يسرق الأبصار برشاقته وألوانه الزاهية، يتنافس في السرعة مع الريح، إنه غزال طومسون “Thomson’s gazelle”، جوهرة السافانا الأفريقية.
بفروه الذهبي وشريطه الأسود المميز، يعتبر هذا الغزال رمزاً للجمال والرشاقة في عالم الحيوان.
دعونا ننطلق في رحلة لاستكشاف حياة هذا الكائن الرشيق ونكتشف أسراره وأهميته في النظام البيئي!
الاسم العلمي | Eudorcas thomsonii |
الأسماء الشائعة | غزال طومسون، غزال تومسون |
الفصيلة | البقريات |
الموطن | شرق أفريقيا |
المواصفات الشكلية | عبارة عن غزال صغير نسبياً، يبلغ ارتفاعه عند الكتف حوالي 60-70 سم |
السلوك | تشكل مجموعات متغيرة الحجم تتراوح بين 5 – 60 فرداً |
الغذاء | آكلات أعشاب |
المفترسات | الأسود والضباع المرقطة والكلاب البرية والفهود والنمور والذئاب وقرد البابون |
الخصائص المميزة | قدرة على التحمل، إلى جانب قدرتها على تغيير اتجاهها فجأة أثناء الجري |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن غزال طومسون
ينتمي غزال طومسون إلى جنس الغزلان، وهو جنس ضمن فصيلة الظبائيات، وقد سمي على اسم المستكشف “جوزيف طومسون”.
وعلى الرغم من ارتباطه الوثيق بغزال أحمر الجبهة، إلا أنه يعتبر نوعاً مستقلاً وفقاً للتصنيف الحديث.
وتتواجد غزلان طومسون في شرق أفريقيا، لاسيما في كينيا وتنزانيا وجنوب السودان.
ويُعرف بأنه النوع الأكثر شيوعاً من الغزلان في شرق أفريقيا، حيث يمكن العثور على غزال تومسون بأعداد تتجاوز 200000 غزال.
وتتكيف هذه الغزلان بشكل مثالي مع الحياة في المراعي الجافة والسافانا الشجرية.
حيث تستطيع تحمل فترات الجفاف الطويلة مقارنة بغيرها من الحيوانات العاشبة في المنطقة.
وعلى الرغم من اتباعها نمط هجرة موسمي، إلا أنها تميل إلى البقاء في مناطق الأمطار لفترة أطول. [1]
شكل غزال طومسون
- عبارة عن غزال صغير نسبياً، يبلغ ارتفاعه عند الكتف حوالي 60-70 سم، ويصل وزن الذكور إلى 35 كجم والإناث إلى 25 كجم.
- يتميز بفرو بني رملي إلى أحمر ضارب إلى الحمرة، وشريط أسود مميز يمتد على جانبيه.
- يمتلك مؤخرة بيضاء مع خطوط سوداء قصيرة، وذيل أسود طويل.
- كلا الجنسين يمتلكان قروناً منحنية للخلف قليلاً، ولكن قرون الذكور أكبر وأكثر بروزاً.
- الإناث قد يكون لديهن قرون صغيرة أو حتى بلا قرون.
- يتميز بعلامات مميزة على وجهه، بما في ذلك حلقات بيضاء حول العينين.
- توجد خطوط سوداء وحمراء تمتد من العين إلى الأنف، وبقعة داكنة على الأنف، وجبهة فاتحة.
- يمتلك الذكور غدداً أمامية بالقرب من العينين تستخدم لتمييز المناطق بالرائحة.
- يشبه غزال غرانت إلى حد كبير، ولكن يمكن تمييزهما من خلال حجم غزال غرانت الأكبر والبقعة البيضاء الممتدة على مؤخرته.
الفرق بين الأنواع الفرعية
يختلف غزال طومسون الشرقي عن غزال طومسون السيرينغيتي في عدة صفات ظاهرية.
حيث يتميز الغزال الشرقي بحجمه الأكبر وعلامات وجه أفتح، بينما يتميز غزال السيرينغيتي بوجه أكثر بياضاً وعلامات أوضح.
كما تختلف قرون الإناث في الطول والتباعد بين النوعين، حيث تكون أقصر وأقل تباعداً في الشرقي مقارنة بالسيرينغيتي. [1]
سلوك غزال طومسون
تتميز غزلان طومسون بسلوكها الاجتماعي المرن، حيث تشكل مجموعات متغيرة الحجم تتراوح بين 5 – 60 فرداً.
وهذه المجموعات تتكون وتتفكك بسهولة، ولا توجد فيها هيكلية اجتماعية صارمة.
وعادةً ما يقضي الذكور الأصغر سناً وقتهم في مجموعات عازبة، ويُمنعون من دخول المناطق.
وغالباً ما توجد هذه الغزلان في قطعان مختلطة مع أنواع أخرى من الظباء.
وخلال موسم التكاثر، يتحول سلوك الذكور ليصبح أكثر انفرادية. حيث يدافعون عن مناطق صغيرة لجذب الإناث، ويمنعون الذكور الأصغر سناً من الدخول.
وتشكل الإناث مجموعات مهاجرة تبحث عن مناطق ذات موارد غنية، وقد يحاول الذكور الإقليميون توجيه هذه المجموعات.
وتتضمن التفاعلات بين الذكور عروضاً طقسية واشتباكات فعلية، ويهدف كل منها إلى تأكيد الهيمنة والسيطرة على المناطق والإناث. [2]
تحديد المنطقة
يمارس غزال طومسون الذكر سلوكيات متنوعة لتحديد وتحصين أراضيه، حيث يستخدم قرونه لكشط الأرض والشجيرات، ويفرز إفرازاً داكناً من غدده لتمييز حدود أرضه.
وعند التقاء ذكرين على الحدود المشتركة، ينخرطان في معارك وهمية هدفها إبقاء الحدود واضحة دون حدوث مواجهات عنيفة.
حيث يندفعون نحو بعضهم البعض كما لو كانوا على وشك الاصطدام ولكن دون لمس، وليس لهذه الطقوس منتصر، لكنها تحافظ فقط على حدود الأراضي.
وعادةً لا يدخل الذكور الإقليميون أراضي ذكر آخر، فإذا كان الذكر يطارد أنثى هاربة. فسوف يوقف المطاردة إذا ركضت إلى منطقة أخرى، لكن الذكر المجاور سيستمر في المطاردة. [1]
التواصل
تعتمد غزلان طومسون بشكل كبير على التواصل البصري والشمي للتفاعل مع بعضها البعض. فعندما تشعر بالانزعاج، تلجأ إلى القفزات العالية كإشارة تحذير.
كما يستخدم الذكور غدد الرائحة الموجودة بالقرب من عينيهم لإيصال رسائل كيميائية و وضع علامات على مناطقهم، بالإضافة إلى إسقاط الروث لتأكيد سيطرتهم. [2]
غذاء غزال طومسون
يتغذى غزال طومسون بشكل أساسي على الأعشاب القصيرة، مع استكمال نظامه الغذائي بالأغصان والبذور وأوراق الأشجار خلال فترات الجفاف.
وبفضل حجمه الصغير وقدرته على تحمل الظروف القاسية أصبح حيواناً متكيفاً بشكل جيد مع البيئات الجافة، مما يمكنه من العيش في مناطق لا تستطيع الحيوانات الأكبر حجماً العيش فيها.
وفي سيرينجيتي، تتبع هذه الغزلان الحيوانات العاشبة الأكبر حجماً، مثل الحمار الوحشي السهلي وحيوان النو أثناء جزها للأعشاب الطويلة.
وقد أظهرت دراسة على غزال طومسون قدرة هذا النوع على تحمل الإجهاد الحراري، إلا أن الجفاف أثر بشكل كبير على سلوكه الغذائي.
فعند تعرضه للجفاف، انخفض تناول الغزال للطعام، وازداد هذا الانخفاض عند إضافة الإجهاد الحراري.
وتشير هذه النتائج إلى أن غزال طومسون، على الرغم من تكيفاته مع البيئات الجافة، يبقى نوعاً يعتمد على الماء، وأن الجفاف يمثل تهديداً مباشراً لبقائه. [1]
المفترسات
تشمل الحيوانات المفترسة لغزال طومسون الأسود والضباع المرقطة والكلاب البرية والفهود والنمور والذئاب.
وخلال موسم الولادة، تكون الصغار فريسة سهلة لجميع هذه الحيوانات المفترسة، بالإضافة إلى قرود البابون الصفراء والثعابين.
وتتنقل غزلان طومسون في قطعان صغيرة، مما يساعد على حماية الأفراد من الافتراس، كما أنها متيقظة ويمكنها الركض بسرعة.
ومن السلوكيات الملحوظة لغزال طومسون قفزاتها السريعة، المعروفة باسم القفز أو الوثب ، والتي تستخدمها لإخافة الحيوانات المفترسة وإظهار القوة.
سرعة غزال طومسون
تُعرف غزلان طومسون بقدراتها الاستثنائية على الركض بسرعة فائقة، حيث يمكنها الوصول إلى سرعات تصل إلى 80 كيلومتراً في الساعة.
هذه السرعة الهائلة، مقترنة بقدرتها على المناورة والالتفاف بسرعة، تجعلها قادرة على تفادي مخالب الفهود، أسرع الحيوانات البرية على الأرض.
وعلى الرغم من أن الفهود تتمتع بقدرة على التسارع بشكل أسرع، إلا أن غزلان طومسون تستطيع الحفاظ على سرعتها لفترات أطول، مما يجعلها أكثر قدرة على الهروب من المطاردة.
وهذه القدرة على التحمل، إلى جانب قدرتها على تغيير اتجاهها فجأة، هي التي تمكنها من البقاء على قيد الحياة في بيئة مليئة بالمخاطر.
الدور في النظام البيئي
يلعب غزال طومسون دوراً محورياً في النظام البيئي، حيث يشكل فريسة أساسية للحيوانات المفترسة ويؤثر على توزيع النباتات من خلال رعيه المستمر.
حيث يساهم رعيه في تحسين خصوبة التربة وتوزيع البذور، مما يدعم نمو النباتات الجديدة.
تكاثر غزال طومسون
تتزاوج غزلان طومسون مرتين في العام، وتستمر فترة الحمل 6 أشهر وتحدث أغلب الولادات بعد موسم الأمطار مباشرة، حيث يولد صغير واحد يزن من 2 -3 كجم.
وتتميز إناث غزال طومسون بسلوك أمومي حذر للغاية، فبعد الولادة، تبقي صغارها مختبئين بين العشب الطويل وتقضي وقتاً طويلاً في الحراسة والمراقبة.
وتظهر الأمهات سلوكيات مثل التغذية الوهمية والتسلق على التلال لمراقبة محيطهن، وذلك لضمان سلامة صغارها.
حيث تتحرك ببطء في اتجاه مكان اختباء صغارها، وتتوقف بشكل متكرر لمسح البيئة.
كما تنخرط العديد من الإناث في سلوك “التغذية الوهمي”، حيث تخفض رؤوسها إلى الأرض كما لو كانت تتغذى قبل رفعها بسرعة مرة أخرى للمسح.
العناية بالصغار
مع بلوغ الصغير عمر شهرين تقريباً، يبدأ في اكتساب المزيد من الاستقلالية تدريجياً.
فبعد أن كان يقضي معظم وقته مختبئاً، يزداد تواجده برفقة أمه ويتناقص وقت الاختباء تدريجياً حتى يتوقف عنه تماماً.
وفي هذه المرحلة العمرية أيضاً، يبدأ الغزال الصغير في تجربة الأطعمة الصلبة جنباً إلى جنب مع استمراره في الرضاعة من أمه.
وأما على صعيد العلاقات الاجتماعية، فينضم الغزال الصغير إلى قطيع أمه، ويرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، خاصة الإناث اللواتي قد تستمر في الارتباط بأمهاتهن حتى بلوغ العام الأول من العمر.
وأما الذكور الصغار، فقد يتبعون أمهاتهم أيضاً لفترة من الزمن، ولكن مع بلوغ مرحلة المراهقة، قد يواجهون بعض التحديات.
فالذكور البالغة الإقليمية قد تمنع الذكور الصغار من البقاء بالقرب من أمهاتهم في مناطق نفوذها، مما يدفع الذكور الصغار إلى الانضمام إلى مجموعات أخرى من الذكور العزاب.
ورغم ذلك، قد تبذل الأمهات جهوداً لحماية أبنائهن، إلا أنهن في النهاية يتوقفن عن متابعتهم عندما يصبح ذلك أمراً حتمياً.
وهكذا، ينتقل الذكر الصغير من مرحلة الاعتماد على أمه إلى مرحلة الاستقلالية التامة، حيث ينضم إلى مجموعة من الذكور من نفس فئته العمرية.
بينما يبلغ متوسط عمر غزال طومسون في البرية 10.5 سنة، ويموت ما يقرب من نصف الصغار في غضون عامهم الأول. [1]
حالة حفظ غزال طومسون
يعتبر غزال طومسون من الأنواع المهددة بالانقراض، حيث شهد انخفاضاً حاداً في أعداده خلال العقود الأخيرة.
ويعيش هذا النوع بشكل رئيسي في شرق أفريقيا، ولكن نطاق توزيعه قد تقلص بشكل كبير بسبب الأنشطة البشرية مثل الصيد وفقدان الموائل.
وعلى الرغم من وجوده في العديد من المحميات، إلا أنه لا يزال يواجه تهديدات كبيرة.
وداعاً، أيها الغزال الجميل
في الختام، غزال طومسون ليس مجرد حيوان جميل يزين السافانا الأفريقية، بل هو جزء أساسي من النظام البيئي المعقد.
ويواجه هذا النوع تهديدات متزايدة بسبب فقدان الموائل والصيد الجائر.
لذلك، فإن حماية غزال طومسون تتطلب جهوداً مشتركة من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والسكان المحليين للحفاظ على بيئته الطبيعية وضمان بقائه للأجيال القادمة.
ننصحك بالتعرف على ” غزال دوركاس: تعرف على ملكة الصحراء بالصور “