في أعماق غابات أمريكا الجنوبية، يتجول مخلوق فريد يُعرف باسم التيرا “Tayra”.
هذا الحيوان آكل اللحوم، الذي ينتمي إلى عائلة ابن عرس، يُعد لغزاً غامضاً بالنسبة للعديد من الناس.
فما هي خصائص التيرا التي تُميّزها عن غيرها من الحيوانات؟ كل ذلك وأكثر نكشفه في المقالة التالية!
الاسم العلمي | Eira barbara |
الأسماء الشائعة | تيرا ، تيرا تولو موكو ، بريكو ليغيرو |
الفصيلة | العرسيات |
الموطن | أمريكا الوسطى و الجنوبية |
المواصفات الشكلية | يصل طوله إلى 60 – 70 سم، بينما يصل طول ذيله إلى 35 – 45 سم |
السلوك | حيوان نهاري و يفضل العيش بمفرده في معظم الأوقات |
الغذاء | آكلات اللحوم |
الخصائص المميزة | حاسة شم قوية ، متسلق بارع |
حالة الحفظ | مستقر |
محتويات
موطن حيوان التيرا
ينتمي حيوان التيرا إلى فصيلة العرسيات، وكلمة تيرا تعني “غريب” أو “أجنبي” بلغة السكان الأصليين.
بينما يعيش هذا الحيوان في الغابات الاستوائية الجديدة في أمريكا الوسطى والجنوبية.
حيث يمتد نطاق انتشارها من المكسيك جنوباً إلى بوليفيا وشمال الأرجنتين، وتتواجد أيضاً في جزيرة ترينيداد.
وحالياً، يتم التعرف على سبعة أنواع فرعية إقليمية من هذا النوع. [1]
البيئة
يفضل حيوان التيرا بشكل خاص العيش في الغابات الاستوائية، سواء كانت متساقطة الأوراق أو دائمة الخضرة.
كما تتواجد في غابات النمو الثانوي وحتى في المزارع، لاسيما مزارع البن والكاكاو.
و تمتد مساكن هذا النوع لتشمل الأراضي المنخفضة وصولاً إلى ارتفاعات 2000 – 2400 متر.
التكيف
نظراً لطبيعتها الأرضية والشجرية، تكيّفت التيرا مع العيش في بيئات متنوعة.
حيث تلجأ إلى الأشجار المجوفة كمأوى لها من الحيوانات المفترسة والظروف الجوية القاسية.
كما تختبأ في الجحور التي حفرتها حيوانات أخرى، أو حتى في العشب الطويل.
شكل حيوان التيرا
- الحجم: يصل طوله من 60 – 70 سم، بينما يصل طول ذيله إلى 35 – 45 سم.
- اللون: يتنوع لونه حسب المنطقة الجغرافية، لكن بشكل عام يكون جسمه بنياً داكناً ورأسه شاحباً قليلاً.
- النمط: توجود بقعة مميزة على شكل “قلب” باللون الأصفر أو البرتقالي على الصدر.
- التفرد: تختلف كل بقعة على صدر التيرا في اللون والشكل والحجم، مما يجعلها فريدة من نوعها لكل فرد.
- الأطراف: تتميز بأقدام خلفية كبيرة تُساعدها على التسلق والقفز ببراعة.
- المخالب: قصيرة ومنحنية وقوية، وتتكيف مع التسلق والجري بدلاً من الحفر.
- الغدد الشرجية: موجودة، لكنها صغيرة وليست ذات رائحة نفاذة، وتستخدم لترسيم الحدود الإقليمية.
سلوك حيوان التيرا
يعد التيرا حيواناً نهارياً ويُفضل العيش بمفرده في معظم الأوقات.
ويتمتع بقدرة فريدة على التحرك على الأرض والشجر.
فعلى الأرض، تتحرك بحركات ارتدادية غير منتظمة، مع تقوس الظهر والذيل على الأرض.
بينما على الأشجار، تتمتع بحركة مرنة على طول الفروع الأفقية، وتستخدم ذيلها للحفاظ على توازنها.
التواصل
يعد التيرا حيواناً قافزاً ماهراً، و يستطيع تسلق المنحدرات الصخرية، والانتقال من فرع إلى آخر في الأشجار.
وعند شعورها بالتهديد، تصدر نداءً قصيراً، وتلجأ إلى أقرب شجرة للحماية.
وعلى الرغم من صمتها بشكل عام، فإنها تُصدر زمجرة أو نقرات عندما تكون في مجموعات.
غذاء حيوان التيرا
تُعد حيوانًا آكلاً للحوم، و تُفضل بشكل خاص الثدييات الصغيرة، وخاصةً الجرذان الشوكية، ولكنها تتغذى على أي طعام متاح لها.
و تُعد الثدييات العنصر الأكثر وفرة في نظامها الغذائي، ولكنها تأكل أيضاً كميات كبيرة من الفواكه واللافقاريات والزواحف.
كما قد تم رصدها وهي تتغذى على أقراص العسل عندما تكون متاحة. [1]
تخزين الموز
لاحظ العلماء تصرف مثير للاهتمام صدر من حيوانات التيرا.
حيث تختار موزة خضراء غير ناضجة وتتركها حتى تنضج في مكان مؤقت، وبعد بضعة أيام تعود للمكان وتتناول الموزة وهي ناضجة.
طريقة صيد حيوان التيرا
تعتمد حيوانات التيرا بشكل أساسي على حاسة الشم في تحديد موقع فريستها.
و بمجرد تحديد موقع الفريسة، تُطاردها بنشاط أو تصنع لها كمين.
تكاثر حيوان التيرا
تتكاثر التيرا على مدار العام، وعلى عكس بعض العرسيات الأخرى، لا تُظهر التيرا سكون جنيني.
حيث تستمر فترة الحمل من 63 – 67 يوماً، وتلد الأنثى من 1-3 صغار، وتتولى رعايتهم بمفردها.
وتُولد الصغار عاجزة عن الحركة، مع عيون وآذان مغلقة، و لكنّها مغطاة بطبقة كاملة من الفراء الأسود.
وتفتح أعينها في عمر 35 – 47 يوماً، وبعد ذلك بوقت قصير، تبدأ بمغادرة الوكر.
العناية بالصغار
يبدأ الصغار بتناول الطعام الصلب في عمر 70 يوماً تقريباً، و يتم فطامها بالكامل بعد 100 يوم.
بينما يبدأ سلوك الصيد لدى الصغار في وقت مبكر، عند عمر ثلاثة أشهر.
وعادةً ما تُقدم الأم لصغارها فريسة جريحة أو بطيئة لتدربهم على الصيد، و مساعدتهم على تحسين أسلوب القتل.
و يكتمل نمو الصغار عند عمر 6 أشهر تقريباً، و عند عمر 10 أشهر، تغادر أمهاتها لتأسيس مناطقها الخاصة.
الدور في النظام البيئي
تلعب حيوانات التيرا دوراً حيوياً في النظام البيئي، حيث تعد أحد المفترسات التي تسيطر على أعداد الفرائس الصغيرة.
كما تقوم بنشر البذور والحفاظ على التوازن في النظام البيئي.
حالة حفظ حيوان التيرا
تُعد التيرا غير مهددة بالانقراض في معظم نطاقاتها.
وفي الواقع، تُعد من أكثر الحيوانات آكلة اللحوم شيوعاً في بعض أجزاء أمريكا الجنوبية، بفضل قدرتها على التكيف مع العيش بالقرب من البشر في بيئات مضطربة.
و لكن في المكسيك، أدى انتشار الزراعة البشرية، وفقدان الموائل الاستوائية، والصيد الجائر إلى انخفاض كبير في أعدادها.
ونتيجة لذلك، تُصنف الأنواع الفرعية المكسيكية، على أنها مهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
العلاقة مع البشر
أثبتت التيرا قدرتها على الترويض، وغالباً ما تم استخدامها من قبل البشر كحيوانات أليفة.
وفي الواقع، استخدمها السكان الأصليون في المنطقة لفترات طويلة للسيطرة على أعداد القوارض.
وداعاً أيها التيرا: رحلة مع مخلوق فريد من نوعه
في رحلتنا عبر الغابات، تعرفنا على مخلوق فريد من نوعه، مخلوق لم يسبق لنا التعرف عليه من قبل.
حيث يعد التيرا كائناً استثنائياً، يتمتع بخصائص فريدة تميزه عن باقي الحيوانات، فهو يجمع بين خصائص متعددة وفريدة في آن واحد.
ننصحك بالتعرف على “ الجريسون الأكبر: صياد رشيق في غابات أمريكا الجنوبية “