في عالم الحيوانات المفترسة الصغيرة، يبرز ابن عرس طويل الذيل “Long-tailed weasel” كصياد ماهر ورشيق.
في هذه المقالة، سنغوص في عالم هذا الحيوان المميز، لنكتشف سلوكه، ونظامه الغذائي، وتكيفاته المدهشة، وكل ما يجعله مفترساً ناجحاً في بيئته.
| الاسم العلمي | Neogale frenata |
| الأسماء الشائعة | ابن عرس طويل الذيل، القاقم المقنع، القاقم الكبير |
| الفصيلة | العرسيات |
| الموطن | قارة أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية |
| حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن ابن عرس طويل الذيل
ينتمي ابن عرس طويل الذيل إلى فصيلة العرسيات وعائلة ابن عرس، وينتشر على نطاق واسع يشمل معظم أنحاء أمريكا الشمالية.
حيث يمتد انتشاره من شمال الحدود بين الولايات المتحدة وكندا جنوباً وصولاً إلى أمريكا الوسطى وشمال أمريكا الجنوبية.
وبذلك، يعتبر هذا النوع صاحب أوسع نطاق انتشار بين جميع أنواع ابن عرس في نصف الكرة الغربي. [1]
البيئة
ينتشر هذا النوع في المناطق المعتدلة والاستوائية في أمريكا الشمالية والوسطى.
حيث تتنوع بيئاتها بين حقول المحاصيل والمناطق الحرجية الصغيرة وحتى المناطق الحضرية، مع تجنبها للصحاري والغابات الكثيفة.
وتتخذ هذه الحيوانات من جذوع الأشجار المجوفة وأكوام الصخور وتحت الحظائر أماكن لإقامة أوكارها.
وفي بعض الأحيان، تلجأ إلى الاستيلاء على جحور فرائسها بدلاً من بناء وكر جديد، مما يوفر عليها الجهد والوقت.
شكل ابن عرس طويل الذيل
- اعتباراً من عام 2005، تم التعرف على 42 نوعاً فرعياً.
- يتميز بجسم طويل ونحيف يشبه بقية أنواع ابن عرس، مع فارق ملحوظ في طول الذيل.
- يتميز هذا النوع بذيل طويل كثيف يشكل حوالي 50% من إجمالي طول الجسم، وهو ما يميزه عن غيره من أنواع ابن عرس.
- يتراوح طول الجسم بين 28 – 42 سم، ويتراوح طول الذيل بين 11.2 – 29.4 سم.
- يتميز برأس صغير وضيق مع شارب طويل، بالإضافة إلى أرجل قصيرة.
- لون الفراء الأساسي بني مع أجزاء سفلية بيضاء مصفرة.
- يبدل ابن عرس فراءه مرتين في السنة، في الربيع والخريف، وتتحكم فترة الضوء في هذه العملية.
- في المناطق الشمالية يكون الفراء أبيض في الشتاء وبني في الصيف، وفي المناطق الجنوبية يكون الفراء بنياً على مدار العام.
الفرق بين ابن عرس طويل الذيل والقاقم
يتميّز ابن عرس طويل الذيل، بذيل أسود الطرف طويل يعادل تقريباً نصف طول جسمه ورأسه معاً.
وبالمقارنة مع القاقم، يفتقر ابن عرس طويل الذيل إلى الخط الأبيض المميز على الجانب الداخلي لأرجله.
وهذه الاختلافات الظاهرية تساعد في التمييز بين النوعين.
سلوك ابن عرس طويل الذيل
ابن عرس طويل الذيل حيوان انعزالي بطبيعته، حيث يعيش كل جنس على حدة باستثناء موسم التزاوج.
وقد تتداخل مناطق نفوذ الذكر الواحد مع مناطق نفوذ عدة إناث، إلا أن مناطق نفوذ الأفراد البالغة من نفس الجنس لا تتقاطع أبداً.
ويُظهر ابن عرس سلوكاً عدوانياً شديداً تجاه أي دخيل يحاول اقتحام منطقته.
ويتميز هذا النوع برشاقته وسرعته ويقظته، كما أنه ماهر في التسلق والسباحة.
وعلى الرغم من أن هذا النوع قد يكون نشطاً خلال النهار، إلا أنه يبلغ ذروة نشاطه ليلاً.
ويُعرف عن هذه الحيوانات إصدارها للأصوات، ولكنها عادةً ما تكون رد فعل على نوع من الإزعاج أو الخطر. [1]
التواصل
تتواصل حيوانات ابن عرس طويلة الذيل مع بعضها البعض باستخدام مجموعة متنوعة من الإشارات، تشمل الإشارات البصرية والصوتية والروائح.
فعلى سبيل المثال، تصدر الإناث رائحة خاصة وجذابة تعلن عن استعدادها للتزاوج.
وعندما تتقابل حيوانات ابن عرس وجهاً لوجه، فإنها تستخدم لغة الجسد والأصوات للتواصل فيما بينها.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحيوانات تتمتع بحواس متطورة للغاية، تشمل البصر والسمع والشم.
مما يمكنها من أن تكون مفترسات فعالة للغاية وقادرة على استشعار محيطها بدقة عالية.
غذاء ابن عرس طويل الذيل
تعتبر القوارض الصغيرة الفريسة الرئيسية لهذا النوع، وتحقق الإناث، نظراً لصغر حجم أجسامها، نجاحاً أكبر في اصطيادها لقدرتها على الدخول إلى جحور هذه القوارض.
بينما يميل الذكور إلى مطاردة فرائس أكبر حجماً، مثل الأرانب.
وعلى الرغم من أن الثدييات تشكل الغذاء المُفضل لهذا النوع، إلا أنه يتناول أيضاً مجموعة متنوعة من الأطعمة الأخرى.
وتشمل الطيور والبيض والزواحف، كما يشمل نظامه الغذائي في فصل الصيف الفواكه والتوت. [1]
طريقة صيد ابن عرس
يعتبر ابن عرس طويل الذيل صياداً جريئاً وعدوانياً، قادراً على مهاجمة فرائس تفوقه حجماً.
ويعتمد في صيده على تحريك رأسه لالتقاط روائح الفرائس، حيث يقتل الحيوانات الصغيرة كالفئران بعضة سريعة في الرأس.
بينما يتبع أسلوباً مختلفاً مع الفرائس الكبيرة كالأرانب، حيث ينقض عليها بسرعة ويتسلق جسمها ممسكاً بها بأقدامه، ثم يوجه لها عضة قاتلة في الرقبة.
وبعد قتل الفريسة، يلعق هذا الحيوان الدم دون امتصاصه، ويأكل الفريسة الصغيرة بالكامل.
بينما يكتفي بأكل جزء من لحم الفرائس الكبيرة، وعند سرقة البيض، ينقلها واحدة تلو الآخرى إلى مكان آمن ليأكلها أو ليُطعم صغاره. [2]
المفترسات
يُعرف ابن عرس طويل الذيل بشراسته وعدوانيته وقدرته على تهديد الحيوانات الأكبر حجماً منه.
إلا أنه في المقابل يعد فريسة للحيوانات المفترسة الأكبر كالبوم والثعابين الكبيرة والقيوط والثعالب والقطط البرية والذئاب والوشق الكندي.
ويكون أكثر عرضة للافتراس في فترة صغره، ويستخدم ابن عرس عدة استراتيجيات دفاعية.
فبالإضافة إلى إفراز رائحة من غدده الشرجية التي يتركها كعلامة عند مغادرة مكان ما لتثبيط عودة المفترسات.
يلجأ أيضاً إلى تسلق الأشجار والاختباء فيها بصمت لمراقبة المفترس حتى يغادر.
كما يعد ذيله الأسود، خاصةً في الشتاء عندما يكتسي جسمه بالبياض، وسيلة دفاعية أخرى حيث يجذب انتباه المفترس بعيداً عن جسمه، مما يمنحه فرصة للهروب. [2]
تكاثر ابن عرس طويل الذيل
يتزاوج هذا النوع في شهري يوليو وأغسطس، لكن البويضة المخصبة لا تنغرس في الرحم إلا في مارس.
مما يطيل فترة الحمل إلى 10 أشهر، مع أن التطور الفعلي للجنين يستغرق الأسابيع الأربعة الأخيرة فقط.
وذلك لتتزامن الولادة في الربيع مع وفرة القوارض كغذاء، وعادةً ما تلد الأنثى من 5 – 8 صغار في شهري أبريل ومايو. [2]
العناية بالصغار
تولد الصغار عارية جزئياً وعمياء بوزن 3 جرامات فقط، وتنمو بسرعة كبيرة.
ففي عمر ثلاثة أسابيع يغطيها الفراء وتستطيع الخروج من العش وتناول اللحوم بوزن يتراوح بين 21 -27 جراماً.
وتفتح عيونها في عمر خمسة أسابيع وتبدأ مرحلة الفطام، حيث ترافق الأم في الصيد.
ويكتمل نموها بحلول الخريف وتنفصل العائلة، وتصبح الإناث قادرة على التكاثر في عمر 3-4 أشهر، بينما ينضج الذكور جنسياً في عمر 15-18 شهراً.
وتموت العديد من حيوانات ابن عرس طويلة الذيل قبل بلوغ عامها الأول، لكن البالغين منها قد يعيشون لعدة سنوات.
حالة حفظ ابن عرس طويل الذيل
يعتبر ابن عرس ذو الذيل الطويل من الثدييات الصغيرة المنتشرة على نطاق واسع في بيئات متنوعة.
ويحظى بوجود شائع إلى حد ما في مختلف أنحاء نطاق انتشاره الجغرافي، مما يجعله من الحيوانات المألوفة في العديد من المناطق. [1]
الدور في النظام البيئي
يعتبر ابن عرس طويل الذيل عاملاً مهماً في السيطرة على أعداد القوارض والأرانب.
حيث يعد صياداً ماهراً للفئران والجرذان، وهو ما يجعله مرحباً به من قبل المزارعين الذين يرون فيه وسيلة طبيعية للتخلص من هذه الآفات التي تُلحق الضرر بمحاصيلهم.
الأنواع المشابهة
بعد أن تعرفنا على ابن عرس الشائع والعرسة المصرية، نواصل اليوم استكشافنا لأنواع عائلة ابن عرس.
فبالإضافة إلى ابن عرس طويل الذيل والمنك الأمريكي، يوجد نوعان آخران يعيشان في أمريكا الجنوبية وينتميان إلى الجنس نفسه وهما:
1- ابن عرس الأمازون
ابن عرس الأمازون (Neogale africana)، المعروف أيضاً باسم ابن عرس الاستوائي، هو نوع من ابن عرس العالم الجديد يستوطن أمريكا الجنوبية.
وتحديداً في منطقة حوض الأمازون، ويتميز بحجمه الكبير بين أنواع ابن عرس في أمريكا الجنوبية.
ويعتبر من الأنواع التي تفتقر إلى البيانات الكافية، حيث لم يتم تسجيله إلا 24 مرة حتى يوليو 2024، ولم يتم تصويره حتى عام 2024.
ومع ذلك، يصنف على أنه من الأنواع الأقل إثارة للقلق في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. نظراً للاعتقاد بوجود أعداد كبيرة منه في غابات الأمازون، إلا أن تأثير الاضطرابات البشرية وإزالة الغابات عليه غير معروف وقد يؤدي إلى انخفاض أعداده في المستقبل. [4]
2- ابن عرس الكولومبي
يعد ابن عرس الكولومبي (Neogale felipei)، المعروف أيضاً باسم ابن عرس دون فيليبي، من بين أقل الثدييات اللاحمة دراسة في الأمريكيتين.
وهو نوع نادر جداً يُعرف على وجه اليقين فقط من مناطق محدودة في كولومبيا وشمال الإكوادور.
ويقتصر وجوده على الموائل النهرية على ارتفاعات تتراوح بين 1100 – 2700 متراً.
ويتميز ابن عرس الكولومبي بلون ظهره الداكن والموحد، بينما يكون لون بطنه برتقالي فاتح يتلاشى تدريجياً نحو الرأس.
كما يتميز ببعض الخصائص التشريحية مثل الفقاعة السمعية المنتفخة وباطن القدمين الخالي من الفراء، مما يشير إلى نمط حياة شبه مائي.
ويواجه هذا النوع خطراً كبيراً بسبب إزالة الغابات في جبال الأنديز الشمالية، حيث لا يُعرف سوى عدد قليل جداً من العينات.
ويعد على الأرجح أندر حيوان لاحم في أمريكا الجنوبية، ومصنفاً كـ “معرض للخطر” من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
ولم يُشاهد هذا النوع في البرية إلا نادراً، حتى عام 2011 عندما التُقطت أول صورة له.
ومن ثم انتشرت الصورة لاحقاً على الإنترنت عام 2018، ما لفت انتباهاً واسعاً إليه. [3]
وداعاً، أيها المخلوق الفريد
نأمل أن يكون هذا المقال قد قدم لكم معلومات شاملة ومفيدة عن ابن عرس طويل الذيل.
نود أن نسمع آراءكم وتجاربكم، لذا لا تترددوا في مشاركة تعليقاتكم وأسئلتكم في الأسفل.
