفتين أسود اللون ويمتص الحرارة.
- الأرجل الأمامية عريضة وتعمل كمجاديف ممتازة أثناء السباحة، وتتمتع الإناث بأربع أثداء لإرضاع صغارها.
- تمتلك طبقة سميكة من الدهون تحت الجلد يبلغ سمكها 5 – 10 سم والتي توفر الدفء والطاقة.
سلوك الدب القطبي
تنشط الدببة القطبية في النهار وتعيش حياة انفرادية بشكل عام، حيث لا تتواصل مع بعضها البعض بشكل منتظم.
والاستثناءات الوحيدة لهذه القاعدة هي : الأمهات مع صغارها، وأثناء موسم التزاوج، وعند المنافسة على الطعام.
وإلى جانب ذلك، تُعرف الدببة القطبية بكسلها، حيث تقضي ما يقارب 66.6% من وقتها إما نائمة أو مستلقية.
بينما باقي وقتها، فتقضيه في السفر، ومطاردة الفريسة، والأكل.
وبفضل مهاراتها الممتازة في السباحة، يمكن للدببة القطبية التنقل لمسافات واسعة بحثاً عن الطعام.
السبات عند الدببة
على عكس العديد من الثدييات الأخرى، لا تدخل معظم الدببة القطبية في حالة سبات شتوي.
و إنما تبقى نشطة طوال العام، والاستثناء الوحيد هو الإناث الحوامل، حيث تدخل في سبات خفيف خلال فصل الشتاء.
وخلال هذه الفترة، تلد الإناث صغارها وتعتني بهم حتى تصبح الصغار قوية بما يكفي للبقاء على قيد الحياة بمفردها.
حواس الدب القطبي
مثل باقي أنواع الدببة، يتميز الدب القطبي بحاسة شم قوية للغاية.
حيث يمكنه شم روائح فريسته من مسافات بعيدة، حتى تلك المدفونة تحت الثلج أو الجليد.
كما تستخدم الدببة القطبية شفاهها وشواربها الحساسة لاستكشاف محيطها والتحقق من مصادر الطعام والخطر.
بينما تمتلك حاسة بصر ضعيفة نسبياً، وأما سمعها فما زال حاداً بما يكفي لتحديد الأصوات في محيطه. [2]
التواصل
يُعد صوت “التشويش”من أشهر الأصوات التي تصدرها الدببة القطبية، و يُستخدم كشكل من أشكال التحية أو التعبير عن الرضا.
كما تستخدم مجموعة متنوعة من الأصوات للتواصل مع بعضها البعض، بما في ذلك الهدر، والنقيق، والزئير.
وتفرز الدببة رائحة كميائية من أقدامها أثناء السير، مما يسمح للأفراد بتتبع بعضهم البعض.
غذاء الدب القطبي
تُعد الدببة القطبية حيوانات آكلة للحوم بشكل أساسي، حيث تعتمد في غذائها بشكل رئيسي على اصطياد الفقمات.
و تُعد الفقمات الحلقية من فرائسها المفضلة ولكنها تصطاد أيضاً أنواعاً أخرى من الفقمات، مثل الفقمات الملتحية، وفقمة القيثارة، وفقمة القلنسوة.
و بالإضافة إلى الفقمات، قد تتغذى الدببة القطبية أيضاً على الحيوانات البرية: مثل الرنة وحيوانات المسك، والطيور، والقوارض، والأسماك.
كما تتغذى على جيف الفقمات، وحيوانات الفظ، والحيتان.
أهمية دهون الفقمة
تُلاحظ ميزة مهمة في نظام الدببة القطبية الغذائي، وهي أنها لا تُخزن اللحوم غير المستهلكة كما تفعل بعض أنواع الدببة الأخرى.
و يرجع ذلك إلى أن الدهون الموجودة في الفقمات تُعد مصدراً غنياً بالسعرات الحرارية.
وهي ضرورية للحفاظ على الطبقة الدهنية للدب وتخزين الطاقة لاستخدامها في الأوقات التي يكون فيها الطعام شحيحاً.
ولذلك، عادةً ما تترك الدببة بقايا فرائسها بعد تناول دهونها فقط، ويفسر هذا السبب الذي يجعل ثعالب القطب الشمالي تتبع الدب قطبي أينما ذهب.
استراتيجيات الصيد
تعتمد الدببة القطبية على استراتيجيتين رئيسيتين لصيد فريستها:
1- الصيد الثابت:
يتضمن العثور على فتحة تنفس الفقمة في الجليد وانتظار ظهورها على السطح لاصطيادها.
وتُعد هذه الطريقة فعالة للغاية، خاصةً خلال فصل الشتاء عندما تقضي الفقمات معظم وقتها تحت الجليد.
2- المطاردة:
عندما يرى الدب فقمة تتشمس على سطح الجليد، يقترب الدب من الفقمة بخفة، محاولاً البقاء بعيداً عن أنظارها.
أو يسبح الدب عبر أي قنوات أو شقوق في الجليد للوصول إلى الفقمة، أو يغوص تحت الجليد ويخرج من فتحة التنفس لمفاجأة الفقمة.
وبعد صيد الفريسة، تأكلها الدببة القطبية بشكل فوري، وتأكل الجلد والدهون فقط.
ويتم التخلي عن باقي أجزاء الفريسة، وفي كثير من الأحيان تُصبح هذه البقايا طعاماً للثعالب القطبية الشمالية أو الدببة القطبية الصغيرة.
وبعد الأكل، تُنظف الدببة القطبية نفسها عن طريق لعق فرائها وشطفه.
تكاثر الدب القطبي
يتزاوج الدب القطبي في أواخر الشتاء وأوائل الربيع، بين شهري مارس ويونيو، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى.
وتمتد فترة الحمل لمدة طويلة، وذلك بسبب تأخر الزرع، مما يؤدي إلى إطالة فترة الحمل إلى 195 يوماً في المتوسط، و قد تصل إلى 265 يوماً في بعض الحالات.
ومع اقتراب موسم الشتاء، تُنشئ الإناث الحوامل وكراً شتوياً عميقاً تحت الأرض، وعادةً ما يكون على بعد 8 كيلومترات من الساحل.
و يتم حفر هذا الوكر في الثلج، و يوفر ملاذاً دافئاً للأم وصغارها خلال فترة الشتاء القاسية.
العناية بالصغار
بين شهري نوفمبر ويناير، تضع الأم صغيرين في وكرها، بعد ذلك، تدخل الأم في حالة سبات خفيف لتوفير الدفء والحماية لأشبالها.
و تُرضعهم حتى شهر أبريل، عندما يُصبح الجو دافئاً بشكل كافي لكي يخرجوا من الوكر.
و خلال هذه الفترة، تلعب الأم دوراً هاماً في تعليم صغارها مهارات البقاء على قيد الحياة، مثل الصيد وتجنب الحيوانات المفترسة.
ويبقى الصغار مع أمهم قرابة 2 – 3 سنوات، ويصلون لمرحلة النضج الجنسي عند عمر 5 – 6 سنوات.
بينما يمكن للدب القطبي العيش في البرية قرابة 25-30 عاماً.
وقد عاشت أنثى دب قطبي في حديقة حيوان ديترويت في عام 1991 قرابة 43 عاماً و10 أشهر.
الدور في النظام البيئي
تُعد الدببة القطبية من أهم الحيوانات المفترسة في القطب الشمالي، و تلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على توازن هذا النظام البيئي.
ولا تستهلك الدببة جميع الفرائس التي تصطادها، و تترك بعض بقايا الفقمات وراءها.
و تُعد هذه البقايا مصدراً مهماً للغذاء للدببة القطبية الأصغر سناً والأقل خبرة، وكذلك للثعالب القطبية الشمالية.
حالة حفظ الدب القطبي
يواجه هذا النوع حالياً تهديداً خطيراً بسبب تغير المناخ، مما جعل الدببة القطبية تصنف ضمن الأنواع “المهددة بالانقراض”.
فمع ذوبان الجليد في القطب الشمالي، تتقلص مساحة موطن الدببة القطبية، ما يصعب عليها اصطياد الفرائس والعثور على مأوى.
حيث يضطر الدب القطبي إلى السباحة لمسافات أطول للوصول إلى فريسته، مما يرهقه ويهدد حياته.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تلوث موائل الدب القطبي بالمواد الكيميائية من السفن والمصانع وحقول النفط، إلى مشاكل صحية للدببة تؤثر على قدرتها على الإنجاب.
الختام: مستقبل قاتم
في عالم من الثلج الأبيض، عاش الدب القطبي حياةً من الصراع والجمال.
كان يتجول على الجليد، باحثاً عن طعامه، صائداً الفقمات، متمتعاً بالطبيعة الخلابة.
لكن مع مرور الوقت، تغيرت الأجواء، ارتفعت درجات الحرارة، ذاب الجليد، وتلوثت المياه، وبدأ موطن الدب القطبي يتقلص.
واجه الدب صعوبة في العثور على الطعام، فلم تعد الفقمات موجودة في نفس الأماكن.
فقد وزنه، وضعفت قوته، وبدأت صحته تتدهور، أدرك الدب أن مستقبله مهدد.
إنّ مستقبل الدب القطبي يبدو قاتماً، فإذا لم نتخذ إجراءات عاجلة.
فمن المرجح أن ينقرض هذا الحيوان الفريد من نوعه خلال العقود القادمة.
ننصحك بالتعرف على ” كلب الدنغو: تعرف على الحيوان البري الأسترالي الأسطوري بالصور”