محتويات
الزرافة
في قلب السافانا الأفريقية الشاسعة، تبرز “الزرافة” كأطول حيوان بري على وجه الأرض، برأسها الذي يلامس السماء وعنقها الممشوق وأرجلها النحيلة. إنها مخلوق فريد من نوعه، يتجول بين الأشجار بأناقة ورشاقة، ويجسد روعة الطبيعة وتنوعها.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا الكائن المذهل، حيث نغوص في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة!
الموطن والانتشار
تنتمي الزرافة (Giraffe) إلى فصيلة “الزرافيات” وهي أطول حيوان بري حي، وأكبر حيوان مجتر على وجه الأرض. وتوجد 9 أنواع فرعية من الزرافات، وفي الآونة الأخيرة، اقترح الباحثون تقسيم الأنواع إلى ما يصل إلى ثمانية أنواع موجودة. وذلك بفضل الأبحاث الجديدة على الحمض النووي للميتوكوندريا والحمض النووي. [1]
تتواجد الزرافات في السافانا والغابات المفتوحة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وتمتد مواطنها من تشاد في الشمال إلى جنوب إفريقيا في الجنوب ومن النيجر في الغرب إلى الصومال في الشرق.
البيئة
تُفضل الزرافة البيئات التي توفر لها الغذاء والمياه الكافية، مثل السهول العشبية والغابات الشجرية. كما يمكن العثور على الزرافات بعيداً عن مصادر المياه لأنها لا تشرب إلا من حين لآخر. ويمكن لذكور الزرافات المغامرة في دخول مناطق الغابات الكثيفة بحثاً عن المزيد من أوراق الشجر.
شكل الزرافة
- تتميز بقامة طويلة وعنق ممشوق وأرجل نحيلة.
- يمكن أن يصل ارتفاع الذكور البالغة إلى 5.5 متر، والإناث إلى 4.3 متر.
- تتميز بفرائها المميز الذي يتكون من بقع كبيرة ذات لون بني محمر تتخللها خطوط بيضاء.
- تختلف الأنماط بين الأنواع الفرعية والمناطق الجغرافية.
- الزرافات لها ظهر منحدر بشكل حاد من الكتفين إلى الردف، وأرجلها الأمامية أطول من أرجلها الخلفية.
- تمتلك لسانًا طويلًا وقويًا يصل طوله إلى 45 سم، وتستخدمه للوصول إلى أوراق الأشجار العالية ولتمشيط فرائها.
- تتميز بقرون صغيرة مغطاة بالجلد والفراء، وتوجد على رأس الذكور والإناث.
- تمتلك نظامًا دوريًا قويًا يتكيف مع ارتفاعها، بما في ذلك قلب كبير وضغط دم مرتفع.
- توجد خصلة سوداء في نهاية الذيل تطرد الذباب والحشرات الطائرة الأخرى.
السلوك الاجتماعي
تتناول الزرافات الطعام وتشرب الماء في الصباح والمساء، وتستريح واقفة في الليل. وعندما تستريح، تستند رؤوسها على أرجلها الخلفية وتشكل أعناقها قوساً مثيراً للإعجاب. وتنام الزرافات واقفة ولكنها قد تستلقي أيضاً. وتظل أعينها نصف مغمضة وآذانها ترتعش باستمرار. بينما في فترات الظهيرة الحارة، تمضغ الزرافات عادةً طعامها المجتر، ويحدث مضغ الطعام المجتر في جميع أوقات النهار. [2]
التسلسل الهرمي
تُعتبر الزرافات حيوانات اجتماعية متنقلة تعيش في قطعان صغيرة مكونة من 10 – 20 فرد، وتكون المجموعات منفتحة ومتغيرة باستمرار. حيث يمكن للأفراد البقاء والمغادرة في أي وقت، وتتكون المجموعات في الغالب من إناث وصغارها وذكور غير مهيمنة. بينما يعيش الذكور البالغون حياة انفرادية ويتجولون بحثًا عن الإناث للتزاوج.
التواصل
تتواصل الزرافات مع بعضها البعض باستخدام مجموعة من الإشارات البصرية والسمعية، بما في ذلك حركات الجسم، وتعبيرات الوجه، والصوت. وعلى عكس الاعتقاد الشائع، لا تصدر الزرافات أصواتًا عالية مثل العواء أو الزئير. بل تتواصل مع بعضها البعض من خلال أصوات منخفضة التردد تسمى “الطنين”.
طعام الزرافة
تعد الزرافة من الحيوانات العاشبة المجترة، حيث تتغذى بشكل رئيسي على أوراق الأشجار والزهور وقرون البذور والفواكه. وتستخدم لسانها الطويل وعنقها الممشوق للوصول إلى الأوراق العالية التي لا تستطيع الحيوانات الأخرى الوصول إليها. وعادةً ما تُفضل الزرافات أوراق الأشجار الشوكية، مثل السنط واللبخ.
المفترسات
تعد الأسود المفترس الرئيسي للزرافات، كما تُ
عرف التماسيح والضباع بافتراسها للزرافات. وبالرغم من ذلك تعد الزرافات البالغة قادرة للغاية على الدفاع عن نفسها، فهي متيقظة وتركض بسرعة ويمكنها توجيه ضربات قاتلة بحوافرها الأمامية. كما يساعد اللون المرقط لجلد الزرافة على تمويهها عند البحث عن الطعام في الغابة. وعادةً ما تستهدف معظم الحيوانات المفترسة الزرافات الصغيرة أو المريضة أو الكبيرة في السن.
تكاثر الزرافة
تتكاثر الزرافات على مدار العام، ولكن الذروة تكون في موسم الأمطار عندما يكون الغذاء وفيرًا. وتتنافس الذكور على الإناث من خلال قتال عنيف باستخدام أعناقها وقرونها. وتستمر فترة الحمل حوالي 15 شهرًا، وتلد الأنثى عادةً صغيرًا واحدًا يسمى “عجل”.
العناية بالصغار
تلد الزرافات واقفة أو أثناء المشي ويسقط عجل الزرافة مسافة 2 متر على الأرض. ويستطيع العجل الوقوف والمشي بعد بضع ساعات من الولادة، ويبدأ في تناول الأوراق بعد بضعة أسابيع. ويعتمد العجل على أمه للحماية والرعاية لمدة تصل إلى عامين.
تصبح إناث الزرافات ناضجة جنسياً في سن 3-4 سنوات، ولكنها لا تتكاثر إلا بعد عام آخر على الأقل. أما ذكور الزرافات فتصبح ناضجة جنسياً في سن 4-5 سنوات، ولكنها لا تبدأ في التكاثر إلا بعد سن 7 سنوات. بينما يمكن للزرافة العيش في البرية 10 – 15 سنة، و 20 -27 سنة في الأسر.
دور الزرافة في النظام البيئي
تلعب الزرافات دورًا هامًا في النظام البيئي، فهي تساعد في تشكيل الغطاء النباتي من خلال رعيها على أوراق الأشجار العالية، مما يسمح بنمو النباتات الأخرى. كما توفر الزرافات الغذاء للحيوانات المفترسة، مثل الأسود والضباع.
حقائق مثيرة عن الزرافة
- تصل زرافة ماساي، وهي أطول نوع من الزرافات، إلى ارتفاع 6 أمتار، مما يجعلها أطول حيوان بري على وجه الأرض.
- تمتلك رقبة أطول من أي حيوان ثديي آخر، حيث يصل طولها إلى 2 متر. وتتكون رقبة الزرافات من 7 فقرات، مثل رقبة الإنسان، لكنها أطول بكثير.
- يبلغ طول لسان الزرافات حوالي 45 سم، وهو أطول لسان بين الثدييات. وتستخدم الزرافة لسانها للوصول إلى أوراق الأشجار العالية.
- تتميز الزرافات ببصمة لسانها، مثل بصمة الإنسان، ولكل زرافة بصمة لسان مميزة بها.
- على الرغم من حجمها الكبير، يمكن للزرافة الجري بسرعة تصل إلى 56 كم/ساعة على مسافات قصيرة.
- تُصنف الزرافة على أنها “مُهددة بالانقراض” ، وذلك بسبب الصيد الجائر وفقدان الموائل.
ننصحك بالتعرف على ” فرس النهر الشائع: كل ما تود معرفته عن فرس النهر (السيد قشطة) بالصور” بالضغط هنا