في قلب السهول الأفريقية المترامية الأطراف، حيث تتناثر قطعان الحيوانات البرية وتتراقص أشعة الشمس على العشب الذهبي.
يعيش كائن رشيق ورائع يجسد جمال وقوة الطبيعة، إنه ظبي القوفز “Springbok”، الذي يتميز برشاقته الفائقة وقدرته على القفزات المذهلة.
في هذه المقالة، سنغوص في عالم هذا المخلوق المدهش، ونتعرف على خصائصه وسلوكه وحياته في البيئة الأفريقية الفريدة.
الاسم العلمي | Antidorcas marsupialis |
الأسماء الشائعة | ظبي القوفز |
الفصيلة | الظباء |
الموطن | قارة أفريقيا |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن ظبي القوفز
ينتمي ظبي القوفز إلى فصيلة الظباء، ويعيش في المناطق الجافة في جنوب وجنوب غرب أفريقيا.
ويشمل نطاقها ناميبيا وبوتسوانا وجنوب أفريقيا وأجزاء من أنغولا. [1]
البيئة
تتواجد ظباء القوفز حالياً بشكل رئيسي في المحميات الطبيعية والمزارع الموجودة في مناطق السافانا الخالية من الأشجار بالقرب من قيعان البحيرات الجافة.
تاريخياً، امتدت مناطق تواجدها عبر المراعي الجافة والأراضي الحرجية والشجيرات في جنوب غرب وجنوب أفريقيا.
وكانت تقوم بهجرات موسمية في الأجزاء الجنوبية من هذه المناطق، وهذه الهجرات أصبحت نادرة في الوقت الحالي.
ولكن لا يزال من الممكن ملاحظة تجمعات موسمية للظباء في المناطق التي تتميز بغطاء نباتي قصير ومناسب، مثل صحراء كالاهاري. [2]
شكل ظبي القوفز
- هناك ثلاثة أنواع فرعية من ظباء القوفز، تختلف في حجمها ولونها.
- يصل ارتفاع الظبي البالغ إلى حوالي 71-86 سم عند الكتف.
- يتأثر حجم و وزن ظباء القوفز بتوافر البروتين في غذائها خلال فصل الشتاء.
- تمتلك خطوط داكنة على الوجه، وبقعة داكنة على الجبهة، وأذنين طويلتين.
- عادةً ما يكون لون الظباء بنياً فاتحاً، مع شريط بني محمر داكن على الجانبين، وبطن أبيض.
- توجد أيضاً أشكال سوداء وبيضاء نقية تم تطويرها في بعض المزارع.
- يمتلك كلا الجنسين قروناً سوداء تنحني للخلف، ولكنها قد تكون أرق عند الإناث في بعض الأنواع الفرعية.
الفرق بين ظبي القوفز والغزلان
يتميز ظبي القوفز عن الغزلان بعدة اختلافات، منها وجود شعر أبيض مخفي بالكامل تقريباً بواسطة الشعر البني.
ويمكن إظهار الشعر الأبيض عند الإثارة، وهذه سمة رئيسية تميز هذه الظباء عن الغزلان.
كما تختلف هذه الظباء بوجود ضرسين فقط على جانبي الفك بدلاً من ثلاثة، مما يجعل عدد الأسنان 28 بدلاً من 32 كما في أسنان الغزلان.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز ظبي القوفز بتركيب أنف أقوى وأعرض، وخدود أكثر عضلية، واختلافات في شكل القرون. [1]
سلوك ظبي القوفز
تنشط ظباء القوفز غالباً عند الفجر والغسق، ويتغير نشاطها حسب الطقس؛ فقد تتغذى ليلاً في الجو الحار، وفي منتصف النهار في الأجواء الباردة.
وتستريح في الظل أو تنام في العراء عندما يكون الطقس بارداً.
وتشبه بنيتها الاجتماعية بنية غزال طومسون، حيث يعيش الذكور في مجموعات منفردة أو يتجولون سوياً خلال موسم التزاوج بحثاً عن شريكات.
بينما تعيش الإناث مع صغارها وعدد قليل من الذكور المهيمنة في مجموعة أخرى.
وتكون الظباء الموجودة على أطراف القطيع أكثر حذراً، وتقل اليقظة مع زيادة حجم المجموعة.
وعندما تشعر ظباء القوفز بالخطر أو الإثارة، تقوم بقفزات عالية تصل إلى 3.5 متر، ويعتقد أنها آلية لتشتيت انتباه الحيوانات المفترسة.
كما أن الظباء سريعة جداً، حيث تصل سرعتها إلى 88 كم/ساعة، وعادةً ما تتجاهلها آكلات اللحوم ما لم تكن في موسم التزاوج.[2]
العيش في مجموعات
اعتاد ظبي القوفز العيش في قطعان ضخمة، ولكنه الآن يوجد بأعداد قليلة في مناطق محدودة مثل المزارع الخاصة والمحميات.
وخلال فترة التزاوج، ينشئ الذكور مناطق ويحددونها بالتبول وإيداع أكوام كبيرة من الروث، وتتجول الإناث في مناطق ذكور مختلفة.
وخارج فترة التزاوج، يمكن أن تتراوح القطعان المختلطة بين الجنسين من ثلاثة أفراد إلى 180 فرداً.
بينما لا يزيد عدد قطعان الذكور العزاب عادةً عن 50 فرداً، وتكون قطعان الإناث والصغار أصغر بكثير، ولا تضم عادةً أكثر من 10 أفراد.
غذاء ظبي القوفز
تعتمد ظباء القوفز في غذائها على الأعشاب والنباتات المتوفرة في بيئتها، وتنتقل بين مصادر الغذاء المختلفة حسب الموسم.
وخلال موسم الجفاف، عندما تقل المياه، تلجأ الظباء إلى أكل الزهور التي تحتوي على كمية مياه أكبر من العشب الجاف.
وهذه القدرة على التكيف مع نقص المياه تجعلها قادرة على البقاء في المناطق التي تعاني من الجفاف بشكل متكرر، حيث لا تتوفر مصادر مياه ثابتة.[2]
المفترسات
تعد ظباء القوفز فريسة للعديد من الحيوانات الأخرى، بما في ذلك الفهود والأسود والنمور والضباع المرقطة والكلب البري الأفريقي والوشق الصحراوي والتماسيح والثعابين.
كما أن صغارها مهددة من قبل القطط البرية والذئاب الأفريقية والعقاب المقاتل.
وعادةً ما تكون الظباء هادئة، ولكنها قد تصدر بعض الأصوات المنخفضة أو الشخير عند الشعور بالخطر.[1]
تكاثر ظبي القوفز
تتكاثر ظباء القوفز عادةً خلال موسم الجفاف، وتلد في بداية موسم الأمطار عندما تكون الموارد وفيرة.
ويمكن للإناث أن تلد مرتين في السنة، وحتى ثلاث مرات إذا مات أحد الصغيرين.
وتستمر فترة الحمل من أربعة إلى ستة أشهر، وتلد الأنثى عادةً صغيراً واحداً، ونادراً ما يكون توأماً.
وترعى الأم صغيرها وتحافظ عليه مخفياً في الغطاء النباتي لحمايته من الحيوانات المفترسة.
ويعود الصغير مع أمه إلى القطيع بعد حوالي ثلاثة إلى أربعة أسابيع من الولادة، ويتم فطامه في عمر خمسة أو ستة أشهر.
وتستطيع الإناث الحمل في وقت مبكر يصل إلى ستة إلى سبعة أشهر، في حين لا يصل الذكور إلى مرحلة النضج الجنسي حتى عامين.
وتعيش ظباء القوفز عادةً من 7 – 9 سنوات، وتصل إلى 10 سنوات في بعض الحالات. [1]
حالة الحفظ
يعتبر ظبي القوفز من الحيوانات “الأقل إثارة للقلق” وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
حيث لا توجد تهديدات رئيسية معروفة تهدد بقاءه على المدى الطويل.
ويعتبر من الأنواع القليلة من الظباء التي تشهد زيادة في أعدادها.
وينتشر في العديد من المناطق المحمية في عدة بلدان أفريقية، مثل بوتسوانا وناميبيا وجنوب إفريقيا.
وتشير التقديرات إلى وجود أعداد كبيرة من الظباء في جنوب أفريقيا، مع وجود بعض التباين في التقديرات.
بالإضافة إلى ذلك، تتم إدارة الظباء بنشاط في العديد من الأراضي الخاصة، وقد تم إدخال أعداد صغيرة منها إلى مناطق أخرى في جنوب أفريقيا.[1]
الدور في النظام البيئي
يلعب ظبي القوفز دوراً هاماً في النظام البيئي كحيوان رعي، حيث يساهم في الحفاظ على توازن الغطاء النباتي من خلال تغذيه على الأعشاب والشجيرات.
كما يعد فريسة للعديد من الحيوانات المفترسة، مما يجعله جزءاً أساسياً من السلسلة الغذائية.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب دوراً في تخصيب التربة من خلال فضلاته، مما يعود بالنفع على نمو النباتات.
وداعاً، أيها المخلوق الرشيق
بعد هذه الرحلة في عالم ظبي القوفز، نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بمعرفة المزيد عن هذا الكائن الرشيق والمدهش.
ندعوكم لمشاركة آرائكم وتعليقاتكم في قسم التعليقات.