تخيل نفسك تسير بين أشجار الكينا الشاهقة، نسيم عليل يلامس وجهك، وأصوات الطيور تغريدها في الأعالي.
فجأة، تلمح مخلوقاً غريباً يتدلى من أحد الأغصان، بفرائه الكثيف وعيونه الكبيرة الدائرية.
إنه الكوالا “Koala”، أو “الدب المحب للأوراق”، كما يطلق عليه البعض.
فهل أنت مستعد لاكتشاف أسرار الكوالا؟ انطلق معنا في رحلة مذهلة عبر غابات أستراليا!
الاسم العلمي | Phascolarctos cinereus |
الأسماء الشائعة | الكوالا، الكوال الرمادي، الكوال، الدب الجرابي |
الفصيلة | الجرابيات |
الموطن | قارة أستراليا |
المواصفات الشكلية | الذكر أكبر من الأنثى، حيث يبلغ متوسط طول جسم الذكر 78 سم، بينما الأنثى 72 سم |
السلوك | حيوانات ليلية بشكل أساسي، وتقضي معظم وقتها على الأشجار |
الغذاء | آكلات أعشاب |
المفترسات | كلاب الدنجو، الثعابين الكبيرة، الطيور الجارحة |
الخصائص المميزة | متسلق بارع، حاسة شم قوية |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
سبب التسمية
يقال إن كلمة “كوالا” تأتي من كلمة شعوب “Dharug” وتعني “لا يوجد ماء”.
وقد اكتسبت هذا الاسم لأنها لا تشرب الماء وتحصل على مايلزمها من الماء من طعامها الذي تتناوله.
موطن الكوالا
ينتمي الكوالا إلى فصيلة الجرابيات، ويعيش في قارة أستراليا، كما تم إدخالها إلى الجزر القريبة.
وتعد الكوالا من الحيوانات الشجرية المتميزة، حيث تقضي معظم وقتها متعلقة بأغصان أشجار الكينا.
وتوفر لها هذه الأشجار مصدراً غنياً بالغذاء، كما تتيح لها البقاء بعيداً عن الحيوانات المفترسة.
وتقتصر بيئة الكوالا على غابات الأوكالبتوس التي لا يتجاوز ارتفاعها 600 متر.
حيث تشكل هذه الأشجار بيئة مثالية لنمط حياتها وتكاثرها. [1]
البيئة
تتنوع بيئات الكوالا لتشمل الموائل الاستوائية والمعتدلة، بدءاً من الغابات الكثيفة وصولاً إلى المناطق المفتوحة نسبياً.
بينما في المناطق شبه القاحلة، تفضل الكوالا الموائل القريبة من الأنهار.
حيث توفر الجداول مصدراً للمياه والظل خلال فترات الجفاف والحرارة الشديدة.
فراء الكولا
- يتميز فراء الكوالا بأنه مضاد لللتأثيرات البيئية، فهو مقاوم للرياح والأمطار، ويمكن أن يعكس ضوء الشمس.
- فراء الكوالا كثيف وصوفي، ويتراوح لونه من الرمادي إلى البني من الأعلى، وله ذيل صغير.
- يوجد شعر أبيض على الذقن والصدر والجانب الداخلي للأطراف الأمامية.
- تظهر بقع بيضاء على المؤخرة، وأطراف الأذنين مرصعة بشعر أبيض طويل.
شكل الكوالا
- تختلف أحجام الكوالا حسب موقعها، فالكوالا الجنوبي أكبر من الشمالي.
- الذكر أكبر من الأنثى، حيث يبلغ متوسط طول جسم الذكر 78 سم، بينما الأنثى 72 سم.
- الذكور أثقل وزناً بنسبة تصل إلى 50% من الإناث، ولهم وجه أوسع وأذنان أصغر قليلاً، وغدة صدرية كبيرة.
- الإناث لديهن ثديان بدلاً من غدة صدرية، ولديهم جراب يفتح من الخلف، ويمتد للأعلى والأمام.
- تمتلك أقدام كبيرة الحجم، وكلاً من القدمين الأمامية والخلفية لها خمسة أصابع ذات مخالب قوية.
- في القدم الأمامية، يتقابل الإصبع الأول والثاني مع الثلاثة الأخرى، مما يسمح لكوالا بالتشبث بالأغصان أثناء التسلق.
- حاسة الشم قوية، ويعرف عنها شم زيوت فروع الأشجار لفحص صلاحيتها للأكل.
- قد تخزن الطعام في جيوب خدودها قبل أن تصبح جاهزة للمضغ.
- تكون الزائدة الدودية للكوالا أكبر بأربع مرات من حجم جسمها، وهو ما يساهم في عملية الهضم الفعالة.
يمكن للكوالا أن تهضم المواد الثانوية السامة في النباتات، المركبات الفينولية و التربينات، بسبب إنتاج إنزيم السيتوكروم P450، الذي يحيد هذه السموم في الكبد.
سلوك الكوالا
تعد الكوالا حيوانات ليلية بشكل أساسي، وتقضي معظم وقتها على الأشجار، مع نزولها إلى الأرض أحياناً للانتقال إلى شجرة جديدة أو للعق التربة والصخور للمساعدة في عملية الهضم.
وتعيش حيوانات الكوالا حياة انفرادية بشكل أساسي، على الرغم من أنها قد تعيش في مجموعات صغيرة بقيادة ذكر واحد.
كما تتميز الكوالا ببطئ حركتها وضعف قدرتها على الدفاع عن نفسها، حيث تقتصر حركتها على نطاق محدود بسبب نظامها الغذائي المنخفض القيمة الغذائية.
وتميل إلى قضاء 18- 20 ساعة يومياً في النوم، كسلوك تكيفي لحفظ طاقتها. [2]
التواصل
تستخدم الذكور نداءات صوتية قوية خلال موسم التزاوج ت
عرف بـ “الزئير”، وهي عبارة عن سلسلة طويلة من الشهيق العميق والزفير المتجشّئ.
ويستخدم لإعلان وجوده وتحذير الذكور الأخرى، كما تصدر الإناث والذكور غير الناضجة صوتاً عالياً عند الشعور بالخطر. [1]
تحديد الأشجار لدى الكوالا
عندما يكتشف ذكر الكوالا شجرة جديدة، يقوم بفرك صدره عليها، تاركاً وراءه علامة رائحة مميزة.
وقد يبول أيضاً على الشجرة لتعزيز علامته، ويعتقد أن هذا السلوك هو وسيلة للتواصل بين الكوالا.
حيث يشم الأفراد الآخرون الجزء السفلي من الأشجار الجديدة للتعرف على من قام بزيارتها.
بينما تتكون إفرازات الغدة الصدرية للكوالا من مزيج معقد من المواد الكيميائية.
حيث تم تحديد حوالي 40 مركباً في تحليل واحد، وتختلف تركيبة هذه المواد وتركيزها باختلاف الموسم وعمر الكوالا. [1]
غذاء الكوالا
تعتبر الكوالا حيوانات آكلة للأعشاب، وتتغذى على مجموعة متنوعة من أشجار الكينا بالإضافة إلى بعض النباتات الأخرى.
وعلى الرغم من احتواء أوراق الكينا على مواد سامة، فإن بكتيريا خاصة موجودة في معدة الكوالا تقوم بتحليل هذه السموم.
ونتيجة لذلك، تتبع الكوالا نظاماً غذائياً متخصصاً للغاية، إذ لا تتناول سوى 20 نوعاً من أصل 350 نوعاً من أشجار الكينا، وتفضل خمسة أنواع منها فقط.
ويعتبر الليل وقت طعام الكوالا، حيث يمكن للفرد البالغ أن يتناول حوالي 500 جرام من الأوراق يومياً.
وقد طورت أسناناً قوية تساعدها على طحن الأوراق بشكل ناعم لتسهيل عملية الهضم.
ولا يحتاج الكوالا للشرب كثيراً، حيث يمكنه الحصول على كمية كافية من الماء من أوراق الأشجار. [2]
المفترسات
على الرغم من كونها حيوانات قوية نسبياً، إلا أن الكوالا تواجه بعض التهديدات من الحيوانات المفترسة في البرية.
ففي بعض الأحيان، قد تقع فريسة لكلاب الدنجو، أو الثعابين الكبيرة، أو بعض أنواع الطيور الجارحة، مثل البوم.[1]
نتيجة لاحتواء أوراق الكينا على مركبات سامة، فإن هذا النظام الغذائي يمثل تحدياً كبيراً لمعظم الثدييات الأخرى، حيث يعيق قدرتها على أكل الكوالا.
الدور في النظام البيئي
تلعب الكوالا دوراً مهماً في الحفاظ على صحة غابات الكينا التي تشكل موطنها.
وذلك من خلال طريقة تغذيتها الانتقائية، حيث تساهم الكوالا في تشكيل الغطاء النباتي للغابة ونشر بذر أشجار الكينا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول الكوالا لأوراق الكينا يساعد على التحكم في بقايا الأوراق الجافة على أرضية الغابة.
مما يقلل من احتمال نشوب حرائق كبيرة يمكن أن تدمر النظام البيئي. [3]
تكاثر الكوالا
تتكاثر الكوالا مرة واحدة كل عام، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى ويتقاتل الذكور فيما بينهم من أجل الإناث.
وعادةً ما ينتصر الذكر الأكبر، وتكون عملية التزاوج قصيرة جداً، تستغرق أقل من دقيقتين وتحدث على الشجرة.
بينما تبلغ فترة الحمل من 25 – 35 يوماً وتحدث الولادات في منتصف الصيف.
وتقتصر المواليد عادة على صغير واحد، إلا أن حالات نادرة قد تشهد ولادة توأم.
العناية بالصغار
يزن الصغير عند الولادة أقل من 0.5 جرام، ويرتبط بإحدى الحلمات داخل الجراب.
ويقضي الصغير فترة تتراوح بين 5 – 7 أشهر داخل الجراب، وخلال هذه الفترة لا تنظف الأم جيوبها، وهي سمة غير عادية بين الجرابيات.
ويتغذى الصغير على حليب الأم ويتم فطامه في عمر 6 – 12 شهراً.
ومع اقتراب نهاية فترة بقائه في الجراب، يبدأ الصغير بالاعتماد بشكل منتظم على المواد التي تمر عبر الجهاز الهضمي للأم.
حيث تقدم الأم حلوى برازية لصغيرها تحتوي على بكتيريا تساعده على هضم الأوراق السامة، لأن الصغار لا يولدون بهذه البكتيريا ويحتاجون إلى الحصول عليها من أمهم.
وبعد أن يبدأ الصغير بتناول الأوراق، يزداد نموه بسرعة، ويغادر الصغير الجراب بعد سبعة أشهر وينتقل إلى ظهر الأم.
وبحلول الشهر الحادي عشر يصبح الصغير مستقلاً، ولكن قد يستمر في العيش بالقرب من الأم لبضعة أشهر. [2]
النضج والعمر الافتراضي
تصبح إناث الكوالا ناضجة جنسياً في عمر الثانية، بينما يبلغ الذكور القدرة على التكاثر في نفس العمر تقريباً.
إلا أنهم عادةً لا يتزاوجون حتى يصلوا إلى سن الرابعة وذلك بسبب المنافسة على الإناث والتي تتطلب حجماً أكبر.
بينما يمكن أن تعيش الكوالا في البرية لأكثر من 10 سنوات، وهناك تقارير تشير إلى تجاوز عمرها 20 عاماً في الأسر.
حالة حفظ الكوالا
حالة حفظ الكوالا شهدت تراجعاً مقلقاً خلال السنوات الماضية.
فقد تم تصنيفها في الأصل ضمن الأنواع “الأقل إثارة للقلق” في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض.
ولكن في عام 2014 تم إعادة تصنيفها إلى فئة “معرضة للخطر”.
بينما في عام 2022، تم تصنيفها رسمياً كنوع “مهدد بالانقراض” في إقليم العاصمة الأسترالية ونيو ساوث ويلز وكوينزلاند بموجب قانون حماية البيئة والتنوع البيولوجي (EPBC).
المخاطر والتهديدات
يعد تدمير موطن الكوالا وتجزئته أحد أكبر التهديدات التي تواجهها هذه الحيوانات بسبب الأنشطة البشرية.
ففي المناطق الساحلية، يعد التمدد العمراني هو السبب الرئيسي لتدمير موائلها.
بينما في المناطق الريفية، يتم إزالة الغابات لاستخدام الأراضي في الزراعة.
كما يتم حصاد أشجار الكينا المفضلة لديها بشكل مكثف لاستخدامها في صناعة المنتجات الخشبية.
ففي عام 2000، كانت أستراليا تسجل خامس أعلى معدل لتطهير الأراضي على مستوى العالم.
حيث تم تجريد (1.396.000 فدان) من الغطاء النباتي الطبيعي.
ونتيجة لهذه العوامل، تقلص توزيع الكوالا بأكثر من 50% منذ وصول المستوطنين الأوروبيين إلى أستراليا.
ويعد هذا التراجع المقلق في موطن الكوالا بمثابة تهديد خطير لاستمرار وجودها في البرية. [1]
وقت الوداع مع الكوالا
وصلنا إلى نهاية رحلتنا مع الكوالا، رحلة غنية بالمعلومات والاكتشافات، رحلة غرست في قلوبنا حباً وتقديراً لهذا الحيوان الفريد.
تعرفنا على سلوك الكوالا الغريب، ونظامها الغذائي المميز، ودورها في النظام البيئي الأسترالي.
وعرفنا أيضاً المخاطر التي تواجهها هذه الحيوانات الجميلة، ومسؤوليتنا في حمايتها.
فلتكن هذه الرحلة بمثابة حافز لنا لنبذل ما بوسعنا للحفاظ على الكوالا، ولنساهم في حماية جمالها وسحرها للأجيال القادمة.
ننصحك بالتعرف على ” حيوان الكوكا: تعرف على أسعد حيوان في العالم “