على جزيرة موريشيوس، في قلب المحيط الهندي، عاش طائر فريد من نوعه يُعرف باسم الدودو “Dodo”.
وكان هذا الطائر الضخم، الذي لا يطير، مصدراً للإعجاب والدهشة للمستكشفين الأوائل.
ما هي قصة طائر الدودو؟ كيف عاش؟ لماذا انقرض؟ هذه بعض الأسئلة التي سنُجيب عليها في هذا المقال!
الاسم العلمي | Raphus cucullatus |
الأسماء الشائعة | الدودو |
الفصيلة | الحماميات |
الموطن | جزيرة موريشيوس |
المواصفات الشكلية | طائر كبير ممتلئ الجسم مغطى بريش رمادي ناعم. |
السلوك | يُوصف بأنه طائر غبي و كسول ، وكان يسير ببطء شديد. |
الغذاء | آكلات أعشاب |
الخصائص المميزة | حجم كبير ، منقار طويل و قوي. |
حالة الحفظ | منقرض |
محتويات
موطن طائر الدودو
كان طائر الدودو يعيش في جزيرة موريشيوس، وهي جزيرة صغيرة على شكل محار تقع شرق مدغشقر.
وكان موطنه الأصلي غابات الجزيرة، على الرغم من أن العديد من الصور والقصص تصوره على طول شواطئ موريشيوس.
ويعد طائر حمام نيكوبار أقرب الكائنات الحية إلى طائر الدودو.
بينما يُعتقد أن اسم “دودو” مشتق من الكلمة الهولندية “dodoor” والتي تعني “الكسلان”، وهي كلمة تصف سلوك طائر الدودو. [1]
سبب انقراض طائر الدودو
أدى وصول البشر إلى موريشيوس، خاصة بعد استعمار الجزيرة من قبل الهولنديين في عام 1644، إلى انقراض طائر الدودو.
حيث كان الصيد الجائر من قبل البشر، و إدخال أنواع جديدة من الحيوانات مثل القطط والكلاب والخنازير التي أكلت بيض صغار الدودو وأفرادها، من أهم الأسباب التي أدت إلى اختفائه. [1]
بقايا طائر الدودو الأحفورية
قبل عام 1860، كانت بقايا طائر الدودو الوحيدة المعروفة هي أربع عينات غير كاملة من القرن السابع عشر.
وفي عام 1865، اكتشف جورج كلارك، مدرس الحكومة في ماهيبورغ، أخيراً كمية كبيرة من عظام طائر الدودو الأحفورية في مستنقع ماري أوكس سونجيس في جنوب موريشيوس، بعد بحث استمر 30 عاماً.
الاهتمام المتجدد
أعادت تقارير كلارك عن الاكتشافات إحياء الاهتمام بطائر الدودو.
حيث أراد كلاً من السير ريتشارد أوين وألفريد نيوتن أن يكونوا أول من يصف تشريح الدودو بعد الجمجمة.
وقد اشترى أوين شحنة من عظام الدودو مخصصة لنيوتن، مما أدى إلى التنافس بينهما.
ولقد انتصر أوين، حيث وصف أوين العظام في “مذكرة عن الدودو” في أكتوبر عام 1866.
بينما حوّل نيوتن تركيزه إلى طائر ريونيون بدلاً من ذلك.
وقد تم بيع والتبرع ببقية العظام التي لم تُباع لأوين أو نيوتن للمتاحف.
الاكتشافات الحديثة
في عام 2005، بعد مائة عام من الإهمال، تم حفر جزء من مستنقع ماري أو سونج من قبل فريق دولي من الباحثين (مشروع أبحاث الدودو الدولي).
حيث تم العثور على العديد من البقايا، بما في ذلك عظام ما لا يقل عن 17 دودو في مراحل مختلفة من النضج، وعدة عظام من هيكل عظمي لطائر واحد، تم حفظها في وضعها الطبيعي.
كما أظهرت الحفريات التي تم اكتشافها أن الدودو وحيوانات أخرى غرقت في مستنقع ماري أوكس سونجيس، محاولةً الوصول إلى الماء خلال فترة جفاف شديدة استمرت 4200 عام. [1]
شكل طائر الدودو
- عبارة عن طائر كبير ممتلئ الجسم مغطى بريش رمادي ناعم، مع وجود ريش أبيض على ذيله.
- لديه أجنحة صغيرة جداً لا يستطيع رفعها عن الأرض، ولهذا السبب اعتقد أولئك الذين رأوه أنه ليس لديه أجنحة حقيقية.
- يمتلك أرجل قصيرة لونها أصفر، مع أربعة أصابع سوداء.
- تتميز بمنقار طويل ملتوي ومعقوف، لونه أخضر فاتح أو أصفر شاحب.
سلوك طائر الدودو
يُوصف طائر الدودو بأنه طائر غبي وكسول، وكان يسير ببطء شديد، حيث تحكي بعض الروايات قصة عن مشاهدة طائر الدودو وهو يحاول الهروب من الخطر.
ولكنّ محاولته للهرب لم تكن ناجحة تماماً، فبدلاً من أن يطير بعيداً، كان يضطر إلى الجري على الأرض.
وبسبب وزنه الثقيل، كان بطنه يُسحب على الأرض، مما كان يعيقه ويُبطئ من سرعته.
كما أنه لم يكن لديه دفاعات تقريباً ضد الحيوانات المفترسة، باستثناء منقاره الكبير الذي يمكن أن يوجه “ضربة قوية”. [2]
التكاثر و عادات الطعام
يُعتقد أن طائر الدودو كان يضع بيضة واحدة في عش يُبنى في أعماق الغابة، حيث كانت الأنثى تحمي وتُربي صغارها.
بينما يُعتقد أن طائر الدودو كان يتغذى على الفواكه والبذور، وقد أكل أيضاً الصخور الصغيرة لمساعدة هضم الطعام مثل “طائر الحمام“.
هل يمكن أن يعود طائر الدودو من الانقراض؟
في يناير 2023، هزّ خبر طموح عالم الأحياء، حيث أُعلن عن خطط لإعادة طائر الدودو المنقرض إلى الحياة.
حيث جاء هذا الإعلان عقب إنجاز علمي هائل تمثل في نجاح العلماء في معهد الجينوم بجامعة كاليفورنيا، سانتا كروز، في فك شفرة جينوم طائر الدودو باستخدام عينة من الحمض النووي تم استخلاصها من عينة في أحد المتاحف. [3]
كما تسعى شركة Colossal Biosciences، وهي شركة أمريكية رائدة في مجال التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، لإعادة طائر الدودو المنقرض.
وداعاً طائر الدودو، درس لا ينسى
يُعدّ انقراض طائر الدودو مأساة بيئية تُذكّرنا بالعواقب الوخيمة التي قد تُخلفها أفعالنا على كوكب الأرض.
ففي غضون بضعة عقود فقط، اختفى هذا الطائر الفريد من نوعه إلى الأبد، تاركاً وراءه فراغاً لا يمكن ملؤه في النظام البيئي.
ولكن قصة الدودو ليست مجرد حكاية حزينة عن ماضي بعيد، بل هو درس لنا يحذرنا من مخاطر التهاون في حماية التنوع البيولوجي.
ننصحك بالتعرف على “حيوان الكوكا: تعرف على أسعد حيوان في العالم“