بين رمال الصحراء الذهبية، يرقص مخلوق صغير بقفزات بهلوانية، ذيله الطويل يرسم لوحة فنية في الهواء، وعيناه الكبيرتان تُراقبان العالم بفضول.
إنه اليربوع “Jerboa”، جوهرة الصحراء القافزة، ورمز للصمود والقدرة على التكيف.
لا تفوت هذه الفرصة، واكتشف سحر الصحراء من منظور جديد!
الاسم العلمي | Dipodoidea |
الأسماء الشائعة | اليربوع ، الجربوع |
الفصيلة | القوارض |
الموطن | أوروبا الشرقية ، آسيا ، شمال إفريقيا |
المواصفات الشكلية | يعتبر نسخة مصغرة من حيوان الكنغر، حيث يمتلك أرجل خلفية طويلة و أرجل أمامية قصيرة و ذيلاً طويلاً. |
السلوك | ينشط عند الشفق وفي الليل ، و يعيشون حياة منعزلة |
الغذاء | آكلات اللحوم |
المفترسات | البومة الصغيرة ، الثعالب ، ابن عرس ، القط الرملي ، الأفاعي |
الخصائص المميزة | يتحرك بالقفز مثل الكنغر ، يدخل في حالة سبات شتوي |
حالة الحفظ | تختلف على حسب النوع |
محتويات
تصنيف اليربوع
حيوان اليربوع عبارة عن قارض قافز طويل الذيل، ينتمي إلى فصيلة اليربوعيات “Dipodidae”، ويشكل الجزء الأكبر من أعضاء هذه الفصيلة.
حيث تتكون فصيلة اليربوعيات من ثلاث عائلات، وتضم هذه العائلات أكثر من 50 نوعاً موزعة على 16 جنساً.
وتشمل هذه العائلات: اليربوع (Dipodidae) مكونة من 33 نوع، فأريات أبازة ( Zapodidae) مكونة من 11 نوع، فئران البتولا (Sminthidae) مكونة من 19 نوع. [2]
موطن اليربوع
يتواجد اليربوع في أوروبا الشرقية آسيا وشمال إفريقيا، حيث يتواجد في عدد من الدول منها: الصين، إيران، آسيا الوسطى، روسيا، منغوليا، مصر، ليبيا، شبه الجزيرة العربية.
بينما تفضل هذه القوارض التواجد في المناطق الحارة كالصحاري، والمناطق شبه الصحراوية، والهضاب والسهوب. [1]
شكل اليربوع
- الشكل: يعتبر نسخة مصغرة من حيوان الكنغر، حيث يمتلك أرجل خلفية طويلة، وأرجل أمامية قصيرة وذيلاً طويلاً.
- الطول: يتراوح طول جسمه من 5 – 15 سم، وذيله الطويل من 7 – 25 سم.
- اللون والآذان: يكون الفرو ناعماً ولونه رملي، وتتفاوت آذان اليربوع في الطول، إما طويلة مثل الأرنب أو قصيرة مثل الفأر.
- الحركة: يتحرك بالقفز، أو ما يُعرف بالقفز المتواصل، مثل الكنغر، ويتراوح عدد أصابع القدم الخلفية من ثلاثة إلى خمسة.
- الأصابع: يختلف عدد الأصابع من نوع لآخر، حيث تمتلك بعض الأنواع ثلاثة أصابع أو أربع أو خمسة أصابع في القدم الخلفية.
- القفز غير المنتظم: تشريحه مُخصص للقفز غير المنتظم، ويستخدم القفزات الكبيرة لخداع المفترسين والهروب منهم.
- عظم المدفع: يتميز الجربوع بعظم مشطية مُندمجة في عظم واحد طويل يُطلق عليه “عظم المدفع”، مما يُساعده على تحقيق ارتفاعات أعلى أثناء القفز.
- الأطراف: تكون أرجل الجربوع الخلفية أطول أربع مرات من الأرجل الأمامية، مما يُمكنه من إطلاق نفسه في الهواء مثل المقلاع.
- الذيل: يستخدم ذيله للموازنة عند القفز، وكدعامة عندما يجلس منتصباً، وينتهي بخصل من الشعر.
- المشي: توجد خصل شعرية بين أصابع القدمين تمكنه من السير علي الرمال.
سلوك اليربوع
ينشط اليربوع عند الشفق وفي الليل، ويعيشون حياة منعزلة بمجرد وصولهم إلى مرحلة البلوغ.
حيث يكون لديهم جحر خاص بهم ويبحثون عن الطعام بمفردهم.
وعادةً ما يقوم اليربوع بإنشاء الجحور لتكون بمثابة حماية ضد الحيوانات المفترسة والظروف الجوية القاسية.
جحور اليربوع
يقوم اليربوع بحفر الجحور في التلال لتقليل مخاطر الفيضانات وتحتوي على عدد من مخارج الطوارئ.
وتقوم هذه القوارض بإنشاء أربعة أنواع من الجحور وهي:
- جحر نهاري صيفي: جحر مؤقت يُستخدم كمأوى أثناء فترات الصيد النهارية، ويكون قصير نسبياً مقارنة بالجحور الدائمة.
- جحر ليلي: جحر مؤقت آخر مخصص للصيد ليلاً، ويُستخدم لفترة قصيرة ثم يُهجر.
- جحر صيفي دائم: مسكن رئيسي خلال فصل الصيف، ويُستخدم لتربية الصغار، ويتم إغلاق فتحات المدخل لمنع دخول الهواء الساخن في الصيف.
- جحر شتوي دائم: ملجأ دافئ خلال فصل الشتاء وهو أطول ويحتوي على مداخل أكثر من الجحور الصيفية، ويُستخدم لسبات اليربوع.
السبات عند اليربوع
يشبه اليربوع في سلوكه العديد من الحيوانات التي تدخل في حالة سبات شتوي.
حيث يلاحظ زيادة في وزنها قبل دخولها في هذه الحالة.
ويرجع سبب هذا الازدياد في الوزن إلى الأكل بكمية كبيرة خلال فترة ما قبل السبات.
مما يُحفز اليربوع على تخزين الطاقة استعداداً لقضاء فصل الشتاء في سبات عميق.
بينما تُشير الدراسات إلى أن الرعي الجائر يُؤثر سلباً على أعداد اليربوع.
حيث يُقلل من توافر الغذاء ويُحد من قدرتها على تخزين الطاقة اللازمة للسبات. [1]
التواصل
تشترك جميع اليرابيع في سلوك يُسمى “حمام الغبار”، ويُعتقد أن حمام الغبار وسيلة للتواصل الكيميائي.
حيث يتدحرج اليربوع في التراب لنقل الروائح أو إزالتها.
بالإضافة إلى ذلك، تشير حاسة السمع الحادة التي تتمتع بها هذه القوارض إلى احتمال استخدامها الأصوات أو الاهتزازات للتواصل مع بعضها البعض.
غذاء اليربوع
تعتمد معظم أنواع اليربوع على المواد النباتية كمكون رئيسي في نظامها الغذائي، ولكنها لا تستطيع تناول البذور الصلبة.
وعلى الرغم من اعتمادها على النباتات، فإن بعض الأنواع تقتنص الفرص لتناول أنواع أخرى من اليربوع أو الحيوانات الصغيرة التي تصادفها.
حيث تتغذى بعض أنواع اليرابيع على الحشرات والنباتات والبذور أحياناً، وتستخدم أطرافها الأمامية القوية لجمع الطعام ولا تقوم بتخزين طعامها.
وغالباً ما يأكلون الحشرات الطائرة باستخدام الصوت لتحديد موقعها ثم التقاطها عن طريق القيام بقفزات سريعة في الهواء.
الحصول على الماء
يحصل اليربوع على حاجته من الماء من خلال الغذاء الذي يتناوله، فهو لا يشرب الماء بشكل مباشر.
حيث تفضل هذه القوارض نباتات الصحراء، وخاصةً عندما تكون رطبة.
وأما في أوقات جفاف النباتات، فإنها تحفر وتأكل جذورها حيث تحتفظ هذه الأجزاء بالمياه بكميات أكبر.
ولتقليل فقدان المياه، فإن اليرابيع تقتصر على التغذية ليلاً عندما تنخفض درجات الحرارة في الصحراء.
مفترسات اليربوع
بالرغم من لونها الرملي الذي يندمج مع رمال الصحراء، وسمعها الحاد الذي يساعدها على تفادي الحيوانات المفترسة الليلية.
عادةً ما تقع بعض أنواع اليربوع فريسة للبومة الصغيرة، الثعالب، ابن عرس، القط الرملي، الأفاعي.
يتمتع اليربوع بمهارات استثنائية في القفز، حيث تقدر قدرتها الطبيعية على القفز لمسافة 10 – 13 سم.
ولكن، عندما تواجه خطراً من حيوان مفترس، تتحول هذه القفزة إلى مهارة خارقة، حيث يمكن لليربوع القفز لمسافة تصل إلى 3 أمتار. [1]
تكاثر اليربوع
يحدث التزاوج عادةً بعد وقت قصير من الاستيقاظ من السبات الشتوي، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى.
وعادةً ما تتكاثر الأنثى مرتين في الصيف، وتتراوح مدة الحمل بين 25 – 35 يوماً.
بعد ذلك تلد الأنثى 2 – 6 صغار عميان وبلا فرو، وتعتني الأنثى بصغارها حتى تفطم.
وتكون أرجل الصغار الخلفية بنفس طول أرجلهم الأمامية عند الولادة، ويتحركون عن طريق سحب أنفسهم بأطرافهم الأمامية.
ولن يغادر الصغار الجحر حتى يصبحوا أقوياء عند عمر 8 أسابيع تقريباً.
ويمكن لليربوع العيش في البرية قرابة 2 – 3 سنوات.
الدور في النظام البيئي
يُعد اليربوع من أهم مكونات النظام البيئي الصحراوي، حيث يلعب أدواراً مهمة في مكافحة الحشرات ونشر البذور.
كما تُشكل مصدراً للغذاء للعديد من الحيوانات المفترسة، وتوفر جحورها المهجورة مأوى للعديد من الحشرات والعناكب والعقارب.
حالة حفظ اليربوع
تختلف حالة الحفظ من نوع لآخر، وتواجه اليرابيع عدد من التهديدات بسبب البشر.
حيث يتم تقليص مساحة الأراضي التي تعيش فيها اليرابيع، مما يقلل من مدى انتشارها، وتدني جودة موطنها الطبيعي.
أشهر أنواع اليربوع
لا يقتصر سحر اليربوع على نوع واحد، بل تنوعت أنواعه لتُضفي على الصحراء لوحة فنية بأشكال مُختلفة.
ففي رحلتنا اليوم، سنُبحر عبر الرمال ذهبية لنلتقي بأشهر أنواع اليرابيع، ونكشف أسرارها الفريدة:
1- اليربوع المصري الصغير
يتواجد الجربوع المصري الصغير في جميع أنحاء الصحراء الكبرى ومنطقة الساحل.
حيث يتواجد في المناطق الصحراوية الرملية والصخرية.
ويتغذى هذا الحيوان الليلي على البذور والحشرات والنباتات الصحراوية، ويقطع مسافات طويلة بحثاً عن الطعام.
2- اليربوع طويل الأذنين
اليربوع طويل الأذنين حيوان ليلي فريد من نوعه، ويتواجد هذا الحيوان في المناطق الصحراوية في شمال غرب الصين ومنغوليا.
ويتغذى بشكل أساسي على الحشرات، وعلى الرغم من قلة المعلومات المتاحة عن هذا النوع.
إلا أنه يُعتبر من الأنواع المهددة بالانقراض بسبب فقدان الموائل والصيد.
وقد أطلقت جمعية علم الحيوان بلندن حملة لحماية هذا الحيوان الفريد من خلال دراسة سلوكه وتأثير الإنسان على بيئته.
3- اليربوع المصري الكبير
الجربوع المصري الكبير هو قارض ليلي يعيش في شمال أفريقيا وشبه جزيرة سيناء وشبه الجزيرة العربية.
ويتغذى على البذور والبراعم والجذور، ويتكاثر هذا الحيوان بين نوفمبر ويوليو، وتلد الإناث من 2 – 5 صغار.
بينما يُعتبر هذا النوع “الأقل إثارة للقلق” من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وذلك لانتشاره الواسع وغياب التهديدات الكبيرة التي تواجهه.
4- اليربوع البلوشستاني القزم
اليربوع البلوشستاني القزم، أو اليربوع القزم ثلاثي الأصابع، وهو أحد أصغر القوارض في العالم، حيث يبلغ متوسط طوله 4.3 سم فقط.
ويتواجد هذا النوع في باكستان، وربما في أفغانستان أيضاً، ويعيش في الكثبان الرملية والمسطحات الحصوية والسهول الصحراوية.
بينما يتنقل هذا الحيوان الليلي عبر بيئته الصحراوية الجافة في قفزات طويلة، ويتغذى على البذور والأوراق والنباتات الصحراوية والحيوانات الميتة.
5- اليربوع الكبير
اليربوع الكبير هو أكبر نوع من اليربوع، ويتواجد في كازاخستان وروسيا وتركمانستان وأوكرانيا وأوزبكستان، ويعيش بشكل أساسي في الصحراء.
يتغذى بشكل رئيسي على بصيلات النباتات، حيث يخرجها باستخدام أسنانه.
يُعد اليربوع الكبير شائعاً في معظم نطاقه، ولكنه مهدد في أوكرانيا وروسيا الأوروبية بسبب التغيرات في بيئته.
على الرغم من تصنيفه على أنه “الأقل إثارة للقلق” من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، إلا أنه يتطلب مراقبة مستمرة لحماية سكانه.
وداعاً أيها اليربوع، قفزاتك ستبقى راسخة في ذاكرة الصحراء
بعد رحلة مُثيرة عبر رمال الصحراء الذهبية، حان وقت وداع اليربوع، ذلك المخلوق الصغير ذو القفزات البهلوانية، رمز للصمود والقدرة على التكيف.
ولقد تعرفنا على سحره وفرادة خصائصه، وشاركناه مغامراته الليلية، واكتشفنا دورة حياته في بيئته الصحراوية القاسية.
ولكن، رحلتنا مع اليربوع لا تنتهي هنا، بل تُشكل بداية لفهم أعمق لجمال الطبيعة ودورنا في حمايتها.
ننصحك بالتعرف على ” حيوان الكوكا: تعرف على أسعد حيوان في العالم “