الوبر الصخري: حيوان غامض يخفي أسراراً في جبال العالم

على قمم الجبال الشاهقة ، حيث تلامس السحب هامات الجبال، يعيش حيوان صغير يعرف باسم الوبر الصخري “Rock hyrax”.

ويعد هذا الحيوان من الحيوانات النادرة التي تعرف بقدرتها على التكيف مع بيئة الجبال القاسية.

و في هذه المقالة ، سنبحر في عالم الوبر الصخري، ونكشف عن ميزاته الجسدية الفريدة، وسلوكه الاجتماعي المعقد، ومهاراته المذهلة في التكيف مع بيئة الجبال.

انضمّوا إلينا في هذه الرحلة الشيقة، و لنتعرف على متسلق الصخور الصغير معاً!

الوبر الصخري : حيوان غامض يُخفي أسرارًا في جبال العالم
الاسم العلميProcavia capensis
الأسماء الشائعةالوبر الصخري، أرنب الصخور، طبسون، الدَّمَانِيَّات
الفصيلة الوبريات
الموطنأفريقيا وشبه الجزيرة العربية
المواصفات الشكليةعبارة عن حيوان بري متوسط الحجم يشبه الأرنب و ليس له ذيل
السلوكينشط في النهار وهو حيوان اجتماعي يعيش في مجموعات
الغذاءآكلات الأعشاب
المفترساتالفهود، الثعابين، النسور، البوم، ابن آوى، النمس، القطط البرية
الخصائص المميزةقادر على التكيف مع بيئة الجبال القاسية
حالة الحفظأقل إثارة للقلق

موطن الوبر الصخري

البيئة

يتواجد الوبر الصخري بشكل شائع في موائل الأراضي الجافة بما في ذلك الصحاري والغابات والجبال، ويفضل العيش في المناطق الصخرية.

حيث تكثر فيها الشقوق والكهوف التي يستخدمها كملجأ له، حيث أنه لا يحفر الجحور ويسكن في الكهوف المهجورة، و لا يبتعد عن المناطق التي تتوفر فيها أماكن كثيرة للاختباء.

شكل الوبر الصخري

  • عبارة عن حيوان بري متوسط الحجم يشبه الأرنب و ليس له ذيل .
  • يبلغ طول الوبر البالغ 30.5 – 55 سم، و يكون الذكر أكبر من الأنثى .
  • يمتلك رأساً مدبباً ورقبة قصيرة وأذنين مستديرة، وله شوارب سوداء طويلة.
  • يكون الفرو كثيف وخشن لونه رمادي إلى البني المصفر أو الداكن.
  • هناك رقعة على الظهر محاطة بشعر طويل غامق توجد تحتها غدد رائحة تستخدم في وضع العلامات على الصخور.
  • يمتلك زوجاً بارزاً من القواطع العلوية الطويلة المدببة التي تشبه الناب.
  • يحتوي باطن القدم على وسائد كبيرة سوداء اللون يتم ترطيبها بواسطة الغدد العرقية، مما يزيد من تماسكه على الصخور.
ينتمي الوبر الصخري إلى فصيلة الوبريات و هو حيوان ثديي أرضي متوسط ​​الحجم . بينما يعيش في معظم أنحاء أفريقيا وشبه الجزيرة العربية

سلوك الوبر الصخري

الراحة وانتشار الذكور

يقضي حيوان الوبر الصخري معظم وقته، حوالي 95%، في الراحة والاسترخاء، وغالباً ما يستمتع بأشعة الشمس الدافئة. ويتكدس مع أفراد مجموعته لتكوين أكوام دافئة، مما يساعده على تنظيم درجة حرارة جسمه.

ويمكن تصنيف ذكور الوبر الصخري إلى ثلاث فئات سلوكية رئيسية، كل فئة من هذه الفئات لها سلوكيات وتفاعلات اجتماعية مميزة:

  1. الذكور المهيمنة: التي تدافع عن أراضيها.
  2. الذكور الانفرادية: التي تجوب المنطقة بحثاً عن فرص لكي تستولي على المجموعة عندما يغيب الذكر المهيمن.
  3. الذكور الشابة: التي تترك مجموعة الولادة في سن مبكرة أو متأخرة.

لماذا تعيش مجموعات الوبر الصخري معاً؟

وجد الباحثون أن حيوانات الوبر الصخري التي تعيش في مجموعات مترابطة بشكل متساوي تعيش لفترة أطول من تلك التي تعيش في مجموعات غير متوازنة.

ومما يميز حيوانات الوبر الصخري هو كونها أول كائن غير بشري يُكتشف لديه مفهوم “التوازن الاجتماعي”. فهي تتبع قاعدة بسيطة مفادها أن “صديق صديقي هو صديقي”، مما يجعلها تتجنب أي علاقات اجتماعية قد تؤدي إلى اختلال التوازن في مجموعتها.

الوبر الصخري: حيوان غامض يخفي أسراراً في جبال العالم

التواصل

تمتلك حيوانات الوبر الصخري حواساً متطورة، رغم أن الرؤية القريبة لديها قد تكون أقل حدة مقارنة بحواس أخرى.

وعلى الرغم من ذلك، فإن قدرتها على التواصل الصوتي لافتة للنظر، فكل مجموعة من الوبر الصخري تمتلك لهجة صوتية خاصة بها، تتميز بترددات عالية ومتكررة، وتنتهي عادةً بسلسلة من الأصوات الحنجرية.

بالإضافة إلى ذلك، تستخدم هذه الحيوانات مجموعة متنوعة من الأصوات للتعبير عن مشاعرها المختلفة، من الأصوات الهادئة إلى الصراخ التحذيري عند الشعور بالخطر.

تحديد المنطقة

تلعب الإفرازات البولية دوراً هاماً في التواصل البصري لدى الوبر الصخري. حيث تشكل كربونات الكالسيوم المتبلورة في بولهم علامات بيضاء بارزة على الصخور.

وتستخدم كعلامات حدودية أو رسائل بين الأفراد، كما تستخدم هذه الحيوانات “المراحيض المشتركة” لإيداع فضلاتها وبولها. مما قد يساهم في التواصل الشمي، رغم أن هذا الدور لم يُفهم بشكل كامل بعد.

الوبر الصخري: حيوان غامض يخفي أسراراً في جبال العالم

غذاء الوبر الصخري

يعتبر الوبر الصخري في المقام الأول من الحيوانات العاشبة، حيث يتغذى على العديد من أنواع النباتات المختلفة والبراعم والفواكه والتوت والتين والبذور. ويقطع مسافة تصل إلى 60 متراً من جحوره للبحث عن الطعام، ولكنه قد يقطع مسافة أبعد أثناء الجفاف.

وخلال موسم الأمطار، تشكل الأعشاب 78% من نظامه الغذائي، بينما خلال موسم الجفاف، تشكل الأعشاب 57% من النظام الغذائي. حيث يمكنه البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة على موارد قليلة جداً أو فقيرة بالمغذيات.

كما يمكنهم العيش لعدة أيام بدون ماء بفضل الرطوبة التي يحصلون عليها من خلال طعامهم، لكنهم يصابون بالجفاف بسرعة تحت أشعة الشمس المباشرة.

عادات الغذاء

ومع ذلك، تختلف استراتيجيات التغذية بين هذه الحيوانات، فبينما تقضي الزرافات والفيلة ساعات طويلة في الرعي، يستطيع الوبر الصخري الحصول على احتياجاته الغذائية في وقت قصير جداً.

وذلك بفضل قدرته على تناول كميات كبيرة من النباتات في وقت قصير، واستغلال أجزاء النباتات التي يصعب على الحيوانات الأخرى الوصول إليها.

وهذه الاستراتيجية تسمح لها بالبقاء على قيد الحياة في مناطق ذات موارد غذائية شحيحة.

المفترسات

الدور في النظام البيئي

تلعب حيوانات الوبر الصخري أدواراً متعددة في النظام البيئي، فهي تتغذى بشكل أساسي على النباتات. وفي الوقت نفسه فإنها فريسة للعديد من الحيوانات المفترسة.

وعلاوة على ذلك، فهي تستضيف مجموعة متنوعة من الطفيليات ما يصل إلى 25 نوعاً من القمل. مما يؤثر على ديناميكيات التنوع البيولوجي في المنطقة.

الوبر الصخري: حيوان غامض يخفي أسراراً في جبال العالم

تكاثر الوبر الصخري

العناية بالصغار

تصبح الإناث عدوانية بشكل متزايد مع اقتراب موعد الولادة، و تستمر فترة الحمل 6 – 8 أشهر وهي فترة طويلة بالنسبة لحجمها. و تلد الأنثى 1 – 5 صغار بأعين مفتوحة ويكسوهم فراء ناعم.

بينما يفطم الصغار بعد 3 أشهر، و يصلون لمرحلة النضج الجنسي عند عمر 16 شهراً. ولكن الصغار لا يصلون إلى حجم و وزن البالغين حتى عمر ثلاث سنوات. في حين يمكن للوبر الصخري العيش لمدة تصل 12 سنة في الطبيعة.

حالة حفظ الوبر الصخري

على الرغم من تصنيف الوبر الصخري حالياً على أنه أقل إثارة للقلق من حيث الانقراض، إلا أن العلماء يفتقرون إلى المعلومات الكافية حول اتجاهات أعدادها السكانية الحالية.

الاستخدام الطبيعي

لطالما استخدمت مادة الهيراكس، وهي إفراز طبيعي لحيوان الوبر الصخري. في الطب الشعبي بجنوب إفريقيا لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض، مثل الصرع والتشنجات.

الوبر الصخري: حيوان غامض يخفي أسراراً في جبال العالم

أنواع حيوان الوبر

بالإضافة إلى الوبر الصخري، يوجد نوعان آخران من فصيلة الوبريات، وتشترك هذه الأنواع الثلاثة في العديد من الخصائص الفيزيائية والسلوكية. ولكنها تختلف في مناطق انتشارها وبعض التفاصيل التشريحية.

1- الوبر الشجري

يعيش الوبر الشجري “Dendrohyrax”، في الغابات الكثيفة في أفريقيا، ويعتبر من الحيوانات الليلية بامتياز. وسُمّي بهذا الاسم لأنه يقضي معظم وقته على الأشجار، حيث يتغذى على الأوراق والبراعم والفواكه.

ويصدر الوبر الشجري أصواتاً غريبة ومميزة للتواصل مع أفراد مجموعته، فبعض الأنواع تصدر أصواتاً تشبه النباح. بينما يصدر البعض الآخر أصواتاً تشبه الصراخ.

وتوجد 4 أنواع من الوبر الشجري وهي:

  • الوبر الشجري الجنوبي: يوجد في جنوب شرق وجنوب أفريقيا.
  • الوبر الشجري الشرقي: يوجد في شرق أفريقيا.
  • الوبر الشجري الغربي: يوجد في غرب و وسط أفريقيا.
  • الوبر الشجري البنيني: يوجد في غرب أفريقيا، ويمكن تمييزه عن أنواع الوبر الشجري الأخرى من خلال أصواته النباحية الليلية.

يمتلك الوبر الشجري أقداماً أمامية بأربعة أصابع وأقداماً خلفية بثلاثة أصابع، وأظافر مستديرة وباطن القدم مطاطي مما يساعده على التسلق.

وعلى الرغم من أنه أكثر شيوعاً من الوبر الصخري، إلا أنه من الصعب اكتشافه لأنه ليلي وخجول.

الوبر الصخري: حيوان غامض يخفي أسراراً في جبال العالم
الوبر الشجري

2- الوبر الصخري المنقط بالأصفر

الوبر الصخري المنقط بالأصفر(Heterohyrax brucei)، هو نوع من الثدييات ينتشر على نطاق واسع في قارة أفريقيا.

حيث يعيش في العديد من الدول مثل كينيا، تنزانيا، جنوب أفريقيا، وغيرها، ويتخذ هذا النوع السافانا الجافة والمناطق الصخرية موطناً له.

وتتميز بعض أنواع الوبر الصخري المنقط بالأصفر بسمة مميزة تتمثل في وجود غدة ظهرية تقع أسفل رقعة جلدية مرتفعة في منطقة الظهر.

وتفرز هذه الغدة مادة لزجة تصبغ الفراء بلون أصفر مميز، وتلعب دوراً هاماً في التواصل بين الأفراد، حيث تستخدم في التعرف على الأمهات من قبل الصغار وفي سياق التزاوج.

وعلى الرغم من تسمية النوع بهذا الاسم، إلا أن وجود هذه الغدة ليس سمة مشتركة بين جميع أفراده.

وعلى الرغم من إدراج هذا حيوان ضمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، إلا أنه لا يواجه تهديدات كبيرة على نطاق واسع.

الوبر الصخري: حيوان غامض يخفي أسراراً في جبال العالم
الوبر المنقط بالأصفر

وداعاً، أيها المخلوق العجيب

في الختام، يعتبر الوبر الصخري رمزاً للتكيف والمرونة في مواجهة التحديات البيئية.

وهذا الكائن الصغير، الذي يختبئ بين الصخور ويتسلق الجبال بمهارة، يعكس جمال الطبيعة وقدرتها على الابتكار.

وبفضل عاداته الغريبة وسلوكه الخجول، يبقى الوبر الصخري لغزاً يصعب اكتشافه، مما يضيف إلى سحره وغموضه.

ينتمي الوبر الصخري إلى فصيلة الوبريات و هو حيوان ثديي أرضي متوسط ​​الحجم . بينما يعيش في معظم أنحاء أفريقيا وشبه الجزيرة العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top