عجل البحر الملتحي: معلومات وحقائق عن هذا الكائن المدهش بالصور

في قلب المحيط المتجمد الشمالي، حيث الجليد يغطي المياه والأجواء باردة قاسية، يعيش كائن بحري فريد يتميز بجمال خاص وشخصية هادئة.

إنه عجل البحر الملتحي “Bearded seal” هذا المخلوق المدهش، بشواربه الكثيفة التي تشبه اللحية، يثير فضول العلماء وعشاق الطبيعة على حد سواء.

في هذا المقال، سننطلق في رحلة استكشافية إلى عالم عجل البحر الملتحي، نتعرف على خصائصه وسلوكه ودورة حياته.

عجل البحر الملتحي: معلومات وحقائق عن هذا الكائن المدهش بالصور
الاسم العلميErignathus barbatus
الأسماء الشائعةعجل البحر الملتحي، الفقمة الملتحية، الفقمة ذات الزعانف المربعة
الفصيلةالفقمات الحقيقية
الموطنالقطب الشمالي
حالة الحفظأقل إثارة للقلق

موطن عجل البحر الملتحي

البيئة

يفضل عجل البحر الملتحي العيش في مياه القطب الشمالي الضحلة (عمق أقل من 200 متر) والمناطق الجليدية الكثيفة.

حيث تعتمد على الجليد العائم للراحة والتنقل لمسافات طويلة، مما يجعل هجرتها موسمية تتبع تحركات الجليد: جنوباً في الشتاء وشمالاً في الصيف.

ورغم اعتمادها الرئيسي على الجليد، فإنها قد تسحب فرائسها إلى البر أو الشواطئ الحصوية في الصيف عندما يصبح الجليد نادراً.

شكل عجل البحر الملتحي

  • هناك نوعان فرعيان معترف بهما من هذه الفقمة: عجول البحر الشرقية والغربية.
  • تتميز بزعانف أمامية مربعة الشكل وشعيرات سميكة على خطمها.
  • تعد أكبر الفقمات الشمالية، وتعتبر الإناث أكبر حجماً من الذكور.
  • يتراوح طولها بين 2.1 – 2.7 متر، و وزنها بين 200 – 430 كجم.
  • يبدو رأسها صغيراً نسبياً مقارنة بجسمها الطويل.
  • يكون لون البالغين بني رمادي (أغمق على الظهر)، ونادراً ما تظهر بقع باهتة أو داكنة.
  • تولد الصغار بفراء بني رمادي مع بقع بيضاء متناثرة على الظهر والرأس.
  • تمتلك زوجين من الحلمات، وهي سمة تشترك فيها فقط مع فقمة الراهب.
  • يحتوي جسمها على نسبة عالية من الدهون تتراوح بين 25 – 40%.
  • يساعدها فراؤها ودهونها على البقاء في الظروف القاسية للقطب الشمالي.
عجل البحر الملتحي: معلومات وحقائق عن هذا الكائن المدهش بالصور

سلوك عجل البحر الملتحي

عجل البحر الملتحي حيوان منعزل يفضل العيش منفرد على كتل الجليد، حتى في المناطق المزدحمة.

وينشط نهاراً للبحث عن الطعام في البحار الشمالية الضحلة بالمحيط الأطلسي، ويتميز بذكائه في مراقبة المفترسات أثناء وجوده على الجليد.

وخلال موسم التكاثر، تُظهر سلوكاً إقليمياً، حيث يقضي الذكور وقتاً أطول على الجليد ويطلقون أصواتاً عالية لجذب الإناث أو تحذير المنافسين.

التواصل

يعتبر ذكر عجل البحر الملتحي من أكثر الكائنات البحرية التي تمتلك العديد من الأصوات، خاصة خلال موسم التكاثر في الربيع.

حيث يطلق الذكر أغاني قصيرة (لا تتجاوز الدقيقة) تجمع بين الإيقاع الرتيب والتناغم الغريب، تتخللها أصوات كالتغريد والهمهمات والفرقعة.

وأثناء أداء الأغنية، يقوم الذكر بالغوص في حركة دائرية بطيئة مع إطلاق فقاعات، ثم يعود إلى السطح.

ويعتقد أن هذا السلوك جزء من طقوس المغازلة أو تحديد مناطق التكاثر.

عجل البحر الملتحي: معلومات وحقائق عن هذا الكائن المدهش بالصور

غذاء عجل البحر الملتحي

يتغذى عجل البحر الملتحي بشكل رئيسي على الكائنات الصغيرة في قاع المحيط، مثل المحار والحبار والأسماك، مستخدماً شواربه الحساسة للبحث عن الفريسة في الرواسب الطينية.

وتشمل وجباتها الصيفية اللافقاريات كشقائق النعمان وديدان البحر، بالإضافة إلى الأسماك والأخطبوط، التي تعد أكبر فرائسها.

وتتميز هذه الفقمة بمرونة في الصيد، حيث تستهدف الأسماك القاعية والسطحية على حد سواء.

المفترسات

عجل البحر الملتحي: معلومات وحقائق عن هذا الكائن المدهش بالصور

تكاثر عجل البحر الملتحي

يتزاوج الذكور مع أكثر من أنثى خلال موسم التكاثر الذي يحدث بين شهري مارس ويونيو، مع ذروة النشاط في مايو.

وبعد التزاوج، يغادر الذكور ولا يقدمون أي رعاية للصغار، ولا تقيم الفقمات روابط طويلة الأمد مع شركائها.

وأحياناً يتنافس الذكور على الإناث، وقد يستخدمون الغناء كجزء من طقوس المغازلة أو كتحذير إقليمي.

العناية بالصغار

تلد الإناث صغارها على كتل جليدية طافية صغيرة في المياه الضحلة، ويدخل الجراء الماء بعد ساعات فقط من الولادة.

حيث يصبحون غواصين ماهرين بسرعة، وتعتني الأمهات بالصغار لمدة 18 – 24 يوم، ولا تأكل خلال هذه الفترة حتى يتم فطام الصغار.

وتنمو الجراء بمعدل سريع، حيث تستهلك حوالي 8 لترات من الحليب يومياً وتصل إلى وزن 100 كجم عند الفطام.

ويكون لدى الجراء التي يتم فطامها في أواخر الصيف متسع من الوقت لتكوين طبقة دهنية قبل الشتاء.

وعادةً ما تبدأ دورة تزاوج جديدة مباشرة بعد فطام الصغار، وتصل الإناث إلى النضج الجنسي بين 3 – 8 سنوات، بينما ينضج الذكور بين 6 – 7 سنوات.

ومعظم عجول البحر الملتحية تعيش حتى 25 عاماً، لكن بعضها قد يعيش حتى 31 عاماً.

عجل البحر الملتحي: معلومات وحقائق عن هذا الكائن المدهش بالصور

حالة حفظ عجل البحر الملتحي

على الرغم من أن عجول البحر الملتحية ليست مهددة بالانقراض حالياً وتصنف على أنها “أقل إثارة للقلق” من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

إلا أنها تواجه تحديات كبيرة مثل تدمير الموائل، والصيد الجائر لفرائسها، وتأثيرات تغير المناخ التي قد تقلل من الجليد البحري الضروري لبقائها.

بالإضافة إلى ذلك، تشمل التهديدات المحتملة الصيد العرضي من قبل معدات الصيد التجارية.

الدور في النظام البيئي

يلعب عجل البحر الملتحي دوراً مهماً في النظام البيئي كحيوان مفترس رئيسي للرخويات والقشريات والأسماك والأخطبوطات.

وتتنافس مع أنواع زعنفيات الأقدام الأخرى على الغذاء، حيث تعتبر حيوانات الفظ منافسها الرئيسي.

بالإضافة إلى ذلك، تعد عجول البحر الملتحية فريسة ثانوية للدببة القطبية (التي تفضل الفقمة الحلقية كفريسة أساسية).

كما أنها تعد فريسة للحيتان القاتلة وحيوانات الفظ، مما يجعلها جزءاً حيوياً في السلسلة الغذائية البحرية.

وداعاً، أيها المخلوق الفريد

بعد هذه الجولة في عالم عجل البحر الملتحي، نأمل أن تكونوا قد تعرفتم على هذا الكائن المدهش.

ندعوكم لمشاركة آرائكم وتعليقاتكم في قسم التعليقات.

عجل البحر الملتحي: معلومات وحقائق عن هذا الكائن المدهش بالصور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top