صقر الغزال “Saker falcon” ليس مجرد طائر جارح مهيب، بل هو رمز للقوة والحرية والبراعة.
لطالما أسر قلوب العرب وألهم شعراءهم وفرسانهم.
في هذه المقالة، سنغوص في عالم صقر الغزال، لنتعرف على خصائصه وموطنه وأهميته الثقافية في التراث العربي.
الاسم العلمي | Falco cherrug |
الأسماء الشائعة | صقر الغزال، صقر الشرق، الصقر التُرُمْدِي، ويسمى خطأً بالحُرّ |
الفصيلة | الصقور |
الموطن | أوروبا وآسيا |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن صقر الغزال
صقر الغزال هو طائر جارح ينتمي إلى فصيلة الصقور، وهو نوع كبير من الصقور (أكبر من الصقر الحر) يتكاثر من أوروبا الوسطى شرقاً إلى منشوريا.
وهو مهاجر جزئياً، حيث يهاجر جزء من الصغار في أوروبا بينما يبقى البالغون.
ويقضي هذا الصقر المهاجر من أوروبا وغرب آسيا الشتاء في منطقة الساحل الأفريقي، عابراً الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية وباكستان.
حيث يتعرض للفخاخ غير القانونية، بينما تقضي الطيور المهاجرة شرقاً من جبال ألتاي الشتاء في هضبة تشينغهاي-التبت. [1]
البيئة
يعيش صقر الغزال في المراعي المفتوحة ويفضل أن يكون بين الأشجار أو المنحدرات.
وتعشش عادةً في أعشاش مهجورة لطيور أخرى، بل وقد تطرد أصحابها منها، ونادراً ما تُشاهد وهي تبني أعشاشاً بنفسها.
وتختار هذه الطيور مواقع تعشيشها على ارتفاع يتراوح بين 15 – 20 متراً فوق سطح الأرض في الأشجار الواقعة في المتنزهات والغابات المفتوحة على حافة خط الأشجار.
وأما في المناطق الوعرة، فتفضل التعشيش على حواف المنحدرات على ارتفاع يتراوح بين 8 – 50 متراً فوق القاعدة.
تاريخ صقر الغزال
يعتبر صقر الغزال طائراً وطنياً لعدة دول منها المجر ومنغوليا والعديد من الدول العربية.
وقد استُخدم في رياضة الصيد بالصقور في شبه الجزيرة العربية منذ القدم، حيث يشكل جزءاً لا يتجزأ من التراث والثقافة العربية لأكثر من 9000 عام.
ويمكن تهجين صقر الغزال مع صقر الشاهين لإنتاج صقور تُستخدم في مكافحة الطيور الكبيرة التي تعتبر آفات زراعية. [1]
شكل صقر الغزال
- هناك أربعة أنواع فرعية معترف بها، ويتشابه الذكور والإناث في المظهر باستثناء الحجم، حيث تكون الإناث أكبر.
- يعتبر صقر الغزال صقراً كبيراً، أكبر من الصقر الحر العادي ويكاد يضاهي حجم صقر الجير.
- يتراوح طوله بين 45 – 57 سم، بينما يتراوح طول جناحيه بين 97 – 126 سم.
- يزن الذكور بين 730 – 990 جراماً، بينما تزن الإناث بين 970 – 1300 جرام.
- اللون هو بني داكن من الجزء العلوي وأبيض مصفر مع خطوط أفقية كثيفة في الجزء السفلي، مع ذلك قد تختلف الأنماط قليلا من طائر لآخر.
- يمتلك مخالب حادة ومنحنية، تستخدم في المقام الأول للإمساك بالفريسة.
- يستخدم منقاره القوي المعقوف لقطع العمود الفقري للفريسة.
سلوك صقر الغزال
تُعرف صقور الغزال بشراستها وإصرارها في الصيد، ما يجعلها مرغوبة لدى الصقارين.
فبمجرد تحديد الفريسة، تُظهر هذه الصقور مثابرة عالية في مطاردتها، حتى داخل الشجيرات.
تاريخياً في الشرق الأوسط، استُخدمت لملاحقة الطرائد الكبيرة كالغزلان، لتسهيل مهمة كلاب السلوقي في الإمساك بها وقتلها.
وتعتبر صقور الغزال صيادين صبورين، حيث تحوم في الهواء أو تجلس لساعات لمراقبة الفريسة وتحديد موقعها بدقة قبل الانقضاض عليها.
وتتميز الإناث بهيمنتها على الذكور، وقد تتنافس فيما بينها على سرقة الفرائس. [2]
التواصل
تتواصل الصقور الحرة صوتياً، وتعتمد الأنثى على نغمة معينة تحث بها صغارها على الأكل.
ونداءات الذكور خلال عروضها الجوية لجذب الإناث، والتي قد تشاركها النداء في حال القبول، كما تستخدم الصقور نداءات قوية لإبعاد المتطفلين.
وأما لغة الجسد فتتضمن وضعية “التهديد المنتصب” العدوانية للدفاع عن الصغار أو العش، و وضعية “الانحناء” للتودد أو الخضوع للشريك.
حيث يختلف شكل الانحناء في حالة الخضوع بتوجيه المنقار إلى الجانب.
غذاء صقر الغزال
يتكون النظام الغذائي لصقر الغزال خلال موسم التكاثر بشكل أساسي من الثدييات الصغيرة كالسناجب والأرانب بنسبة تتراوح بين 60-90%.
وفي غير موسم التكاثر، تنخفض نسبة الثدييات لصالح الطيور الأرضية والطائرة كالبط والبلشون والحمام بنسبة 30-50%، خاصة في الغابات، وقد تشمل الفرائس أيضاً السحالي الكبيرة .
وهو يصطاد غالباً بالمطاردة الأفقية، بدلاً من انقضاض صقور الشاهين من ارتفاع شاهق. [2]
صقر الغزال: ثالث أسرع حيوان في العالم
يعتبر صقر الغزال من أسرع الطيور في العالم، حيث يصنف كثاني أسرع طائر طيراناً على مستوى الأرض بعد طائر السمامة بيضاء الحلق (مع وجود بعض الشكوك حول هذا التصنيف).
حيث يستطيع الوصول إلى سرعة تصل إلى 150 كيلومتراً في الساعة.
وعلى نطاق أوسع، يعد صقر الغزال ثالث أسرع حيوان في العالم بشكل عام، بعد كل من الصقر الشاهين والعقاب الذهبي.
وتشترك هذه الأنواع الثلاثة في قدرتها على تنفيذ انقضاض عالي السرعة، حيث تقترب سرعتها من 300 كيلومتر في الساعة. [1]
تزاوج صقر الغزال
في موسم التزاوج، يُظهر ذكر الصقر استعداده للتزاوج من خلال الطيران حول الأنثى وعرض مهاراته في الصيد.
إما بالإمساك بالفريسة بمخالبه أثناء الطيران أو بتقديمها كهدية للأنثى، في محاولة لإثبات قدرته على إعالتها وتوفير الغذاء لها وللصغار المحتملين.
وتضع الأنثى من 2 – 6 بيضات، وتستمر فترة حضانة البيض من 32 – 36 يوماً. [2]
العناية بالفراخ
تبدأ الفراخ بالطيران بعد حوالي 45 – 50 يوماً، لكنها تبقى معتمدة على والديها في الطعام لمدة تتراوح بين 30 – 45 يوماً أخرى.
وتبدأ الصقور بالتكاثر عادةً بين سنتين وثلاث سنوات، وتعيش الصقور البرية عادةً من 5 – 7 سنوات، وقد تصل إلى 10 سنوات.
بينما تعيش الصقور في الأسر لفترة أطول تتراوح بين 15 – 20 عاماً، وقد تصل إلى 25 عاماً.
حالة حفظ صقر الغزال
يعتبر صقر الغزال مهدداً بالانقراض، ويفضل الصقارون إناث صقور الغزال لكبر حجمها، مما أدى إلى اختلال التوازن بين الجنسين في أعدادها البرية.
حيث يفوق عدد الذكور عدد الإناث، ويُقدّر أن حوالي 90% من الصقور التي تصطاد سنوياً (نحو 2000) خلال هجرة الخريف هي من الإناث.
كما يفضل الصقارون اصطياد الصقور الصغيرة (حوالي عام واحد) لسهولة تدريبها.
وعلى الرغم من أن عدد الصقور المُصطادة قد لا يؤثر بشكل كبير على الأنواع، إلا أن تفضيل الإناث هو العامل الرئيسي المؤثر.
كما تتأثر أعداد الصقور باستخدام المبيدات الحشرية وتدمير مواطنها.
ويعود آخر تقدير لأعدادها البرية إلى عام 1982 (100 ألف زوج)، وهو رقم قد يكون أقل من الواقع. [2]
الدور في النظام البيئي
تعد الصقور من الطيور الجارحة المفترسة الهامة في النظام البيئي.
حيث تلعب دوراً حيوياً في تنظيم أعداد الثدييات الصغيرة كالقوارض والأرانب البرية، والطيور متوسطة الحجم كالحمام والزرزور.
كما يعتبر وجود الصقور مؤشراً على صحة النظام البيئي وتنوعه الحيوي.
وداعاً، أيها الطائر الكبير
وهكذا، نكون قد ألقينا نظرة على صقر الغزال، هذا الطائر المهيب الذي يجمع بين القوة والجمال والبراعة، والذي حظي بمكانة مرموقة في التراث العربي.
ندعوكم الآن للمشاركة بآرائكم وتجاربكم في التعليقات.
هل لديكم قصص أو معلومات أخرى عن صقر الغزال ترغبون بمشاركتها؟
نرحب بجميع مساهماتكم لإثراء هذا الموضوع.