بعد رحلتنا الطويلة في عالم النمس، والتي بدأناها بالنمس المصري والسرقاط وانتقلنا إلى النمس الرمادي الهندي وأقاربه.
نختتم رحلتنا بنوع آخر مميز يعيش في الغابات المطيرة في غرب أفريقيا إنه النمس طويل الأنف “Common kusimanse”.
فهل هو منعزل مثل النمس كثيف الذيل؟ أم أنه يفضل حياة أكثر اجتماعية؟ هذا ما سنعرفه في المقالة التالية!
الاسم العلمي | Crossarchus obscurus |
الأسماء الشائعة | النمس طويل الأنف، الكوسيمانس الشائع، النمس القزم |
الفصيلة | النمسيات |
الموطن | قارة أفريقيا |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن النمس طويل الأنف
النمس طويل الأنف هو حيوان صغير ينتمي إلى فصيلة النمسيات، ويشبه حيوان ابن عرس وحيوان القوطي.
ويتواجد هذا النوع بشكل طبيعي في غرب أفريقيا، وخاصة في دول مثل غانا وساحل العاج وبنين وليبيريا وسيراليون.
وقد تم نقله إلى العديد من البلدان الأخرى لتربيته كحيوان أليف. [1]
البيئة
على عكس معظم أنواع النمس التي تفضل المراعي المفتوحة أو المناطق شبه القاحلة مثل النمس الأصفر، يفضل هذا النوع من النمس العيش في الغابات الرطبة.
فهو يتخذ من الغابات المرتفعة والغابات النهرية المرتبطة بها موطناً له، وغالباً ما يتواجد بالقرب من مصادر المياه.
ويمكن العثور عليه في ارتفاعات تصل حتى 1000 متر فوق سطح البحر. [2]
شكل النمس طويل الأنف
- يشبه ابن عرس في شكله العام، مع جسم ممدود وأرجل قصيرة.
- يبلغ طول الحيوان البالغ حوالي 33 سم، ويصل وزنه إلى حوالي 1 كجم.
- يتميز بفراء كثيف ذو لون بني داكن أو محمر، كما يتميز بذيل قصير نسبياً.
- فروه ناعم وحريري في المنطقة السفلية من الجسم، بينما يكون أكثر خشونة في منطقة الظهر.
- يتميز بفم طويل وأنف مدببة، وآذان صغيرة، وعينان داكنتان صغيرتان.
- لديه أرجل قصيرة ومخالب طويلة تساعده على الحفر والحركة.
سلوك النمس طويل الأنف
يُعرف هذا النمس بكونه حيواناً اجتماعياً يعيش في مجموعات عائلية متماسكة يتراوح أعداد أفرادها بين 10 – 20 فرداً أو أكثر.
وعلى الرغم من قدرته على التسلق، يفضل هذا النمس عادةً البقاء على الأرض، ولا يقضي الكثير من الوقت في منطقة معينة من منطقته.
وفي أثناء تنقله بحثاً عن الطعام، تستخدم تجاويف الأشجار وجحور الحيوانات الأخرى وتلال النمل الأبيض كمأوى مؤقت.
ونظراً لطبيعة حياته الرحالة وعدم وجود مأوى دائم، غالباً ما يواجه صغار النمس صعوبة في مواكبة حركة المجموعة.
مما يستدعي من أفراد المجموعة حملها ونقلها بين أماكن مختلفة والتناوب على إطعامها ورعايتها. [1]
النظام الاجتماعي
يعيش النمس طويل الأنف في مجتمعات كبيرة نسبياً تتكون من عدة وحدات عائلية مترابطة، حيث يصل أعداد أفراد المجموعة إلى ما بين 10-20 فرد.
وتتكون كل وحدة عائلية من زوج مهيمن وصغارهما، وتتميز هذه المجموعات بهيكل اجتماعي صارم.
حيث يتمتع الزوج المهيمن بحق التكاثر حصرياً، ويتم قمع أي محاولات للتكاثر من قبل أفراد آخرين في المجموعة، وغالباً ما يتم قتل صغار الأفراد الأقل هيمنة (يشبه نظام النمس القزم).
التواصل
تتواصل مجموعات النمس هذه عبر مجموعة متنوعة من الأصوات، من الصفارات الحادة إلى والهدير العميق.
حيث تستخدم الصفارات بشكل خاص للحفاظ على التماسك أثناء التنقل في الغابات المطيرة الكثيفة.
كما يحددون أراضيهم بعلامات رائحة قوية تفرزها من غدد الشرج، ويدافعون عنها بشراسة ضد أي متسلل بغض النظر عن حجمه.
وعند الشعور بالتهديد، يلجأون إلى مجموعة متنوعة من الحركات الجسدية المهددة، مثل الانقضاض وتقويس الظهر وانتصاب الشعر.
غذاء النمس طويل الأنف
تُعرف النمس طويلة الأنف بكونها صيادين نشطين ماهرين، حيث تتمتع ببصر حاد وحاسة شم قوية تساعدها على تحديد فريستها الصغيرة بسهولة.
وتتغذى هذه الحيوانات بشكل أساسي على اللحوم، بما في ذلك الحشرات واليرقات وسرطانات المياه العذبة والزواحف الصغيرة والقوارض.
كما أنها ماهرة في حفر الأرض بحثاً عن طعامها، وتفضل قتل فريستها بعضة واحدة في مؤخرة الرقبة.
وعلى الرغم من كونها حيوانات آكلة للحوم بشكل رئيسي، إلا أنها تتناول أيضاً بعض الفواكه والتوت كمكمل غذائي. [1]
المفترسات
يواجه النمس طويل الأنف خطر الافتراس المستمر من قبل الحيوانات المفترسة الأكبر حجماً مثل الكلاب، والقطط الكبيرة والطيور الجارحة مثل الصقور.
تكاثر النمس طويل الأنف
بسبب هيكلها الاجتماعي الهرمي الصارم، فإن فرص التكاثر محصورة في عدد قليل من الأفراد في المجموعة.
وعلى الرغم من ذلك، تتمتع الإناث بخصوبة عالية، قادرة على إنجاب ما يصل إلى ثلاث مرات في السنة.
وتستمر فترة الحمل حوالي ثمانية أسابيع، وتلد الأنثى في كل مرة من 2 – 4 صغار، رغم امتلاكها ست حلمات. [1]
العناية بالصغار
تولد الصغار بطول لا يتجاوز 1.3 سم، وأعينهم مغمضتان وجسمهم مغطى بفرو كثيف.
وبعد نحو اثني عشر يوماً، تبدأ عيونهم بالفتح وتبدأ باستكشاف محيطها.
وفي غضون ثلاثة أسابيع، يتم فطامهم عن حليب الأم، ويبدأ فرو البلوغ بالنمو، وتبدأ بالبحث عن الطعام بمفردها.
ويستمر نموهم حتى يصلون إلى حجم البالغين في عمر يتراوح بين 6 – 9 أشهر، ويصلون إلى النضج الجنسي بين عمر 9 أشهر إلى سنة واحدة.
ويعيش النمس طويل الأنف في الأسر لمدة تصل إلى 10 سنوات في المتوسط.
الدور في النظام البيئي
تعتبر هذه الحيوانات حليفاً قوياً للإنسان في مكافحة الآفات، حيث تعمل بمثابة مبيدات حشرية طبيعية في المناطق القريبة من التجمعات السكانية.
كما تلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي من خلال تنظيم أعداد الحشرات الضارة، مما يقلل من الحاجة إلى المبيدات الكيميائية الضارة.
حالة حفظ النمس طويل الأنف
على الرغم من عدم وجود بيانات دقيقة حول أعداد هذه الحيوانات في البرية، إلا أنه لا يواجه تهديدات وجودية تجعله عرضة للانقراض.
تربية النمس كحيوان أليف
يتميز النمس طويل الأنف بسهولة تدريبه وطبيعته الاجتماعية، مما جعله حيواناً أليفاً شائعاً في العديد من دول العالم.
ويرتبط هذا النمس بصاحبه بقوة، لكنه قد يكون عدوانياً تجاه الحيوانات الأليفة الأخرى.
ونظراً لنشاطه الكبير، يحتاج إلى مساحة واسعة للتجوال، وإلا فقد يصبح عصبياً.
ويتغذى هذا النمس على مجموعة متنوعة من الحشرات والقوارض، بالإضافة إلى طعام القطط عالي الجودة. [1]
الأنواع المشابهة
بالإضافة إلى النمس طويل الأنف توجد ثلاثة أنواع أخرى شبيهة به تتواجد معه في نفس الجنس، مما يجعلهم يشتركون في العديد من الخصائص، وهم:
1- النمس الكسندري
النمس الكسندري (Crossarchus alexandri) هو نوع من النمس يتواجد بشكل طبيعي في الغابات المطيرة بوسط أفريقيا.
ويتميز هذا النوع بحجمه المتوسط، حيث يتراوح طول جسمه بين 30-45 سم، ويزن بين 0.45 -1.4 كجم، مع ذيل طويل يصل طوله إلى 25 سم.
2- النمس الأنغولي
النمس الأنغولي (Crossarchus ansorgei)، المعروف أيضاً باسم نمس أنسورغ.
وهو نوع من النمس الصغير ينحصر وجوده في الغابات المطيرة في أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يتجنب المناطق المأهولة بالسكان.
وعلى الرغم من ندرة المعلومات المتوفرة عنه، إلا أنه يُعتقد أن هذا النوع شائع نسبياً في بعض المناطق.
ويواجه النمس الأنغولي تهديدات بفقدان موطنه والصيد، ولكن يحظى بحماية في بعض المناطق المحمية مثل منتزه سالونجا الوطني.
3- النمس ذو الرأس المسطح
النمس ذو الرأس المسطح (Crossarchus platycephalus) هو نوع من النمس يعيش في الغابات المطيرة بغرب أفريقيا.
وعلى الرغم من تشابهه مع النمس طويل الأنف، إلا أنه يعتبر نوعاً مستقلاً يتميز بقمة شعر بارزة خلف الأذنين وجماجم أوسع.
وقد صُنف سابقاً كنوع فرعي من النمس طويل الأنف، و وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، فإن هذا النوع ليس مهدداً بالانقراض حالياً. [3]
وداعاً، أيها المخلوق اللطيف
بعد أن تعرفنا على النمس طويل الأنف، هذا الكائن الفريد والمميز، لا يسعنا إلا أن نندهش من التنوع الهائل في عالم الحيوانات.
فمن منا كان يتصور وجود حيوان أليف بمثل هذه المميزات الغريبة؟
شاركنا بآرائك وتعليقاتك حول هذا النمس، وهل تعتقد أنه يمكن أن يكون حيواناً أليفاً مثالياً؟