في السهول الشاسعة والغابات المترامية الأطراف في أفريقيا، يعيش حيوان صغير رشيق يحمل اسم النمس الأصفر “Yellow mongoose”.
ويُعرف هذا المخلوق الرائع بذكائه وسرعته وخفة حركته، وهو يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على التوازن البيئي في موائله الطبيعية.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا الحيوان المثير، حيث نكشف أسرار حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة!
الاسم العلمي | Cynictis penicillata |
الأسماء الشائعة | النمس الأصفر |
الفصيلة | النمسيات |
الموطن | قارة أفريقيا |
الغذاء | آكلات اللحوم |
المفترسات | الطيور الجارحة، الثعابين، ابن آوى |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن النمس الأصفر
ينتمي النمس الأصفر إلى فصيلة “النمسيات”، ويتواجد في مناطق مختلفة من جنوب أفريقيا.
بما في ذلك جنوب أنغولا، ناميبيا، بوتسوانا، زيمبابوي وجنوب أفريقيا.
بينما يفضل هذا الحيوان العيش في المناطق المفتوحة مثل السهول العشبية، السافانا، المناطق شبه الصحراوية والأراضي الزراعية والجبلية. [1]
التكيف مع البيئة
يتمتع النمس الأصفر بقدرة عالية على التكيف مع بيئات مختلفة، ففرائه الكثيف يحميه من درجات الحرارة المتقلبة.
بينما تساعده أرجله القصيرة وأقدامه القوية على الحركة بسهولة في التضاريس الوعرة.
كما يمتلك حاسة شم قوية تمكنه من اكتشاف الفرائس والتهديدات المحتملة.
شكل النمس الأصفر
- يبلغ طول الجسم حوالي 25-35 سم، ويصل طول ذيله إلى 18-28 سم.
- يتراوح وزنه بين 440 – 800 جرام، ويمتلك ذيلاً كثيفاً ينتهي بخصلة سوداء.
- يتميز بفراء كثيف لونه أصفر رملي إلى بني محمر، مع وجود بقع بيضاء حول العينين.
- يمتلك رأساً صغيراً مدبباً وأذنين صغيرتين مستديرتين.
- يتميز بأرجله القصيرة وأقدامه القوية ذات المخالب الحادة، وتكون المخالب أطول في القدم الأمامية من القدم الخلفية.
- تكون راحة اليد عارية في القدمين الأمامية ومشعرة في القدمين الخلفيتين.
- تحتوي الغدد الشرجية لحيوان النمس على غدد تحتوي على سائل أبيض ولها رائحة قوية.
سلوك النمس الأصفر
ينشط النمس الأصفر في النهار ويقضي معظم يومه في البحث عن الطعام.
ويعيش في مجموعات اجتماعية تتكون من 5-20 فرداً مثل السرقاط، وتشمل عدداً من الذكور والإناث وصغارهم.
وتتميز هذه المجموعات بتعاونها وترابطها، حيث يتشاركون في البحث عن الغذاء وحماية المنطقة من الأخطار.
كما أنهم يتواصلون مع بعضهم البعض باستخدام مجموعة من الأصوات والإشارات الجسدية.
ويعيشون في أنفاق وجحور دائمة، وتحتوي الأنفاق على العديد من المداخل، ويتعايش فيها غالباً مع السناجب الأرضية والقوارض على الرغم من أنه قادر على صنع جحور معقدة للغاية. [2]
النظام الاجتماعي
يتسم الهيكل الاجتماعي للنمس الأصفر بالتسلسل الهرمي ويعتمد على زوج مركزي للتكاثر ونسلهم، وهناك أيضاً الأقارب البالغين والأكبر سناً.
وعادةً ما تميل مجموعات الذكور إلى التداخل، في حين أن الإناث في الأوكار الأخرى لا تتداخل مع المجموعات المجاورة.
وتقوم الذكور المسيطرة بتحديد حدودها بغدد الرائحة الموجودة في الخد أو عن طرق إفرازات الغدد الشرجية والبول.
كما يفرك الذكور ظهورهم بالأشياء المرتفعة ويتركون الشعر كعلامة بصرية على منطقتهم.
وأما أفراد المجموعة الآخرون فيضعون علامات على جحورهم بإفرازات الخد.
التواصل
يكون النمس الأصفر صامتاً في العادة، ولكن عند تعرضه للخطر قد يصدر عدة أصوات، بما في ذلك الزمجرة والصراخ.
كما أنها تستخدم الإشارات الجسدية مثل حركات الذيل وتعبيرات الوجه للتعبير عن مشاعرها ونواياها.
غذاء النمس الأصفر
يعتبر النمس الأصفر حيواناً من آكلات اللحوم، ويتغذى بشكل رئيسي على الحشرات والقوارض والطيور الصغيرة والبيض والزواحف.
كما أنه يتغذى على الجيف والفواكه والجذور في بعض الأحيان، ومن المعروف أيضاً أنه يأكل بيض الدجاج والدواجن الطليقة. [1]
مهارات الصيد
يتميز هذا الحيوان بمهارات صيد ممتازة، فهو يستخدم حاسة الشم القوية لتحديد موقع الفرائس، ثم ينقض عليها بسرعة خاطفة ويقتلها بأسنانه ومخالبه الحادة.
كما أنه قادر على حفر الجحور للوصول إلى الفرائس التي تختبئ تحت الأرض.
مفترسات النمس الأصفر
يواجه النمس الأصفر تهديدات من مجموعة متنوعة من الحيوانات المفترسة، بما في ذلك الطيور الجارحة مثل الصقور والثعابين وابن آوى.
ويستخدم سرعته وخفة حركته لتجنب الحيوانات المفترسة، كما أنه يستخدم حاسة الشم الحادة لاكتشاف الحيوانات المفترسة من مسافة بعيدة.
تكاثر النمس الأصفر
يبدأ موسم التكاثر عادةً في الأسبوع الأول من شهر يوليو، وتلد الأنثى ما بين 2-5 صغار في جحر تحت الأرض، بعد فترة حمل تستمر حوالي 60 يوماً.
وتولد الصغار عمياء وضعيفة، وتعتمد كلياً على الأم في الرعاية والتغذية.
ويتم فطام الصغار بعد 10 أسابيع تقريباً، ويصبحون قادرين على التزاوج بعد عام.
بينما يمكن للنمس الأصفر العيش في الأسر قرابة 15 عام. [2]
حالة حفظ النمس الأصفر
يصنف النمس الأصفر على أنه من الأنواع الأقل قلقاً من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN).
حيث أنه واسع الانتشار نسبياً ولا يواجه أي تهديدات كبيرة.
ومع ذلك، فإنه يتأثر بفقدان الموائل والتجزئة بسبب الأنشطة البشرية، مثل الزراعة والتوسع الحضري. [1]
الدور البيئي
يلعب النمس الأصفر دوراً مهماً في الحفاظ على التوازن البيئي في موائله الطبيعية.
فهو يساهم في تنظيم أعداد الحشرات والقوارض، مما يمنع انتشار الآفات والأمراض، كما أنه يوفر الغذاء للحيوانات المفترسة الأكبر حجماً.
وداعاً، يا جوهرة السافانا
يعتبر النمس الأصفر أحد كنوز الحياة البرية في أفريقيا، فهو يجسد الذكاء والرشاقة والتكيف.
ومن خلال حماية موائله الطبيعية والتعرف على أهميته البيئية، يمكننا ضمان استمرار هذا المخلوق الرائع في إثراء النظم البيئية في السافانا الأفريقية لسنوات قادمة.
ننصحك بالتعرف على “الذئب ذو العرف: تعرف على ملك الغابة الغامض مع الصور“