محتويات
النمس ضيق الخطوط
في أعماق غابات مدغشقر المطيرة ، يعيش حيوان صغير ورشيق يشبه السناجب. إنه النمس ضيق الخطوط (Narrow-striped mongoose)، أحد الثدييات المذهلة التي تتميز بمظهرها الفريد وسلوكها المثير للاهتمام.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا المخلوق المدهش، حيث نغوص في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة!
الموطن والانتشار
ينتمي النمس ضيق الخطوط (Mungotictis decemlineata) إلى فصيلة الملغاشية، وهو واحد من 10 مفترسات تتواجد في جزيرة مدغشقر فقط. ولا يوجد هذا النوع إلا في الجنوب الغربي من جزيرة مدغشقر قبالة الساحل الشرقي لأفريقيا. حيث يوجد هذا النوع في منطقة مينابي على الساحل الغربي للجزيرة. [1]
البيئة
يتوجد النمس ضيق الخطوط في الغابات الجافة المتساقطة الأوراق في غرب مدغشقر. وتعشش في الصيف (موسم الأمطار) غالباً في تجاويف الأشجار، بينما تعشش في الشتاء (الموسم الجاف) في الجحور الأرضية.
شكل النمس ضيق الخطوط
- يبلغ طول الحيوان البالغ 25 – 35 سم، ويزن 600 – 700غرام.
- يغطي جسمه فراء رمادي فاتح، مع وجود 8 – 10 خطوط داكنة على الظهر والجانبين.
- يشبه الذيل الكثيف ذيل السنجاب، مع وجود حلقات داكنة اللون فيه.
- تمتلك غدد رائحة على الرأس والرقبة، وتستخدم لوضع العلامات.
- لدى الإناث زوج واحد من الحلمات يقع في أسفل البطن.
السلوك الاجتماعي
ينشط النمس ضيق الخطوط في النهار، ويعيش في مجموعات عائلية تتشارك في تربية الصغار. بينما يُظهر هذا النوع سلوكين اجتماعيين فريدين. حيث تشكل الإناث نطاقاً منزلياً في موطنها، وعادةً ما تشكل 1-3 إناث وحدة اجتماعية مستقرة مع نسلها.
يشكل الذكور أيضاً وحدتهم الاجتماعية الخاصة بهم مع 2-4 ذكور بالغين. وتمتلك الوحدات الاجتماعية للذكور نطاقات منزلية كبيرة. وغالبًا ما تتداخل مع ثلاث وحدات اجتماعية للإناث على الأقل، حيث يجد الأزواج بعضهم بعضًا.
التواصل
باعتبارها حيوانات اجتماعية نهارية، فمن المحتمل أن يكون هناك نظام متطور من الإشارات البصرية، مثل وضعية الجسم، التي تعبر عن النوايا. كما قد يكون التواصل اللمسي مهمًا ليس فقط بين الآباء والأبناء، ولكن أيضًا بين الأقران. بينما يشير وجود غدد الرائحة إلى أن التواصل الكيميائي، وقد يكون مهماً للحفاظ على تماسك المجموعة وتحديد المناطق.
غذاء النمس ضيق الخطوط
يعد هذا النوع في الأساس من آكلات الحشرات، ولكنه يأكل أيضاً بيض الطيور ومجموعة متنوعة من الحيوانات الصغيرة. بما في ذلك القوارض والطيور والثعابين وحتى حيوانات الليمور الصغيرة. بينما يعد حيوان الفوسا أبرز مفترسات النمس ضيق الخطوط. [2]
تكاثر النمس ضيق الخطوط
يتراوح موسم التكاثر بين ديسمبر وأبريل، ويصل إلى ذروته في أشهر الصيف في فبراير ومارس. وغالباً ما تتزاوج الذكور مع أكثر من أنثى، وتتكاثر مرة في العام. بينما تستمر فترة حمل هذا النمس بين 90 – 105 أيام وتضع مولوداً واحداً فقط، ويزن الصغير حوالي 50 جراماً عند الولادة. وعادةً ما يتم فطامه خلال شهرين، ويحدث النضج الجنسي بعد عامين.
الدور في النظام البيئي
يلعب النمس ضيق الخطوط دورًا هامًا في النظام البيئي لمدغشقر، حيث يساهم في تنظيم أعداد الفرائس، بما في ذلك الحشرات والقوارض والطيور والزواحف.
حالة حفظ النمس ضيق الخطوط
يصنف هذا النوع حالياً على أنه مهدد بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. حيث تبلغ مساحة موطنه أقل من 500 كيلومتر مربع وهو مجزأ للغاية. وتستمر أعداده في الانخفاض وتتراجع جودة موطنه. وذلك لقطع الأشجار وتحويلها إلى أراضٍ زراعية.
الخاتمة
في ختام حديثنا عن النمس ضيق الخطوط، نجد أن هذا الكائن الصغير يحمل في طياته أسرارًا كثيرة ومميزات فريدة. مما يجعله نموذجًا للمرونة والصمود في وجه التحديات. وعلى الرغم من تصنيفه ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، إلا أن جهود الحفاظ عليه تبشر بمستقبل أفضل لهذا النوع الفريد من الثدييات. لذا دعونا نأمل أن تستمر هذه الجهود وتتكاتف لحماية النمس ضيق الخطوط وغيره من الكائنات الرائعة التي تشاركنا كوكبنا الجميل.
ننصحك بالتعرف على” النمس أبيض الذيل: معلومات شاملة عن هذا الثديي الليلي بالصور” بالضغط هنا