النمس القزم الشائع: بعد أن استكشفنا عالم النمس في أفريقيا وآسيا، وتعرفنا على النمس المصري والنمس الرمادي الهندي وأقاربه.
نعود مجدداً إلى القارة السمراء لنستكشف نوعاً آخر مثيراً للاهتمام، إنه النمس القزم الشائع “Common dwarf mongoose”.
النمس القزم ينتظرنا بأسراره وألغازه، فهل سنتمكن من فك شفرتها؟
الاسم العلمي | Helogale parvula |
الأسماء الشائعة | النمس القزم الشائع |
الفصيلة | النمسيات |
الموطن | قارة أفريقيا |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن النمس القزم الشائع
النمس القزم الشائع هو نوع صغير من النمس، ويعتبر قريباً من النمس القزم الإثيوبي، ويتواجد بشكل طبيعي في مناطق واسعة من أفريقيا.
بدءاً من أنغولا وشمال ناميبيا في الجنوب، مروراً بجنوب أفريقيا وزامبيا، وصولاً إلى شرق أفريقيا وإثيوبيا. [1]
البيئة
يفضل النمس القزم الشائع العيش في المناطق الجافة المفتوحة مثل السافانا والأراضي الحرجية التي تتخللها تلال النمل الأبيض، والتي يعتبرها مكان نومه المفضل.
ويتجنب المناطق شديدة الرطوبة مثل الغابات الكثيفة أو البيئات الصحراوية القاحلة، مفضلاً الارتفاعات التي تصل إلى 2000 متر. [1]
شكل النمس القزم الشائع
- يعتبر النمس القزم أصغر عضو في رتبة آكلات اللحوم في أفريقيا.
- يقسم إلى سبعة أنواع فرعية، ويتراوح طوله بين 16-23 سم، ويزن 213-341 جرام.
- يتمتع برأس كبير نوعاً ما ومدبب، وأذنين صغيرتين.
- تكون أطرافه قصيرة نسبياً مقارنة بجسمه، مما يجعله يبدو أكثر انسيابية.
- يتميز بفرو ناعم وحريري، يتراوح لونه بين الأحمر المصفر والبني الداكن، مما يمنحه تمويهاً ممتازاً في بيئته الطبيعية.
- يمتلك ذيلاً طويلاً نسبياً يساعد على حفظ التوازن أثناء الحركة، ويساهم في التواصل مع أفراد مجموعته.
- يتميز بمخالب طويلة وحادة تساعده على الحفر والتسلق والقبض على فريسته.
سلوك النمس القزم الشائع
النمس القزم الشائع حيوان نهاري اجتماعي يعيش في مجموعات عائلية كبيرة قد تضم ما يصل إلى ثلاثين فرداً مثل السرقاط.
وتتميز هذه المجموعات بهيكل اجتماعي صارم يقوده زوج مهيمن، وعادةً ما يكون الأكبر سناً.
ويتعاون أفراد المجموعة في تربية الصغار وحماية المجموعة من الأخطار، مما يعكس طبيعتهم الاجتماعية القوية. [1]
النظام الاجتماعي
النمس القزم لديه نظام اجتماعي مثير للاهتمام حيث تتكون المجموعة من أنثى مسيطرة عادةً ما تكون الأكبر سناً.
بينما يكون العضو الثاني في الترتيب هو زوج الأنثى المهيمنة.
ويكون الزوج المهيمن أحادي الزواج وهما الوحيدان اللذان يتكاثران في المجموعة.
وفي أي فئة عمرية، تكون الإناث مهيمنة على الذكور، ويقوم باقي الأفراد بتنظيف وإطعام الصغار ويتناوبون في رعايتهم.
وعادةً ما يغادر الذكور المجموعة مع إخوتهم في عمر السنتين أو الثلاثة، وينضم الذكور إما إلى مجموعات قائمة أو تؤسس مجموعات جديدة.
بينما تظل الإناث في مجموعتهن الأصلية طوال حياتهن، منتظرات الفرصة للسيطرة.
ولكن إذا فقدت أنثى مكانها في التسلسل الهرمي، فقد تغادر لتأسيس مجموعة جديدة. [2]
قدرة النمس العجيبة في التواصل
يتميز النمس القزم بقدرة فائقة على التواصل مع أفراد عائلته.
فهو يطلق نداءات تحذيرية عند اكتشاف أي خطر، سواء كان مفترساً حقيقياً أو مجرد تهديد محتمل.
وتتميز هذه النداءات بتنوعها، حيث يمكن للنمس أن ينقل معلومات دقيقة حول نوع المفترس ومدى قرب الخطر وارتفاعه.
وهذه القدرة على التواصل المعقدة تساعد النمس القزم في حماية نفسه وعائلته من الأخطار المحيطة.
تحديد المنطقة
النمس القزم حيوان إقليمي ويفضل النوم في تلال النمل الأبيض المهجورة، ولكنه قد يستخدم أيضاً أكوام الحجارة أو الأشجار المجوفة.
وتقضي فترة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر في جزء معين من نطاقها المنزلي، ثم تنتقل إلى منطقة أخرى لتسمح للموارد الغذائية في المنطقة الأولى بالتجدد.
ويحدد النمس أراضيه بإفرازات من غدده الشرجية والخد، ويستخدم أماكن محددة للتبرز.
وغالباً ما تتداخل أراضي المجموعات المختلفة، مما قد يؤدي إلى صراعات، وعادةً ما تفوز المجموعة الأكبر والأقوى.
غذاء النمس القزم
يتغذى النمس القزم الشائع بشكل أساسي على الحشرات مثل يرقات الخنافس والنمل الأبيض والجراد والصراصير.
بالإضافة إلى العناكب والعقارب والزواحف الصغيرة كالسحالي والثعابين.
وقد يتناول أحياناً الطيور الصغيرة والقوارض، ويستكمل غذائه أحياناً بتناول بعض التوت.
كيف يصطاد النمس فرائسه؟
يصطاد النمس القزم فرائسه بشكل تعاوني وفردي، ويتميز بمهارات صيد فريدة.
فهو يستخدم أرجله الخلفية القوية لالتقاط البيض ورميه بقوة، كما يتقن اصطياد الحشرات الطائرة بقفزات سريعة ودقيقة.
وعند مواجهة فريسة أكبر حجماً مثل الجرذان أو الثعابين، تتكاتف في عمل جماعي للتغلب عليها، وتقوم بتقاسم الغنائم بين أفراد القطيع.
المفترسات
يواجه النمس القزم خطر الافتراس من قبل الثعابين الكبيرة والطيور الجارحة مثل الصقور.
ولتجنب هذه الأخطار، تتبنى هذه الحيوانات استراتيجية حماية جماعية حيث يتناوب أفراد المجموعة على الحراسة.
ويقف الحارس في مكان مرتفع مثل صخرة أو شجرة لمراقبة محيط المجموعة أثناء بحثها عن الطعام.
وعند اكتشاف خطر محدق، مثل اقتراب صقر، يطلق الحارس نداء إنذار ويهرع الجميع للاختباء.
العلاقة بين النمس وطائر أركوم الحبشة
تُظهر العلاقة بين طائر أركوم الحبشة والنمس القزم مثالاً رائعاً على التعاون المتبادل بين نوعين مختلفين.
فبينما يثير النمس الحشرات أثناء بحثه عن الطعام، يستغل طائر أركوم الحبشة هذه الفرصة لالتقاط الحشرات الهاربة.
وفي المقابل، تحذر طيور أركوم الحبشة النمس من أي خطر محدق بإطلاق نداءات إنذار، مما يشكل شراكة ناجحة تعود بالفائدة على كلا الطرفين.
تكاثر النمس القزم
تتكاثر بشكل رئيسي خلال موسم الأمطار، حيث تنجب الأنثى المهيمنة عادةً ما بين ثلاثة إلى ستة صغار بعد فترة حمل تستمر حوالي 53 يوماً.
وتلعب الأنثى المهيمنة دوراً أساسياً في تربية الصغار، حيث ترضعهم وتعتني بهم، و
قد تنتج الإناث التابعة الحليب لإطعام صغار الأنثى المهيمنة.
وعادةً ما يبقى عضو واحد أو أكثر من أعضاء المجموعة لرعاية الصغار بينما تذهب المجموعة للبحث عن الطعام.
العناية بالصغار
يظل الصغار تحت الأرض داخل تل النمل الأبيض لمدة 2-3 أسابيع الأولى.
وفي عمر 4 أسابيع يبدأ الصغار في مرافقة المجموعة، ويساعد جميع أعضاء المجموعة في تزويدهم بفرائسهم حتى يبلغوا حوالي 10 أسابيع من العمر.
وتبلغ صغار النمس مرحلة النضج الجنسي بحلول عام واحد من العمر ولكنها تتأخر في الانتشار، حيث يهاجر الذكور في عمر 2-3 سنوات.
ويمكن أن يعيش النمس القزم الشائع 8 سنوات في البرية، و10 سنوات في الأسر. [1]
الدور في النظام البيئي
يلعب النمس القزم دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي من خلال السيطرة على أعداد الحشرات والفقاريات الصغيرة، خاصة الفئران.
فهي تساهم في حماية المحاصيل الزراعية من أضرار الفئران، مما يزيد من إنتاجية المزارعين وعوائد القرويين.
ومع ذلك، ورغم فوائدها، فإن النمس القزم قد يتسبب أحياناً في أضرار للبيئة المحلية من خلال افتراس بيض الدواجن.
الأنواع المشابة
بالإضافة إلى النمس القزم الشائع يوجد نوع آخر في نفس الجنس يعيش في قارة أفريقيا وهو:
النمس القزم الإثيوبي
النمس القزم الإثيوبي ( Helogale hirtula )، والمعروف أيضاً باسم النمس القزم الصحراوي أو النمس القزم الصومالي.
وهو نمس أصلي يتواجد في شرق أفريقيا ، وخاصة إثيوبيا وكينيا والصومال، ويقسم إلى خمسة أنواع فرعية.
وبالمقارنة مع النمس القزم الشائع، فإن فرائه أشعث، ويتنوع لون فرائه؛ فهو عموماً أشيب ناعم ورمادي مع أجزاء سفلية حمراء مصفرة.
والسمة الرئيسية المستخدمة للتمييز بين النمس القزم الإثيوبي والنمس القزم الشائع هي طول ضروسه العلوية، والتي تتجاوز 4.5 مم.
وقد تم إدراج النمس القزم الإثيوبي ضمن الأنواع الأقل إثارة للقلق وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. [3]
وداعاً، أيتها المخلوقات اللطيفة
بعد هذه الرحلة الاستكشافية في عالم النمس القزم، ندرك أهمية الحفاظ على هذه الكائنات الصغيرة وبيئاتها الطبيعية.
دعونا جميعاً نساهم في حماية هذه الأنواع المدهشة من خلال التوعية بأهميتها ودعم جهود الحفاظ عليها.
شاركنا بآرائك وتعليقاتك حول النمس القزم، وهل تعرف أي معلومات أخرى مثيرة للاهتمام عن هذا الكائن؟