محتويات
كلب الدنغو
حيوان بري يتميز بذكائه، ومرونته، وطبيعته المستقلة. إنه “كلب الدنغو” ذلك الحيوان الذي يثير الفضول والإعجاب في آنٍ واحد. حيث يمتلك مزيجًا فريدًا من السمات التي تجعله واحدًا من أكثر الكائنات إثارة للاهتمام في عالم الحيوان.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا المخلوق المدهش، حيث نغوص في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة!
تصنيف كلب الدنغو
لطالما كان تصنيف كلب الدنغو (Dingo) المعروف أيضًا باسم الذئب الأسترالي، موضوع نقاش علمي. ففي الماضي، كان يُعتقد أنه ينتمي إلى فصيلة الكلاب البرية، مثل الذئب الرمادي.
أظهرت الدراسات الحديثة، باستخدام تحليل الحمض النووي، أن كلب الدنغو ليس ذئبًا بريًا، بل هو سلالة فريدة من الكلاب تطورت بشكل منفصل عن الأنواع الأخرى من الكلاب. نتيجة لهذه الاكتشافات الحديثة، تم تصنيف كلب الدنغو الآن على أنه نوع منفصل يُعرف علميًا باسم Canis lupus dingo.
الموطن والانتشار
ينتشر كلب الدنغو في جميع أنحاء أستراليا، باستثناء جزيرة تسمانيا. ويمكن العثور عليه في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك الغابات، والسهول العشبية، والصحاري، والجبال. إنه حيوان متكيف للغاية ويمكنه العيش في بيئات مختلفة، من الغابات المطيرة الاستوائية في الشمال إلى المناطق شبه القاحلة في المناطق الداخلية. [1]
تاريخ كلب الدنغو
يعتقد أن كلب الدنغو وصل إلى أستراليا منذ حوالي 3,500 – 5,000 عامًا، ربما مع البحارة من جنوب شرق آسيا. ومنذ وصوله، أصبح جزءًا لا يتجزأ من النظام البيئي الأسترالي، حيث يلعب دورًا مهمًا في السلسلة الغذائية كمفترس رئيسي.
شكل كلب الدنغو
- عبارة عن كلب متوسط الحجم، يشبه في شكله الكلاب المنزلية، ولكنه يتميز ببعض السمات الفريدة.
- يبلغ متوسط الارتفاع عند الكتف للبالغين 56-59 سم، وتزن 15 كجم.
- توجد ثلاثة ألوان الرئيسية للدنغو وهي: الزنجبيل الفاتح (أو الأسمر)، والأسود والأسمر، والأبيض الكريمي.
- تتميز مفاصل كتف الدنغو بالمرونة بشكل غير عادي، ويمكنها تسلق الأسوار والمنحدرات والأشجار والصخور.
- يمتلك آذانًا منتصبة وذيلًا كثيفًا، وعيونًا بنية اللون.
- بالمقارنة مع الكلب، فإن الدنغو قادر على تدوير معصميه، مما يمكنه من إدارة مقابض الأبواب من أجل الهروب من الحبس.
- الجمجمة تشبه جمجمة ابن آوى الذهبي أكثر مما تشبه جمجمة الذئب أو الكلاب.
السلوك الاجتماعي
تختلف السلوكيات الاجتماعية لكلاب الدنغو اعتمادًا على البيئة والموارد المتاحة. يمكن أن تعيش بشكل فردي أو في مجموعات عائلية صغيرة أو في مجموعات أكبر. عادة ما تتكون المجموعات العائلية من زوج متزاوج وذريتهم. وتلعب الذكور والإناث دورًا في تربية الصغار.
التواصل
تستخدم كلاب الدنغو مجموعة متنوعة من الأصوات للتواصل مع بعضها البعض، بما في ذلك النباح، العواء، والأنين. كما تستخدم لغة الجسد، مثل حركات الذيل وتعبيرات الوجه، للتعبير عن مشاعرها ونواياها.
غذاء كلب الدنغو
كلب الدنغو هو حيوان انتهازي، يتغذى على مجموعة متنوعة من الفرائس، بما في ذلك الثدييات الصغيرة، الزواحف، الطيور، الأسماك، الحشرات، والجيف. كما يمكن أن يصطاد فرائس كبيرة، مثل الكنغر والولب، عن طريق العمل في مجموعات. [2]
استراتجيات الصيد
تعد كلاب الدنغو من الحيوانات المفترسة الانتهازية وتصطاد الفرائس الصغيرة بمفردها. وعند مطاردتها لفرائس أكبر (الكنغر والأغنام والماشية)، فإنها تصطاد في أزواج أو عائلات، وتضايق الفريسة من عدة اتجاهات حتى تفقد توازنها ومن ثم تهاجمها.
المفترسات
تُقتل كلاب الدنغو بشكل رئيسي على يد البشر والتماسيح، وأحياناً على يد أنواع أخرى مثل ابن آوى والكلاب الأليفة. وقد تقتلها أيضاً مجموعات أخرى من كلاب الدنغو. وأحياناً تؤخذ الجراء من قبل الطيور الجارحة الكبيرة. وهي تتسم بالسرية وتدافع عن نفسها بشراسة كقطيع.
تكاثر كلب الدنغو
تتكاثر كلاب الدنغو مرة واحدة في السنة، عادة في فصل الربيع. و يتزاوج الزوج المهيمن فقط، وتميل الأزواج المهيمنة إلى التزاوج مدى الحياة. وعادةً ما تقتل الإناث المهيمنة نسل الإناث الأخرى في القطيع، و يساعد أفراد القطيع الآخرون الزوج المهيمن في رعاية نسله.
العناية بالصغار
تلد الأنثى المهيمنة ما بين 4 – 6 جراء بعد فترة حمل تبلغ حوالي 63 يومًا. وتهتم الأم بالجراء في عرين، عادة ما يكون حفرة في الأرض أو شقًا في الصخور. بينما يتم فطام الجراء بالكامل عند عمر 8 أسابيع، وتقوم الأم بأكل فرائسها، ثم تعود إلى جحورها وتتقيأ الطعام إلى الجراء. كما توفر الأم أيضاً الماء للجراء عن طريق التقيؤ.
عادةً ما تبقى الجراء مع أمها لمدة تصل إلى 6 أشهر، وخلال هذه الفترة تتعلم المهارات اللازمة للبقاء على قيد الحياة. بينما تصبح الجراء مستقلة في عمر 3-4 أشهر، ولكنها غالباً ما تساعد في تربية الصغار حتى تصل إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر 22 شهراً تقريباً. وتعيش كلاب الدنغو حتى 10 سنوات في البرية و 13 سنة في الأسر.
الدور في النظام البيئي
تلعب كلاب الدنغو دورًا مهمًا في النظام البيئي الأسترالي. فهي تساعد في تنظيم أعداد الحيوانات العاشبة، مثل الأرانب والكنغر، مما يمنع الرعي الجائر. كما أنها تتغذى على الحيوانات المفترسة الأصغر، مما يساعد في الحفاظ على التوازن البيئي. ومع ذلك، فقد أثر وجود كلاب الدنغو أيضًا على بعض الأنواع المحلية، مثل بعض الطيور والثدييات الصغيرة.
الجدل والتفاعل مع البشر
لطالما كان كلب الدنغو موضوعًا للجدل في أستراليا. فمن ناحية، يُعتبر حيوانًا بريًا أصليًا يلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي. ومن ناحية أخرى، يُعتبر تهديدًا للثروة الحيوانية، حيث يمكن أن يهاجم الأغنام والماشية. وقد أدى هذا إلى جهود مكثفة للسيطرة على أعداد كلاب الدنغو، بما في ذلك إقامة سياج الدنغو، وهو أطول سياج في العالم، للحد من انتشارها.
الحفاظ على كلب الدنغو
على الرغم من أن كلاب الدنغو لا تعتبر مهددة بالانقراض، إلا أن أعدادها النقية في أستراليا معرضة لخطر التهجين الكامل بسبب التهجين مع الكلاب الأليفة. وينتج عن التهجين تهديد أكبر للماشية (حيث تتكاثر هذه الكلاب الهجينة مرتين في العام) وغالباً ما تنتج ذرية أكثر خطورة. مما أدى إلى منع تربية هذه الكلاب كحيوانات أليفة بسبب سلوكها العدواني الفطري. وقد تأسست جمعية الحفاظ على البيئة الأسترالية لحماية وتربية كلاب الدنغو الأصيلة.
التهديدات التي تواجه كلب الدنغو
تواجه كلاب الدنغو عددًا من التهديدات، بما في ذلك:
- فقدان الموائل: يؤدي تدمير الموائل الطبيعية بسبب التنمية البشرية والزراعة إلى تقليل مساحة المعيشة المتاحة لكلاب الدنغو.
- التسميم والصيد: يتم تسميم وصيد كلاب الدنغو في بعض المناطق بسبب الخوف من أنها قد تهاجم الماشية أو الحيوانات الأليفة.
- التزاوج مع الكلاب المنزلية: يؤدي التزاوج بين كلاب الدنغو والكلاب المنزلية إلى إنتاج هجين قد تفقد السمات الفريدة لكلاب الدنغو.
حقائق مثيرة عن كلب الدنغو
- يُعتقد بأنه أقدم كلب بري في العالم، حيث وصل إلى أستراليا مع البشر الأوائل قبل حوالي 4000 – 17000 سنة.
- على الرغم من اسمه، إلا أنه ليس ذئبًا بريًا، بل هو سلالة فريدة من الكلاب تطورت بشكل منفصل عن الأنواع الأخرى من الكلاب.
- يتمتع بسرعة فائقة، حيث يمكنه الركض بسرعة تصل إلى 65 كيلومترًا في الساعة.
- يعيش في مجموعات عائلية تُعرف باسم القطعان، والتي يمكن أن تضم ما يصل إلى 10 أفراد.
- يُعتبر رمزًا ثقافيًا هامًا في أستراليا، ويظهر في العديد من الأساطير والحكايات الشعبية.
ننصحك بالتعرف على” الوشق الأوراسي: دراسة شاملة عن القط المتوحش بالصور” بالضغط هنا