حيوان الكوكا: تعرف على أسعد حيوان في العالم

في قلب أستراليا، حيث تتراقص أشجار الأوكالبتوس على وقع أنغام الطبيعة.

يقطن حيوان استثنائي يمّيزه ابتسامته الدائمة وسلوكه الودود، إنه الكوكا “Quokka”.

انطلق في رحلة عبر غابات أستراليا واكتشف سحر “الكوكا” الحيوان المبتسم!

الاسم العلمي	Setonix brachyurus
الأسماء الشائعة	المبتسم ، الدلخ
الفصيلة	الكنغريات
الموطن	جنوب غرب أستراليا
المواصفات الشكلية	أصغر أنواع الكنغر، بحجم قطة منزلية تقريباً.
السلوك	ينشط في الليل، ويعيش في مجموعات.
الغذاء	آكلات أعشاب
الخصائص المميزة	ملامح وجهه تظهره و كأنه يبتسم ، قادر على تسلق الأشجار.
حالة الحفظ	مهدد بالانقراض

موطن الكوكا

ينتمي حيوان الكوكا إلى فصيلة الكنغريات، وهذا النوع هو العضو الوحيد في جنسه.

ويُعتقد أن اسم “كوكا” مشتق من لغة شعب نونجار الأصلي في أستراليا.

وقد ازدهرت الكوكا في الماضي في أستراليا، حيث عاشت في الأراضي المفتوحة خلال العصر الجليدي.

لكن مع وصول الأوروبيين وجلبهم لأنواع جديدة من الحيوانات، واجهت الكوكا خطراً جديداً تمثل في الحيوانات المفترسة الدخيلة.

أدى ذلك إلى انحسارها إلى الجزر والغابات، حيث قلّت الحيوانات المفترسة وتوفرت النباتات، لتصبح ملاذاً آمناً لها. [1]

البيئة

في الوقت الحالي، تقتصر الكوكا في البرية على نطاق ضيق في جنوب غرب أستراليا، مع وجود مجموعات صغيرة متفرقة.

كما تتواجد أعداد كبيرة من الكوكا في جزيرة روتنست، بينما تعيش أعداد أقل في جزيرة أصلع بالقرب من ألباني.

وتتميز هذه الجزر بأنها خالية من بعض الحيوانات المفترسة مثل الثعالب الحمراء والقطط الضالة، مما يوفر بيئة آمنة للكوكا.

بينما في جزيرة روتنست، تنتشر الكوكا بكثرة وتحتل مجموعة متنوعة من الموائل، من المناطق شبه القاحلة إلى الحدائق المزروعة.

وتُعد النباتات الشائكة، التي يصعب على البشر والحيوانات الكبيرة نسبياً المشي عبرها، ملاذاً مفضلاً للكوكا للنوم خلال النهار.

وتتميز الكوكا بقدرتها على تسلق الأشجار، مما يُساعدها على الهروب من الحيوانات المفترسة والوصول إلى مصادر الغذاء.

شكل حيوان الكوكا

• تُعد أصغر أنواع الكنغر، بحجم قطة منزلية تقريباً.
• يبلغ طول الحيوان البالغ 40 – 54 سم.
• يصل طول الذيل 25 – 30 سم، ويزن 2.5 – 5.0 كجم.
• تتميز بِفراء بني كثيف مع بطن أبيض وأرجل خلفية قوية.
• تمتلك رأس صغير مع أنف أسود وأذنان دائريتان.
• تتميز بظهر مُنتفخ وأذرع أمامية قصيرة جداً.
• تتمتع بأرجل خلفية سميكة وقوية تسمح لها بالقفز بكفاءة عبر الأعشاب والتسلق للعثور على الطعام.
• تتمتع بإحساس متطور برؤية الألوان، مما يُعتقد أنه يساعدها في اكتشاف الحيوانات المفترسة.

سلوك الكوكا

ينشط الكوكا في الليل، ويعيش في مجموعات عائلية صغيرة على البر الرئيسي، تتراوح من 2 إلى 20 فرداً.

بينما في جزيرة روتنست، تعيش في مجموعات أكبر بكثير قد تصل إلى 150 فرداً.

وعلى الرغم من عيشها في مجموعات عائلية، إلا أن هذه الحيوانات ليست اجتماعية بشكل خاص.

وعادةً ما تعود الكوكا إلى نفس الملجأ يوماً بعد يوم، وتتنافس الذكور أحياناً على المأوى.

ويعتمد التسلسل الهرمي الاجتماعي للذكور على الحجم، حيث يكون الذكور الأكبر حجماً هم الأكثر هيمنة. [2]

التجمع حول الموارد

في البر الرئيسي، حيث تقل الموارد وتزداد الحيوانات المفترسة، تتجمع الكوكا حول الموارد الأساسية مثل المياه العذبة والغذاء والمأوى.

كما توسع الكوكا مساحة معيشتها وبيئات التغذية خلال موسم الجفاف، باحثةً عن مصادر المياه العذبة.

غذاء حيوان الكوكا

يستهلك ذكور الكوكا البالغين ما متوسطه 32 – 45 جراماً من الطعام الجاف يومياً، وذلك يعتمد على الموسم.

بينما يتكون نظامهم الغذائي بشكل أساسي من النباتات العشبية، مثل العصارة والشجيرات والأعشاب ونباتات البردي.

وتحتوي هذه الأوراق على نسبة عالية من الماء، لذلك لا تحتاج الكوكا إلى شرب الكثير على مدار العام.

بالإضافة إلى ذلك، تتناول هذه الحيوانات البذور والتوت والفواكه الأخرى عندما تكون متاحة.

وتتمتع الكوكا بقدرة مميزة على تسلق الأشجار التي يصل ارتفاعها إلى متر ونصف للبحث عن الطعام.

كما تُعرف بسلوكها الفريد في ابتلاع الطعام دون مضغه، ثمّ إرجاعه ومضغه مرة أخرى “مجترة مثل الأبقار”.

مفترسات الكوكا

يواجه الكوكا على البر الرئيسي الأسترالي تهديداً كبيراً من الحيوانات المفترسة، أبرزها الثعلب الأحمر الذي تم إدخاله إلى المنطقة.

كما تُعدّ الكلاب والقطط المستأنسة، وكذلك الطيور الجارحة و كلاب الدنغو، من بين الحيوانات المفترسة الأخرى التي تُهدد حياة الكوكا في البر الرئيسي.

حيث أنه منذ إدخال هذه الحيوانات المفترسة إلى أستراليا، تراجعت أعداد الكوكا بشكل كبير.

ولكن لحسن الحظ، لا توجد هذه الحيوانات المفترسة على الجزر، مثل جزيرة روتنست وجزيرة أصلع، مما يوفر ملاذاً آمناً للكوكا.

الدور في النظام البيئي

• الفريسة: تلعب الكوكا دوراً هاماً كفريسة للعديد من الحيوانات المفترسة.
• التأثيرات البيئية: تساهم في توزيع البذور، حيث تتغذى على الفواكه وتنشرها في مختلف أنحاء موطنها.
• المؤشرات البيئية: تُعد الكوكا مؤشراً هاماً لصحة النظام البيئي، فتواجدها بكثرة يدل على بيئة صحية غنية بالموارد.

تكاثر حيوان الكوكا

يبدأ موسم التزاوج بين يناير ومارس عندما يكون الطقس أكثر برودة، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى.

ويمكن للإناث أن تلد مرتين في السنة وتنتج حوالي 17 صغير خلال حياتها.

وعادةً ما تتحكم الإناث باختيار الذكور، فإذا لم يرق لها ذكر، تفر هاربة، وينتقل هو إلى أخرى.

أما إذا بادلت الأنثى الذكر الاهتمام، فإنها تبقى معه وتقوم بتنظيف فروه (المساعدة على تنظيف نفسه)، مما يشير إلى استعدادها للتكاثر.

ولكن الغريب أن الذكر لا يدافع عن الأنثى إلا بعد التزاوج معها.

العناية بالصغار

تستغرق فترة حمل أنثى الكوكا شهراً واحداً تقريباً، وبعد الولادة، ينتقل الصغير إلى جراب الأم.

حيث يمضي ستة أشهر آمناً ودافئاً في الجراب ويتغذى على حليب الأم.

وبعد مغادرة جراب الأم، يظل الصغير معتمداً عليها للحصول على الحليب لمدة شهرين إضافيين.

بينما يتم فطامه بالكامل بعد حوالي ثمانية أشهر من الولادة، ومع بلوغ 10 – 12 شهر، تصل الصغار إلى مرحلة النضج الجنسي.

ويمكن لحيوان الكوكا العيش حوالي 10 سنوات في البرية، وما يصل إلى 14 عاماً في الأسر.

التوقف الجنيني المؤقت

بعد الولادة مباشرة، تتزاوج الأم مرة أخرى، وتحدث ظاهرة تسمى “التوقف الجنيني المؤقت” (تعليق نمو الجنين).

حيث يبقى هذا الجنين الجديد خاملاً لمدة خمسة أشهر تقريباً، وذلك حتى يستطيع جسد الأم التأكد من بقاء الصغير الأول على قيد الحياة أم لا.

فإذا مات الصغير، ينغرس الجنين الجديد ويتطور، أما إذا كان الصغير الأول على قيد الحياة، فإن الجنين الجديد يتلاشى. [2]

حالة حفظ الكوكا

تُصنف الكوكا على قائمة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) على أنها “معرضة لخطر الانقراض”.

حيث تعد كثرة الحيوانات المفترسة الدخيلة ، والتوسع العمراني وتدمير الموائل أبرز المخاطر التي تواجه هذا الحيوان.

كما يقوم السياح بإطعام الكوكا أحياناً طعاماً ضاراً، مما يُعرضها لمخاطر صحية.

وتُوجد مُبادرات لحفظ الكوكا مثل: الحفاظ على المحميات الطبيعية والحدائق الوطنية.

ودراسة موائلها التي تُساعد في الحفاظ على أعدادها و الحفاظ على بيئتها من التدهور.

ابتسامات الكوكا تشعل الإنترنت!

في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، اكتسبت الكوكا شهرة على الإنترنت.

حيث أُطلق عليها لقب”أسعد حيوان في العالم” وأصبحت ترمز للتفاؤل.

ويظهر ذلك جلياً في صور وجوههم الملتقطة من الأمام، والتي توحي بأنهم يبتسمون (في الواقع، لا يبتسمون بالمعنى البشري للكلمة، ويعزى ذلك إلى تركيبة وجوههم الطبيعية).

وانتشرت منذ ذلك الحين صور عديدة للكوكا “المبتسمة” بشكل واسع على الإنترنت. [1]

نداء لحماية كنز أستراليا

تُعد الكوكا رمزاً للسعادة والجمال الطبيعي لأستراليا، ولكن مع الأسف، تواجه هذه الحيوانات الجميلة خطر الانقراض.

ومن خلال نشر الوعي ودعم جهود الحفاظ، يمكننا ضمان استمرار ابتسامة الكوكا لأجيال قادمة.

ننصحك بالتعرف على” شيطان تسمانيا : تعرف على الحيوان الصاخب الصغير بالصور”