يتجول في غابات آسيا الوعرة مخلوق رائع يُعرف باسم الدب الأسود الآسيوي (Asian black bear).
هذا الحيوان المُنعزل، والذي يُطلق عليه أيضاً اسم دب القمر بسبب البقعة البيضاء على صدره.
انضم إلينا في هذه الرحلة ولنكتشف المزيد عن هذا الدب الرائع، ونتعرف على أهمية حمايته لصالح كوكبنا!
الاسم العلمي | Ursus thibetanus |
الأسماء الشائعة | الدب الأسود الآسيوي ، الدب الأسود الهندي ، دب القمر |
الفصيلة | الدببة |
الموطن | باكستان ، أفغانستان ، جبال الهيمالايا ، فيتنام ، الصين ، تايلاند |
المواصفات الشكلية | يمتلك جسم ممتلئ ، والساقان سميكة وقوية ، والقدمين عريضة |
السلوك | حيوانات ليلية منعزلة |
الغذاء | آكلات اللحوم |
المفترسات | الببر ، النمور ، الدببة البنية ، الذئاب ، الوشق الأوراسي |
الخصائص المميزة | حاسة شم قوية ، مخالب حادة ، متسلق بارع |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن الدب الأسود الآسيوي
ينتمي الدب الأسود الآسيوي إلى فصيلة الدببة، وينتشر هذا النوع على نطاق واسع، حيث يقطن شمال باكستان وجنوب أفغانستان.
كما يتواجد في شرق جبال الهيمالايا، وشمال فيتنام، وجنوب الصين وتايلاند. [1]
البيئة
يعيش الدب الأسود الآسيوي في الغابات الرطبة، على المنحدرات الجبلية، وفي المناطق التي تنمو فيها النباتات بكثافة.
بينما يقضي فصل الصيف في الارتفاعات العالية، وينزل إلى الوديان خلال فصل الشتاء.
كما أنه يغادر الغابات من حين لآخر ليتغذى في السهول.
شكل الدب الأسود الآسيوي
- يختلف الحجم بين الذكور والإناث، حيث يبلغ وزن الذكور عادة من 110 – 150 كجم. بينما تزن الإناث من 65 – 90 كجم.
- يبلغ طول الرأس والجسم من 120 – 180 سم، بينما يبلغ طول الذيل من 6.5 – 10.6 سم.
- يكون الرأس كبير ومستدير، والعينان صغيرتان. والأذنان كبيرتان.
- يمتلك جسم ممتلئ، والساقان سميكة وقوية، والقدمين عريضة.
- الذيل قصير وغير مرئي تقريباً تحت طبقة سميكة من الفرو الخشن.
- يكون لون الفرو أسود ويحتوي على شكل “V” بلون بيج فاتح إلى أبيض على منطقة الصدر.
سلوك الدب الأسود الآسيوي
الدببة السوداء الآسيوية هي في المقام الأول حيوانات ليلية منعزلة، وتنام في الأشجار المجوفة أو في كهف خلال النهار.
وتتميز بقدرتها على السباحة بشكل جيد، وتُسهل مخالبها القصيرة (5.08 سم) تسلق الأشجار.
حيث تقضي نصف حياتها في الأشجار وهي واحدة من أكبر الثدييات الشجرية.
ولكن بعض الدببة الكبيرة في السن ثقيلة جدا بحيث لا يمكنها التسلق.
وتسير الدببة على باطن القدمين في الأرض، وعادةً ما تمشي على أربع أرجل.
ولكنها تقف على قدميها الخلفيتين عندما تقاتل، وتضرب عدوها بمخالبها الأمامية. [2]
التواصل والإدراك
تتمتع الدببة السوداء الآسيوية بقدرة استثنائية على الرؤية والسمع والشم.
وتتواصل صوتياً وتستخدم حاسة السمع القوية لديها للمساعدة في الاستماع إلى هذه الأصوات.
كما تستخدم الدببة حاسة الشم الحادة لديها للتواصل مع أفراد آخرين من نوعها.
حيث تفعل ذلك عن طريق التبول والتغوط، وعن طريق الفرك بالأشجار لترك رائحتها لكي تكتشفها الدببة الأخرى. [1]
سبات الدببة السوداء الآسيوية
لا تدخل جميع الدببة السوداء الآسيوية في سبات شتوي، على الرغم من أن العديد منها تفعل ذلك خاصةً الإناث الحوامل.
وعادةً ما تخزن الدهون خلال أواخر الصيف لاستخدامها خلال أشهر الشتاء في السبات الشتوي.
وقد تنام بعضها طوال فترة الشتاء، بينما قد تدخل بعضها الآخر في السبات الشتوي فقط خلال أشد فترات الطقس الشتوي قسوة. [2]
سلوكيات السبات
تتبع الدببة السوداء الآسيوية نفس السلوكيات خلال السبات الشتوي مثل الدببة الأخرى.
حيث لا تُفرز اليوريا أو المواد البرازية الصلبة، بل تُحول الفضلات إلى بروتينات.
وخلال فترات السبات الشتوي، ينخفض معدل ضربات القلب من 40 – 70 نبضة في الدقيقة إلى 8 – 12 نبضة في الدقيقة.
كما ينخفض معدل الأيض بنسبة 50%، وتنخفض درجة حرارة الجسم بمقدار 3 – 7 درجات مئوية فقط.
الجدل العلمي
نظراً لحقيقة أن درجة حرارة جسم الدببة السوداء الآسيوية، وكذلك العديد من الدببة الأخرى، لا تنخفض بشكل كبير ويمكن إيقاض الدب بسهولة.
لا يعتبر بعض علماء الفسيولوجيا البيئية فترة خمول الدب سباتاً شتوياً حقيقياً.
بينما يجادل آخرون بأنها سبات شتوي حقيقي، نظراً لانخفاض معدل نبضات القلب بنسبة 50%.
غذاء الدب الأسود الآسيوي
تتمتع الدببة السوداء الآسيوية بحاسة شم حادة تُمكنها من تحديد موقع اليرقات والحشرات الأخرى على عمق يصل إلى حوالي متر واحد تحت الأرض.
وعلى الرغم من تصنيفها كآكلة للحوم، إلا أن الدببة السوداء الآسيوية تُعد نباتية في المقام الأول.
حيث تشير الدراسات الحديثة إلى أن المكسرات من أشجار الزانيّة تُشكل أعلى نسبة من الأطعمة التي تتناولها خلال فصل الخريف.
القدرة على التكيف مع الظروف
بشكل عام، يتكون نظامها الغذائي الطبيعي من الفواكه والجذور والدرنات، بالإضافة إلى اللافقاريات والفقاريات الصغيرة والجاموس والجيف.
ولكن، في حالات نقص الغذاء أو توافره بشكل ضعيف، تلجأ الدببة السوداء الآسيوية إلى تجريد لحاء الأشجار للحصول على العناصر الغذائية التي تفتقر إليها.
كما أنها تستفيد من الفرائس التي قتلتها الببور، مما يُظهر قدرتها على التكيف مع مختلف مصادر الغذاء المتاحة في بيئتها.
مفترسات الدب الأسود الآسيوي
على الرغم من قوتها وحجمها، تتعرض الدببة السوداء الآسيوية للافتراس من قبل بعض الحيوانات المفترسة في البرية.
وتشمل هذه الحيوانات الببر والدببة البنية، الذين يُعدّان من أشد المنافسين لها على مصادر الغذاء والموائل.
كما تُشكل النمور خطراً على أشبال الدببة، حيث تُعرف بمطاردة وقتل الصغار الذين يقل عمرهم عن عامين.
بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر قطعان الذئاب والوشق الأوراسي من الحيوانات المفترسة المحتملة لأشبال الدببة.
تكاثر الدب الأسود الآسيوي
تختلف أوقات التكاثر بشكل كبير بين مجموعات الدببة السوداء الآسيوية المختلفة.
ويوجد تسلسل هرمي اجتماعي مرتبط بالعمر و وزن الجسم للدببة الذكور، ولا تتزاوج إلا الذكور الأكبر حجمًا مع الإناث.
حيث تقل فرص التزاوج بالنسبة للذكور صغيرة الحجم (أقل من 80 كجم).
بينما تستمر فترة حمل الأنثى 7 – 8 أشهر، وتولد الصغار في كهف أو شجرة مجوفة في أوائل الشتاء.
وعادةً ما يكون هناك 2 صغار في كل مرة، ومثل باقي أنواع الدببة، لدى الإناث زراعة متأخرة.
حيث يطفو الجنين بحرية في الرحم قبل أن يغرس في بطانة الرحم.
العناية بالصغار
لا تستطيع الصغار فتح عيونها حتى مرور أسبوع واحد، ولا يتم فطامها بالكامل حتى مرور أكثر من 3 أشهر.
وتعيش الصغار مع أمهاتها حتى يصلون إلى سن عامين أو ثلاثة أعوام.
بينما يصلون لمرحلة النضج الجنسي عند عمر 3 – 4 سنوات.
ويمكن لدببة السوداء الآسيوية العيش قرابة 25 عاماً في البرية، بينما عاش أحد الدببة في الأسر قرابة 44 عام.
الدور في النظام البيئي
تُعدّ الدببة السوداء الآسيوية فريسة للببر السيبيري، حيث تُشكل جزءاً هاماً من سلسلة الغذاء في الغابات الآسيوية.
وتُساهم الدببة في التحكم في أعداد الحشرات ونشر البذور في الغابة.
كما تتغذى الدببة على بقايا الحيوانات التي تُقتلها الببور، مما يساعد على إزالة الجيف من البيئة.
وعلى الرغم من هذا، فإن تلك العادة تجعلها عرضة لهجمات الببور عندما تعود للبحث عن فرائسها وتجد الدببة تتغذى على بقاياها.
حالة حفظ الدب الأسود الآسيوي
يواجه موطن الدببة السوداء الآسيوية خطراً داهماً بسبب الصيد الجائر وإزالة الغابات.
وللأسف، لا تُبذل جهود كافية لوقف الانخفاض المستمر في أعداد هذه الحيوانات المهددة بالانقراض.
حيث تتسبب إزالة الغابات والأنشطة البشرية الأخرى في تدمير هذا التنوع، حتى في المناطق المحمية.
مما يُعيق قدرة الموائل على دعم أعداد كافية من الدببة.
ونتيجة لذلك، أصبحت مجموعات الدببة السوداء الآسيوية معزولة بشكل متزايد، مما يُفاقم من صعوبة بقائها.
الختام
إن مُستقبل الدب الأسود الآسيوي يعتمد على جهودنا المشتركة لحماية هذه الأنواع والبيئة التي تُعيش فيها.
وما زال هناك بصيص أمل، فجهود حماية الدببة السوداء الآسيوية تُبذل من قبل المنظمات البيئية والحكومات والمجتمعات المحلية.
ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من العمل لضمان بقاء هذه الحيوانات على المدى الطويل.
ننصحك بالتعرف على ” النمس الأصفر: الساحر الصغير ذو الفرو الذهبي“