يعتبر الفيل الآسيوي “Asian elephant” أحد أروع الحيوانات الضخمة في العالم.
ويتميز بذكائه وحجمه الهائل وقوته، ويلعب دوراً حيوياً في النظم البيئية التي يعيش فيها.
ولكن للأسف يتم استقلال هذا الحيوان العظيم من قبل البشر، ويتم إجباره على القيام بأمور لم يخلق من أجلها وبطريقة قاسية.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا العملاق اللطيف، حيث نغوص في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة !
الاسم العلمي | Elephas Maximus |
الأسماء الشائعة | الفيل الآسيوي |
الفصيلة | الفيليات |
الموطن | قارة آسيا |
الغذاء | آكلات أعشاب |
المفترسات | الببر |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن الفيل الآسيوي المهدد بالانقراض
ينتمي الفيل الآسيوي إلى فصيلة “الفيليات” وهو أحد أنواع الفيلة الثلاثة، والنوع الوحيد من الفيلة الذي يعيش خارج قارة أفريقيا.
و يتواجد هذا النوع في 13 دولة في جنوب وجنوب شرق آسيا، بما في ذلك الهند ونيبال وبوتان وبنغلاديش وميانمار وتايلاند.
كما يتواجد في لاوس وكمبوديا وفيتنام وماليزيا وإندونيسيا والصين وسريلانكا.
ويعد الفيل الآسيوي أكبر حيوان بري حي في آسيا، وهو ثاني أكبر نوع من الفيلة بعد فيل الأدغال الأفريقي. [1]
البيئة
تتمتع الأفيال الآسيوية بقدرة كبيرة على التكيف مع بيئات متنوعة، حيث تعيش في مجموعة واسعة من الموائل الاستوائية.
حيث يمكن العثور عليها في الأراضي العشبية، والغابات المطيرة، والغابات الموسمية، وحتى في المناطق الجبلية التي تصل إلى ارتفاع 3000 متر.
وهذه المرونة تسمح للأفيال بالاستفادة من مصادر الغذاء والمياه المتاحة في بيئاتها المختلفة. [2]
الأنواع الفرعية للأفيال الآسيوية
يُعرف الفيل الآسيوي بثلاثة أنواع فرعية رئيسية: السريلانكي والهندي والسومطري.
ويعتبر الفيل السريلانكي أكبر الأنواع الفرعية ويتميز بلون جلده الداكن وبقع فقدان الصبغة الواضحة على أجزاء مختلفة من جسده.
وأما الفيل الهندي فيأتي بلون رمادي فاتح مقارنة بالسريلانكي، بينما يتميز الفيل السومطري بلون أفتح من كليهما. [1]
وصف الفيل الآسيوي
- يعد ثاني أكبر أنواع الفيلة، حيث يبلغ ارتفاعه عند الكتف حوالي 2.5 – 3 أمتار ، و يزن حوالي 3 – 5 أطنان.
- يمتلك جلداً سميكاً رمادي اللون ومغطى بالشعر، ويكون عند البالغين متفرقاً، بينما يكون شعر الصغار بنياً وأكثر كثافة.
- يعاني بعض الأفراد من فقدان الصبغة، حيث توجد بقع وردية أو بيضاء على جباههم وآذانهم وأقدامهم.
- تحتوي الجبهة على انتفاخين نصف كرويين، على عكس الجبهة المسطحة للفيل الأفريقي.
- يمتلك الذكور أنياب وهي امتداد للقواطع العلوية، بينما لا تمتلك الإناث أنياب (العاج).
- تكون الأذنان صغيرتان ومطوية جانبياً في النهاية.
الفرق بين الفيل الآسيوي والفيل الأفريقي
يختلف الفيل الآسيوي عن الفيل الأفريقي في عدة جوانب، منها :
- يعتبر الفيل الأفريقي هو الأكبر حيث يصل ارتفاعه إلى 4 أمتار، والفيل الآسيوي يكون أصغر ويصل البالغون إلى 3.5 متر.
- آذان الفيل الأفريقي أكبر بكثير وتشبه خارطة أفريقيا، وأما آذان الفيل الآسيوي أصغر و تشبه خارطة شبه القارة الهندية.
- يمتلك الفيل الأفريقي فصين على طرف خرطومه، بينما يمتلك الفيل الآسيوي فصاً واحداً فقط.
- يمتلك كلا الجنسين في الفيل الأفريقي أنياباً، بينما يمتلك ذكور الفيل الآسيوي الأنياب فقط.
- تتمتع الأفيال الآسيوية ببشرة أكثر نعومة مقارنة بنظيرتها الأفريقية.
- الفيلة الآسيوية هادئة وقابلة للترويض بعكس الفيلة الأفريقية.
سلوك الفيل الآسيوي
تعيش الفيلة الآسيوية حياة متنقلة حيث يتنقلون بشكل متكرر من مكان إلى آخر.
وتبلغ سرعتهم القصوى حوالي 32 كم/ساعة، ويمكنها تسلق التلال بسهولة ولكنها لا تستطيع القفز.
كما تُجيد الفيلة السباحة بشكل جيد ويمكنهم غمر أجسادهم في الماء مع إبقاء خراطيمهم خارج الماء.
وتعد الأفيال من الحيوانات النهارية والليلية حيث تحتاج إلى قضاء الكثير من الوقت في البحث عن الطعام للحفاظ على حجمها الكبير.
فهي تقضي ما بين 12-18 ساعة في البحث عن الطعام وتناوله.
كما تقوم بالاستحمام يومياً بالماء أو الطين أو التراب من أجل تبريد جسمها، وتحتاج إلى 80-200 لتر من الماء يومياً وتستخدم المزيد للاستحمام.
التسلسل الهرمي
تتمتع الأفيال الآسيوية بتسلسل هرمي اجتماعي معقد، حيث تقود الأنثى الأكبر سناً والأكثر خبرة القطيع، وتُعرف باسم “الأم الحاكمة”.
وتتبعها الإناث الأخريات وصغارهن، وعلى الأرجح تكون الإناث مرتبطة ببعضها البعض.
وعندما تموت “الأم الحاكمة”، تتولى الأنثى التالية في التسلسل الهرمي القيادة.
بينما يعيش الذكور البالغين حياة انفرادية، أو يشكلون “مجموعات عزاب” مؤقتة، وينضمون إلى قطعان الإناث للتزاوج فقط. [2]
أصوات الفيل الآسيوي
تتميز الفيلة الآسيوية بثراء لغتها الصوتية، حيث تصدر ثلاثة أصوات أساسية: النهيم، والدمدمة، والزمجرة.
ويعتبر النهيم الصوت الأكثر تنوعاً، إذ يستخدم للتواصل على مسافات متفاوتة، ويمكن أن يتحول من هدير منخفض التردد خلال الإثارة الخفيفة إلى هدير عالٍ للتواصل لمسافات بعيدة.
وأما الدمدمة فتأتي في شكلين: الدمدمة القصيرة التي تعبر عن الصراع والعصبية، والأبواق الطويلة المرتفعة التي تصاحب الإثارة الشديدة.
بينما الزمجرة فتدل على تغير في الحالة المزاجية، وقد يترافق مع ارتداد طرف الخرطوم لإطلاق دوي تهديدي.
ومن المثير للاهتمام أن الأفيال تمتلك قدرة فائقة على التمييز بين الأصوات المختلفة، حتى تلك التي تكون منخفضة.
كما تستخدم الأفيال خرطومها للتواصل، مثل اللمس والشم ورمي التراب والماء. [1]
ذكاء الفيل الآسيوي
تمتاز الأفيال الآسيوية بأدمغة متطورة للغاية، تضاهي في تعقيدها أدمغة البشر والقردة وبعض الدلافين.
حيث تمتلك حجم أكبر من القشرة المخية المتاحة للمعالجة المعرفية من جميع الحيوانات البرية الأخرى.
وهذا التطور الدماغي يتجلى في قدرات معرفية واسعة النطاق، تشمل القدرة على استخدام الأدوات وصناعتها.
وإظهار سلوكيات اجتماعية معقدة مثل الحزن والتعاطف والتعاون واللغة والتقليد.
كما تشير الدراسات إلى أن الأفيال تمتلك ذاكرة قوية وقدرات عالية على التعلم والتكيف.
وعلى الرغم من الاعتقاد الشائع بقدرتها على الشعور بالخطر والهجرة إلى أماكن آمنة خلال الكوارث الطبيعية، إلا أن الأدلة العلمية حول هذا الأمر لا تزال محدودة.
على ماذا يتغذى الفيل الآسيوي؟
الأفيال الآسيوية حيوانات عاشبة تتغذى على مجموعة متنوعة من النباتات، بما في ذلك الأعشاب والأوراق والفواكه والبذور والجذور واللحاء.
و تقضي الأفيال معظم وقتها في البحث عن الطعام، وتستهلك كميات كبيرة من الطعام يومياً.
حيث يمكن أن يأكل الفيل البالغ ما يصل إلى 150 كجم من النباتات في اليوم.
ومن المعروف أنها تتغذى على ما لا يقل عن 112 نوعاً مختلفاً من النباتات.
وتشرب مرة واحدة على الأقل في اليوم ولا تبتعد أبداً عن مصدر دائم للمياه العذبة.
المفترسات
المفترس الوحيد للفيل الآسيوي هو الببر البنغالي، الذي يهاجم صغار الفيلة.
بينما الأفيال البالغة كبيرة جداً والذكور لديها أنياب مثل وحيد القرن الهندي، مما يجعل من الخطر على المفترسات مهاجمتها.
ولتجنب الافتراس، تبقى صغار الأفيال في وسط القطيع وتتم حمايتها. [2]
تكاثر الفيل الآسيوي
تتكاثر الأفيال الآسيوية على مدار العام، ولكن الذروة تكون في مواسم الأمطار.
ويخضع الذكور لظاهرة سنوية تعرف باسم “السُكر”، والتي تعني فيل مثار جنسياً.
وهذه هي الفترة التي يكون فيها مستوى هرمون التستوستيرون أكبر بما يصل إلى 100 مرة من الفترات العادية، وتصبح الذكور
عدوانية.
كما تحدث خلال هذه الفترة إفرازات تحتوي على الفيرمونات بين الحافة الجانبية للعين وقاعدة الأذن.
ويقوم ذكور الفيلة بنشر هذه الإفرازات من وجههم إلى باقي جسمهم، معلينين بذلك جاهزيتهم للتزاوج.
وخلال هذه الفترة يصاب الذكور بمستوى متزايد من العدوانية ويتقاتلون جسدياً مع بعضهم البعض للتنافس على الإناث.
حيث يستخدمون أنيابهم في القتال، ويمكن أن يصابوا أو يُقتلوا أثناء هذه المعارك الدامية. [2]
العناية بالصغار
فترة حمل أنثى الفيل هي الأطول بين جميع الثدييات، حيث تستمر حوالي 22 شهراً.
وتلد الأنثى صغيراً واحداً يسمى “دغفل”، وتعتني الأمهات بصغارهن بعناية فائقة.
حيث تلعب الإناث الأخريات في القطيع أيضاً دوراً في رعاية الصغار، مما يساعد على حمايتهم وتعليمهم المهارات اللازمة للبقاء على قيد الحياة .
وبمجرد أن تلد الأنثى، فإنها لا تتكاثر عادةً مرة أخرى حتى يتم فطام الصغير الأول، مما يؤدي إلى فترة ولادة تتراوح من أربع إلى خمس سنوات.
ويرضع الصغير لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، ويصبح الصغار مستقلون عن والدتهم بعد 5 سنوات، ويصلون لمرحلة النضج الجنسي بعد 10 – 15 عام.
ويمكن للفيل الآسيوي العيش لمدة تصل إلى 60-70 عام في البرية، و80 عاماً في الأسر.
الدور في النظام البيئي
تلعب الأفيال الآسيوية دوراً حاسماً في الحفاظ على النظم البيئية للغابات.
حيث تساعد في الظهور نباتات جديدة، من خلال فتح الغطاء النباتي الكثيف والسماح للشمس بالوصول إلى التربة مما يسمح بنمو نباتات جديدة.
كما تساعد أيضاً في نشر البذور، حيث يمكن للبذور أن تمر عبر الجهاز الهضمي للأفيال وتنبت في مواقع جديدة.
مايهدد الفيل الاسيوي بالانقراض؟
يُصنف الفيل الآسيوي على أنه من الأنواع المهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN).
وذلك بسبب فقدان الموائل والتجزئة والصيد الجائر من أجل العاج واللحوم والجلد.
و بالرغم من ذلك، تبذل جهود كبيرة لحماية الأفيال الآسيوية والحفاظ عليها.
بما في ذلك: إنشاء المحميات الطبيعية وممرات الحياة البرية ، ومكافحة الصيد الجائر.
والعمل مع المجتمعات المحلية لتعزيز التعايش السلمي بين البشر والأفيال. [1]
تأثير الأنشطة البشرية على موائل الأفيال
تعتبر الأنشطة البشرية مثل قطع الأشجار وحرق الغابات وزراعة المحاصيل النقدية من الأسباب الرئيسية لتدمير موائل الأفيال.
وعندما تتقلص مساحة الغابات، تلجأ الأفيال إلى المحاصيل الزراعية بحثاً عن الغذاء، مما يؤدي إلى خسائر فادحة للمزارعين ويزيد من حدة الصراع.
وعلى الرغم من أن بعض أنواع الزراعة التقليدية قد توفر موائل مناسبة للأفيال، إلا أن التوسع العمراني والزراعة المكثفة يهدد هذه الموائل المتبقية.
تجارة العاج
شهدت تجارة العاج في آسيا، وخاصة في تايلاند، ارتفاعاً ملحوظاً خلال العقود الماضية، مما أدى إلى انخفاض حاد في أعداد الأفيال.
وارتبط هذا الطلب المتزايد بالصيد الجائر للأفيال من أجل الحصول على أنيابها وجلودها.
ففي تايلاند، على سبيل المثال، ازدهرت السوق السوداء للعاج، و وصل الأمر إلى قتل العشرات من الأفيال سنوياً للحصول على أنيابها.
وفي فيتنام، أدى النشاط الاقتصادي وزيادة السياحة إلى ارتفاع الطلب على منتجات العاج، مما دفع الصيادين إلى استهداف الأفيال في دول الجوار.
كما لعبت الصين دوراً مهماً في هذه التجارة غير المشروعة، حيث سمحت بتصنيع المنتجات الصيدلانية من جلد الفيل، مما شجع على الصيد الجائر في دول مثل ميانمار.
إساءة معاملة الفيل الآسيوي
تستخدم صغار الأفيال الآسيوية بشكل رئيسي في السيرك، حيث يتم تدريبها على أداء مختلف الحركات البهلوانية للسياح.
وغالباً ما تتعرض صغار الأفيال إلى التقييد والحبس والتجويع والضرب والتعذيب.
ونتيجة لذلك، قد يموت ثلث الصغار، حيث يستخدم المالكون أسلوباً يُعرف باسم “كسر الفيل”.
والذي يستخدم الحرمان من النوم والجوع والعطش “لكسر” روح الفيل وجعله يطيع مالكه.
كيف نحمي الفيل الاسيوي من الانقراض؟
لتحقيق حماية فعالة للفيل الآسيوي من الانقراض، يتطلب الأمر جهوداً متضافرة من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية.
حيث يجب التركيز على مكافحة الصيد الجائر من خلال تشديد القوانين وتطبيقها بشكل صارم، إلى جانب توفير بدائل اقتصادية للسكان المحليين الذين يعتمدون على الغابات.
كما أن إنشاء المحميات الطبيعية وتوسيعها، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة تجارة العاج غير المشروعة، يعد أمراً بالغ الأهمية.
ولا يجب أن ننسى أهمية التوعية المجتمعية بأهمية الحفاظ على هذه الكائنات الرائعة وضرورة حمايتها للأجيال القادمة.
وداعاً، أيها المخلوق العظيم
مستقبل الفيل الآسيوي غير مؤكد، و ستعتمد بقاء هذه المخلوقات الرائعة على جهود الحفظ الفعالة ومعالجة التهديدات التي تواجهها.
ومن خلال العمل معاً، يمكننا ضمان استمرار تجوال الأفيال الآسيوية في البرية للأجيال القادمة.
ما هي أكثر صفة أعجبتك في الفيل الآسيوي؟
هل تعتقد أننا نفعل ما يكفي لحماية هذا النوع المهدد بالانقراض؟ شاركنا رأيك في التعليقات!