محتويات
الكلب قصير الأذنين
حيوان ثديي آسر وغامض يجوب أعماق غابات الأمازون المطيرة . و يُعرف أيضًا باسم “كلب الأدغال قصير الأذنين” أو “الكلب الثعلب الصغير” . و يتميز هذا الكلب البري بمظهره الفريد وسلوكه المثير للاهتمام وتكيفاته الرائعة مع بيئته .
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا الكلب الفريد، حيث نكشف عن أسراره المذهلة و نستكشف خصائصه و سلوكه و دوره البيئي!
الموطن و الانتشار
ينتمي الكلب قصير الأذنين (Atelocynus microtis) إلى فصيلة الكلبيات، وهو حيوان فريد من نوعه. حيث يعد النوع الوحيد في جنس “Atelocynus” . بينما يعيش هذا الحيوان في حوض الأمازون في أمريكا الجنوبية . حيث يمتد نطاقه عبر عدة دول، بما في ذلك البرازيل وبوليفيا وبيرو والإكوادور وكولومبيا وفنزويلا. [1]
البيئة
يعيش الكلب قصير الأذنين في الغابات الاستوائية المطيرة الكثيفة والغابات النهرية والمستنقعات. ونظراً لطبيعته السرية والمراوغة وموطنه النائي ، فإن هذا الكلب يصعب دراسته. كما تجعل هذه العوامل من الصعب تحديد أعداده وتوزيعه بدقة. و مع ذلك ، يُعتقد أن أعداده منخفضة نسبيًا و مهددة بفقدان الموائل والتدهور.
شكل الكلب قصير الأذنين
- يتميز الكلب قصير الأذنين بمجموعة من الخصائص الجسدية التي تميزه عن الأنواع الأخرى من الكلاب.
- تكون الإناث أكبر من الذكور، وتمتلك جسمًا نحيلًا و مرنًا و أرجل قصيرة نسبيًا. وكما يوحي اسمه ، فإن أذنيه صغيرتان ومستديرتان.
- فرائه قصير و كثيف يتراوح لونه من البني المحمر إلى الرمادي الداكن ، مع وجود علامات أفتح على الرأس والصدر والبطن.
- تمتلك أقدام مكففة جزئيًا ، مما يساعدها على التكيف مع بيئتها الشبه مائية.
السلوك
تعتبر الكلاب قصيرة الأذنين حيوانات نهارية، وقد تكون نشطة في أي وقت من النهار أو الليل. وهي تعيش بشكل أساسي حياة انفرادية ، إلا أنها تتجمع أحيانًا في أزواج أو مجموعات عائلية صغيرة. ويُعتقد أنها حيوانات إقليمية، حيث يعيش كل فرد في منطقته.
التكيف
تطور الكلب قصير الأذنين بشكل ملحوظ ليتناسب مع نمط حياته في غابات الأمازون المطيرة . حيث تسمح له أرجله القصيرة بالتنقل بسهولة عبر الغطاء النباتي الكثيف. بينما تساعده أقدامه المكففة جزئيًا على السباحة، و حاسة الشم لديه استثنائية ، مما يساعده في تحديد موقع الفريسة والتنقل في بيئته المعقدة.
التواصل
هناك القليل من البيانات عن التواصل لدى الكلاب صغيرة الأذنين. ومن المرجح أن تُستخدم الإفرازات من الغدد الشرجية كوسيلة اتصال بسبب رائحتها القوية. كما أن العروض العدوانية مثل الأسنان المكشوفة والهدير تستخدم كتحذير لدرء التهديدات المحتملة. بينما تفرز الذكور إفرازات من غددها الشرجية عند الفزع أو التهديد، وتنبعث منها رائحة مسكية قوية. ولا يبدو أن هذه الرائحة موجودة لدى الإناث.
غذاء الكلب قصير الأذنين
الكلب قصير الأذنين حيوان آكل اللحوم انتهازي ، و يتغذى على مجموعة متنوعة من الفرائس. و يشمل نظامه الغذائي الثدييات الصغيرة مثل القوارض والأرانب، بالإضافة إلى الطيور والزواحف والأسماك والفاكهة والحشرات.
استراتجيات الصيد
تعتمد استراتيجيات الصيد للكلب قصير الأذنين على حواسه الحادة و خفة حركته . وغالبًا ما ينصب الكمائن لفريسته ، مستخدمًا الغطاء النباتي الكثيف للتستر. وبمجرد أن يقترب بدرجة كافية، ينقض بسرعة ودقة، ويلقي القبض على فريسته بأنيابه القوية.
الأعداء
يُشكل كلاً من اليغور وأسد الجبال تهديد حقيقي لحياة الكلب قصير الأذنين، نظراً لحجمهما و وجودهما في نفس الموطن. وعندما تصاب هذه الكلاب بالذعر أو تشعر بالتهديد، فإنها تزمجر وتظهر أسنانها وتحاول العض، مع انتصاب للشعر في نهاية ذيلها. [2]
تكاثر الكلب قصير الأذنين
تكاثر وفترة حمل الكلاب قصيرة الأذنين غير معروفين، لكن النضج الجنسي يصل إلى 3 سنوات، وهو متأخر نسبيًا مقارنة بالسلالات الأخرى. كما لا يُعرف أي شيء عن العمر الافتراضي لهذه الكلب في البرية. ومع ذلك، عاش كلبان في الأسر 9 سنوات و11 سنة.
دور الكلب قصير الأذنين في النظام البيئي
بصفته مفترسًا ، يلعب الكلب قصير الأذنين دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن البيئي لغابات الأمازون المطيرة. حيث يساعد في تنظيم أعداد الفرائس، مما يمنع الرعي الجائر ويحافظ على التنوع البيولوجي للنظام البيئي . بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن يساهم وجوده في تشتت البذور، حيث يتغذى على الفاكهة و يساعد في انتشار النباتات في جميع أنحاء الغابة.
التهديدات و جهود الحفظ
يواجه الكلب قصير الأذنين عددًا من التهديدات التي تؤثر على بقائه. وربما يكون التهديد الأكبر هو فقدان الموائل و تدهورها بسبب إزالة الغابات والأنشطة البشرية مثل قطع الأشجار والزراعة والتعدين . و مع تقلص موطنه الطبيعي، تصبح هذه الكلاب أكثر عرضة للخطر. كما تشمل التهديدات الإضافية الأمراض المعدية من الكلاب المنزلية والصيد غير المشروع. و تصنف الكلاب قصيرة الأذنين على أنها “قريبة من التهديد” من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) .
جهود الحفظ
تبذل جهود الحفظ لحماية هذا النوع و موطنه، وتشمل هذه الجهود إنشاء مناطق محمية. و دعم ممارسات استخدام الأراضي المستدامة و زيادة الوعي بأهمية هذه الكلاب. و تُجرى أيضًا أبحاث لدراسة بيولوجيا هذا النوع و سلوكه و وضعه السكاني، من أجل توجيه استراتيجيات الحفظ بشكل فعال .
حقائق مثيرة عن الكلب قصير الأذنين
- يعد العضو الوحيد من جنسه ” Atelocynus ” ، مما يجعله نوعًا فريدًا و متميزًا.
- يمتلك أغشية بين أصابع قدميه ، والتي تساعده على السباحة و التنقل في المناطق الرطبة.
- على الرغم من أنه حيوان آكل اللحوم في المقام الأول ، إلا أن هذه الكلاب معروفة أيضًا باستهلاك الفاكهة.
- لديه تكيف فريد في أسنانه ، حيث تنمو الضواحك العلوية للخارج بزاوية مائلة، مما قد يساعد في القص و تمزيق الفريسة .
ننصحك بالتعرف على ” الذئب العربي : دراسة شاملة حول موطنه و سلوكه و حمايته من الانقراض” بالضغط هنا