في أعالي أشجار الغابات الاستوائية، تتحرك مخلوقات بطيئة وهادئة تُعرف باسم الدب الكسلان “Sloth bear”.
وقد تبدو هذه الحيوانات غريبة الأطوار، بفرائها الطويل وأطرافها الممتلئة ذات المخالب المنحنية، لكنها تلعب دوراً حيوياً في النظام البيئي.
انضموا إلينا في رحلة مثيرة، عبر عالم مملكة الحيوان المدهش!
الاسم العلمي | Melursus ursinus |
الأسماء الشائعة | الدب الكسلان ، دب العسل ، الدب الهندي |
الفصيلة | الدببة |
الموطن | الهند ، سريلانكا ، بنغلاديش ، نيبال ، بوتان |
المواصفات الشكلية | يبلغ طول البالغين من 60 – 90 سم عند الكتف ، و يتميز بفراء أسود أشعث |
السلوك | حيوانات ليلية و تعيش بشكل منعزل |
الغذاء | آكلات اللحوم |
المفترسات | الببر ، النمر |
الخصائص المميزة | تتمتع بحاسة شم متطورة ، تحمل الأم صغارها على ظهرها |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن الدب الكسلان
ينتمي الدب الكسلان إلى فصيلة الدببة، وأطلق عليه هذا الاسم “الكسلان” نظراً لعادة تعلقه رأساً على عقب في الأشجار، وهي ملاحظة لاحظها المستكشفون الأوائل.
بينما يتواجد هذا النوع في الهند وسريلانكا وشمالاً إلى بنغلاديش ونيبال وبوتان.
في الماضي، كان منتشراً بشكل كبير في الهند وسريلانكا، إلا أن أعداده تناقصت بشكل كبير في السنوات العشرين الأخيرة. [1]
البيئة
يعيش الدب الكسلان في المناطق الاستوائية، خاصة في الغابات والمراعي.
ويفضل المناطق المنخفضة ذات الغابات الجافة والنتوءات الصخرية.
وعلى الرغم من مظهرها البطيء وغير المرن، تُعدّ الدببة الكسلانة، سواء الصغيرة أو البالغة، متسلقة ماهرة.
حيث تتسلق الأشجار بحثاً عن الطعام أو الراحة، بينما تفضل البقاء على الأرض عند مواجهة الخطر.
التعايش بين أنواع الدببة
يتعايش الدب الكسلان مع الدببة السوداء الآسيوية في شمال الهند، ويتعايش كلا النوعين مع دب الشمس في بعض المتنزهات الوطنية ومحميات الحياة البرية.
كما تم العثور عليهم معاً في آسام ومانيبور وميزورام، في التلال الواقعة جنوب نهر براهمابوترا، وهي الأماكن الوحيدة التي تعيش فيها هذه الأنواع الثلاثة معاً.
وعادةً لا تُظهر هذه الأنواع الثلاثة سلوكاً عدوانياً تجاه بعضها البعض، ويرجع ذلك إلى اختلاف عاداتها وتفضيلاتها الغذائية.
شكل الدب الكسلان
- يصل وزن الإناث من 55 – 95 كجم، بينما يبلغ وزن الذكور من 80 – 140 كجم، أي أثقل من الإناث بنسبة 30 – 40%.
- يبلغ طول البالغين من 60 – 90 سم عند الكتف.
- يتميز بفراء أسود أشعث، خاصة فوق الكتفين، مع وجود شعيرات بنية ورمادية تمنحه لون القرفة في بعض الأحيان.
- قد يكون هذا الفراء الثقيل تكيفاً للتعامل مع البرد.
- يتمتع بأنف طويل يشبه أنف آكل النمل، ولكنه أقل استطالة، وأضراس عريضة مسطحة تشير إلى ابتعاده عن أكل اللحوم.
- يتميز بأقدام ضخمة ومخالب كبيرة، ولكنه يستطيع الركض بسرعة تفوق سرعة الإنسان.
- يبدو وجهه عارياً ورمادياً، ويمتلك لساناً كبيراً وخطماً متحركاً، ويمكنه فتح وإغلاق أنفه بشكل إرادي.
- تتميز هذه الدببة بوجود بقعة بيضاء أو صفراء أو بنية كستنائية على شكل حرف “U” أو “Y” على صدورها.
سلوك الدب الكسلان
تُعتبر الدببة الكسلانة حيوانات ليلية وتعيش بشكل منعزل، باستثناء الأمهات مع صغارها.
وتتمتع بحاسة شم متطورة، ولكنها تعاني من ضعف البصر والسمع.
وهي ليست عدوانية بشكل عام، لكنها تدافع عن نفسها عند الشعور بالتهديد.
بينما تنام هذه الدببة في الكهوف، خاصة على ضفاف الأنهار، خلال النهار.
وعادةً لا تدخل الدببة الكسلانة في حالة سبات، مثل باقي أنواع الدببة، لكنها تشهد فترة من عدم النشاط خلال موسم الأمطار.
التواصل
تُحدد الدببة الكسلانة مناطقها عن طريق خدش الأشجار بأقدامها الأمامية وفركها بجوانبها.
كما تُعرف هذه الدببة بإصدار أصوات عديدة، مثل العواء والصراخ والنباح والمكالمات الشبيهة بالبوق أثناء المواجهات العدوانية.
وعادةً ما تُصدر الدببة الكسلانة أصواتاً غاضبة عند الشعور بالانزعاج.
وتبقى الإناث على اتصال بصغارها من خلال صوت النخر، بينما تصرخ الصغار عند الانفصال عن أمهاتها. [1]
غذاء الدب الكسلان
تُعتبر الدببة الكسلانة آكلة للحوم، ولكن نظامها الغذائي يتضمن عادةً كمية كبيرة من الحشرات.
كما تتغذى على الأوراق والعسل والزهور والفواكه.
وتشكل الفواكه نسبة كبيرة من نظامها الغذائي من مارس إلى يونيو.
بينما تفضل هذه الدببة أعشاش النمل الأبيض أو النحل، وتبذل قصارى جهدها للوصول إليها.
وقد تتغذى الدببة الكسلانة أيضاً على المحاصيل المزروعة مثل قصب السكر والذرة في المناطق المأهولة. [2]
طريقة الصيد
تقوم الدببة بإدخال أنفها الطويل في أعشاش النمل الأبيض وتمزقه بمخالبها الطويلة، ثم تمتص النمل الأبيض في فمها.
وتصاحب هذه العملية سلسلة من النفخات والتجشؤ التي يمكن سماعها من مسافة تصل إلى 185 متراً.
كما تساعدها قدرتها على فتح وإغلاق فتحتي الأنف بشكل إرادي على منع استنشاق الغبار أثناء هذه العملية.
ويُعتبر النمل الأبيض مصدراً غذائياً آمناً وموجوداً على مدار العام. [2]
مفترسات الدب الكسلان
تُعتبر الدببة الكسلانة فريسة للحيوانات المفترسة الكبيرة مثل الببور والنمور.
وعادةً ما تُظهر الأفيال الآسيوية عدم تسامح مع الدببة الكسلانة في المناطق المجاورة.
ولا يُعرف السبب الدقيق لذلك، لكن هناك تقارير عن هجوم الأفيال على الدببة الكسلانة، على الرغم من سمعة الفيلة بالهدوء بالقرب من النمور.
كما يُلاحظ عدم تسامح مماثل لدى وحيد القرن الهندي تجاه الدببة الكسلانة.
أدوار النظام البيئي
يساهم الدب الكسلان في النظام البيئي من خلال نشر بذور الفواكه التي تتغذى عليها.
كما تحافظ على أعداد النمل الأبيض تحت السيطرة من خلال تناول كميات كبيرة منه.
تكاثر الدب الكسلان
يحدث التزاوج في الغالب بين مايو ويوليو، بينما تُشير دراسات أخرى إلى حدوثه في أي وقت من العام.
وتتراوح الفترات الفاصلة بين الولادات من سنتين إلى ثلاث سنوات.
وتُعرف الإناث بتفضيلها الولادة في الكهوف أو الملاجئ الصخرية، وعادةً ما تُرزق الأنثى بصغير واحد أو اثنين، ونادراً ما ترزق بثلاثة.
وتولد الصغار عمياء، ولا تفتح عيونها إلا بعد أربعة أسابيع.
العناية بالصغار
تتميز أشبال الدب الكسلان بنموّها السريع مقارنةً بمعظم أنواع الدببة الأخرى.
حيث تبدأ في المشي بعد شهر من ولادتها، وتصبح مستقلة تماماً في عمر 24-36 شهراً.
بينما تصل إلى مرحلة النضج الجنسي في سن الثلاث سنوات، وعادةً ما يعيش الدب الكسلان في الأسر لمدة تصل إلى 40 عاماً.
الصعود على ظهر الأم
يصعد الصغار على ظهر أمهم أثناء المشي أو الركض أو تسلق الأشجار، وتستمر هذه العادة حتى تصل الصغار إلى ثلث حجمها.
وتُحافظ الصغار على مواقعها الفردية على ظهر أمهاتها من خلال القتال.
وتحمل الأمهات الصغار على ظهورها كوسيلة دفاع أساسية، لحماية صغارها من الحيوانات المفترسة.
حالة حفظ الدب الكسلان
يُصنف هذا النوع ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، ويُعتبر تدمير موائل الدببة الكسلانة السبب الرئيسي لِانخفاض أعدادها.
حيث فقدت سريلانكا حوالي 1.85 مليون هكتار من الغابات الطبيعية المرتفعة بين عامي 1956 – 1983 نتيجة للأنشطة الزراعية والتنموية.
كما يُعتبر تدمير أكوام النمل الأبيض لِإنشاء ملاعب التنس تهديداً غير مباشر، حيث يُشكل النمل الأبيض المصدر الرئيسي للغذاء.
وعادةً ما يتم اصطياد هذه الدببة أيضاً بسبب سمعتها العدوانية وتدميرها للمحاصيل.
تاريخ الدب الكسلان
كانت الدببة الراقصة تُستخدم كوسيلة ترفيه شعبية في الهند منذ القرن الثالث عشر وعصر ما قبل المغول.
حيث كان سكان كالاندا، الذين اعتادوا على اصطياد الدببة الكسلانة للترفيه، يقدمون عروضاً في بلاط أباطرة المغول.
كما كانت شائعة أيضاً في مدن كلكتا، حيث كانت تُزعج خيول الضباط البريطانيين.
وعلى الرغم من الحظر الذي تم سنه عام 1972، كان هناك ما يصل إلى 800 دب راقص في شوارع الهند في أواخر القرن العشرين.
إساءة معاملة الدببة الكسلانة
تم تدريب أشبال الدب الكسلان، التي يتم شراؤها من التجار والصيادين في عمر ستة أشهر، على الرقص واتباع الأوامر من خلال الإكراه والتجويع.
كما تم إخصاء الذكور في سن مبكرة، وتم خلع أسنانهم في عمر عام واحد لمنعهم من عض المدربين.
وتم تجهيز الدببة بحلقة أنف متصلة بمقود، مما أدى إلى إصابة بعضها بالعمى بسبب سوء التغذية.
جهود الحفظ
في عام 2009، وبعد حملة استمرت سبع سنوات من قبل مجموعات رعاية الحيوان الهندية والدولية، تم إطلاق سراح آخر دب كالاندار الراقص.
وتضمنت هذه الجهود مساعدة مربي الدببة في العثور على وظائف وتعليم، مما مكنهم من تقليل اعتمادهم على دخل الدب الراقص.
الختام
يعد بقاء الدب الكسلان مرهون بحمايتنا لموائله الطبيعية، ومكافحة الصيد الجائر، ونشر الوعي بأهميته.
فلنعمل معاً للحفاظ على هذه الكائنات الرائعة، ولنضمن للأجيال القادمة فرصة التعرف على عجائب الغابات الاستوائية وسكانها المميزين.
ننصحك بالتعر ف على” فرس النهر القزم: تعرف على أندر مخلوق في غابات أفريقيا بالصور“