تعتبر فقمة المرفأ واحدة من أكثر أنواع الفقمات شهرة وانتشاراً في العالم، حيث يمكن مشاهدتها في المياه الساحلية للمحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.
انضم إلينا في رحلة ممتعة لاكتشاف أسرار هذه الكائنات الرائعة، مع صور توضيحية تبرز جمالها وأنماط حياتها المدهشة!
الاسم العلمي | Phoca vitulina |
الأسماء الشائعة | فقمة المرفأ، الفقمة الشائعة |
الفصيلة | الفقمات الحقيقية |
الموطن | المياه الساحلية للمحيط الأطلسي والمحيط الهادئ |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن فقمة المرفأ
تنتمي فقمة المرفأ إلى فصيلة الفقمات الحقيقية ورتبة زعنفيات الأقدام، وتعتبر من أكثر زعانف الأقدام انتشاراً في العالم.
حيث تعيش في مناطق ساحلية واسعة تمتد من شرق وغرب المحيطين الهادئ والأطلسي في نصف الكرة الشمالي.
في المحيط الهادئ، تنتشر من ساحل ألاسكا وحتى بحر بيرنغ الجنوبي الشرقي.
بينما في المحيط الأطلسي، تمتد من الساحل الفرنسي إلى بحر الشمال وبحر بارنتس، وكذلك على طول الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية.
وعلى الرغم من وجودها في مناطق ساحلية وجزر متنوعة، فإن مجموعاتها في المحيطين الهادئ والأطلسي منفصلة بمسافات كبيرة وحدود غير واضحة، وقد تم تحديد خمسة أنواع فرعية منها. [1]
البيئة
تعيش فقمة المرفأ في المياه الضحلة بالقرب من السواحل، وتتواجد في الجزر الصخرية والمصبات وحتى البحيرات العذبة.
وغالباً ما تُشاهد بالقرب من الأرصفة والشواطئ أو الجزر الواقعة بين السواحل، ويفضل هذا النوع المياه البحرية الباردة التي لا يغطيها الجليد بشكل دائم.
كما تستخدم الأنهار الجليدية المدية كمأوى أو للتكاثر وأحياناً للتنقل.
شكل فقمة المرفأ
- يصل طول الفقمة عند البلوغ إلى حوالي 1.85 متر، ويتراوح وزنها بين 55 – 168 كجم، وتكون الإناث أصغر حجماً من الذكور.
- تتنوع ألوان الفراء بين الأسود البني والبني الفاتح والرمادي، مع بطن أفتح لوناً من باقي الجسم.
- تتميز بنمط فريد من البقع على فرائها، حيث تكون البقع إما سوداء على خلفية بيضاء أو بيضاء على خلفية سوداء، مما يجعل كل فقمة فريدة بذاتها.
- تتميز بجسم وزعانف قصيرة ورأس مستدير، مما يعطيها مظهراً مميزاً.
- تظهر فتحات الأنف على شكل حرف V، وهي سمة مميزة تساعد على التعرف عليها بسهولة.
- كما هو الحال مع أنواع الفقمة الحقيقية الأخرى، لا تمتلك فقمة المرفأ صيواناً خارجياً للأذن، ولكن قد تكون قناة الأذن مرئية خلف العين.
- تتميز بتركيب فريد لشعيراتها المحيطة بفمها، حيث يحيط ببصيلاتها ثلاثة جيوب دموية بدلاً من اثنين. وهذه الخاصية تساعدها في استشعار حركة الفرائس في الماء.
سلوك فقمة المرفأ
فقمة المرفأ هي حيوانات نهارية تعيش عادةً منفردة، إلا أنها تشكل مجموعات صغيرة مختلطة من الذكور والإناث والصغار خلال موسم الولادة وفترة تبديل الفراء، دون وجود تنظيم اجتماعي واضح.
ولا تهاجر هذه الفقمات، لكنها قد تنتشر مئات الكيلومترات بحثاً عن الطعام أو للتكاثر أو لتجنب الاضطرابات البيئية.
وعلى مدار العام، تتنقل بين الماء واليابسة، حيث توفر اليابسة فوائد مثل الولادة وتنظيم الحرارة والراحة وتقليل خطر الافتراس.
تبدل الفقمات فرائها خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر بعد الولادة، بدءاً بالصغار ثم الإناث البالغات وأخيراً الذكور.
في حين يمكنها الغوص حتى عمق 427 متراً والبقاء تحت الماء لمدة 30 دقيقة، مع أن غطساتها المعتادة تكون أقصر وأقل عمقاً.
وتختلف أنماط الغوص بين الأفراد، حيث تتعلم الصغار السلوكيات من أمهاتها، مما يؤثر على طرق غوصها بعد الفطام. [1]
التواصل
تتميز فقمة الميناء بدرجة عالية من اليقظة والوعي بالبيئة المحيطة، حتى في الأسر، وهي أقل إصداراً للأصوات مقارنة بالفقمات الأخرى.
حيث تتراوح ترددات الأصوات التي تكتشفها بين 0.1 – 10 كيلوهرتز، وقد يكون صمتها النسبي وسيلة لتجنب المفترسين.
وتصدر أصواتاً تشبه التجشؤ أو الشخير أو النباح، وتُعرف بأنها كائنات مرحة تلعب بمفردها أو مع أشياء مثل عشب البحر.
كما أنها تمتلك عيوناً كبيرة ذات قرنية مسطحة تساعدها على الرؤية في المياه المظلمة، كما أن شواربها الحساسة تكتشف الموجات الصوتية، مما يساعدها في الصيد.
و تشتهر أيضاً بصفع زعانفها على سطح الماء، وهو سلوك لا يزال غامض الأسباب، وتختلف سلوكياتها باختلاف مناطق تواجدها الجغرافي.
غذاء فقمة المرفأ
تعتبر فقمة المرفأ من الحيوانات آكلة اللحوم التي تعتمد بشكل رئيسي على الأسماك في غذائها، مع وجود بعض الاختلافات الإقليمية في أنظمتها الغذائية.
وتهدف هذه الفقمة إلى توفير طاقتها من خلال اصطياد الفرائس الوفيرة وسهلة الصيد، مثل أسماك القد والرنجة.
بالإضافة إلى الأخطبوط والحبار والقشريات كالسلطعون والروبيان، كما تم تسجيل قيام هذه الفقمة بمهاجمة وقتل وأكل عدة أنواع من البط.
وأما صغار الفقمة حديثة الفطام، فتعتمد بشكل أساسي على القشريات السهلة الاصطياد بسبب قدراتها المحدودة في الغوص.
وتستهلك الفقمة البالغة التي تزن 100 كجم ما بين 5 – 7 كجم من الطعام يومياً، ويمكنها الغوص حتى عمق 427 متراً للبحث عن غذائها. [2]
المفترسات
تشكل الحيوانات المفترسة الكبيرة مثل أسماك القرش والحيتان القاتلة والدببة القطبية تهديداً لفقمة المرفأ، حيث تستهدفها في الماء.
وعلى الرغم من أن مواقع الخروج من الماء (مواقع الاستراحة) تساعد في تقليل خطر الافتراس من خلال تقليل الوقت الذي تقضيه الفقمة في الماء.
إلا أن الخطر لا يزال قائماً على اليابسة، خاصةً بالنسبة للصغار التي قد تُفترس أثناء غياب أمهاتها للبحث عن الطعام.
تكاثر فقمة المرفأ
تتزاوج فقمة المرفأ في الماء، حيث يحاول الذكور جذب الإناث من خلال التباهي بقدراتهم الصوتية أو الغوص أو الدخول في منافسات مباشرة قد تصل إلى القتال العنيف بالقرب من مناطق الصيد أو الأماكن التي تتركز فيها الإناث.
كما قد ينشئ الذكور مناطق في أماكن تمركز الإناث لزيادة فرص التزاوج.
بعد التزاوج، يتأخر انغراس البويضة لمدة 2.5 شهر، ثم تستمر فترة الحمل الإجمالية حوالي 10.5 شهر.
تلد الإناث على اليابسة لحماية الصغار من الحيوانات المفترسة، وتضع الإناث صغيراً واحداً كل موسم، وقد تحدث حالات توائم نادرة. [1]
العناية بالصغار
تولد الصغار بوزن يتراوح بين 8 – 12 كجم وتفقد زغبها قبل الولادة، مما يمكنها من دخول الماء بأمان.
وتفطم الصغار بعد 4 – 6 أسابيع، ويبدأ موسم تزاوج الأمهات التالي بعد ذلك مباشرةً.
وتصل الإناث للنضج الجنسي بين 3 – 4 سنوات، بينما يتأخر الذكور حتى 4 – 5 سنوات للنضج الجنسي.
ويُقدَّر متوسط عمر فقمة المرفأ في البرية بنحو 40 عاماً، وفي الأسر، كان أطول عمر مسجل لها 47.6 عاماً.
حالة حفظ فقمة المرفأ
تشهد فقمة المرفأ زيادة في أعدادها منذ سبعينيات القرن العشرين، لكن السنوات الأخيرة شهدت نفوق آلاف منها بسبب أمراض جديدة.
ومع أن وضعها العام يُصنف “أقل إثارة للقلق” وفق القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
إلا أن هناك نوعين فرعيين على وشك الانقراض: الأول في اليابان، الذي تراجعت أعداده بسبب الصيد المفرط منذ الثمانينيات.
والثاني في كندا، الذي لا يتجاوز عدده 600 فقمة، ويعاني هذان النوعان من تباين جيني منخفض ويتأثران سلباً بالمشاريع الكهرومائية، دون وجود تقارير عن جهود حماية فعالة لهما. [1]
الدور في النظام البيئي
تلعب الفقمة دوراً مهماً في النظام البيئي البحري، حيث تعتبر جزءاً أساسياً من السلسلة الغذائية.
فهي تفترس أنواعاً مختلفة من الكائنات البحرية مثل الأسماك والحبار والقشريات، مما يساعد على تنظيم أعدادها والحفاظ على التوازن البيئي.
وفي الوقت نفسه، تعد الفقمة فريسة للحيوانات المفترسة الكبيرة مثل أسماك القرش والحيتان القاتلة والدببة القطبية، مما يجعلها حلقة وصل مهمة في نقل الطاقة عبر النظام البيئي.
وداعاً، أيها المخلوق اللطيف
فقمة المرفأ ليست مجرد كائن بحري لطيف المظهر، بل هي جزء لا يتجزأ من النظام البيئي البحري الذي نحتاج إلى حمايته.
ندعوكم لمشاركتنا آرائكم وأسئلتكم حول فقمة المرفأ في التعليقات أدناه.
هل سبق أن شاهدتم هذه الكائنات الرائعة في البرية؟ أو هل لديكم أفكار حول كيفية دعم حمايتها؟
شاركونا تجاربكم واقتراحاتكم، فلنعمل معاً من أجل عالم بحري أكثر استدامة!