ثعلب السافانا: تخيل عالماً مليئاً بالثعالب ذات الألوان والأحجام المختلفة، والتي تتجول في الغابات والسافانا والمناطق الجبلية بأمريكا الجنوبية!
هذه ليست مجرد قصة خيالية، بل هي حقيقة واقعة.
في هذه المقالة، سنأخذك في رحلة لاستكشاف عالم ثعالب أمريكا الجنوبية، وسنركز بشكل خاص على ثعلب السافانا “Crab-eating fox”.
هذا الكائن المثير للاهتمام الذي يتميز بقدرته على التكيف مع بيئات متنوعة.
الاسم العلمي | Cerdocyon thous |
الأسماء الشائعة | ثعلب السافانا، الثعلب آكل السلطعون، كلب الغابة، الذئب الصغير |
الفصيلة | ثعالب أمريكا الجنوبية |
الموطن | قارة أمريكا الجنوبية |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
تصنيف ثعلب السافانا
ثعلب السافانا هو نوع من الكلاب البرية متوسطة الحجم، يعيش في وسط أمريكا الجنوبية منذ آلاف السنين.
وعلى الرغم من اسمه الشائع، فهو ليس ثعلباً حقيقياً، وإنما ينتمي إلى جنس مستقل، يجمع بين صفات الكلاب والثعالب.
والاسم العلمي للجنس مشتق من الكلمات اليونانية للدلالة على الثعلب والكلب، مما يعكس مظهره المميز الذي يجمع بين هذين الحيوانين. [1]
الموطن والانتشار
يعيش ثعلب السافانا في مجموعة متنوعة من البيئات في أمريكا الجنوبية، بدءاً من الغابات المطيرة على ضفاف الأنهار وصولاً إلى السافانا والسهول.
وينتشر هذا النوع من كولومبيا وفنزويلا في الشمال وحتى باراجواي والأرجنتين في الجنوب.
ويتكيف الثعلب مع بيئات مختلفة، ويتحرك بينها حسب الفصول.
ففي موسم الأمطار يتجه إلى المناطق المرتفعة، بينما في الجفاف ينزل إلى الأراضي المنخفضة.
شكل ثعلب السافانا
- يوجد خمسة أنواع فرعية معترف بها، تختلف في الحجم ولون الفراء.
- يبلغ متوسط طوله حوالي 64.3 سم، ويزن بين 4.5 – 7.7 كجم.
- يتميز بفرو بني رمادي بشكل عام، مع وجود مناطق حمراء على الوجه والساقين، وأذنين وذيل أسود الأطراف.
- يمتلك خطاً أسوداً على طول الأرجل الخلفية وشريطاً أسوداً على طول العمود الفقري.
- يتميز بأرجل قصيرة وقوية وذيل طويل كثيف الشعر.
- هناك اختلاف كبير في لون الأنواع الفرعية، مما يجعله يتراوح بين الغامق جداً والرمادي الأصفر الفاتح.
سلوك ثعلب السافانا
يعتبر ثعلب السافانا حيواناً ليلياً يعيش في أزواج أحادية الزواج، ويتحرك ضمن نطاقات منزلية محددة.
ويميل إلى الصيد بشكل فردي، لكنه قد يشكل مجموعات مع أزواج أخرى خلال موسم التكاثر.
ويُظهر ثعلب السافانا سلوكاً إقليمياً، خاصة خلال موسم الجفاف، حيث يدافع عن منطقته بشكل أكبر.
بينما خلال مواسم الأمطار، عندما يكون هناك المزيد من الطعام، فإنهم يولون اهتماماً أقل للمنطقة.
وغالباً ما تصنع أوكارها في الشجيرات وفي العشب الكثيف، وعادةً ما يكون هناك فتحات دخول متعددة لكل وكر.
وعلى الرغم من قدرتها على حفر الأنفاق، إلا أنها تفضل الاستيلاء على جحور الحيوانات الأخرى. [1]
التواصل
يعتبر النباح والصفير والعواء جزءاً لا يتجزأ من لغة التواصل لدى ثعلب السافانا.
حيث تلعب هذه الأصوات دوراً حاسماً في الحفاظ على التماسك الاجتماعي بين الأزواج.
والتي يستخدمها بشكل متكرر للحفاظ على التواصل مع شريك حياته، خاصةً في حال فقدان الاتصال المباشر.
غذاء ثعلب السافانا
يعتبر ثعلب السافانا حيوانًا انتهازياً في غذائه، حيث يتنوع نظامه الغذائي بشكل كبير اعتماداً على ما يتوفر في بيئته.
فهو يفضل الحشرات واللحوم، مثل القوارض الصغيرة والطيور، لكنه لا يتردد في تناول القشريات، والسلاحف، وبيضها، والحشرات، والسحالي، والفواكه، والجيف.
وهذا التنوع في الغذاء يعكس قدرته على التكيف مع بيئات مختلفة ومصادر غذائية متغيرة.
وقد لوحظ أن نظامه الغذائي يتأثر بموسم السنة، حيث يزداد الاعتماد على القشريات خلال موسم الأمطار، بينما تزداد الحشرات خلال موسم الجفاف. [1]
تكاثر ثعلب السافانا
تتكاثر هذه الحيوانات عادة مرة أو مرتين في السنة، وذلك بناءً على الظروف المناخية و وفرة الغذاء.
ويبدأ موسم التزاوج في الغالب في أواخر الخريف أو أوائل الشتاء، وقد يتكرر في منتصف الصيف.
وبعد فترة حمل تستمر حوالي شهرين، تلد الأنثى ما بين 3 – 6 صغار، وعادةً ما يكون ذلك في بداية الربيع إذا كان هناك موسم تكاثر واحد فقط في السنة.
وتتميز هذه الحيوانات بأنها أحادية الزواج، حيث يبقى الذكر والأنثى معاً لرعاية الصغار.
العناية بالجراء
تولد الجراء بوزن يتراوح بين 120-160 جرام، وعينين وآذان مغلقتين، وبدون أسنان.
وخلال الأسابيع الأولى من حياتها، تشهد تغييرات سريعة؛ فتعود عيناها إلى الفتح في اليوم الرابع عشر، وتبدأ بتناول الطعام في الشهر الأول.
وبحلول الشهر الثالث، تفطم الجراء وتكون قد اكتمل نمو فرائها البني الرمادي.
وتصل إلى النضج الجنسي خلال عامها الأول، ويمكن أن يعيش ثعلب السافانا في الأسر لمدة تصل إلى11 عاماً. [2]
حالة حفظ ثعلب السافانا
على الرغم من أن بعض أنواع ثعالب السافانا تواجه تهديدات، إلا أن معظمها مصنف على أنه غير مهدد بالانقراض وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
ومع ذلك، يواجه هذا الثعلب بعض التحديات مثل الصيد غير القانوني بسبب اعتباره تهديداً للمواشي، وانتشار الأمراض من الكلاب.
وبشكل عام، تعتبر أعداد الثعالب مستقرة ضمن نطاقها الجغرافي. [1]
الدور في النظام البيئي
تلعب ثعالب السافانا دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي من خلال تنظيم أعداد الثدييات الصغيرة والحشرات والأسماك وسرطانات البحر، مما يساهم في الحفاظ على استقرار النظام البيئي.
أنواع ثعالب أمريكا الجنوبية
ثعالب أمريكا الجنوبية (Lycalopex)، المعروفة محلياً بأسماء مثل “رابوسا” بالبرتغالية و”زورو” بالإسبانية.
وهي مجموعة فريدة من الكلبيات تعيش في أمريكا الجنوبية.
وعلى الرغم من اسمها الشائع، فإن هذه الحيوانات ليست ثعالباً حقيقية بل أقرب في صلتها بالذئاب وابن آوى.
فاسم الجنس “ليكالوبيكس” (Lycalopex) مشتق من الكلمتين اليونانيتين “لِيكوس” (lykos) بمعنى “ذئب” و”أوبيكس” (opex) بمعنى “ثعلب”، مما يشير إلى الصلة بين هذه الحيوانات وكلا النوعين.
ولهذا الجنس اسم شائع آخر وهو “بسودالويكس” (Pseudalopex) بمعنى “الثعلب الكاذب” أو “الثعلب الوهمي”، وهو وصف يعكس التشابه الظاهري لهذه الحيوانات مع الثعالب الحقيقية، على الرغم من أنها تنتمي إلى جنس مختلف.
ويعود التشابه الظاهري بينها وبين الثعالب الحقيقية إلى ظاهرة التطور المتقارب، والآن حان الوقت لنتعرف على هذه المخلوقات الفريدة: [3]
تضم أمريكا الجنوبية تنوعاً فريداً من الكلبيات، حيث تعيش عشرة أنواع أصلية فيها. فبالإضافة إلى سبعة أنواع من الثعالب، توجد ثلاثة أنواع مميزة أخرى من الكلبيات هي: الذئب ذو العرف، كلب الأدغال، الكلب قصير الأذنين.
1- ثعلب الأنديز
يعيش ثعلب الأنديز أو ذئب ماجلان (Lycalopex culpaeus) في مجموعة متنوعة من الموائل في غرب أمريكا الجنوبية.
ويعتبر من الكلاب متوسطة الحجم بين الثعلب الأحمر والقيوط، وهو ثاني أكبر كلب أصلي في القارة بعد الذئب ذو العرف.
ويحمل العديد من أوجه التشابه مع الثعلب الأحمر، حيث يمتلك فراء رمادي وأحمر، وذقن أبيض، وأرجل حمراء.
ويتغذى ثعلب الأنديز بشكل رئيسي على القوارض والطيور مثل طائر النحام، وقد يهاجم أحياناً الحيوانات الأليفة مثل اللاما والأغنام.
وعلى الرغم من تعرضه للصيد في بعض المناطق، إلا أنه لا يعتبر مهدداً بالانقراض بشكل عام.
2- ثعلب داروين
ثعلب داروين (Lycalopex fulvipes) هو نوع نادر من الثعالب يعيش في غابات تشيلي، وخاصة في جزيرة تشيلوي.
ويتميز بحجمه الصغير ولونه الداكن مقارنة بأقاربه، ولا يتزاوج مع الأنواع الأخرى من ثعالب أمريكا الجنوبية.
ويتغذى ثعلب داروين على مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك الثدييات الصغيرة، والحشرات، والفاكهة.
وعلى الرغم من أنه محمي في بعض المناطق، إلا أن هذا النوع يواجه تهديدات كبيرة بسبب فقدان موائله والصيد، بالإضافة إلى انتشار الأمراض البكتيرية.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة لحمايته، فإن ثعلب داروين لا يزال مصنفاً على أنه مهدد بالانقراض.
3- ثعلب ساخورا
ثعلب ساخورا (Lycalopex sechurae) هو أصغر أنواع ثعالب أمريكا الجنوبية.
وحصل على اسمه لوجوده في صحراء سيشورا في شمال غرب بيرو.
ويتميز بفرائه الرمادي والبني وعلامات مميزة حول العينين والأذنين، ويفتقر إلى الفراء الأحمر على جسمه، على النقيض من الأنواع الأخرى.
ويتكيف هذا الثعلب مع بيئته القاحلة، حيث يتغذى على الحشرات والنباتات والجيف، ويمكنه البقاء لفترات طويلة دون شرب الماء.
كما يمكنه البقاء على قيد الحياة على نظام غذائي عشبي بالكامل عند الضرورة.
وعلى الرغم من قدرته على التكيف، يواجه ثعلب ساخورا تهديدات كبيرة بسبب فقدان موائله والصيد الجائر، مما أدى إلى تصنيفه كنوع مهدد بالانقراض.
4- ثعلب أميركا الجنوبية الرمادي
ثعلب أميركا الجنوبية الرمادي أو ثعلب باتاغونيا (Lycalopex griseus) يعيش في المناطق الجنوبية من الأرجنتين وتشيلي.
ويتميز هذا الثعلب بفرو رمادي مرقط وأذنين كبيرتين وبقعة سوداء مميزة على الذقن.
ويتغذى على مجموعة متنوعة من الأطعمة، وتشكل القوارض الجزء الأكبر من نظامه الغذائي.
وهو مصنف على أنه غير مهدد بالانقراض وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
5- الثعلب الأشيب
الثعلب الأشيب (Lycalopex vetulus) هو نوع من الثعالب الصغيرة التي تعيش في البرازيل.
ويتميز بفرو رمادي قصير وأطراف نحيلة وخطم قصير.
وعلى عكس العديد من الثعالب الأخرى، يتغذى بشكل أساسي على اللافقاريات الصغيرة مثل الحشرات.
حيث يتغذى بشكل أساسي على الحشرات مثل النمل الأبيض والخنافس، ولكنه قد يأكل أيضاً القوارض والطيور الصغيرة والفواكه.
ويعيش الثعلب الأشيب حياة ليلية ومنعزلة، وهو مهدد بالانقراض بسبب فقدان بيئته الطبيعية.
6- ثعلب البمبات
ثعلب البمبات أو ثعلب أسزارا أو ثعلب أزارا (Lycalopex gymnocercus) هو نوع من الثعالب متوسطة الحجم.
ويعيش ثعلب البمبات في وسط الأرجنتين وأوروغواي وجنوب البرازيل، ويفضل موائل البمبة المفتوحة، وغالباً ما يكون قريب من الأراضي الزراعية.
ويتميز بفرائه الرمادي مع خطوط سوداء على الظهر والذيل وأجزاء سفلية بيضاء.
كما يتميز هذا النوع بخطم عريض وأذنين كبيرتين، ويشبه إلى حد ما ثعلب الأنديز.
وهو حيوان ليلي يتغذى على مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك القوارض والطيور والحشرات والفواكه.
وعلى الرغم من أنه يتعرض للصيد وفقدان الموائل، إلا أنه لا يزال شائعاً في معظم المناطق التي يعيش فيها.
وداعاً، أيتها المخلوقات الفريدة
رحلة اكتشاف ثعلب السافانا لم تنتهي هنا، فهناك الكثير لنتعلمه عن هذا الكائن المثير للاهتمام، وعن عالم الحيوانات بشكل عام.
هل ترغب في معرفة المزيد عن ثعلب السافانا؟ شاركنا بأسئلتك في التعليقات، وسنسعى جاهدين لإيجاد الإجابات لك.