الفهد الصياد: تعرف على أسرع حيوان بري على وجه الأرض بالصور

الفهد الصياد يُعتبر أيقونة للسرعة والرشاقة في عالم الحيوان، وهو أسرع حيوان بري على وجه الأرض. حيث يتميز هذا المفترس الأنيق بقدراته الفائقة في الصيد، وجسمه المرن وفرائه المرقط الجميل.

انضموا إلينا في رحلة مثيرة عبر السهول الأفريقية، حيث نتعرف على أسرار هذا المخلوق المذهل ونتعمق في عالمه المليء بالتحديات والجمال!

الموطن والتوزيع

ينتمي الفهد (Acinonyx jubatus) إلى فصيلة السنوريات، وهو أسرع حيوان بري على وجه الأرض. تاريخياً، كان الفهد الصياد منتشرًا في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا، ولكن نطاقه تقلص بشكل كبير في العصر الحديث. حيث يتواجد حالياً في مناطق محدودة من إفريقيا، بما في ذلك السافانا المفتوحة والسهول العشبية في شرق وجنوب إفريقيا، مع تواجد محدود في إيران. [1]

البيئة

يُفضل الفهد العيش في المناطق المفتوحة التي تتيح له رؤية واضحة للفريسة، وتوفر مساحة كافية للركض بسرعة عالية مثل الصحاري والأراضي العشبية. كما يتجنب المناطق الجبلية والغابات الكثيفة، ويفضل العيش بالقرب من مصادر المياه. وبالرغم من حجمه الكبير إلا أنه من المعروف أن الفهود قادرة على تسلق الأشجار في بعض الأحيان.

شكل الفهد

• يتراوح طول الفهود بين 112 – 150 سم، وارتفاعه عند الكتفين يصل إلى 90 سم ويزن 21 – 72 كجم.
• يتميز بفراءه القصير ذو اللون الأصفر الذهبي إلى البرتقالي، والمزين ببقع سوداء صغيرة تغطي جسمه بالكامل.
• توجد خطوط سوداء مميزة تمتد من زاوية العين إلى زاوية الفم، وتعرف باسم “علامات الدموع”.
• يمتلك ذيل طويل نسبياً مقارنة بالقطط الأخرى، ويستخدمه للتوازن والتوجيه أثناء الركض.
• يتميز بجسمه النحيل والرشيق، وأرجله الطويلة والقوية، ورأسه الصغير وآذانه المستديرة.
• تكون المخالب منحنية قليلاً وغير حادة عند ملامستها للأرض وشبه قابلة للسحب.
• يعتبر أسرع حيوان بري على وجه الأرض، حيث يمكنه الركض بسرعة تصل إلى 112 كم/ساعة لمسافات قصيرة.

التكيف مع السرعة

جسم الفهد مصمم بشكل فريد للسرعة، حيث يتميز بجسم نحيل وأرجل طويلة ومرنة وذيل طويل يساعد على التوازن أثناء الجري. كما يمتلك هذا القط رئتين كبيرتين وقلبًا قويًا لتزويد عضلاته بالأكسجين اللازم للانطلاق بسرعات عالية. ويُعتبر فراء الفهود المرقط باللون الأصفر والبقع السوداء بمثابة تمويه فعال في البيئة العشبية، مما يساعده على التسلل إلى فريسته دون أن تلاحظه.

السلوك والحياة الاجتماعية

الفهد حيوان نهاري ومنعزل، وعلى عكس معظم القطط الكبيرة. لا تعيش الفهود في مجموعات اجتماعية، بل تقضي معظم وقتها في الصيد بمفردها. ولكن، في بعض الأحيان، قد تبقى الفهود مع بعضها البعض حتى تصبح بالغة. حيث وُجِدت حالات تعاون بين الفهود الأشقاء أثناء الصيد، مما يدل على وجود شعور بالتعاون والثقة بينهم. بينما بشكل عام، لا تُعدّ علاقة الأخوة بين الفهود قوية مثل علاقة الأخوة بين بعض الحيوانات الأخرى، مثل الذئاب أو الأسود.

التواصل

يتواصل الفهد مع بني جنسه عن طريق مجموعة من الأصوات، بما في ذلك الخرخرة والهسهسة والزمجرة. كما يستخدم علامات الرائحة لتحديد منطقته والتواصل مع الفهود الأخرى. حيث تحدد الذكور الإقليمية (المقيمة) المنطقة التي تدافع عنها بالبول. وبالإضافة إلى ذلك، تحدد الذكور منطقتها عن طريق فرك الأرض بأرجلها الخلفية، وخدش الأشجار، والتدحرج لتسطيح العشب وتضع فضلاتها على المعالم البارزة. [2]

غذاء الفهد

يقضي الفهد معظم وقته في صيد الفرائس، حيث يعتمد على سرعته الفائقة وقدرته على المناورة لاصطياد فرائسه. حيث يستهدف الحيوانات الصغيرة والمتوسطة الحجم، مثل الغزلان والظباء والأرانب البرية. كما يصطاد الطيور، والحيوانات الصغيرة الأخرى.

الصيد والاستراتيجيات

يُعد الفهد صيادًا نهاريًا يعتمد على سرعته الفائقة للقبض على فريسته. حيث يستهدف الفهد عادةً الحيوانات الصغيرة والمتوسطة الحجم، مثل الغزلان والظباء والأرانب البرية. بينما تعتمد الفهود على استراتيجية المطاردة بدلاً من التسلل، حيث ينطلق بسرعة عالية ليلحق بفريسته ويطرحها أرضًا. يمكن للفهد أن يصل إلى سرعات تصل إلى 120 كم/ساعة في فترات قصيرة، مما يجعله أسرع حيوان بري على وجه الأرض.

المفترسات

تمتلك الفهود أعلى معدل وفيات للصغار بين القطط التي لا يصطادها البشر، حيث سُجلت حالات قتل صغار الفهود من قِبل الأسود والضباع و النمور. كما تقتل الحيوانات المفترسة الأخرى الفهود البالغة عندما تسنح لها الفرصة، ولكن معظم الفهود البالغة تهرب من الحيوانات المفترسة. وقد شوهدت الأسود والضباع وهي تتطفل على الفهود وتسرق وجبتها، وعادةً لا يستطيع الفهد مواجهة المفترس والدفاع عن وجبته، لذا يلجأ دائماً للهرب.

تكاثر الفهد

يحدث التكاثر في كثير من الأحيان في فصل الربيع، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى ولا يعتني الذكر بصغاره. وبعد التزاوج، يبدو أن الإناث تبحث عن وكر مناسب لتربية صغارها. وعادةً ما تكون جحورها بين الشجيرات الكثيفة والحفر تحت الصخور والجحور المهجورة. بينما تتراوح فترة حمل أنثى الفهد بين 90 – 95 يوماً، وتلد عادةً ما بين 1 – 6 صغار في جحر محمي.

العناية بالصغار

تولد صغار الفهود بأعين مغلقة و تعتمد بالكامل على والدتها، وتبدأ الفهود الصغيرة في المشي بعد 12-13 يوماً من فتح عيونها. بينما تفطم الصغار بعد 3 أشهر، وتمتلك الصغار فراء رمادي وسميك يكسو مؤخرة الرأس والكتفين والظهر، ويعمل كتمويه من الحيوانات المفترسة. وعادةً ما تبقى الصغار مع والدتهم لمدة تصل إلى 18 شهر قبل أن تصبح مستقلة وتبدأ في البحث عن مناطق خاصة بها.

تستغرق الذكور من عام إلى عامين لتأسيس منطقة جديدة خاصة بهم. وعادةً ما يحدث النضج الجنسي عندما تصبح الصغار مستقلة ما بين 20 – 24 شهراً. ويمكن للفهد العيش 6 – 8 سنوات في الطبيعة.

التهديدات

يواجه الفهد العديد من التهديدات، بما في ذلك فقدان الموائل والصيد غير القانوني والتجارة غير المشروعة بالحيوانات الأليفة والتصادم مع المركبات. مما أدى إلى انخفاض كبير في أعداد الفهود في البرية. ولسوء الحظ، يُدرج الفهد ضمن الأنواع المهددة بالانقراض في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وذلك بسبب الانخفاض الكبير في أعداده، حيث تشير التقديرات إلى وجود حوالي 7100 فهد فقط في البرية.

حماية الفهود

من الضروري اتخاذ إجراءات للحفاظ على موائله وحمايته من الصيد غير القانوني لضمان بقائه في المستقبل. وتشمل جهود الحماية إنشاء المحميات الطبيعية، وبرامج التوعية، ومكافحة الصيد الجائر.

حقائق مثيرة عن الفهد

1. يستطيع التسارع من 0 إلى 100 كم/ساعة في 3 ثوان فقط، مما يجعله أسرع من معظم السيارات الرياضية.
2. يمتلك مخالب شبه قابلة للسحب، مما يمنحه قوة جر إضافية أثناء الركض.
3. يستخدم ذيله الطويل للمساعدة في الحفاظ على التوازن أثناء الجري والتغيير المفاجئ في الاتجاه.
4. يُعرف أحياناً باسم “القط الصياد” بسبب مهاراته الفائقة في الصيد.
5. يُعدّ الفهد الصياد رمزًا للجمال والقوة والسرعة في العديد من الثقافات حول العالم.

لماذا الفهد أسرع حيوان في العالم ؟

الفهود : قطة كبيرة فريدة من نوعها

تعتبر الفهود أسرع الثدييات على هذا الكوكب . حيث تشمل موائلها المفضلة الأراضي العشبية والسافانا ، و تتمتع برؤية واضحة ومساحة للجري بسرعات عالية تصل إلى 70 ميلاً في الساعة . و لكن ، هل فكرت يومًا في كيفية تمكنهم من الركض بهذه السرعة عندما لا تستطيع القطط الكبيرة الأخرى ذلك ؟

10 أسباب جعلت الفهد من أسرع الحيوانات في العالم :

الفهود مخلوقات رائعة ، وقدرتها على تحقيق سرعات مذهلة ترجع إلى مزيج من علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء المتخصص :

1. تتمتع الفهود بجسم خفيف الوزن و حوض نحيف ، مما يقلل من الطاقة اللازمة للتسارع . كما يختلف توزيع وزن الفهد أيضًا عن القطط الكبيرة الأخرى ، حيث تساهم جمجمته وجسمه الخفيف في خفة الحركة .
2. لديهم ممرات أنفية كبيرة تمكنهم من تناول الأكسجين بسرعة ، مما يساهم في الحفاظ على السرعة العالية .
3. يتمتع الفهد بمخالب غير قابلة للسحب تعمل مثل المرابط الموجودة في حذاء كرة القدم لتمنح الفهد قبضة أفضل على الأرض . تتميز وسادات أقدامهم بأنها صلبة لمساعدتهم على الحفاظ على التوازن أثناء الجري بسرعات عالية .
4. تتمتع الفهود بذيول عضلية طويلة لتحقيق التوازن والتوجيه عند الجري بسرعات عالية .
5. يتميز عمودها الفقري بأن أكثر مرونة من القطط الكبيرة الأخرى ، مما يسمح لها بتمديد أجسامها أثناء الجري بسرعات عالية .
6. تمتلك غددًا كظرية كبيرة تنتج الأدرينالين لمساعدتها في الحفاظ على سرعتها .
7. تساعد الغدد الكظرية الكبيرة والكبد على معالجة الأدرينالين والتعامل مع المتطلبات الفسيولوجية الشديدة لسباق السرعة .
8. تمتلك الفهود عضلات الألوية وأوتار الركبة الكبيرة والقوية ، مما يوفر الطاقة اللازمة للتسارع .
9. تغطي الفهود أثناء الجري مساحة كبيرة من الأرض بسرعة . حيث يمكن للخطوة الواحدة أن تغطي ما يصل إلى 23 – 26 قدمًا ، وتلمس أقدامهم الأرض مرتين في كل خطوة .
10. يمكن أن يصل معدل ضربات القلب إلى 250 نبضة في الدقيقة أثناء المطاردة ، مما يزود العضلات بالأكسجين والمواد المغذية .

حاجة الفهود إلى الراحة و تجنب المنافسة :

بعد مطاردة عالية السرعة ، يحتاج الفهد إلى الراحة والتعافي ، مما يجعله عرضة لسرقة فريسته من قبل الحيوانات المفترسة الأخرى مثل الضباع أو الأسود أو النمور. مما جعل الفهود تصطاد غالبًا أثناء النهار لتجنب المنافسة مع هذه الحيوانات المفترسة الليلية القوية .